صفحات الحوار

حسن عبد العظيم في حوار مع «الوطن»: هيئة التنسيق مع إشراك كل الدول التي لها تأثير بحل الأزمة

 كي لا تعطل الحل وجود قوى المعارضة والثورة في الداخل يعطيها فعالية ومصداقية أكبر

قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم إن الهيئة تؤيد إشراك إيران في مجموعة الاتصال الرباعية حول سورية موضحاً أنه «من المهم إشراك كل الدول التي لها علاقة بالأزمة ما يحقق توافقاً على الحل» وإلا «عطلت» هذه الدول حل الأزمة و«استمرت الحرب المجنونة».

وفي حوار مع «الوطن» أكد عبد العظيم حرص هيئة التنسيق على «سلمية الثورة إلا في حدود الدفاع عن النفس» وطالب السلطات بـ«التخلي عن الحل الأمني» ودعا المعارضة المسلحة لعدم القيام بـ«أعمال هجومية بل دفاعية فقط».

كما حث كل قوى المعارضة في الخارج للعودة والعمل من الداخل «لتكون أكثر فعالية ومصداقية» وشدد على أهمية أن تتوصل كافة قوى «المعارضة الوطنية» إلى «رؤية سياسية موحدة تتضمن إقامة نظام ديمقراطي ورفض التدخل العسكري الخارجي».

وحول مؤتمر المعارضة الذي انعقد الأسبوع الماضي بدمشق تحت عنوان «المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية» رأى عبد العظيم أن «أهميته تكمن في أن أكثر من عشرين حزباً سياسياً ومنظمة حقوقية وأهلية شاركت فيه ولم يقتصر على هيئة التنسيق» مؤكداً أن هذا المؤتمر «ليس مجرد مؤتمر انعقد ليوم واحد وانتهى أو زوبعة إعلامية بل هو مؤتمر مستمر من خلال ورشات عمل سياسية واقتصادية واجتماعية وتشريعية وإغاثية لوقف العنف والقتل وعودة المهجرين والنازحين».

وهنا نص الحوار:

• كيف تنظر لوجود إيران في مجموعة الاتصال الرباعية حول سورية إلى جانب السعودية ومصر وتركيا؟

يهمنا كهيئة تنسيق وقوى معارضة وطنية إشراك كل الدول التي لها علاقة بالأزمة سواء كانت تدعم السلطة أو المعارضة أو لها تأثير بحل الأزمة، ودعوة الرئيس المصري محمد مرسي لتشكيل المجموعة دعوة هامة وأساسية.

نحن لسنا ضد إشراك إيران فيها ولا قطر بل مع إشراك كل دولة لها علاقة بالأزمة سلباً أو إيجاباً لأن هذه الدول ستعطل الحل إذا لم تُشرك فيه.

إشراك الجميع في أي تحرك سياسي لحل الأزمة سيحقق توافقاً على الحل عبر قيام الأطراف الداعمة للنظام بالضغط عليه لوقف العنف، وقيام الأطراف الداعمة للمعارضة بإقناعها من أجل الدخول في عملية تفاوض تشمل العملية الانتقالية للوصول إلى نظام ديمقراطي تعددي وإلا ستبقى الأزمة مفتوحة والحرب المجنونة مستمرة.

الشعب السوري يعاني من الخلافات العربية العربية، والإقليمية بين تركيا وإيران، والدولية بين الاتحاد الأوروبي وأميركا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، من أجل ذلك طالب البيان الختامي للمؤتمر الوطني لإنقاذ سورية الذي عقدناه الأسبوع الماضي المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي للدعوة إلى عقد مؤتمر دولي يضم كل الأطراف المهمة التي لها تأثير في الأزمة بهدف تحقيق توافق إقليمي ودولي يفضي إلى حل سياسي للأزمة تمهيداً للانتقال لدولة مدنية ديمقراطية.

• كيف تقرأ غياب السعودية عن اجتماع وزراء خارجية «الرباعية» الأول في القاهرة؟

هذه سياسات دول، هناك دول تدعم أحد محورين في المنطقة، محور مع إيران وآخر ضده، لكن ما يهمنا إشراك كل الأطراف المؤثرة بالأزمة السورية سواء لصالح النظام أو المعارضة، نحن مع إشراك قطر والجزائر، وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين كدول في مجلس الأمن.

• قيادة «الجيش السوري الحر» أعلنت نقل مقرها إلى الداخل السوري، ماذا يعني ذلك بالنسبة لكم؟

لدينا اجتهاد واضح ومعلن وصريح يقول: إن المعارضة وقوى الثورة ينبغي أن تكون داخل الوطن لتكون أكثر فعالية ومصداقية وعندها لا تحتاج لتمويل خارجي يأسر قرارها الوطني ويقيد حركتها وفعلها ونحن بغنى عن هذا التقييد.

هنا في سورية تكون قيادة المعارضة مع الشعب وعلى أرض الوطن وهذا يعطي قوة لها، هناك أطراف مثل جماعة الإخوان المسلمين محكومون بالإعدام بموجب القانون رقم 49 لعام 1980 وكل مَنْ يعتقل منهم ويثبت انتماؤه للجماعة يحكم بالإعدام، وإنْ كان الأمر تغير في السنوات الأخيرة إلى تخفيف الحكم للسجن، هؤلاء مضطرون للبقاء خارج البلاد لكن المنشقين من الجيش النظامي والذين انضموا للجيش الوطني السوري الحر والذين اضطروا لحمل السلاح للدفاع عن النفس وعن عائلاتهم.. هؤلاء نقدرهم ونطلب منهم البقاء في سورية.

نأمل من المعارضة في الخارج العودة والعمل من الداخل ونشجعها على ذلك إلا إذا كانت محكومة بظروف معينة مثل الإخوان.

قوة المعارضة أن تكون في الداخل وتنطلق من الداخل وتبقى معارضة الخارج في الخارج بحكم ظروفها الاضطرارية.

• ما موقفكم من عمليات «الجيش الحر»؟

نحن نحرص على سلمية الثورة، لذلك نطلب من النظام التخلي عن الحل الأمني، ومن المعارضة المسلحة عدم القيام بأعمال هجومية بل دفاعية فقط.

هناك نهجان في البلاد: نهج عسكري يحاول حسم الصراع يمارسه النظام وبعض أطراف المعارضة المسلحة، ونهج سياسي يسعى لوضع حد للعنف والقتل والتأسيس لمرحلة انتقالية نحو نظام جديد بإرادة الشعب السوري واختياره الحر وهو ما نعمل من أجله.

• ما الجديد الذي خرج به مؤتمركم الذي انعقد الأسبوع الماضي تحت عنوان «المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية»؟

المؤتمر هو الثاني الذي ينعقد داخل سورية، الأول كان في حلبون بريف دمشق في 17 أيلول 2011 وعقدناه دون أن نقدم طلباً للسلطة، وفي وثائقه وبيانه الختامي مارست المعارضة حريتها في التعبير عن مواقفها.

أهمية مؤتمرنا الأخير تكمن في أن أكثر من عشرين حزباً سياسياً ومنظمة حقوقية وأهلية شاركت فيه ولم يقتصر على هيئة التنسيق، وأنه انعقد في دمشق ولم تخضع وثائقه أو بيانه الختامي لأية ضغوط، وأن عنصر الشباب المشارك كان واضحاً وبارزاً.

مؤتمرنا هذا خطوة باتجاه مؤتمر أوسع وأكبر لإنقاذ سورية الوطن والدولة والشعب، وأؤكد أنه ليس مجرد مؤتمر انعقد ليوم واحد وانتهى أو زوبعة إعلامية، بل أنه سيستمر من خلال ورشات عمل سياسية واقتصادية واجتماعية وتشريعية وإغاثية لوقف العنف والقتل وعودة المهجرين والنازحين.

نحن نحاول ترسيخ حق المعارضة الوطنية في حرية التعبير دون أن نراعي أي اعتبار إلا اعتبارات الوطن والشعب والثورة.

• لماذا لم يحضر ممثلون عن معارضة الخارج؟

وجهنا دعوة لأطراف المعارضة في الخارج وطلبنا من ممثلي الجامعة العربية ضمانات بعدم التعرض لهم في حال عودتهم لكن يبدو أن حادثة اعتقال مسؤولي هيئة التنسيق عبد العزيز الخير وماهر طحان وإياس عياش عند وصولهم مطار دمشق الدولي لدى عودتنا جميعاً من زيارتنا للصين كانت مؤشراً سلبياً جعلت من يريد الحضور لا يحضر، وأعطت مبرراً لمن لا يريد الحضور ولا يريد انعقاد المؤتمر كي لا يحضر.

• إلى متى سيستمر تشتت المعارضة؟

المعارضة الوطنية على تعددها ينبغي أن تصل لرؤية سياسية موحدة في إطار إئتلاف واسع عام، رؤية موحدة ترفض استمرار الاستبداد الداخلي وتسعى لإقامة نظام ديمقراطي يشارك فيه الشعب بجميع انتماءاته عبر انتخابات ديمقرطية حرة نزيهة، رؤية موحدة ترفض التدخل العسكري الخارجي وتحافظ على سلمية الثورة إلا في حدود الدفاع عن النفس إذا تعرضت لعنف النظام، رؤية موحدة تحارب كل من يشجع الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية.

مثل هذه الرؤية تنقل سورية لواقع جديد بانتخابات حرة نزيهة وحيادية، سورية قلب العروبة النابض وفي موقعها الجيو سياسي ودورها الإستراتيجي هي دولة هامة والنهوض الوطني في سورية يشجع على النهوض القومي في كل الوطن العربي.

• كيف تقيم خطاب السفير الروسي بدمشق عظمة اللـه كولمحمدوف في المؤتمر؟

خطاب متوازن، والسفير الروسي بذل جهوداً كبيرة جداً لإنجاح المؤتمر، وكذلك السفارة الصينية.

• الحضور الدبلوماسي الذي شهده المؤتمر، وخاصة حضور السفيرين الروسي والإيراني هل جاء بالتنسيق مع الحكومة السورية؟

علاقة هيئة التنسيق مع الصين وروسيا معلنة وليست سرية، هما يقولان للنظام ما يجري بيننا وبينهم خلال لقاءاتنا، ونحن نخبر حلفاءنا في المعارضة وقواعدنا أيضاً.

روسيا والصين تحرصان على تحقيق حلول سياسية للأزمة وتجنيب سورية مخاطر العنف والطائفية والعرقية والإقليمية.

• البعض تعاطف مع مؤتمركم وآخرون شككوا فيه واعتبروه محاولة لإنقاذ النظام، ماذا تقول للجانبين؟

للمتعاطفين أقول: نرجو أن نكون عند حسن الظن، وللمشككين أقول: تشكيككم في غير محله وغير أوانه، وستكشف الأيام التزامنا كمعارضين ديمقراطيين بالثوابت الوطنية والعربية والمصلحة الوطنية العليا للشعب السوري والمصلحة القومية للأمة العربية.

• كيف كانت زيارة وفد هيئة التنسيق برئاستك إلى الصين؟

المسؤولون الصينيون أكدوا لنا أنهم مع حق الشعب السوري باختيار النظام الديمقراطي الذي يريد لكنهم يرفضون التدخل العسكري الخارجي، معروف أن هناك دولاً تتدخل بالأزمة لمصالحها لكنها في الوقت نفسه ترفض أي تدخل عسكري، الصين وروسيا قالتا إنهما ليستا ضد تطلعات الشعب السوري المشروعة وغير متمسكتين بالنظام وهما تؤكدان أن القرار يعود للشعب السوري وتدعمان أي قرار وطني سوري في أي عملية انتقالية.

• الجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك دعت المجلس الوطني السوري المعارض لحضور اجتماعاتها، كيف تقرأ هذه الدعوة؟ هل تعتبرونها تغييباً لكم كمعارضة داخلية؟

نحن لا نعترض على توجيه الدعوة لهذا الطرف أو ذاك، لكن نؤكد أننا قوى معارضة وطنية ديمقراطية داخل الوطن وخارجه، وجزء من المعارضة ولا نحتكرها.

الدول لها سياسات والأمم المتحدة كذلك ومن حقها دعوة من تشاء، مثل هذه الدعوات التي توجه لغيرنا دوننا تحدث أيضاً في «مؤتمر أصدقاء سورية» الذي اعتذرنا عن حضوره لأن الدعوة لم تكن بشكل حقيقي ورسمي.

نحن غير مهتمين إطلاقاً بأن يُدعى غيرنا ونحن لا ندعى.

• بماذا تهتمون؟

بعلاقتنا مع شعبنا وثقته بنا.

• هل من جديد حول مكان وجود الخير وطحان وعياش؟

نحن أعلنا أنهم معتقلون وأسباب اعتقالهم تتعلق بالمؤتمر والمؤتمر انتهى على خير ولا مبرر لهذا الاعتقال أو استمراره.. هناك جهود تبذل للإفراج عنهم.

• من يقودها؟

السفارة الصينية تبذل جهودها كونهم كانوا ضيوفاً لدى بكين والسفارة الروسية تحرص على علاقاتها بالمعارضة الوطنية، والمبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ونائبه بدمشق يبذلان جهوداً أيضاً.

• لكن السلطات الرسمية أعلنت أن مجموعة مسلحة اختطفتهم، وليس الجهات الأمنية من اعتقلتهم؟

وهنا تكمن المشكلة، فهناك محاولات من قبل السلطات الأمنية لإنكار وجودهم لديها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى