رفيق شاميصفحات مميزة

تمخض الجبل فولد عقربا: رفيق شامي

رفيق شامي

هكذا إذن، بعد تطبيل وتزمير جوقة الصحافة في البلدان الثمانية العظمى، أعلنت هذه الصحافة عن “فشل الدول هذه بالخروج بقرار حازم في الشأن السوري.”. هذه أول كذبة في هكذا تقرير. ونتيجة لهذا الخبرخاب ظن من إنتظر الفرج من سبعة دول تدعي صداقتها للشعب السوري في مواجهة مؤيد واحد هو روسيا… العتب والنقد يحق تجاه بعض أعضاء المعارضة السورية الذين تأملوا مع من تأمل.

 إذا كان هؤلاء السبعة أصدقاء الشعب السوري فقلبي ينفطر شفقة على هذا الشعب الثائر الشجاع  والذي ضحى بأجمل بناته وبنيه من أجل الحرية والديمقراطية. وبتعبير أبناء دمشق المختصر “طزعلى هيك أصدقاء” لكن الكذبة تكمن في كون هذه الدول لم تفشل بل إتفقت مع روسيا. فهي متفقة معه على إبقاء الأسد لأطول مدة ممكنة لتتهدم سوريا وكل مقدراتها العسكرية وكل بنتيها التحتية وكل تراثها المعماري الثقافي وكل تسامحها. كل ذلك لترتاح إسرائيل فوق الجولان الذي حولته لمنتجع سياحي لعشرين أو خمسين سنة قادمة. الإختلاف الوحيد الذي لا يقال علنيا، وهي الكذبة الثانية لأنها تستر الحقيقة، هو: رؤساء الدول السبع متأكدون أن الأسد سيسقط والروس يتأملون الفرج ويدعمون هذا الأمل بتوريد أسلحة فتاكة لجيش الأسد ولإيران. ولذا يترك الرؤساء السبعة زميلهم الثامن ليقوم بهذا الدور الوسخ وينهار كل نفوذه في الشرق بعد سقوط الأسد،  وبالتالي يعيد الروس خطأهم التاريخي في أفغانستان بغباء أخجل من تسميته “حمرنة” لإحترامي لهذا الكائن الذكي المعذب في بلادنا.

سوريا تحولت في الأشهر الأخيرة لأفغانستان ثانية يتدخل في حربها كل قادر على ذلك حتى حكومة لبنان المنافقة وعميل أمريكا الأول نوري المالكي. ومن الأسهل وضع لائحة قصيرة بأسماء الدول التي لا تتدخل مثل جمهورية ساحل العاج ومقاطعة غرونلاند( بسكانها الأصليين الإينويت) شمال الدانمارك.  حتى نتنياهو يعبر عن إرتياحه لبقاء الأسد وستبين الأيام إلى أي مدى ساعد الإسرائيليون الأسد. الأدلة غير متوفرة الآن وبعض الكتاب المؤيدين  للثورة يبالغون بخطابية عن عمل مشترك بين جهازي الأمن بدون أن يقدموا أي دليل على ذلك.

لكن هذا الخط العام رافقته إشاعة نقلتها بعض الجهات العارفة بما يجري وراء الأبواب الموصدة، او سُرِبَت المعلومة عمدا كتمهيد لما سيحصل ( التايمز البريطانية وصحف عربية عديدة)  والمعلومة تقول بإختصار أن هؤلاء الرؤساء قد إتفقوا على وضع ثقل خاص لدور المخابرات والضباط الكبار في سوريا المستقبل وأنهم سيشجعون هؤلاء للقيام بإنقلاب عسكري يطيح بالأسد وستكون مكافأتهم عفو عام ودور هام في بناء الدولة الجديدة. تمخض الجبل إذن بعد سنتين ونصف من الحمل فولد عقربا بعد أن ملأ كل من هؤلاء السبعة العالم بفئران وعودهم ونقدهم السخيف للثورة ومناداة كلينتون وبعدها أوباما الأسد بأن يرحل. ما شاء الله لهذه المناداة وهم يسلموه بنفس الوقت برامج كومبيوتر نادرة  للتجسس ولإختراق صفوف المعارضة والتشويش عليها وبذلك تكمل سلاحه الروسي على أحسن وجه. لم تنقطع صلاتهم العسكرية والمخابرتية مع الأسد على عكس ما يصوره إعلامهم ولا للحظة.  وآخرها فضيحة زيارة رئيس المخابرات الألمانية شيندلر لسوريا بهدف رسمي وهو ملاحقة الإرهابيين وهدف مباشر للتأكيد علنا على حسن العلاقة. كل تصريحات القنصلة ميركل ووزير خارجيتها فيسترفيلله لا تساوي قشرة بصلة تجاه هكذا رفع لمعنويات المخابرات السورية بمثل هذه الزيارة على أعلى مستوى. والأمر الأهم رئيس المخابرات هذا ما كان ليزور دمشق دون موافقة أمريكا.

هذا العقرب له دلالات خطيرة، فهو أولا دليل قاطع على عنصرية هؤلاء الرؤساء الذين يقررون بكل صفاقة مصير شعوب على نفس منهج العنصري الكبير هنري كيسينجر الذي قال عقب إنقلاب بينوشية على الرئيس المنتخب ديموقراطيا سلفادور اليندي. “إذا كان الشعب التشيلي غبي إلى حد لا يستطيع معه الإطاحة برئيسه نطيحه نحن”.

  وثانيا يقدم هذا الدليل الواضح ان هؤلاء الرؤساء هم أحفاد مخلصين لأجدادهم الإستعماريين ولم يتعلموا أي درس من كل الضحايا التي قدمها العالم الثالث ليتخلص منهم ، فهم يقررون ما الذي يحدث وفقا لمصالحهم في مستعمرات لهم.

وثالثا وهذا أهم وأخطر ما في هذه المعلومة. إنهم يحضرون فعلا لإنقلاب ليس ضد الأسد ما دام قويا بل في تلك اللحظة التي يرون فيها عبر إستخباراتهم الدقيقة أنه بدأ بالإنهيار الفعلي. وهذه اكبر مؤامرة على الشعب السوري بإجهاض ثورته. فسقوط الأسد هو هدف اول مرحلي للثورة وليس النهائي. هدف الثورة النهائي والمقدس هو تأسيس مجتمع متسامح ديمقراطي حر  ينعم بحرية وديمقراطية ولا يركع أمام أحد ولا يخاف من أحد ويتقدم بسرعة مذهلة بفضل شعبه العظيم الحر.

في تلك اللحظة التي تدرك فيها مخابراتهم أن تحرير دمشق صار في متناول اليد تحرك ضباطها الذين ما باتوا يتعاملون معها منذ عشرات السنين ليقضوا على الأسد و”لينقذوا” سوريا من المؤامرات كما أنقذها عميل المخابرات الأمريكية والفرنسية حسني الزعيم وكما أنقذها الحناوي عميل بريطانيا وغيرهم من الإنقلابيين حتى حافظ الأسد. ولا بد من تذكير القراء الشبان أن الإنقلاب الأول في تاريخ العرب كان سوري الموطن من صنع أمريكا.

في تلك اللحظة يتصدر الجيش وجهاز المخابرات عملية تصفية جديدة لكل القوى الطيبة في صفوف الثورة تحت قناع جديد وهو محاربة القتلة والإرهابيين بمجلس ثورة نظيف يريد فقط عز سوريا وتحرير فلسطين والإسكندرون وإذا بقي وقت تحرير الأندلس من مواطنيها الإسبان ( رحمك الله يا محمد الماغوط).

هذا هو الخطر المحدق بالثورة ومعارضتها فسقوط الأسد سيرافقه وفق هذا المخطط السام إجهاض للثورة.

إعلام الغرب وتبعيته للأنظمة

ما لم تنجح الثورة السورية في جذبه هو إعلام الغرب، لكن المسبب لهذا الفشل ليس شذوذ تصرف بعض المجرمين في صفوف الثورة الذي يقتلون طفلا ويعطون سيكارة وكلاشينكوف لطفل آخر ويتركون مجرم حقير يتصرف ببربرية لا مثيل لها تجاه جثة قتيل. لآ ابدا ليس هذا هو المبرر وإلا لكانت وسائل الإعلام هذه قاطعت الأسد منذ أول طلقة رصاص على متظاهرين سلميين ومنذ أول تمثيل بربري بجثة طفل هو حمزة الخطيب ومنذ أول صاروخ سكود يطلق من نظام الأسد على أسواق بلدة سورية ولا ولا ولا.

الإعلام هنا في البلدان الحرة صار كسلطة رابعة رديفا لسياسة الدولة يؤيدها أو يعارضها. وفي هذه المرحلة يؤيد الإعلام بدون أي تحفظ سياسة حكومته.

إعلام المانيا، وهو في البلدان الغربية الأخرى ليس أفضل من ذلك، يقف بغالبيته وراء الأسد، هناك صحف يسارية تقف مع الثورة، لكن معلوماتي اكثر دقة عن الإعلام الألماني. غالبية الصحف والمجلات الألمانية المؤثرة كـ”دير شبيغل” تتعامى عن مذابح رهيبة وعن دخول قوات حزب الله لتقدم لنا مراسلتهم في بيروت أورليكة بوتس  التي تستقي أخبارها من جهات تعمل مع المخابرات السورية لتنشر في أيام معركة القصير خبرا مفصلا عن منظمة القاعدة الإرهابية في سوريا وتنظيماتها التي تدرب أطفالا في معسكرات. وما أن ينشر الخبر في دير شبيغل حتى تنشر الصحف والمجلات الألمانية الأقل شأنا وحتى العربية الخبر نقلا عن ” دير شبيغل”… وحتى السورية التي مدت هذه الصحفية الكسولة جدا بالخبر مع فيلم فيديو من قلب المعسكرت أو من قلب حمص دون ان تطأ قدمها الأرض السورية. المراسلة الثانية للصحيفة رانيا  سلوم والتي تنقل وبإجتهاد لا مثيل له أخبارها وإستنتاجاتها من جريدة “الأخبار” البيروتية الموالية للأسد.

ولا ينقص المجلة الضخمة “دير شبيغل” ومثيلاتها لا المال ولا الوسائل التقنية ولا المراسلين الشجعان الذين يتمنون نشر اخبارهم عن أهوال مذابح الأسد في مجلة يقرؤها ملايين الألمان، بل ما ينقصها هو شرف المهنة ومصداقية الخبر وعلى الأقل حيادية الموقف.

ملخص القول أن الإعلام في مثل هذه الأحوال سلاح دعائي ماض لا يملكه الأسد بل تقدمه له وسائل الإعلام الغربية وترى صحفيا مخضرما لجريدة “فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ” يتحول لصحفي سوري موالي أمام الأسد يقدم له عنواين الأجوبة فقط ليتقيأ الأسد بما إجتره منذ إندلاع الثورة. ولا كلمة واحدة جديدة…حتى تحذيره لأوروبا من الإرهابيين. وهذا الصحفي يكمل ما أرسلته مراسلة “ديرشبيغل” عن الإرهابيين. وقبلها التلفزيون الألماني الرسمي بفيلم مقابلة أجراها الصديق المخلص للسفاح التشيلي  بينوشيت مع الأسد ليتحول التلفزيون الألماني لأكثر من ساعة لفرع لتلفزيون دنيا…واما إذا ارادوا الكلام مع معارض فإنهم يضعون له حدا من ثلاث إلى سبع دقائق ليشرح فيها الوضع السوري بما فيها جبهة النصرة والصراع الشيعي السني وإذا امكن وضع المسيحيين واليهود وعباد النار في سوريا. لذلك توقفت عن إعطاء أية مقابلة من هذا النوع.

نموذجان من الجوار الكاذب.

الثورة السورية واجهت منذ البدء صعوبات لم تواجهها كل ثورات العرب لا في ليبيا ولا في تونس ولا في مصر. نموذجان يكفيان لتبيان ما تواجهه الثورة على أرض الواقع. كاد الأسد يسقط لولا الحجر الطائفي الذي ركض من لبنان والعراق لمساندة جرة النظام.

لم أر في حياتي حكومة أكذب من حكومة لبنان الحالية، قد يكون ذلك هو التأثير المباشر لإختراق النظام السوري لكل نخبة لبنان خلال عمل مخابراتي دؤوب منذ دخول القوات السورية عام 1976 وحتى لحظة خروجها في ربيع  2005 بعد إغتيال الحريري. فهذه الحكومة التي تعلن يوميا عن سياسة “النأي بالنفس”، هي اول من ساعد النظام. هذا التعبير الذي إخترعه عميل الأسد ميقاتي. وسأعيد هنا سخرية صديق لبناني في رسالة عن الوضع في بلاده: ” إذا كان آلاف القتلة اللبنانيين يدخلون علنا ويتبجحون بذلك أمام العالم بإسم “حزب نصر الله” نأيا بالنفس فأرجو أن يوضح لنا رئيس الحكومة اللبنانية البهلوان والفهلوي كيف يكون التدخل بالشؤون الداخلية لبلد مجاور إذن؟”

هذه الدولة اللبنانية التي تعاقب أي لاجئ سوري إذا خالف القانون اللبناني بتهريب علبة سجائر أو بالعمل دون ترخيص وتسلمه بكل شرف زائف للسلطات السورية  تتعامي عن إختراق جيش كامل لبناني الهوية حدود الدولة لمحاربة الشعب السوري.

ليس هناك أرذل من حكومة لبنان إلا حكومة نوري المالكي. وهو يقوم بذلك ليس طوعا بل كعميل كسرت المخابرات الأمريكية عمود شرفه الفقري فصار يزحف بدل أن يسير منتصب القامة. وإلا كيف نفسر إنضمامه بكل ما يستطيعه لجيش الأسد وهو الذي عانى طوال سنين وإشتكى وبكى من تدخل السوريين بإرهابيين عبر الحدود المشتركة ليعيثوا في العراق  خرابا يفني الزرع والضرع، ويفجروا كل غالي ورخيص يصلون إليه. خطة نظام الأسد كانت ذكية جدا فجورج بوش صرح علنا بأن الشرق الأوسط سينظم بتنظيم جديد وأن البلد الذي سيحرر عن قريب هو سوريا. فبدأ النظام السوري والذي إرتاح أولا لسقوط خصمه اللدود صدام حسين وشعر أن الأمريكان يريدون إسقاطه ايضا ومهاجمة سوريا، بعد عذر واهي، بخطة دمناميكية هدفها ربط أيدي وارجل الأمريكان في العراق. وبالفعل سقطت، نتيجة الهجوم الواسع في أكثر من محافظة، كل الخطط الأمريكية بغزو سوريا.

هل ينسى الأمريكان كل ذلك؟ لا أبدا، فهم مثابرون على خططهم في السيطرة على البلدان العربية ومواردها. وهنا في هذه اللحظة التاريخية تملي عليهم مصلحتهم بالإحتفاظ قدر الإمكان بالأسد كما بينت أعلاه، ولهذا ولهذا فقط حركوا عميلهم العراقي الذي حقق بتدخله وظيفتان بآن واحد مراضاة إيران والولايات المتحدة.

ما العمل إذن؟

طبعا لا يستطيع كاتب هذه الأسطر التنبؤ ولا هي وظيفته سبر غور المستقبل في ساحة المعركة على أرض الوطن وإنما يتمنى بإستقراء التاريخ أن تحذر قوى الثورة والمعارضة من المطبات التي تُعَد لها يوميا وأن ترص المعارضة صفوفها بدل هذه المأساة  المضحكة المبكية التي تتكرم علينا بها تصريحاتهم الجماعية والفردية. يا نساء ورجال المعارضة أرجوكم أن تظهروا خطا واضحا لسياستكم ولمستقبل سوريا وألا تنتظروا الحل من أحد سوى من شعبكم العظيم.

 وكمثال وضوح الموقف تجاه المتشددين، ليس لأن أمريكا وصفتهم بالإرهابين فهي الإرهابي الأكبر، ولا لأن الدلائل تشير أن مخابرات الأسد ارسلتهم، فهذه التهم لا تهمني بشيء، إنما لأن مشروعهم المستقبلي في سوريا هو ديكتاتورية ليس الإسلام بل الإسلام المشوه كما طبقه الطالبان في افغانستان. لا مكان للسلفيين الذين يقدمون في هذه المرحلة أفضل دعاية للأسد والذين ينعقون بمستقبل كريه لهذا البلد الجميل الذي بهر العالم لقرون برحابة صدره وتعددية الوان قوس قزحه الإجتماعي والإثني والثقافي. وأن تقفوا معا بما فيه حزب الإخوان وتقولون بصوت واضح، أنه لا مكان بعد كل هذه التضحيات لشعبنا الشجاع  لنظام ديكتاتوري أسوأ من نظام الأسد. وقتل طفل لمجرد كلمة أو سجن بحكم هيئة شرعية ( في حلب والرقة) هو نموذج خطير لما تخطط له هذه المجموعات السلفية.

تحضرني كوداع قصة طريفةعن سقوط القسطنطينة في يد جيوش السلطان العثماني محمد الفاتح والذي قام بخطة عبقرية فريدة في التاريخ لتجاوز سلاسل الحديد التي أعاقت تقدم كل سفينة معادية إلى خليج آخر معقل للروم الشرقيين. يقال أنه مهد الأرض مع خبرائه وجهزوها بالواح خشبية دهنت بالزيت والشحم وضعت فوق الطريق ليسهل هذا سحب السفن من الماء وجرها فوق الألواح وإنزاها في الخليج وراء السلاسل الحديدية وقد فاجئوا البيزنطيين بذلك، ولم تصح قوات القيصر البيزنطيني من هول هذه المفاجئة إلا واسواره تدك من ناحية البر بمدافع ضخمة.

يُحكى انه بينما كانت جيوش محمد الفاتح تعد الخطط، كان رهط من المفكرين وعلماء اللاهوت المسيحي يتناحرون في جلسة طويلة عن عدد الملائكة الذين يستطيعون الوقوف على رأس إبرة.

قد تكون القصة خيالية إخترعها كاتب قسطنطيني لحقده على مفكري بلدته، لكن عبرتها مفيدة جدا وأرجو ألا يلتهي نساء ورجال المعارضة السورية بعد الشياطين الذين يخرجون من فم حسن نصر الله عند تبريراته لذبح السوريين.

رفيق شامي

في حزيران

 المانيا

يحيي كاتب هذه الأسطر أي نسخ وإعادة طباعة هذه المداخلة في أية صحيفة، طبعا بأمانة مهنية مع الإشارة إلى المصدر، لكنه لا يعترف على اية منها إنما على الأصل الذي ينشر دوما في صفحات سورية

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. سلمت يداك أستاذ رفيق على هذا المقال, صورة واقعية لما يجري على الأرض.
    الإستعمار لم يغادرنا ذات يوم, مندوبيه يقومون بالعمل نيابة عنه بتدمير مقدرات أوطاننا وبالعمل على تخريب النسيج الإجتماعي لبلدنا الحبيب. لكن إحدى مشاكلنا الكبرى هي انعدام الوعي الوطني عند فئات كبيرة من المجتمع السوري سواء من الذين يقفون خلف الدكتاتور أو الذين يرهنون مستقبل بلدنا السياسي لأمريكا وحلفائها في المنطقة. الكل يساهم بدوره بالإلتفاف على ثورة الشارع السوري ويحاول اختطافها.
    سوريا قاومت كل الغزاة عبر التاريخ وبقيت, رحل كل الطغاة منها عبر التاريخ وبقيت, ستبقى لنا بكل ألوانها وبنسيجها الإجتماعي ومكوناتها المختلفة نموذجاً طيباً للعيش المشترك. ستعود سوريا وطناً لنا جميعاً, عاجلاً أم آجلاً.

  2. رسلة الدكتور اليان مسعد الى الكاتب رقم واحد في المانيا الاستاذ رفيق شامي ابن معلولا
    الاستاذ رفيق شامي ابن معلولا الكاتب رقم واحد في المانيا واتمنى ان يبقى بارا بمعلولا كما عهدناه الاستاذ رفيق الشامي اسمح لي ان ابدأ بكلمة (حوناي) معلولا حوصرت من قبل رجال الثورة السورية الكبرى بعد ان ورط رمضان شلاش وفوزي القاوقجي المناضل سلطان باشا الاطرش( وهما عميلان لتركيا ثم انكليزيان ثم نازيان باعترافهما بحجة تحرير سوريا )واستمر الحصار من تشرين 1925وحتى شباط 1927 وجردت سبع حملات كل حملة قامت بها مجموعة مختلفة من الثوار(جبل العرب-الغوطة الشرقية-حماة-عصابات رمضان شلاش وفوزي القاوقجي-عصابات من القلمون وعصابات دمشقية )ولم يلحظ اي تحرك للاراميين في جبعدين وعين التينة بينما استطاع كابيتين بالمخابرات الفرنسية توريط اراميي بخعا عبر اعلامهم بمرورعشرة من وجهاء واثرياء معلولا كانوا بدمشق وكان طريقهم الاجباري يمر من دمشق الى النبك ثم يبرود وبخعا للوصول الى معلولا وتم ذبح تسعة منهم فورا على راسهم حبيب زعرورالمتزوج من الدمشقية ماري تراك وكان ثريا جدا ومغتربا باميريكا وواصل من فترة قصيرة من المغترب والجميع كانوا بسيارته اما العاشر وهو مغترب ومرابي كبير فبحسب ماري تراك يبدو انه كان على اطلاع على الكمين واصر على النزول عند خان العروس اي مفرق عين التينة واكمل على قدميه الى معلولا وتوقع لاهل المسافرين بالمجزرة وهنا قام كابيتين المخابرات الفرنسية بالوشاية لااهل معلولا باربعة رجال من بخعا يقال بانهم استؤجروا لاستطلاع معلولا لصالح الثوار لانهم يتكلمون الارامية فاعتقلوا واعترفوا وجرى اعدامهم ودفنوا على عجل وبحسب ماري تراك كان الكابيتين يسرب ويطلع دوما فابلغ اهل بخعا بمكان قتلاهم وهذا ما اجج القتال كانت خطة الجنرال ساراي ان تسقط معلولا وترتكب مجزرة كبيرة ليبرر من خلالها استعمال الطيران وارتكاب مجازر وكان يكره المسيحيين بشدة لاسباب داخلية فرنسية ( صراع اليمين الكاثوليكي والماسون) ورفض تسليحهم (راجع كتاب سكوت ساراي وهو سيرة ذاتية كتبها بعد وفاته سكريتيره الشخصي) لكن الفلاحين احسنوا الدفاع عن انفسهم وساعدتهم الكهوف وشجاعتهم وقتل منهم 29 +9مجزرة بخعا =38وبضعة مئات من الثوار (800) اغلبهم بسبب البرد ليلا واشتباكاتهم مع بعضهم (راجع كتاب شهداء الثورة السورية)وما انقذ فلاحي معلولا هو الصراع الداخلي في فرنسا فقد نشرت جريدة(L’AURORE )وعلى صفحتها الاولى مانشيت كبير (معلولا تحت الحصار)مع صورة لمعلولا مغطاة بالثلج وشرحت كل التفاصيل التي اخفاها ساراي(مع العلم ان شركائه المدسوسين ضمن الثورة شلاش وقاوقجي فشلوا باثارة قتنة طائفية في القلمون عبر حصار معلولا وصيدنابا وحرق المعرة ومعرونة والاحياء المسيحية بدير عطية والنبك)كل ماسبق توافقت على اغلبه مع السلطان الاطرش بمنزله بالقرية بعدة مناسبات على الغذاء حين خدمت بالجبهة عام1979 وخصوصا ما يتعلق بالعميلين رمضان شلاش وفوزي القاوقجي وهما عميلان لتركيا ثم لانكلترا ثم نازيان باعترافهما بحجة تحرير سوريا فهم بعرف سلم القيم السوري السائد مناضلان اما اهل معلولا اللذين استقبلوا مجموعة من الضباط الالمان يرافقهم ضابط الاحتياط الايطالي (كريستيان زانيلو)المتزوج من السيدة المعلولية نايفة المعلم (والذي يتقن الارامية وهو سبب اصطحاب المجموعة الالمانية له)وكانوا بمهمة الاتصال عام1943بالكتلة الوطنية وشكري القوتلي لتسليمهم مبلغ ضخم جدا من الليرات الذهبية للقيام بثورة ضد ديغول وفرنسا الحرة بسوريا ونتيجة وشاية احد مسلمي معلولا الذي تم الانزال الجوي بارضه وطاحونته بطريق الخطأ واختلف مع اقربائه على اقتسام الرشوة التي دفعها لهم الجنرال الالماني قائد المجموعة وهنا افتضحوا وقامت المخابرات الفرنسية باعتقال العشرات من اهالي معلولا المتعاونين مع الانزال الالماني واستشهد عدد منهم تحت التعذيب وحكم على ستة بالاعدام وما انقذهم كان وصول الجنرال ديغول الى دمشق حيث استطاع بطريرك الملكيين الكاثوليك ان يقنعه ان الموضوع عائلي بسبب الزوجة المعلولية للضابط الايطالي وحين خرجوا من السجون عام 1946 بعد الاستقلال رفض شكري القوتلي اعادة الاعتبار لهم فشهدائه بالجنة وشهدائنا بالنار والقاوقجي ليس عميلا اما فلاحي معلولا فهم بذات الوقت عملاء لفرنسا عام1925والمانيا عام 1943 ولاشفاعة لكافر فتأمل
    ان التجاهل الساحق لوجود الاخروهو اصعب انواع العنصرية و العنف المؤهب لاستئصال الاخرجسديا – ايتها الحرية معلولا معاكي للموت
    1. أربعون سنة في المنفى تجاوزتها بأصدقاء قلائل وقراء كثيرين وضعوا لي كرسيا في قلوبهم لأرتاح من حزني وأنسى عزلتي عن دمشق ومعلولا وأمي.(الكاتب الكبير رفيق شامي )
    (حوناي) كتبت لك تعقيبا علي مقالك (في التسامح الثوري والثأر المعادي للثورة) تجده ادناه وانتهيت للقول بانني اتهم صمت المعارضين عن ما يجري في معلولا على يد متشابهي السيرة بالسيد الجبين مثلا لكن بعد ان قرأت هذه المقالة شعرت بان علي ان اعتذرمنك لقد لامست مشكلة شخصية وانسانية في مجتمعنا الذي تعرفه(التجاهل الساحق لوجود الاخروهو اصعب انواع العنف المؤهب لاستئصال الاخرجسديا)هذه الجملة التي ذكرتها بتعقيبي السابق انهم لايرونا واذا تذكرونا حينئذ يوقظون ملاك الموت وحراس المقابر لينتهوا من هؤلاء الاغيارلذا ارجو ان تاخذ بعين الاعتبار لماذا عف مواطنوك واحبابك في معلولا وغيرها عن الانخراط ذلك لانها مبكرا اندفعت ودفعت لممارسات ذكرتنا بما نعانيه يوميا(التجاهل الساحق لوجود الاخر)وعند السؤال ماذا سنفعل بعدئذ سيكون الجواب«عندما تنجح الثورة ويسقط النظام ونصل إلى السلطة، نفكر في الأمر»وانت تعلم ان الله امكر الماكرين لديهم
    واليك تعليقي السابق على مقالك سابق الذكر
    -اتمنى لو تدري ما يجري في معلولا الان ان المعارضة الإسلامية المسلحة اللذين تعرفهم اكثر مني يخطفون ويقتلون ويهجرون الفقراء والضعفاء والمهانون دوما تلك الكتل من البشر التي تموت بصمت ان استلم اليمين او اليسار العلمانيون او الاسلاميون لو تعلم ايها الارامي التائه في المانيا ماذا يجري لبقايا نتف ذلك الشعب المسالم العظيم الذي خلده التاريخ ليس بلغته وحرفه فحسب لكن بكونه اول شعب يحل سياسة استيعاب الشعوب الاخرى المغلوبة بدل سياسة >الحرم<اي قتل الشعوب المغلوبة فلتعلم اننا نموت بصمت في معلولا تماما مثل 1943-1925-1860-1851-1743-1725-1514-1291- 758-685-635 الخ الم يآن الأوان للمعارضة غير الإسلامية أن تبلور رؤيتها لمستقبل سوريا وان تميزه تمييزاً واضحا عن المعارضة الإسلامية.وتقترح مبادئ ودستور يتوافق مع شرعة حقوق الانسان فمن غير المقنع القول: «عندما تنجح الثورة ويسقط النظام ونصل إلى السلطة، نفكر في الأمر»وعندها تظهر التعابير الملتبسة الدولة المدنية ودولة المدينة وحقوق الانسان وحقوق الانسان المسلم. أتمنى أن نستفيد من كم الدروس التي نراها في الثورات الأخرى، وأن تبتكر طريقة لتأمين حقوق الأفراد بناءً على حكم الأكثرية السياسية وليس الطائفية ولأخذ حقوق الجماعات والأقليات بالاعتبار في آن معاً. لا مهرب من هذه الاستحقاقات. وغير صحيح بالمرة أن ننكر وجود مسألة طائفية في سوريا لمجرد أنها كانت مكبوتة ومدفونة بالإنكار والادعاء العلماني. أضف إلى ذلك أن الحرب والقتال والعنف وولّادة هويات وعصبيات قاتلة وبعد كل فنون وجنون الانظمة لاتستطيع ان تغبر بالنهاية صباط عنف الاكثريات المغطى سلفا بالتجاهل الساحق لوجود الاخروهو اصعب انواع العنف المؤهب لاستئصال الاخرجسديا.والتجربة العراقية بأمثولتها واضحة. طائفة عوقبت جماعيا بجريرة نظام، فلجأ بعض أهلها، من عسكريين وغير عسكريين، إلى القتال بكل الطرق، وأحياناً أبشعها، للردّ على التهميش والعقاب الجماعي. هذا درس آخر للأخذ بعين الاعتبار.ولكن لماذا يقتلنا في معلولا من تفترضهم ثوار في معلولا ويعاقبون من؟ التجاهل الساحق لوجود الاخروهو اصعب انواع العنف المؤهب لاستئصال الاخرجسديا اؤكد لك انه هذه المرة سيجهزون علينا نحن فقراء الجبل بكل الطبل والزمر الثورجي قل لي هل تستطيع ان تفعل لنا شيئا -اني اتهم
    2. للذكرى الشهداء من معلولا الذين قتلوا وهم يدافعون عن ارضهم وعرضهم ومقدساتهم 1- الشهيد مخائيل مطانيوس تعلب (ذبح بعد استشهاده) 2- الشهيد انطون لاوانديوس تعلب (وتم التمثيل بجثته بعد استشهاده) 3- الشهيد سركيس حبيب الزخم (اعدم بالرصاص بعد انتهاء ذخيرته) 4- جورج داوود ميلانة وزوجته (مفقودين) 5- الشهيد جهاد ثعلب (ذبح بعد استشهاده) 6- شادي ثعلب (مفقود وغالبا تمت تصفيته) 7- جميلة محفوظ وابنتها (مخطوفتين) 8- موسى شنيص (مفقود وغالبا تمت تصفيته) 9- الياس دامون (مفقود وغالبا تمت تصفيته)
    3. ان التجاهل الساحق لوجود الاخروهو اصعب انواع العنصرية و العنف المؤهب لاستئصال الاخرجسديا–
    4. ايتها الحرية معلولا معاكي للموت
    5. حزني على معلولا؛ فحين استضاف أهلها الآراميون الأكارم بعض النازحين منحمص وبابا عمرو، رفعت الصوت خائفا. ردوا بأن لدي رفضاً غريزياً للمهاجرين وخوفا من انتفاضة لابعد اجتماعي او طبقي او ثقافي لها…
    وها هي معلولا تذبح بسكين صدئة كما توقعت ؛ ولا أحد يسمع عويلها:
    مار تقلا تلهث وينافق سادتها المرعوبين امام وعلى أيدي الوثنيين الجدد؛
    مار سركيس يحول لمستودع سلاح ليقصف
    مار الياس والبربارة تترك لرحمتة النار
    وامام مار توما وحصن ال المعلم بالحي الغربي يستشهد ال ثعلب!
    سيقال إني أتعاطف مع المسيحيين: لا والنعم! أتعاطف مع كل الأقليات في سوريا، خاصة المسلمون السنة المدنيين الشرفاء، الذين يشنع بهم المهاجرون الجدد أكثر من أي طرف آخر: ألا ترون استهداف مدينة دمشق المدنية في الأسابيع الأخيرة؟؟ هي كلمات وجدتها تصرخ فييا عن معلولا: اشتقنا لك يا معلولا – صار فجك مستودع سلاح لبعض الإرهابيين واديرتك مسكن لبعض ابنائك الخونة والقتلة لايخرجون نسائهم الا ليزغردوا على جثثنا ويجبر عجائزك على المروق بالدين باسم التحرير
    وجودك معجزك؛ بقاؤك معجزة؛ تعلقنا بك معجزة
    انوح عليك كما ناح البابليون على نكبة المدن السومرية
    الاستاذ رفيق الشامي ابن معلولا اني اتهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى