صفحات الثقافة

جمع الليل من وراء زجاج النافذة/ نازنين نظام الدين شهيدي

 

 

 

 

يتساقط الثلج على الثلاثاء..

 

ماسحات زجاج السيارة

تلوّح بيديها،

يتساقط الثلج فوق الثلاثاء..

نلّوح بأيدينا:

“وداعاً”..

ماسحات زجاج السيارة

تمسحُ عن وجهك

ثلج الثلاثاء..

ألوّحُ بيدي

وأمحو شكلك

“وداعاً”..

يتساقط الثلج على الطريق الخاوي،

ماسحاتٌ

تضربُ بجنونٍ جدران الحنجرة.

في حنجرتي

يتساقطُ الثلج على اسمك.

 

عندما لا يحبّوننا..

 

عندما لا يحبّوننا

كوىً مهدّمة نكونُ..

قد نكون صدعاً مكتوماً في كوّةٍ مهجورة

أو مصباحاً صامتاً

يشعُّ في مرآةٍ قديمة.

إننا نحدّقُ إلى شارع المساء الرمادي واللانهائي

من دون أن يظهر لنا حبٌّ أليف

يجعل منّا عشّاقاً.

عندما لا يحبّوننا

مرايا محطّمةً نكون..

 

 

 

طقوس..

 

انتهى العزاء

وكان بالإمكان لملمةُ الأشياء السوداء،

وجمع الليل من وراء زجاج النافذة،

ثمّ طيّه، ووضعه في صندوق الألبسة العتيقة.

لكن في الجانب الآخر

كان للموت قطٌّ أسود

يجلسُ في وسط النافذة المضاءة

ويلعقُ صُفرة النهار على مخالبه.

 

القرن الأجوف..

 

ما إن تركت يديّ

حتى ضعتُ في الشارع..

وعندما أعود ثانيةً

لن يكون قد تبقّى منّي

سوى بضعة ذراتٍ لا مرئية

وكلماتٍ ممحوّة

تدور في هواء الحيّ.

 

ثعبانٌ أسود

 

ما من صوت، ما من نور..

البيتُ صامتٌ

حين يكون السلك وقرصُ الهاتف

ثعباناً أسود.

سماعة الهاتف نائمةٌ.

إطار الجرس منسيٌّ،

الجرسُ الذي يعني انبثاق النهار،

الذي يدفعُ أمواج الحبّ في مدار الحياة

حتى نهاية الزمن.

البيتُ صامتٌ

وثعبانٌ أسود

نائمٌ فوق النهار.

 

-11-

 

تعالوا ترجموا الرّياحَ

والمطرَ،

وهذا الصمت الشاسع بداخلي.

إن كنتُ شيئاً باطلاً أنا ويدي،

أنا وبيتي، أنا وشارعي،

عودوا لأجل سكينة كلّ تلك الكلمات.

تحت نورٍ يسطعُ من شقِّ خفيٍّ في الكون،

عودوا بكلماتٍ تحملُ طالعاً جديداً

حتى أنهي تقريري عن ظهوركم

وعن هذا العالم المزرقّ

دفعةً واحدة.

 

* نازنين نظام الدين شهيدي، شاعرة إيرانية ولدت في طهران عام 1954، في عائلة محبة للأدب والشعر.

كتبت الشعر تحت تأثير والدتها التي شجعتها على المضي قدماً في الكتابة. وهي حاصلة على الماجستير في الأدب العربي من جامعة طهران. وكانت عضواً في مسابقة “الشعر الإيراني المعاصر”.

قصائدها ذات نبرة سوداوية حميمية، مكتوبة بلغة مفتوحة على الاستعارات والمجازات الشعرية الغريبة.

توفيت عام 2004 أثناء مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة “الشعر الإيراني المعاصر” في بيت “نكار اسكندر فر” رئیس تحریر مجلة (كارنامه – الوثيقة)، إثر سقوطها وارتطام رأسها بالطاولة.

أصدرت ثلاثة دواوين؛ (أشعِل القمر مرّةً أخرى)، و(يتساقط الثلج على الثلاثاء)، و(لكنّي من جيل الرِّيح).

المترجم: ترجمة ماهر جمّو

ضفة ثالثة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى