صفحات الثقافة

ثلاثة مقالات تناولت “القراءة”

 

 

 

هذه الكتب… أولئك الأصدقاء/ معن البياري

يشيعُ، منذ أيام، في “فيسبوك” سؤالٌ عن أكثر عشرة كتب أثَّرت فيك وتأثَّرت بها، أَغرى عديدين، فشاركوا في الإجابة عليه. ويحدث أن تعثر على نباهةٍ في بعض الإجابات، وفي أخرى، تلقى استعراضيةً طريفة، أَحياناً، من قبيل أَن تُصادف من تعرف أنه بالكاد سمع باسم نجيب محفوظ عرضاً، يعلن عن تأثيرٍ لكتاب كارل ماركس “رأس المال” عليه. وهو كتابٌ أَصدره المفكر الشهير في ثمانية مجلدات، ونُشر بعد وفاة ماركس، مجلدٌ تاسع له. وأظن أَن أجزاءَ مختصرة منه صدرت بالعربية، أَول مرة، بترجمةٍ غير موثوقة، قبل أن تصدر، أخيراً، ترجمةٌ جديدة له بالعربية في ثلاثة أجزاء، أحسبها موثوقة، أنجزها العراقي فالح عبد الجبار. وأحلفُ، هنا، بأغلظ الأَيْمان أَن قليلين جداً من المثقفين والقراء العرب اطّلعوا على هذا الكتاب، العويص فيما أعلم، حتى من عتاة الشيوعيين العرب، غير أن في وسع كثيرين أَن يتحدثوا عن الماركسية من دون حاجةٍ إلى الرجوع إلى مظانّها، لوفرة ما انكتب عنها، وكيفما اتفق غالباً.

ليس مفهوماً سبب اختيار اسم “تحدّي الكتب” لوجهة السؤال أَعلاه، وفي محله، تعقيب مثقفٍ لبناني، بشأن أي معنىً للتأثر والتأثير هنا. وفي الوسع أَن يحدس المرء أَن المسألة تتعلق بانعطافاتٍ، أو تحولاتٍ، شخصيةٍ أحدثها هذا الكتاب أو/وذاك لدى قارئه، بمعنى أَنه جعلك تنصرف إلى خيارٍ فكري دون آخر، أَو أوجد فيك شغفاً بنوعٍ من المعرفة دون غيره، أو ذهب بك إلى تغييرٍ ملحوظ في سلوكك، إلى غير ذلك من أمور مشابهة. ولمزيدٍ من تعميق المطروح، هنا، وتجليتِه، بدهيٌّ أن الإنسان يكون في يفاعته، أو قبلها، أكثر قبولاً لذلك، ومع تقدمه في السن، يصبح الأمر صعباً. ولمزيدٍ من إيضاح الواضح هنا، فإن قراءات مرحلة الصبا والتلمذة المدرسية تختلف عما يختاره الإنسان لمطالعته تالياً. وأُخمّن أن من أطلقوا ذلك “التحدّي” في “فيسبوك” يفترضون هذا الأمر، وإنْ بدا، فيما طافت عليه عيناي، من بعض إجاباتٍ على سؤال الكتب العشرة، أن أصحابها آثروا الذهاب إلى الكلام الثقيل عن كتب ثقيلة، من قبيل “تفسير الأحلام” لفرويد ومقدمة ابن خلدون.

هو كتابٌ أصغر من حجم الكف، اسمه “الإنسانية والحرية والجمال في أدب العقاد”، لمؤلفته نعمات أحمد فؤاد. كنت في صيفٍ انتقالي من الابتدائية إلى الإعدادية، لمّا وقع بين يدي، ثم انعطف بي إلى ولعٍ، في حينه، وإعجابٍ ما زال مقيماً، بعباس محمود العقاد. صرفني ذلك الولع إلى تطرفٍ (طريف!) في إيثار العقاد على طه حسين، بل وربما التبخيس الطفولي الساذج من صاحب “الأيام”، أَحياناً. واستغرقتُ المسألة وقتاً لدي، حتى استويتُ على الحق، ليأخذ مني طه حسين ما يستحقه من مكانةٍ استثنائية، وأؤكد، هنا، أَنه أعلى كعباً في الثقافة العربية من العقاد. وهي رواية التركي يشار كمال البديعة “ميميد الناحل”، أظنها طافت بي في عوالمَ بهيجة، وجعلتني أبدو (متأثراً؟) بالروح الفروسية لدى الفتى الرعوي بطل الرواية، وكان قاطع طريقٍ نبيلاً. وهي “الشمس في يوم غائم” لحنا مينة، دفعت بي إلى مزيدٍ من حب قراءة الرواية، ولا سيما أنه ما زال صديقي بطلُها الفتى الذي تعلم الرقص عند خياط في الحارة. وما زالوا أَصدقائي، رجب بطل عبد الرحمن منيف في “شرق المتوسط”، وياسين في ثلاثية نجيب محفوظ، والبدوي الذي زار أوروبا لجمعة حماد، وراسكولينكوف في “الجريمة والعقاب” (أو محمود ياسين في فيلم “سونيا والمجنون”)، وسعيد المتشائل لدى إميل حبيبي. وثمّة “الخطاب العربي المعاصر” لمحمد عابد الجابري، كتابٌ أتحدّى فيه سؤال “فيسبوك”، وحده يكفي، فلم أَجدني يوماً مدفوعاً إلى قراءة ماركس وفرويد وابن خلدون، ولم أشعر بأي غضاضة، وهذه مناسبةٌ لأشهر، هنا، جهلي بالغضاضة، ما هي بالضبط.

العربي الجديد

 

 

 

 

القراءة/ خلدون النبواني

يدور اليوم على الفيسبوك سؤال: ما هي أهم عشرة كتب قرأتها؟ تتعدّد الإجابات وتتنوّع ويستعيد الواحد منّا ذكريات قراءاته لينتقي منها الإجابة. أقرأ كل الإجابات التي تمر أماميّ وأُسارع للإعجاب بذوق فلان أو ميول علّان واتفق مع هذا واختلف مع خيارات ذاك وأسجِّل قائمة طويلة لكتب ذكرها بعضهم ولم أقرأها بعد. معظم الخيارات كانت أدبيّة وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدُلُّ على مكانة الأدب وجمهوره وأثره فلا شك أن جمهوره أوسع من جمهور الكُّتب العلمية الاختصاصيّة أو الفلسفىة العصيّة على غير المتمرسيّن بها الخ. هناك كّتّاب وعلماء وقلاسفة غيّر كتاب واحد حياتهم عثروا عليه بالصدفة أو وقع بيدهم كصاعقة أو نصحهم أحد بقراءته. من بين الإجابات التي قرأت كانت إجابة ياسيين الحاج صالح مختلفة قليلاً فقد رأى بأن هناك كُتّاب قد أثروا به أكثر من كُتب بذاتها. بينما أُعجبتُ بجواب الصديقة Maha Assabalani التي وضعت قائمة بقصص الأطفال كأكثر الكتب التي أثرت فيها ولو وضعتُ شخصياً قائمة بأهم الكُتب التي أثّرت بي لفعلتُ مثلها فأثر الطفولة حاسم وقوي وطريقة تلقينا لما نقرأ فيها كثير من المرونة والخضوع على خلاف مقاومتنا ومعاندتنا ونقدنا لما نقرأ كلّما تمرّسنا بالقراءة.

لستُ هنا لأكتُب قائمة بأهم الكُتب والكُتّاب الذين أثّروا بي فهي كثيرة ومن الصعب استحضارها كلها ولستُ مدعواً أيضاً لأُقدّم قائمة بأهم الكُتّاب الذين أثّروا بي فهم كثر أيضاً ومنهم من كنتُ أبجله قبل أن أنقلب عليه لاحقاً كحال علاقة نيتشه بفاغنر. أنا هنا لأكتُب عن القراءة من وجهة نظري. قد يكون هناك كُتُب رائعة تستحوذ عليك وتبتلعك إلى حين، لكن المُهم أن تعيد تمثيلها والاستحواذ عليها لتغيّرك بإيجابية وليس بسلبية. لا يوجد نصٌّ مُطلق أو كامل. هناك عبارة جميلة للناقد الأدبي المعروف رولان بارت يقول فيها مهما كان النص أملساً تحسّسه بهدوء وستجد فيه شروخاً. سؤال أي كتابٍ أثّر فيك سؤال الكُليّة وهو سؤالٌ زائفٌ بنظري فما بالنا بتقديم لائحة بأهم عشرة كتب؟ ما أٌقصده هنا بالكليّة هي فكرة الكتاب ككل وكوحدة وكبناء ننطرُّ إليه ككل جوهريّ. مثلاً من بين الكُتب الرائعة التي تكررت في قوائم بعض الأصدقاء على الفيسبوك رواية الجريمة والعقاب لدوستويوفسكي. شخصياً لم أتأثر فقط بهذه الرواية الرائعة وإنما أيضاً بدوستويوفسكي في معظم مؤلفاته. عندما قرأتُ الجريمة والعقاب مترجمة إلى العربية استحوذت عليّ وصرتُ أتلفتُ حولي مثل راسكنلكوف وأشعر بقلقه المرضي الذي انتهى به للاعتراف. رافقتني هذه الرواية لليوم وأعدتُ قراءتها مترجمة إلى الفرنسية ولا زلتُ أشتغل عليها، لكن الجريمة والعقاب بقدر ما فيها من ترقب وحشد بقدر ما فيها من فصول زائدة مملة لو حُذفت من الرواية ما كانت إلا لتزيد جمالها. الجريمة والعقاب ككتاب ينطر إليه كلاً فيه عيوب ونواقص وعليه أقول مثلاً أن جزءاً كبيراً من “الجريمة والعقاب” كان من أهم الروايات التي قرأت ليس كله. ذلك النص الذي يبدو مصصمتاً يعاني من تصدّعات وخدوش كأي نص.

ما أود الانتهاء إليه هو آلية القراءة بفاعلية إيجابية. ليس الموضوع أن تقرأ، الموضوع كل الموضوع كيف تقرأ. يحضرني قول لدريدا مهم جدّاً ولعله أحد أهم “المقاطع الصغيرة” التي قرأتها وأثّرت فيّ إيجاباً يقول فيه. لنفترض أن قام أحد الباحثين الجادين المهتمين بفلسفة هايدغر بكتابة مقدمة طويلة عن هايدغر وطباعتها مع مجموع أعمال هايدغر في طبعة أنيقة في دار نشر معروفة. إن إعادة قراءة هذه الطبعة مع المقدّمة ستؤطر لنا هايدغر في صورة ما نجترها ولا تعطينا جديداً حتى وإن كانت هي جديدة. إن ما أفضله، يقول دريدا، هو قراءة مقطع صغير من كتاب ما لهايدغر وإعادة الاشتغال عليه كنص يحتمل الكثير من المعاني والدلالات التي تكشفها قراءة جديدة أكثر من قراءة مجمل أعمال هايدغر أو هيغل أو أي فيلسوف آخر.

لا يوجد كلٌّ في القراءة ويجب ألا تكون. من يقرأ عليه أن يرفض أي دليل يقوده إلى النص وأن يمزق كل خرائط المرور والطرق التي يعطونها اياه عند المدخل. من يريد أن يقرأ يجب ألا يحترم أنظمة القراءة العسكرية وأن لا يشرب كالأبله بملعقة الشارح أو حتى الكاتب نفسه. القارئ الجاد هو من يعيد رسم تضاريس جديدة للكتاب وأن يمنح لنفسه الحرية في السير كيفما أراد وعكس قوانين السير دون التوقف عند الخطوط الحمراء أو صافرات القراءة المدرسيّة. القارئ الفاعل هو من يعيد انتاج النص واكتشاف ما لم يكتشفه المؤلف فيه. القراءة ليست فقط وصل وتركيب وإنما تفكيك وإزاحة وكشف. وعليه فأجمل الكتب التي قرأتها هي الكتب التي أعدتُ كتابتها وأنا أقرأ. في قراءتي المنشورة لفيلم Quills اشتغلتُ فعلياً على حرف واحد وجدتُ فيه مفتاحاً لقراءة جديدة هو حرف الجمع s في العنوان..

الفيس بوك

 

 

القراءة العربية «ليبرالية» أخيراً/ يوسف بزي

انطلقت على موقع «فايسبوك» دعوة لتسمية أهم عشرة كتب قرأها كل واحد منا. واستجاب للدعوة معظم المداومين والناشطين على الموقع، بجدية تحاول فعلاً تذكّر وانتقاء تلك الكتب التي أثّرت على نحو حاسم في الذائقة والإعتقاد والمعرفة، أو بسخرية تستنكر اختزال مطالعة الكتب في قائمة قصيرة، لا بد أن يشوبها الإعتباط، أو باستعراضية «تؤلف» قائمة من أشهر الكتب، أي المظنون بها أنها الكتب التي تجعل قارئها مثقفاً مرموقاً.

وعلى نحو عمومي، تكشف أغلب إجابات الفايسبوكيين (الجدية والساخرة والإستعراضية) عن اشتراك معظمنا في تأليف مكتبة عربية افتراضية واحدة، هي التي تصوغ إلى حد بعيد الوعي الثقافي العربي، سياسة وأدباً وفلسفة. هي مكتبة تقليدية وشائعة و»مريحة»، أي تضمن لصاحبها الإنتساب إلى التيار العريض، المقبول بمعايير «الحداثة» السائدة والمكرسة. يمكن هنا أن نجد كتب عباس محمود العقاد وطه حسين، ونجيب محفوظ طبعاً، كذلك جبران خليل جبران أو نزار قباني، ثم محمود درويش من غير إغفال ديوان المتنبي مثلاً أو بدر شاكر السياب أو حتى عبد الرحمن منيف. والبارز في هذه اللائحة أيضاً تكرار إسم كارل ماركس وإبن خلدون وجان بول سارتر ومحمد عابد الجابري. وعلى الأرجح أن شعبية كتاب «رأس المال» أشبه بشائعة كاذبة شديدة الإنتشار، وهي أغلب الظن مجرد إشهار للإنتماء اليساري غير مقترنة بقراءة الكتاب فعلاً. يصح هذا على كتب المفكرين الآخرين.

والملاحظ أن هذه اللائحة العامة والإفتراضية، تخلو من الكتب الدينية والتراثية كما من كل كتب المفكرين الإسلاميين تقريباً. ما يدل مرة أخرى على وجود هذا الإنعزال القديم بين «مجتمع الحداثة» في العالم العربي، و»مجتمع التقليد» الذي غالباً ما يعتصم بثقافة مطالعة مغايرة، ليست بالضرورة «قارئة»، بقدر ما هي «ناقلة»، وتحفظ مقولاتها وتتداولها بعيداً عن منظومة الكتب والقراءة. عدا أن «مجتمع الحداثة« المتخيل هنا، لا يقل تقليدية وعتقاً وضيقاً، في مطالعته التي تبدو أقرب إلى النسخ والتكرار وتكريس المكرس والإستخفاف بالجديد ومحاذرة المختلف، والإكتفاء بالشائع والمتداول.

يمكن أيضاً الإنتباه إلى أميّة لغوية عند مثقفي تلك اللائحة، خصوصاً في اللغات الحية فالإيطالية شبه معدومة، والإسبانية نادرة، والألمانية غائبة، فيما الفرنسية ضعيفة، والإنكليزية ركيكة. وهذا ما ينعكس في مجال الترجمة إلى العربية أيضاً، التي لا ترتقي أبداً إلى سوية ما تترجمه فرنسا أو إسبانيا مثلاً. وهذا ما يظهر كيف أن قراء الترجمات لديهم لائحة واحدة بالكتب التي يفضلونها. إنها على الأرجح الكتب القليلة المتوفرة.

يعمد معظم المستجيبين لسؤال «العشرة كتب» إلى تكريس مؤلفات النضوج أو تلك التي باتت راهنا متوافقة مع آرائهم، من غير ما قرأوه في مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب، ومن غير الكتب التي سحرتهم أولاً وكرهوها فيما بعد، أو خجلوا من سطوتها سابقاً عليهم، فيكتمونها كمن يحرق ذاكرته.

لكن، على مستوى آخر، تظهر إشارات في هذا الإستطلاع العشوائي والمزاجي، تدل على نزعة تمرد واضحة، تميل إلى التأكيد على الطابع الشخصي والفردي في مزاج القراءة. ميل جديد يعبر عن حرية واثقة من نفسها، ليس فقط في القراءة لكن أيضاً في اعتناق الأفكار وصوغها فردياً، والتعبير عنها بوصفها الهوية الشخصية وعلامتها الفارقة. وهي من أجل ذلك تعلن عن كتبها المفضلة حقاً، من دون اعتبار لمكانة مؤلفيها، أو شيوع عنوانها. يستطيع أحدهم أن يعلن شغفه بالشاعر بسام حجار ولا يذكر بدر شاكر السياب، أو أن يسمي رواية «مالك الحزين» لابراهيم أصلان من دون ذكر «ثلاثية» نجيب محفوظ، أو شغفه بكتاب أحمد بيضون «الجمهورية المتقطعة» متناسياً إبن خلدون مثلاً. بعضهم يورد سلسلة «الشياطين 13» من غير اكتراث لميلان كونديرا أو فرانز كافكا، اللذين يبدوان كاتبين شعبيين عند القراء العرب. هؤلاء الذين يؤكدون على فرديتهم في القراءة والتأثر، هم أيضاً أصحاب موجة العصيان الثقافي، «الليبرالي» (إن صح التعبير)، بنقدهم الحاد لمنظومة «الحداثة العربية» البطريركية الطابع، السلطوية الميول، المركزية الخطاب، المتعالية والتي أسست ذاك الإنعزال الكبير إلى حد القطيعة مع الجمهور العمومي.

إنها موجة القراءة الفردية، الصريحة في تململها من «خمول» الحداثة وتعسفها. وهي برحابتها لا تؤلف «مكتبة» واحدة وشائعة، بل تكشف عن مكتبات لا متناهية، مرتبة على نحو «ديموقراطي» تهدم التراتبية الهرمية الإستبدادية، وتجعل كل سلطة ثقافية خاضعة لمبدأ التبدل والتحول والتداول، بل لمبدأ الموت والولادات الجديدة ولانهائية النص، ونسبية الأفكار والحقيقة. والأهم أنها تأخذ الثقافة العربية إلى «القراءة» الشخصية لا إلى «التلاوة» الجماعية. قراءة بلا سلطة، حيث يستحيل تسمية عشرة كتب فقط.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى