صفحات الحوار

حسن عبد العظيم لـ «الشرق الأوسط» : صمود الشعب قادر على إسقاط نظام الأسد


المنسق العام لقوى التغيير في سوريا يرفض تجميد عضوية سوريا بالجامعة وفرض حظر جوي عليها

سوسن أبو حسين

تمكن حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة قوى التغيير الوطنية والديمقراطية في سوريا من لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وبالصدفة البحتة نجا عبد العظيم من مهاجمة المحتجين لوفد المعارضة السورية أمام مقر الجامعة ومحاولة منعهم من الدخول إليها، وذلك لأنهم لا يعرفونه أصلا. وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أكد عبد العظيم أن الهيئة ترفض تجميد عضوية سوريا وفرض حظر جوي لأن هذه الأدوات ستعد مدخلا رئيسيا للتدخل الخارجي، ومن ثم تدمير سوريا كما حدث في ليبيا.. «ونحن نرى أن التدمير سوف يدفع ثمنه الشعب وليس النظام المخلوع».

وقال المنسق العام لهيئة قوى التغيير في سوريا: «طلبت من الدكتور العربي محاصرة النظام بالمزيد من الضغوط العربية والإقليمية والدولية وإعطاء مسألة إسقاط النظام للثورة السلمية في سوريا، التي لم تستخدم السلاح أو العنف كما يدعي نظام الأسد». وفي ما يلي نص الحوار:

* برأيك هل المبادرة العربية قادرة على حل الأزمة السورية؟

– نحن نراهن على صمود انتفاضة الشعب السوري، التي تدخل شهرها التاسع محافظة على سلميتها رغم حديث النظام عن حمل السلاح، وهذا غير صحيح. ونرى أيضا أن الصمود الداخلي يشكل عنصرا أساسيا لتجنب الانجرار إلى التسلح والعنف والصراعات المذهبية والطائفية، أما الدور العربي الذي تجسد في المبادرة العربية فهو ما نريد، أي سحب كل الأسلحة من المدن والقرى السورية والسماح للتظاهر السلمي والإفراج عن المعتقلين، وفتح الأبواب أمام جهات رقابية عربية وإقليمية وحتى دولية للتأكد من أنه لا توجد معارضة مسلحة كما يدعي النظام، وفي الوقت نفسه نراقب مدى التجاوب مع الأوراق العربية والبيانات التي أصدرها وزراء الخارجية العرب، ومن ثم توفير المناخ المناسب للعلمية السياسية تحت إشراف الجامعة العربية، مع توفير آليات عمل مثل وجود وفود مراقبين مدنيين من الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عربية وإقليمية للتأكد من سلمية الثورة وعدم وجود عصابات مسلحة.

* الجامعة تقول إن جميع الاختيارات مفتوحة، فلماذا ترفضون تجميد العضوية وفرض الحظر الجوي؟

– لأن هذا يعني التدخل الأجنبي، وهو ما نراه مثل الاستبداد الداخلي، ونحن نتمسك بالحل العربي.

* وماذا لو فشل الحل العربي؟

– أمامنا صمود الانتفاضة والضغوط الدولية والعربية مع العمل على تفكيك النظام من قبل الثورة السلمية.

* يرى البعض أن المبادرة العربية قد فشلت وأن الحل العربي يعني المزيد من سقوط الشهداء والجرحى.

– المبادرة العربية أمامها فرصة، وهي تحتاج إلى آليات عمل للضغط على النظام وكشف الحقائق على الأرض والعمل على الإفراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي، وتوفير حلول ترمي إلى حماية المدنين.

* هل انتفاضة الداخل قادرة على إسقاط النظام؟

– بالتأكيد، ولنا مثال في الثورة اليمنية السلمية التي وصلت إلى شهرها العاشر دون استخدام الشعب للسلاح، علما بأن السلاح في اليمن متاح في كل المنازل والشوارع.

* ماذا حدث لك أمام الجامعة العربية ورفض المتظاهرين الحديث عن الثورة في الحوار مع الجامعة العربية؟

– وفد هيئة التنسيق الوطنية طلب لقاء الأمين العام للجامعة العربية، الذي تجاوب معنا، ولكن بعد وصولنا إلى مقر الجامعة فوجئنا بوجود تجمع شبابي لسوريين ومعهم عصيان وكاميرات ومنعونا من الدخول، فذهبنا إلى الباب الثاني فانتقلوا معنا في حالة اشتباك، ولكنني تمكنت من دخول الجامعة ولقاء الأمين العام لأن الشباب لا يعرفني، وبقي الوفد في حالة اشتباك حتى خروجي.

* ماذا عرضت على الأمين العام للجامعة العربية؟

– عرضت تصورنا لحل الأزمة وأبعادها وضرورة التمسك بالحل العربي، وطالبت بتوفير حماية للشعب السوري من خلال مراقبين دوليين وفتح آليات أمام وسائل الإعلام.

* هل التقت الهيئة مع مسؤولين من نظام الأسد للحصول على تعليمات كما اتهمكم المتظاهرون أمام مقر الجامعة؟

– نحن في هيئة التنسيق الوطنية نمثل 15 حزبا، ولنا تاريخ نضالي مشرف، ونحن نمثل أحزابا وشخصيات وطنية ونناضل ضد الاستبداد في الداخل وضد الفساد من منتصف الستينات وحتى اليوم، وفي الوقت نفسه نرفض التدخل الخارجي الذي يهدد الدولة السورية والوحدة الوطنية، ولكننا مع توفير كل أنواع الحماية.

* ماذا تطلبون من وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم غدا؟

– نطالبهم باستمرار العمل معنا وقبل أن نذهب للتدويل لا بد من الاستفادة من الحالة الثورية التي تمر بها المنطقة، وكذلك الجامعة العربية، فهي في حالة ثورية جديدة أفضل من الماضي، ونكرر للمرة المليون، نريد الحل العربي والسماح للشعب السوري بالتعبير بحرية، وهو قادر على إسقاط النظام.

* هل من الأفضل تجميد عضوية سوريا كما يطالب الشعب السوري؟

– نتمسك بدور أساسي للجامعة العربية مع الضغط على النظام وإجباره على تنفيذ المبادرة العربية، وعندما يرفض النظام يمكن للجامعة أن تعلن ما تريد، ونحن نثق في دورها.

* ماذا تتوقع وما هو تقييمكم للأوضاع في سوريا؟

– سوف ننتصر بفضل انتفاضة أهل سوريا والدور العربي الداعم لنا، وسوف نصل إلى التغيير الشامل ولا للإصلاح وترقيع النظام الحالي، ونحن لن نقبل بأي إصلاحات جزئية، وإنما نريد تغييرا شاملا ونظاما وطنيا ديمقراطيا عبر انتخابات تلبي مطالب الشعب السوري وتؤدي إلى رحيل النظام. ونحن لسنا إقصائيين ولا شموليين، وإنما نريد تجربة ديمقراطية يحكم فيها الجميع، ولدينا أحزاب لم تتلوث أياديها بالدماء والفساد، ونأمل أن تكون لنا دولة ديمقراطية برلمانية تعددية ونظام جديد يرضي كل طموح الشعب السوري ويكون هو صاحب ومصدر كل السلطات.

* كيف ترون اتهام النظام السوري لأميركا بالتورط في أحداث سوريا؟

– النظام السوري لن يصمد مع الضغط الداخلي والعربي والإقليمي عبر تركيا وغيرها من الدول، حتى حلفاء الفاسد في روسيا والصين وجنوب أفريقيا والبرازيل يطالبون الأسد بالالتزام، أما اتهام أميركا فهو في غير موضعه ولا يوجد أي دليل على ذلك.

* هل سيظل الشعب السوري في الشارع إلى وقت طويل؟ ومتى يحصل الشعب السوري على حقوقه؟

– لم يعد هناك وقت طويل، والتغيير قادم في سوريا، ويمكن القول إننا اقتربنا من إنهاء الاستبداد وإسقاط النظام.

الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى