صفحات المستقبل

تمخض الجبل


صعقت وأنا أستمع لتصريح سمير القنطار بأن ” اليد التي تمتد إلى الجيش السوري تستحق القطع ” لو اقتصر القول على العبارة السابقة لهان الأمر ولأمكننا هضمها، ولقلنا كلب ينبح مع صاحبه، وأنه أطعم كلبك يحمي دارك. و أنه من يأكل خبز السلطان يضرب بسيفه أسوة بباقي أزلام النظام من اللبنانيين الذين يتلقون حقيبة النقود من دمشق آخر كل شهر لهم ولأتباعهم. إن ما صعب الأمر هو تتمة القول ” و أنا مستعد للذهاب إلى دمشق للمساهمة في قطع تلك الأيدي”..والقول مازال للقنطار.

أنا يا سمير لم أهضمك..منذ أول يوم رأيتك محررا كنت أظنك طبلا .. “دب مكفوت في بنطلون.” لكنني كنت أقاوم إحساسي لأني رأيت فيك البطل المقاوم. لم أدر أنك ستدير الظهر لجلادك لتقطع اليد التي صفقت لحريتك..وترسم الحزن على الوجوه التي سرّت لإطلاق سراحك لتسعد عين من سرق حريتك. كيف لأسير محرر أن يهاجم طلاب الحريه…وحده الثور الائج من يدوس كل من في طريقه حين يحرر من الحظيرة..ولا يفرق بين عدو وصديق..

كنت أستبعد أن يكون من حزب الله أو إيران من يقاتل في صفوف الظلاّم في سوريا..كنت أدافع عنهم ولم أتصور أن يقاتلوا جنبا إلى جنب مع أجهزة النظام الأمنية، ظننت أن النظام ليس بحاجة إلى مثل تلك المساعدة ولا ينقصع العديد والعدّة.. ثم راودتني الشكوك لأني صرت أعتقد أن الأمر ليس بكثرة الجنود ورجال الأمن بل قلة في المخلصين للنظام والمستعدين لقتل الشعب…والآن صرت متأكدا أن كل أزلام النظام وأعوانه من حزب الله أو حزب التوحيد أو غيرهما يخوضون معركته على الأرض والأثير على السواء لأن النظام لن يجد أكثر إخلاصا منهم. لقد كانوا أكثر كفاءة وإقناعا على الفضائيات من أبواق الداخل كما كانوا أشد فتكا وبطشا وحقدا على الأرض.

خسئت أيها القنطار..للأسف ” ما طلعت قنطار… كثير عليك تكون ربع أوقية” تعال إلى سوريا وستجد من يقطع لك أذنك الطويلة…وينفّس لك خدك المنتفخ…ويد الثوار طويلة عليك كما تقولون في لبنان… وأنه تمخض الجبل فولد فأرا.. وياريتك فسيت وما حكيت…يا قن…طار!

أشهد أني كفرت بك وبمقاومتك وأني نادم على كل دقيقة صفقت للمقاومين في لبنان..ولكل مرة تجمدت أمام التلفاز خوفا عليكم.. نادم على كل حوار خضته مع أصدقائي دفاعا عنكم…جزى الله الشدائد كل خير..عرفت بها عدوي من صديقي…

حبيب حورانيش

http://the-syrian.com/archives/50643

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى