صفحات العالم

حزب الله والأخوان المسلمون

 


علي الامين

في ظل التعتيم الاعلامي والغموض الذي يحيط بما يجري من احداث مرافقة للاحتجاجات داخل سورية، برز على سطح الاحداث سيل من الاخبار الملتبسة او الاشاعات التي تجد لها آذانا صاغية داخل سورية وخارجها. ومن هذه الاخبار التي يجري ضخها، الحديث المتكرر عن مشاركة عناصر من حزب الله في قمع التظاهرات السلمية في المدن والبلدات السورية، ووصلت الى حد اعلان بعض المواقع الالكترونية عن اسماء خمسة عناصر من الحزب قتلوا في سورية، وقالت انهم دفنوا قبل ايام في بعلبك.

الخبر عار من الصحة تماما كما اكد اكثر من مصدر في حزب الله وفي منطقة بعلبك، والاسماء التي وردت هي اسماء وهمية. وهذا غيض من فيض الاشاعات التي طالت “الحزب” لجهة اتهامه بالتورط مباشرة في الاحداث الداخلية في سورية.

هذه الاشاعات لا تقلل من شأن العلاقة الاستراتيجية المعروفة التي تربطه بالنظام السوري، لكن اصحابها يحاولون اسقاطها على الداخل السوري، بالسعي لاضفاء البعد المذهبي على ما يجري. مستفيدين من الارباك الذي يعانيه “الحزب” كقيادة بعدما هلل للثورات العربية في اكثر من دولة، وبدا في احسن الاحوال متلعثما ومربكا في النظرة الى ما يجري في سورية، وان ظهر في بعض المواقف مؤيدا لنظامها من زاوية اقتناعه انه داعم لخيار المقاومة ضد اسرائيل.

“على ان هذا الارباك، لم يلجم الاعلام التابع لحزب الله والقريب منه، عن القاء التهم على انتفاضة الشعب السوري باعتبارها مؤامرة اميركية”، كما يؤكد مصدر قيادي بارز في تنظيم الاخوان المسلمين، ويتابع “من دون ان يكلف هذا الاعلام نفسه تلمس اوتحسس مطالب الشعب السوري من الحرية الى معالجة الازمات السياسية والاقتصادية، الى استعادة حقوقه في الحياة الحرة الكريمة اسوة بالثورات التي تفاعل معها هذا الاعلام. واشار المصدر الى “محاولة بعض القريبين من حزب الله اتهام “الاخوان المسلمين” بالتنسيق مع الادارة الاميركية ليس على صعيد سورية فحسب بل على صعيد المنطقة”.

يدعو القيادي البارز، حزب الله “الا يخسر الشعب السوري، وان ينأى عن الانحياز ضده، وان يقرأ جيدا ما يحصل من تطورات حتى في المخيمات الفلسطينية داخل سورية، وان يدقق في ما جرى مع القيادة العامة في مخيم اليرموك قبل ايام وعلى اثر التظاهرة التي جرت على حدود الجولان المحتل يوم الاحد”.

ويشير المصدر نفسه الى ان “حزب الله يعلم اكثر من غيره، ان اي لقاء لم يجر بين “الاخوان المسلمين” ومسؤولين اميركيين، لا في مصر ولا في تركيا ولا في اي مكان آخر”. ويستدرك: “علما ان المنتمين الى تنظيم الاخوان في سورية، هم اما في القبر او في السجن او خارج البلاد، وما يجري داخل سورية انتفاضة شعبية بكل ما للكلمة من معنى”.

هي انتفاضة لها بعد اجتماعي وسياسي”الانتفاضة الحقيقية لم تحصل فعليا في اكبر مدينتين تعتبران صافيتين لجهة انتماء سكانها الى السنّة، اي دمشق وحلب. فيما المدن الطرفية والمتنوعة طائفيا كانت اكثر حراكا من سواها، درعا وبانياس واللاذقية والشغور وحمص وغيرها…”.

لذا يأسف “للاصرار على زج البعد الطائفي في انتفاضة الشعب السوري، لا بل اتهامها بانها تتم بايعاز ودعم اميركيين”، معتبرا ان “طيف المعارضة السورية الذي تلاقى في انطاليا و بلجيكا وسواها.. يؤكد ان المعارضين هم من كل اطياف المجتمع السوري الدينية والفكرية والقومية”.

في شأن العلاقة بين حزب الله ، تشدد مصادر “الاخوان” على انها “علاقة جيدة وقديمة، خصوصا مع تنظيم مصر، وفي زيارة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الى بيروت قبل اسابيع، لم يعقد لقاء مع اي جهة حزبية الا حزب الله، وتم ذلك بطلب من المرشد نفسه الذي التقى وفدا برئاسة السيد ابراهيم امين السيد في مقر الجماعة الاسلامية في بيروت”، اما لجهة عدم حصول لقاء مع السيد حسن نصرالله، فإن السبب هو “المدة القصيرة للزيارة ومشاركة المرشد بتأبين وتقبل التعازي بامين عام الجماعة الاسلامية الراحل الشيخ فيصل المولوي، وعلاقة ذلك بظروف امنية وتنظيمية تحتاج الى وقت، مما يتطلبه امن السيد نصرالله.

وفيما تبدي اوساط “الاخوان” تفهمها “طبيعة الظرف الذي يعيشه حزب الله في هذه المرحلة”، لا تطالبه بمواقف جذرية في دعم الشعب السوري وانتفاضته، لكن لا تريد له ان يسقط في فخ تشويه هذه الانتفاضة، لا بل تعتقد انه قادر على ان يلعب دورا ايجابيا يستطيع ان يقدر حجمه ولا يقوم به حتى الآن.

صدى البلد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى