صفحات سورية

حكومة منفى!!!!! من فوضكم أيها السفلة؟!

 


لم أتوقع أن تصل شراهة أو انحطاط بعض المشاركين في أحد مؤتمرات المعارضة إلى حد إعلان “حكومة منفى”، ربما كانت بالون اختبار أومحاولة لجسِ النبض. لا نريد استبدال أنياب الأسد بأسنان الجرذان ولا خلع شاه سوريا واستبداله بحكم العمائم.

محاضرة نيرون الأسد

تفاجأت كما تفاجئ بشار الأسد بوجود ٦٤٠٠٠ مطلوباً في سوريا. لا أخفيكم بأنني تساءلت إذا كان اسمي موجود بين هؤلاء مستعيداً المشهد الشهير من مسرحية عادل إمام- شاهد ماشفش حاجة (أنا اسمي مكتوب؟؟!).

أجمل ما جاء في الخطاب هو قول المربي الفاضل أن “الفوضى” في البلد أثرت في جيل كامل من الأطفال ملمحاً أن من أوليات المرحلة القادمة هي توفير عناية خاصة لهؤلاء الأطفال وقلع أظافرهم حتى يتربوا التربية البعثية الصالحة.

بشار الأسد ومن خلال استقباله لعدد كبير من أفراد الشعب ممن شاركوا بالمظاهرات تعلم كثيراً وتأثر (وهو من النوع العاطفي) بمدى الحب الذي يكنه له الناس وطبعاً الكثير من “مثيري الشغب” هؤلاء تحولوا بعد اللقاء إلى مشاركين فعالين في عملية البناء.

وللأغبياء الذين لا يفهمون هذا القائد الاستثنائي ولا خططه الإصلاحية فقد قال ” قلت أننا تأخرنا وليس توقفنا”.

وللشباب نصيب من حديثه فلم ينسى أن يشكر الشبيحة والجيش السوري الإلكتروني واللجان الشعبية الطائفية لدورها الفعّال في القضاء على أكبر عدد ممكن من الشعب السوري الثائر.

الرئيس الأخرق لم يعتذرعن الضحايا والدماء التي سفكها بل أطل علينا بمحاضرة مفصلة لمنجزاته الإصلاحية. ولتبسيط خطته لإدخال اصلاحات بطريقة أقرب إلى “فكر” جماعة منحبك. يقول السيد الرئيس واصفاً عملية الإصلاح: “الموضوع هو كالتهام الخراء، بداية يتم وضعه بشكل حزمة ومن ثم تشكل هيئة لدراسته، طبعاً لا أحد يتدخل في آلية عمل الهيئة كما أن الهيئة ستشكل بدورها لجنة تطبخ “الخراء” على نارهادئة لكن ضمن جدول زمني (أعتقد ينتهي في تموز) ثم ترفع هذا الخراء إلى الرئيس (أنا… ههههه أترك لكم تصوره وهو يضحك) فيتذوقه فإذا لم يعجبه الطعم يعيده للهيئة وإذا أعجبه يحوله إلى قانون ويطعمه للسادة أعضاء مجلس الشعب المحترمين.”

هذا المختصر المفيد لما جاء في كلمة القائد الاستثنائي لمن فاته الخطاب التاريخي.

حكم العشيرة على طريقة أمير المؤمنين أبو العباس “السفاح.”

أبو العباس السفاح لمن لا يتذكر هذا الاسم هو الخليفة العباسي الأول الذي دمر الدولة الأموية وقتل وشرد الأمويين وعشرات الآلاف ممن ناصروهم في دمشق خصوصاً والشام عموماً، فاستحق لقب السفاح عن جدارة. حافظ الأسد يستحق لقب السفاح أيضاً ولكن ليس بالسيف وأنما بأسلحة ودبابات روسية. الأسد الابن ومن حوله يتصرفون الآن كما تصرف الأسد االسفاح الأب في أحداث حماه، فهو لم ينظر إلى مواطنيه الغير منتمين لعشيرته كجزء من الوطن بل نظر إليهم كغرباء وأعداء يهددون وجوده ووجود عشيرته واستقرار حكمه. أبناء الأسد سفاحون بأمتياز لكن الفرق الوحيد بينهم وبين الأب هو أن الأسد الأب كان يعرف متى يستطيع أن يقتل ومتى يجب أن يتوقف.

أبو حافظ

أين حافظ الصغير؟ لعله يلعب أو يشاهد أبيه مع أم حافظ في المنزل الذي اشتروه من دم الشعب في ضواحي العاصمة البريطانية لندن. يجب أن تفرح يا حافظ فعشيرة أبيك هتفوا باسمك وبايعوك ولياً للعهد حتى لو كان ذلك على حساب دمائنا.

الحوار الميلوسي في السياسة السورية الخارجية

بشار الأسد أعلن أنه سيلقن دول الجوار “تركيا” دروساً في الإصلاح والديموقراطية. وبعدها بيومين أطل علينا البطريق السياسي وليد المعلم ليعلن أن أوربا أعلنت الحرب وأن سوريا “العظمى”ستمحو أوربا من الخارطة.

هذا يذكرني بالحوار الميلوسي الذي كتبه المؤرخ الإغريقي ثوكوديدس قبل حوالي ٢٥٠٠ عاماً في كتابه “تاريخ الحروب البلوبونيزية”. تدور أحداث الحوار في ميلوس وهي جزيرة ضعيفة صغيرة محاطة بالأعداء الأثينيين الأقوياء، ومتحالفة مع اسبارطة وهي دولة بعيدة عنها جغرافياَ ،غير ديموقراطية، وأقل حضارة وفكراً وثراءاً من أثينا الديموقراطية. ميلوس في المقارنة الحالية هي سوريا، وأثينا هي الغرب وتركيا، واسبارطة هي إيران.

طلبت أثينا من ميلوس الخضوع لشروطها وهيمنتها مستندةَ إلى منطق القوة بأن “القوي يفعل ما يشاء، والضعيف يرضخ لما يتوجب عليه”. لم تخضع ميلوس لشروط أثينا وقررت على طريقة وليد المعلم “محوها من على الخارطة” مذكرة إياها بأنها حليفة إسبارطة. أثينا وجهت إنذاراَ أخير لميلوس تم رفضه فقامت بغزوها وقتل كل رجالها وسبي الأطفال والنساء وتحويلهم إلى عبيد. اسبارطة لم تتدخل وتركت ميلوس تواجه مصيرها.

ميلوس لم تعاني عندما تعرضت للغزو من قبل أثينا من ثورة داخلية من الأغلبية كما يحصل الآن في سوريا ولا كانت دولة مبنية على أساس حكم للأقلية. لكن ميلوس تشبه النظام السوري بأنها لم تفهم الواقعية السياسية ولم تدرك محدودية قوتها أمام قوة الآخرين. الخطأ الأهم الذي ارتكبته ميلوس هو اتكالها المفرط على حلفائها أو من تعتقد أنهم حلفاء لها، لتجد أنهم إما عاجزين أو أنهم لن يغامروا بالتورط بحرب غير مضمونة من أجلها.

روسيا لن تتحدى العالم من أجل النظام السوري الأحمق وكذلك ستفعل الصين. كلاهما حاولا إعطاء النظام السوري فرصة أخيرة لكن النظام السوري فهم هذه الفرصة بأنها ضوء أخضر للمضي بسياسة القمع والتطهير “على أساس المذهب الديني”، وكلاهما لديه مصالح استراتيجية واقتصادية وسياسية أكبر وأهم مع المجتمع الدولي والغرب من مصالحه مع النظام كما صرح مؤخراً رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين .

أنا لا أدعو هنا لتدخل عسكري دولي في سوريا. لكن من أنا ومن غيري لكي نملي على دول عظمى تمتلك مصالح جيوسياسية وحاملات طائرت وتمتلك أيضاً الإرادة لتقرر متى وأين تتدخل. النظام السوري هو من يدعو ويؤمن لهذه الدول حجة كافية لتتدخل وتعيد ترتيب أوراق المنطقة بأسرها، تدخل هذه الدول أصبح مسألة وقت. كما أنني لا أدعو الشعب السوري لحمل السلاح والدفاع عن نفسه ضد عصابات بشار وماهر الأسد، الشعب السوري لن ينتظر دعوتي عندما يقرر الدفاع عن أعراضه ونفسه ووجوده.

روسيا والصين لن يشاركا بتدخل عسكري ولن تؤيداه علناَ لكن بالتأكيد لن تعارضاه. إيران ستراقب ولن ترتكب حماقة تؤدي إلى تحطيم طموحاتها بالسيطرة على البلاد العربية والخليج إلى الأبد. أما حزب الله فهو بالتأكيد لن يعجل هلاكه بيديه فهناك من ينتظر الفرصة ليقضي عليه، خصوصاً وأن سوريا وهي أصبحت مصدّراَ للاجئين لن تستطيع بالتالي إيواء اللاجئين القادمين من الجنوب إذا ما قامت إسرائيل بضربة عسكرية على حزب الله.

الأحداث ستتسارع في الأيام القادمة، آل الأسد اختاروا الطريق الأصعب والأخطر، ونهايتهم ستكون على يد الشباب السوري الغاضب الزاحف لتطهير سوريا.

الشعب انقسم بين الأقلية جماعة “منحبك” وهم اللصوص والقتلة والمفسدون و”شاربوا الدم” المرتبطون بالنظام، فهو من أوجدهم وهو من جاء بهم وسلحهم وعلفهم بدماء الشعب السوري. وبين الأغلبية وهم جماعة “ما منحبك” المتضهدة المحرومة من تكافؤ الفرص وأبسط الحقوق. الصراع بين الطرفين أصبح صراع وجود، ومن الآن وصاعداً ما يجري على الأرض لم يعد ثورة فقط، إنها حرب لتحرير سوريا وتطهيرها من مرتزقة “منحبك”. لم تعد أرقام القتلى والجرحى مهمة أمام الهدف الأنبل والأسمى وهو الخلاص من بشار وماهر الأسد ومن أتباعهم. هؤلاء القتلة لا يملكون أي صلة انتماء بهذه الأرض الطيبة أو أهلها ويجب التخلص منهم ودفنهم مع التاريخ البائد. نحن الشعب وأنتم الجراثيم.

من يقف في مكانه جبان

من يتقدم خطوة عن الركب هو ثائر

من يتقدم خطوتان هو قائد

من يتقدم ثلاث خطوات هو شهيد

بالتأكيد لا مكان للتراجع.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى