صفحات الحوار

حسن عبد العظيم يتحدث لـ«السفير»

طارق العبد

في مكتبه وسط دمشق يبدو جدول أعمال المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية» حسن عبد العظيم مزدحماً باجتماعات مع كوادر الهيئة من جهة وديبلوماسيين عرب وأجانب من جهة أخرى.

ومع كل هذا يبدو اللقاء مع المحامي الثمانيني مسألة صعبة، وخاصة مع اقتراب افتتاح مؤتمر «جنيف 2» في مدينة مونترو السويسرية غدا.

لا تغيير في قرار الهيئة التغيب عن المؤتمر، رغم التواصل مع «الائتلاف» مؤخراً، فالمشاركة تحت مظلته مرفوضة وثمة خشية حقيقية من تحويله إلى اتفاق لتمرير مصالح دولية على حساب الشعب السوري. وفي المقابل يدعو عبد العظيم إلى تعزيز جبهة المعارضة وتقديم رؤية واضحة ومتماسكة تسهم في إنضاج الحل السياسي.

÷ قدم «الائتلاف» عرضاً لكم بالمشاركة في المؤتمر الدولي، لكنكم صممتم على الرفض، فما هي الأسباب وراء ذلك؟

} تلقيت مساء أمس الأول، اتصالاً من رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا يدعوني فيه للحضور ضمن وفدهم إلى مؤتمر جنيف. وبعد اجتماعات مع مكتب العمل اليومي في الهيئة أمس، وقبلها اجتماع المكتب التنفيذي، أعلنا رفض المشاركة ضمن وفد «الائتلاف»، فهذا تجاهل لقوى المعارضة في الداخل، ومن غير المقبول هذا الحضور الضعيف في مؤتمر طالبنا فيه منذ فترة طويلة، إذ كان من المفترض أن نتلقى دعوة محددة من الأمم المتحدة، وان يحضر إلى جانب «الائتلاف» كل من «هيئة التنسيق الوطنية» و«الهيئة الكردية العليا» وليس الحضور تحت مظلة «الائتلاف» وحده. ما تلقيناه من ممثل الأمم المتحدة كان نسخة عن الرسالة التي وصلت إلى الجربا، وفيها طلب بتشكيل وفد المعارضة، أي لم توجه لنا دعوة كطرف مستقل، وهذا يعني حضور المعارضة بشكل ضعيف في المؤتمر.

كذلك كان من المفترض عقد لقاءات ومفاوضات مع «الائتلاف» وقوى مستقلة و«الهيئة الكردية العليا» لتشكيل وفد موحد وبرنامج عمل واحد، وذلك وفق لقاء تم بيننا وبين وفد من «الائتلاف» في القاهرة خلال الأسابيع الماضية، وأبدى الجربا عندها تفهماً وإيجابية كبيرة.

÷ هل تواصلتم بعد قراركم الأخير مع الجانب الروسي أو المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وما كان تعليقهم؟

} اثر اجتماع المكتب التنفيذي في 14 كانون الثاني الحالي تلقيت اتصالاً من السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف يطلب منا عدم التسرع في اتخاذ مثل هذا القرار والسعي لإنجاح المؤتمر الدولي، وأبلغناه تمسكنا بقرارنا وفق المعطيات المتوفرة التي تهمش قوى المعارضة الوطنية.

أيضا تلقيت اتصالاُ من الإبراهيمي أعلن فيه أسفه لغياب «هيئة التنسيق» عن المؤتمر، وأكد احترامه لقرارنا، وهو على اطلاع على عمل الهيئة وأعضاءها، بما يخص دعم الحرية والكرامة للشعب السوري، ولاحقاً أصدر بياناً أكّد فيه أهمية الهيئة ودورها وتمسكها بالحل السياسي وحرصها على نجاح جنيف، وعبر عن وجهة نظر عميقة، وهو يدرك تماماً أن الهيئة طرف لا يمكن الاستغناء عنه.

÷ في ضوء الظروف الحالية، كيف تتوقعون نتائج المؤتمر؟

} ثمة قلق كبير من إبرام اتفاقات دولية على حساب تطلعات الشعب السوري وآماله بالحرية والديموقراطية مع انعقاد المؤتمر بمثل هذه الأوضاع، وكأن القرار الدولي وحده سيد الموقف، والمطلوب هو تنفيذ قرارات دولية معدة مسبقا.

إن الهدف ليس انعقاد «جنيف 2» لمجرد انعقاده بقدر ما هو مطلوب لقرارات تسهم بوقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار وبدء عملية الانتقال السياسي الديموقراطي، وهذا لا يمكن أن يحدث بغياب وفد معارض وازن ومقبول. وبالتالي لا بديل عن «جنيف 2» كمؤتمر يدعو للحل السياسي وهذا خيار «هيئة التنسيق» منذ البداية، وما قلناه للجامعة العربية وكوفي انان والإبراهيمي إننا متمسكون بالحل السياسي، كما رحبنا بإعلان عقد المؤتمر في أيار الماضي على اعتباره الحل والمخرج للأزمة السورية.

إن الإشكالية التي دفعتنا للغياب هي المعطيات الراهنة التي فرضت ممثلاَ واحداً للمعارضة واستبعدت باقي القوى، وهو أمر تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة وروسيا بصفتهما الراعي الأساسي للاجتماع الدولي، ولهذا السبب طالبنا بتأجيل المؤتمر لحين تحقيق الشروط الصحية للمشاركة وتحقيق برنامج عمل موحد للمعارضة.

÷ اذاً ما هي الخطوات المطلوبة لتحقيق هذه الشروط؟

} المطلوب هو تشكيل وفد معارض قوي وموحد، قادر على التفاوض وبدء التغيير الوطني الديموقراطي الذي ينهي النظام الاستبدادي وينتقل بالبلاد إلى نظام جديد، فالمطلوب في هذه المرحلة هو عقد مؤتمر وطني جامع لأطراف المعارضة السورية لتوحيدها في الداخل والخارج، وليعيد لها مكانتها ودورها، ويشكل قوة تدافع عن طموحات الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى