صفحات الناس

حريق سوق العصرونية –الأسباب والمسببين-

 

 

 

حريق دمشق… النظام الإيراني متهم بنكبة سوق العصرونية

عدنان علي

أثار الحريق الذي التهم، أمس الأول السبت، نصف مساحة سوق العصرونية، أحد أبرز أسواق دمشق القديمة، ردود فعل مختلطة لدى الشارع السوري، بين متحسّر على وصول الخراب إلى قلب دمشق التاريخي، وشامت بتجار الشام الذين يُتهم بعضهم بمواصلة موالاة النظام السوري. وسادت تحذيرات عديدة من أنّ هذا الحريق ربما يكون متعمّداً، وتقف خلفه إيران، في إطار الضغط على أصحاب المحلات لشراء أماكنهم، بغية توسيع ما يسمى بـ”مقام السيدة رقية” الذي ترعاه طهران.

وأفادت وسائل إعلام النظام بتجدد اندلاع الحرائق في بعض محلات منطقة العصرونية بدمشق القديمة، وذلك عقب إخمادها، قبل ظهر السبت، مشيرة إلى أن الحريق الجديد اندلع في منطقة المسكية، وعملت وحدات الإطفاء والدفاع المدني على إخماده حتى ساعات فجر أمس، الأحد، فيما بدأت بعض المحلات التجارية في العصرونية بالانهيار نتيجة تآكلها بسبب الحرائق.

وكانت دمشق، صباح أول أمس السبت، على موعد مع واحد من أكبر الحرائق التي تصيب أسواقها، إذ التهم الحريق عدداً كبيراً من المحلات قُدّرت بثمانين من أصل نحو 200 محل موجودة في سوق العصرونية المتخصص ببيع المنتجات البلاستيكية والألعاب وغيرها من المواد السريعة الاشتعال. كما أدى الحريق إلى انهيار أجزاء من السوق الأثري، وتسبب ضيق الشوارع في السوق القديم بتأخر وصول فرق الإطفاء وإعاقة عملها.

تطابقت الروايات على أن الحريق اندلع حوالى الساعة السادسة صباحاً بعد مشاهدة سحب دخان تتصاعد من السوق القديمة، علماً أن المحلات كانت مغلقة، يوم الجمعة، فيما تنقطع الحركة في السوق اعتباراً من الساعة التاسعة مساءً. ونقلت صفحة “يوميات قذيفة هاون في دمشق” عن شهود عيان قولهم إن الحريق بدأ في محل قنوص ثم امتد إلى المحلات المجاورة، حيث أغلب المحلات ملتصقة. ويبعد مكان الحريق عن الجامع الأموي حوالي سبعمائة متر، وعن سوق المسكية حوالي خمسين متراً، وعن قلعة دمشق من الخلف حوالي عشرة أمتار. كما انهارت أجزاء من الأقسام الخشبية للسوق الأثري القديم.

ويعدّ سوق العصرونية واحداً من شرايين حياة دمشق، ويعيل آلاف العائلات الدمشقية. ويصدّر السوق لباقي المحافظات، ويزدحم يوم الأحد بالتجار والزبائن اللبنانيين. وعلى الرغم من أن الرواية الرسمية للنظام أرجعت الحريق إلى “تماس كهربائي”، إلا أن أصواتاً كثيرة علت باتهام إيران بالوقوف وراء الحريق على خلفية جهود مستمرة تبذلها الأخيرة منذ سنوات طويلة للتمدد في المنطقة. وتحاول طهران الضغط على أصحاب المحلات التجارية هناك لبيع محلاتهم بهدف توسيع مقام السيدة رقية الذي ترعاه السفارة الإيرانية في دمشق، وقد حوّلته من قبر صغير مهمل إلى حسينية كبيرة. ولا تزال تعمل على توسيعه، لكن يعيق جهودها رفض أصحاب المحلات التخلي عنها على الرغم من إغرائهم بمبالغ مالية كبيرة من جانب السفارة. وتنشط السفارة الإيرانية في دمشق منذ العام 2005 لتوسيع جامع “الست رقية” بعد شراء عقارات عدة مجاورة للجامع وتحويله لحوزة علمية كبيرة، والهدف التالي هو إزالة البناء الذي يفصل الجامع عن الشارع العام.

منطقة العصرونية هي جزء من المدينة القديمة المحيطة بالجامع الأموي، حيث تنشط هناك جمعيات ومؤسسات تدعمها إيران بحثاً عمّا تسميه مزارات دينية وقبور. وكان أهم اكتشافاتها على هذا الصعيد، مقام السيدة رقية الواقع جنوبي الجامع الأموي في حي العمارة الذي تم استملاك معظمه من قبل جهات تموّلها إيران، إضافة إلى مسجد صفية الذي يقع في الحي ذاته. وعلى سبيل المثال للنشاطات الإيرانية لاستملاك الأراضي بحجة رعاية الأماكن الدينية، قيام إيرانيين، قبل الثورة السورية، ببناء قبر كبير فوق أحد القبور القديمة في بلدة داريا، بزعم أنه قبر السيدة سكينة ابنة الإمام علي.

وتوافد الزوار الإيرانيون بالمئات للحج إلى هذا المكان، وبدأوا يشترون الأراضي والعقارات المحيطة بالقبر، ويقيمون الفنادق والأسواق فيها. وفي العام 2003، أقاموا حسينية ضخمة على القبر باسم مقام السيدة سكينة، وحظي هذا المقام الجديد بزيارة كبار الشخصيات الإيرانية، ومنهم الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، خلال زيارته لدمشق مطلع 2006، قبل أن يستولي مقاتلو المعارضة على المنطقة، وينهوا هذه الأعمال، أخيراً. ويشير ناشطون ميدانيون إلى تفريغ منطقة بساتين الرازي في منطقة المزة بدمشق وقرب السفارة الإيرانية بالكامل، فيما تجري عمليات شراء مشبوهة في ركن الدين بدمشق.

وبشكل عام، يتوزع المنتمون إلى المذهب الشيعي في دمشق بأحياء رئيسية عدة، مثل حي الأمين، وهو من أكبر تجمعاتهم وفيه أكثر فعالياتهم، ويضم العديد من المراكز الدينية الشيعية، وحي جعفر الصادق (الجورة)، وفيه نحو 10 آلاف نسمة، ويقع بالقرب من حي الأمين شرق مقام السيدة رقية، وفيه حسينية ومسجد كبير هو مسجد الإمام جعفر الصادق. وتُضاف إلى ذلك، مدارس وجمعيات ومنتديات خاصة بالطائفة، وكلا التجمعين السابقين يقعان في منطقة القيمرية داخل سور دمشق.

وحي زين العابدين (زقاق المحكمة في منطقة الصالحية)، الذي يضم عدداً لا يستهان به من الشيعة، يقع على سفح جبل قاسيون وفيه مسجد وحسينة، وحوش الصالحية، وهي بلدة صغيرة في الغوطة الشرقية وفيها مسجد وحسينية، فضلاً عن وجود عدد كبير من الشيعة العراقيين في منطقة السيدة زينب، وحولها الكثير من الحسينيات والحوزات العلمية ومكاتب المراجع الشيعية. ويلاحظ أن الشيعة الذين وفدوا إلى دمشق من بعلبك (شرق لبنان) أو من جبل عامل (جنوب لبنان) سكنوا في الصالحية، شمالي دمشق، أو في الجزماتية في الميدان، جنوبي دمشق.

والواقع أن مجمل المناطق التي وفد إليها الشيعة في السنوات والعقود الماضية، هي أصلاً مناطق سنية، ولا وجود تاريخي للشيعة فيها، حيث منطقة السيدة زينب كانت بالأصل قرية سنية تدعى “الست” أو قبر الست، لكنها تحولت، تدريجياً، إلى أكبر مركز للشيعة في سورية. يقطن هذه المنطقة عشرات الآلاف من الإيرانيين والعراقيين وشيعة لبنان والخليج، وفيها أكبر حوزة في العالم بعد النجف (العراق) وقم (إيران).

العربي الجديد

حريق دمشق القديمة.. ماذا يقول التجار؟/ رائد الصالحاني

استفاقت دمشق، السبت، على حريق هائل التهم معظم سوق “العصرونية” الشهير في دمشق القديمة. وبحسب مصادر رسمية تابعة للنظام فالحريق تسبب بتدمير أكثر من 80 من المحال التجارية، فضلاً عن دمار جزئي في السوق الأثري، من دون وقوع خسائر بشرية، لأن الحريق نشب في وقت مبكر من صباح السبت.

استمر الحريق لأكثر من ساعتين، قبل بدء فرق الدفاع المدني والإطفاء إخماده، مع العلم أن فوج إطفاء في شارع النصر لا يبعد سوى كيلومترين عن موقع الحريق، فضلاً عن انتشار كبير للعناصر المسلحة التابعة لمليشيات النظام، والتي فرضت طوقاً أمنياً على السوق حال دون وصول أصحاب الرزق إلى محالهم التجارية.

أحد تجار المنطقة أكد لـ”المدن” أن سرعة إنتشار الحريق بهذا الشكل هو أمر طبيعي، نتيجة طبيعة بضائع المحال التجارية التي تحوي موادَ قابلة للاشتعال، وألعاب أطفال بلاستيكية، فضلاً عن الجدران والأسقف الخشبية، وانفجار بعض “جرات الغاز” المنزلي.

وقالت مصادر رسمية إن سبب الحريق هو “احتكاك كهربائي” أدى إلى اشتعال أول محل تجاري في السوق، نتيجة وصول الكهرباء بعد انقطاعها بسبب التقنين، فيما يؤكد أحد أهالي المنطقة أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة، وأن الكهرباء لم تنقطع في منطقتهم منذ العاشرة ليلاً، أي قبل ساعات طويلة من إندلاع الحريق. ما يضع الشكوك بأن الحريق مفتعل، وبأيد خفية تعمدت إحراق السوق.

وراح ناشطون ومحللون سياسيون يضعون إيران والمليشيات التابعة لها في محيط مقام السيدة رقية المجاور للسوق، محل الشك، حول إفتعال الحريق، مستشهدين بروايات لم تثبت صحتها حتى الآن، بأن تجار المنطقة امتنعوا عن بيع عقاراتهم لإيران في الأشهر الأخيرة، لإكمال توسعة محيط السيدة رقية.

ويؤكد خالد، وهو صاحب محل لبيع الألبسة في العصرونية، أن الكلام الذي يتم تداوله مؤخراً عن مضايقات للتجار لإجبارهم على بيع محالهم التجارية عار من الصحة، وأن ما جرى بحسب ما وصفه هو “لعبة تجار ودولار”، مشيراً إلى أن الحريق مفتعل بأيدٍ تابعة لكبار التجار المقربين من النظام، لتحريك السوق الراكد منذ شهر تقريباً، بعدما قارب الدولار 500 ليرة سورية. ولا يخفي خالد أن لإيران دوراً في استملاك كثير من المنازل، وجلب عوائل شيعية للسكن في محيط السيدة رقية وغيرها من الأحياء المحببة لهم، لكنه يستبعد أن يكون لها يد في افتعال الحريق.

ويعيد ناشطون التذكير بمشروع إيران الذي تم توقيعه مع النظام السوري قبل بداية الثورة بسنوات، والذي عُرف بمشروع “شارع الملك فيصل”. وأعلنت محافظة دمشق حينها عن نيتها هدم أسواق العمارة والمناخلية، كي تظهر أبواب دمشق وسورها القديم، ضمن ما يعرف بمشروع “كشف سور دمشق”، وتوسعة جديدة تشمل مقام السيدة رقية لينافس المسجد الأموي الكبير. ولكن المشروع سرعان ما توقف بعد اعتراض كثير من تجار المنطقة والأهالي ومنظمة اليونسكو، على تدمير المنطقة الأثرية في دمشق القديمة وتشريد ما يزيد عن 5 آلاف عائلة وأكثر من 1000 محل تجاري.

ويقول سمير، رجل الأعمال في دمشق القديمة: “أملك مطعماً وفندقاً ومنزلاً قديماً في القيمرية والشاغور، وكنت قد عرضتها للبيع منذ ثلاث سنوات، ولكن لم يطرق بابي سوري أو إيراني ليشتري تلك العقارات مني. ربما يكون ما جرى معي صدفة، لكني لم اسمع شخصياً عن القيام بعمليات شراء بالإجبار في مناطق معينة، مع أنني اقطن هنا منذ عشرات السنين”.

ويصر محمد، صاحب متجر لبيع ألعاب الأطفال في السوق المتضرر، أن هذا الفعل تم بأيد إيرانية وبالاشتراك مع كبار رجال الأعمال في النظام السوري، لإخضاع السوق لسيطرتهم، “بعد خسارتنا المليارات خلال ساعات، فأنا الآن على الحديدة، لا أملك سوى ما يكفيني لإزالة الركام من محلي المدمر بشكل كلي، وعلى الأرجح أن أبيع متجري المتآكل بالنيران لأول زبون، وأرحل عن هذه البلد”. بحسب محمد، “الرسالة باتت واضحة، أنها سياسة التهجير العلني لسكان دمشق القديمة”، ويرجح أن يكون الفعل القادم في سوق المناخلية، عبر حريق أو تفجير يهجّر من تبقى من سكان وتجار المنطقة.

وتحدث أبو ياسر، تاجر ألبسة في سوق الحريقة، عن أن الحريق مفتعل من قبل المتحكمين بسعر صرف الدولار، ودخول وخروج البضائع من وإلى سوريا، فالشارع محتقن، والتجار باتوا لا يشترون إلا كميات قليلة من البضائع، بسبب ارتفاع أسعار الجمارك وزيادة الضرائب. وكما أن تقييد التجار بسعر صرف الدولار بحسب “المصرف المركزي”، يتسبب بخسائر كبيرة للتجار، إذ يختلف سعر الصرف الرسمي عن السوق السوداء بحدود 75 ليرة سورية للدولار الواحد، الأمر الذي تسبب بخسارات كبيرة لدى تجار المنطقة عموماً.

ولأن العصرونية من أكثر الأسواق التي من الممكن أن تلتهمها النيران سريعاً، بسبب احتوائه على البضائع البلاستيكية سريعة الاشتعال، جاءت الرسالة واضحة. فالحريق، بحسب أبو ياسر، لم يفرق بين تاجر شيعي وتاجر سني، وأكبر المتضررين من الحريق هو تاجر دمشقي شيعي من آل نظام. ولا يستبعد أبو ياسر أن يكون الحريق هو اتفاق لإكمال المشروع الإيراني مع التجار الكبار، لضرب عصفورين بحجر واحد، فـ”كل شيء في زمن الحرب ممكن”.

وقالت مصادر خاصة لـ”المدن”، إن صاحب “وكالة قنوص” بسام قنوص (أكبر وكالات سوق العصرونية، وأول المحال التي بدأت بالاحتراق) مختفٍ منذ ثلاثة أيام، وما من أحد يعرف مكانه، فيما ترجح المصادر أن يكون اختفاؤه نتيجة خلاف شخصي مع كبار تجار النظام وضباط مخابراته، الأمر الذي دعا لمعاقبته عبر إحراق محله، ما تسبب في امتداد الحريق ليشمل السوق كاملاً.

ويقول أحد تجار سوق الصاغة، البعيد نسبياً عن العصرونية، إن ما سيجري في الأيام القادمة عند البدء بإعادة الإعمار والترميم، سيكشف كل شيء، و”لا داعي للعجلة حالياً، فالأسماء التي ستمول الترميم وستأخذ مناقصات إعادة الإعمار من المحافظة، وستقوم بمساعدة من لا يملك ثمن ترميم محله، هي التي ستدلنا على الفاعل الحقيقي للحريق”.

المدن

ناشطون سوريون: #الأسد_نيرون_دمشق

بعد الحريق الضخم الذي اندلع في منطقة العصرونية الأثرية في دمشق القديمة، السبت، أطلق ناشطون سوريون هاشتاغ #الأسد_نيرون_دمشق، للتعبير عن شكوكهم بوقوف النظام السوري وراء الحريق لبيع المنطقة لجهات إيرانية تريد استثمارها بغرض السياحة الدينية.

وتداول الناشطون شهادات لأصحاب المحال المحترقة تفيد بأن النظام هو المسؤول عن الحريق بعد رفض أصحاب المنطقة إخلاءها في وقت سابق، متساءلين عن سبب عدم استجابة فوج الإطفاء بسرعة رغم تمركزه في شارع النصر القريب، إضافة إلى تضييق حواجز النظام دخول سيارات الإطفاء إلى المنطقة”.

وبث الناشطون مقاطع فيديو وصوراً مأخوذة بالهواتف المحمولة للحريق في مواكبة للخبر، مع تجدد الحريق في وقت متأخر ليلة الأحد، فيما استعار أحد الناشطين من قصيدة شهيرة للشاعر الفلسيطيني محمود درويش في تعبيره عن الموقف: “بشار أحرق دمشق كرهاً بها. بشار سيموت ولن تموت دمشق بعينيها تقاتل. دمشق تحترق وحلب تهدم والغوطة وكل سوريا تدمر. النصر القادم سيسحق الأسد”.

إحراق سوق العصرونية في دمشق بعد رفض بيع المتاجر لإيران

أفادت وسائل إعلام النظام أمس بتجدد اندلاع الحرائق في بعض محلات منطقة العصرونية بدمشق القديمة، وذلك عقب إخمادها قبل ظهر أول من أمس بعدما شهدت منطقة العصرونية حريقاً هائلاً قضى على نحو نصف المحلات التجارية هناك.

وأكدت صفحة «دمشق الآن» الموالية على موقع «فايسبوك» بتجدد نشوب الحرائق في العصرونية، من جهة المسكية، حيث عملت وحدات الإطفاء والدفاع المدني لما بعد منتصف الليل على إهمادها.

وبسبب شدة اشتعال النيران، بدأت بعض المحلات التجارية في العصرونية بالانهيار نتيجة تآكلها بسبب الحرائق.

وكانت دمشق أصبحت أول من أمس، على حريق أتى على رقعة شاسعة من سوقها القديم وتحديداً سوق «العصرونية» المتخصص ببيع المنتجات البلاستيك والألعاب وغيرها من المنتجات الشديدة الاشتعال، والذي استمر لعدة ساعات بسبب تأخر فرق الإطفاء، مما أفسح المجال لنيران الحريق بالتمدد في السوق الذي أدى لاحتراق أكثر من 80 محلاً ومستودعاً تجارياً وانهيار أجزاء من السوق الأثري.

وفي حين زعمت وسائل إعلام النظام بأن سبب الحرائق هي «ماس كهربائي»، أكدت في المقابل مصادر لـ»أورينت نت« أن أصحاب المحال في سوق العصرونية بدمشق كانوا قد رفضوا عروضاَ لبيع محلاتهم للسفارة الإيرانية بمبالغ طائلة وترجح هذه المصادر أن يكون الحريق، الذي أصاب السوق صباح السبت، بهدف إجبار الأهالي على البيع.

ويخشى أصحاب المحال التجارية أن يكون هذا الحريق مقدمة لاخراجهم بعد رفضهم لبيع هذه المحال للسفارة الإيرانية حيث إن السوق قريب من جامع «الست رقية» الذي اشترت إيران الكثير من العقارات المحيطة به لزيادة مساحة الجامع.

ويضيف الصدر لـ»أورينت نت» أن السفارة الإيرانية قامت في 2005 ـ 2006 بتنفيذ توسعة لجامع «الست رقية» وأحد أهداف المشروع كانت إزالة البناء الذي يفصل الجامع عن الشارع، وشهد جامع الست رقية في دمشق القديمة عدة تحديثات في بنائه من قبل السفارة الإيرانية بالاضافة لزيادة مساحته بعد شرائها عدة عقارات مجاورة للجامع وتحويله لحوزة علمية كبيرة.

وقال قائد فرقة عمليات دمشق وريفها التابعة للجيش الحر أبو زهير الشامي، بحسب ما نشره الإعلامي فيصل قاسم على صفحته الشخصية على موقع «فايسبوك«، إنه «بعد تواصلي عبر اتصال مع أحد التجار في العصرونية بدمشق وسؤالي عن الحريق الذي التهم المنطقة أكد لي أن رجالاً من قبل النظام الأسد كانوا يترددون بشكل يومي ولمدة أسبوع على ملّاك المحال لبيعها لرجال أعمال إيرانيين، وعند الرفض من معظم ملاك المحال تم الانتقام«.

وأضاف الشامي أن التاجر أكد له أنه بعد حرق المحال، هددوهم بأن بيوتكم أيضاً لن تسلم فالبيع أفضل واسلم.

يشار إلى أن العصرونية، جزء من المدينة القديمة متاخمٌ للجامع الأموي وقريب للأماكن التي سيطرت عليها الجمعيات وجهات أعلنت تبعيتها لإيران وأظهرت صراحة صبغتها الدينية.

وتشير التقديرات إلى أن حجم الخسائر التي أصابت محال العصرونية تقدر بمليارات الليرات السورية.

يذكر أن سوق العصرونية الأثري كان قد تعرض للدمار مرتين انهار جزء مرة إبان الثورة السورية ضد الفرنسيين عام 1925 نتيجة للقصف المدفعي الفرنسي على المنطقة، والمرة الثانية عام 1945.

(أورينت نت، كلنا شركاء)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى