صفحات العالم

ثورة الشعب السوري هي امتداد لثورات الشعوب العربية وليست فتنة طائفية أو مؤامرة صهيونية

 


محمود الشمري

لقد هبّت الشعوب العربية ضد الظلم… ضد الفساد.. ضد الديكتاتورية في معظم بلدان العرب فلماذا أذن يحاول البعض أن يستثني سوريا من مضمون هذه الثورة الشاملة كما حاول البعض الاخر أستثناء ثورة الشعب البحريني منها ؟

لماذا هذه المؤامرة ضد ثورة الشعب السوري الأبي الذي تأكد بأن نظام البعث هو نظام فاسد ولم يجلب الّا الفقر والجهل والدمار . ان الشعب السوري هو جزء لا يتجزأ من هذه الأمة وليعلم الجميع أن الشارع السوري يغلي و وصل الى مرحلة الأنفجار وأن مطالب الشعب السوري مشروعة وثورته مباركة ولكن بعض الأطراف تريد أجهاضها لأنها على علاقة طيبة برأس النظام الفاسد وربما لأنه يتشدق بشعارات خائبة كخيبة شعارات توأمه المسخ البعث العراقي الذي كان ومازال يمارس القتل المنظم والعشوائي بحق الشعب العراقي .

أن القيادة السورية الحالية قد خالفت الدستور وأضطهدت الشعب وحولت الشارع السوري الى ميدان مخابراتي وأستخباراتي يحصي أنفاس الشعب بدل أن يحصي أنفاس أعدائه. وتلك هي أراضي الجولان محتلة من قبل أسرائيل منذ نكسةعام 67 ولكن القيادة السورية متجاهله تماما لذلك وتتشدق بشعارات ثورية كاذبة بخصوص تحرير الأراضي العربية كما كان يفعل صنوها البعث العراقي الخائن.

والدستور السوري بحاجة الى اعادة صياغة ليعود ويتناغم مع متطلبات العصر ومطالب الشارع السوري.

أن التناقض والتخبط في قرارات القيادة السورية والتباطؤ في الأصلاح قد أشعل الشارع السوري وأن الاصلاحات الجزئية في تنحية القليل من المفسدين لم تتمكن ان تنهي الفساد لأن انهاء الفساد لا ينتهي بحلول جزئية بل ينتهي بحلول جذرية . كل ذلك قد جعل مطالب الشعب وثورته مشروعة .

لقد سهّل الطاغية السوري وأتباعه دخول الأرهابيين الى العراق مستغلا ضعف السيطرة عل الحدود من قبل الجانب العراقي , وجميع أهل العراق قد عانوا من ذلك لسنين طويلة , ولكن ضبط الحدود نوعا ما قد ساهم بعدم تمكن الأرهابيين من التسلل للعراق , بالتالي بقائهم داخل سوريا مما دعاهم لأستغلال حالة الهيجان الشعبي ضد الطغيان لممارسة أفعالهم الأجرامية التي أستغلها البعض لتوجيه ألأتهام لثورة الشعب السوري ,ولكن ذلك لن يجعلنا نقف الى جانب الطاغية ضد الشعب السوري الأبي .

صحيح أن التكفيريين وبعض المفسدين أرادوا أن يتصدروا طلائع الشعب العربي في ثوراته ضد الظلم ليفرضوا ارائهم المتطرفة ولكن الاعيبهم ومخططاتهم باتت مكشوفة ومعروفة وهي من المفروض أن لا تجعلنا نقف ضد تلك الثورات .

وهناك مثال حي مازال قائما أمامنا وهو ثورة الشعب البحريني المباركة التي أرادت ألأنظمة الفاسدة تصويرها على أنها تحركات ومؤامرة طائفية يجب قمعها ولكنها اثبتت للجميع بأنها ثورة مباركة ضد الطغيان ولا علاقة لها بالطائفية البغيضة .

وأرى ان الحكمة ان نكون مع الثورة لا ضدها وان نترك خلفنا سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها بعض الجهات , حيث أنها من جهة تقف الى جانب الثورات العربية جميعا وتباركها وتدعو أعلامها لتغطية تلك الثورات ومساندتها , ولكنها تسيء الى ثورة الشعب السوري ضد من يضطهده.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى