صفحات الحوار

جورج صبرا : التيار الإسلامي داخل المجلس الوطني حسم الأصوات لمصلحة برهان غليون


«اتفقنا مع الجامعة العربية حول تركيب هادئ لقوى المعارضة وفوجئنا بالدعوة السريعة للمؤتمر»

أكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري جورج صبرا أن طلب اعادة هيكلة المجلس «طالبت به قوى الثورة بهدف توسيع القاعدة التمثيلية للحراك الميداني»، مشيراً الى أن انتخاب برهان غليون رئيساً للمجلس لا يعني انتكاسة جديدة، وسط الحديث عن التفرد بالقرارات وعدم تفعيل مؤسسات المجلس في الفترات السابقة.

صبرا، الذي نال 11 صوتاً من أصل 32 في انتخابات رئاسة المجلس الوطني السوري، اوضح لـ «الراي» أن «التيار الاسلامي حسم الأصوات لمصلحة الدكتور برهان غليون» في أول انتخابات تجرى بالاقتراع السري حيث يُنتخب فيها رئيس المجلس من أعضاء الأمانة العامة لا المكتب التنفيذي.

وأوضح أن عدم مشاركة المجلس الوطني في مؤتمر المعارضة الذي دعت اليه جامعة الدول العربية يعود الى «التضييق الذي حشرت فيه المعارضة السورية وقد جرى قبل الدعوة لهذا المؤتمر اتفاق مع جامعة الدول العربية حول التركيب الهادئ للقوى السياسية المعارضة وفوجئنا بالدعوة السريعة».

«الراي» اتصلت بعضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري الذي كان من المرجح أن يخلف غليون وأجرت معه الحوار الآتي:

• بعد انتخاب برهان غليون رئيساً للمجلس الوطني السوري طُلب منه اعادة هيكلة المجلس. ماذا تعني اعادة الهيكلة؟ وهل تأتي استجابة لمطالب بعض المعارضين الذين انسحبوا من المجلس؟

– اعادة هيكلة المجلس الوطني السوري كانت سابقة لعملية انتخاب الدكتور برهان غليون، وهذا المطلب طالبت به قوى الثورة المؤيدة للمجلس بهدف توسيع القاعدة التمثيلية للحراك الميداني، ما يؤدي الى توطيد الروابط بين القوى الثورية وقوى المجتمع المدني. وبالاضافة الى هذه النقطة الأساسية، سيتم تفعيل مؤسسات المجلس التي تعمل منذ البداية، وتأسيس مؤسسات جديدة من أجل دعم حركة الثورة من الناحية السياسية والمساعدات الاغاثية.

• مَن حسم الأصوات لمصلحة برهان غليون خصوصاً انك كنت مرشحاً قوياً لرئاسة المجلس؟

– جرت العادة في الفترة الماضية ان يتم انتخاب رئيس المجلس من المكتب التنفيذي، أما الآن فجرى الاقتراع من خلال الأمانة العامة التي تضم مكونات المجلس من قوى سياسية وشخصيات وطنية مستقلة، وفي اطار هذه الأمانة تحدث تحالفات بين الأطراف وراء هذا المرشح أو ذاك. والتيار الاسلامي داخل المجلس هو الذي حسم الأصوات لمصلحة الدكتور برهان غليون.

• رأى البعض أن اعادة انتخاب غليون قد تؤدي الى انتكاسة جديدة للمجلس وقد شهدت الفترة السابقة انسحاب عدد من القوى السياسية والشخصيات المستقلة كان آخرهم فواز تللو. ما ردكم على ذلك وسط ارتفاع الأصوات التي تعترض على التفرد في قرارات؟

– ليس من العدل تحميل الدكتور برهان غليون بعض الأخطاء التي تحدث في المجلس الوطني السوري. ولا شك في أن هناك تحديات كبيرة أمام المجلس لم يستطع أن يتجاوزها في الفترة الماضية. وللانصاف نقول ان الموضوع لا يرتبط بالدكتور غليون فالمسؤولية جماعية ويجب عدم المبالغة بدور أي شخص سواء كان هذا الدور سلبياً أو ايجابياً. لابد من تفعيل العمل الجماعي على مستوى اتخاذ القرارات والادارة، وقد جرى الحديث كثيراً عن المغالطات التي وقع فيها المجلس، وأعتقد أن تفعيل الروح الجماعية ومؤسسات المجلس سيؤديان الى تجاوز الثغر التي وقعنا فيها في المرحلة السابقة.

• من بين خطوات الاصلاح التي اتخذها المجلس عودة جزء من كوادره الى سورية والتنسيق مع الحراك الميداني. ما أهمية هذه الخطوة لكم؟

– يومياً يدخل سورية عدد من المعارضين، ولم يتوقف المجلس الوطني السوري عن تواصله المستمر مع الحراك الثوري، ولا تستطيع السلطة أن تمنع التواصل مع الثورة وقادتها، وهذا الأمر نعمل على توطيده ودعمه. قوى الثورة الميدانية أساسية في هذه المرحلة لأنها هي المعنية باعادة الهيكلة ما يساعد على توسيع قاعدة المجلس.

• لماذا طالب المجلس الوطني بتأجيل مؤتمر المعارضة الذي دعت اليه جامعة الدول العربية؟

– لم نطالب بتأجيل عقد المؤتمر وانما اعتذرنا عن عدم المشاركة فيه ضمن الملابسات والتضييق الذي حشرت به المعارضة السورية. وقد جرى قبل الدعوة لهذا المؤتمر اتفاق مع جامعة الدول العربية حول التركيب الهادئ للقوى السياسية المعارضة وفوجئنا بالدعوة السريعة، لذا أردنا توجيه رسالة تؤكد أن المعارضة السورية تتبنى خيارات الشعب السوري ولا تطبق أجندات خارجية ويجب أن تعطى الفترة الزمنية اللازمة كي تقرر تجميع صفوفها. ومع تقديرنا الكبير لجهود جامعة الدول العربية، فان قضية السوريين تهم السوريين والقرارات تُتخذ على هذا الأساس.

• كيف تقرأ نتائج الانتخابات في سورية بعد سيطرة حزب البعث ومَن تحالف معه على غالبية مقاعد مجلس الشعب؟

– منذ أكثر من أربعين عاماً يمارس النظام السوري كل مرة الألاعيب من أجل شرعنة وجه الاستبداد. ما جرى لا علاقة له بالانتخابات هو محاولة من النظام من أجل تزيين وجه الاستبداد وخداع الناس. النظام يدّعي القيام بالاصلاحات وفي الوقت نفسه يقتل الناس. كيف يمكن الحديث عن انتخابات في ظل القتل اليومي الذي يتعرض له السوريون الذين يطالبون باسقاط النظام؟ وأين هو حزب البعث داخل المحافظات منذ أكثر من 15 شهراً؟ الانتخابات فضيحة وغايتها تغطية جرائم النظام بشكل من أشكال الحل السياسي.

الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى