صفحات الثقافةفواز القادري

حوار غير ودّيّ، بين الوردة واليأس


فواز قادري

قال لي

يأس مكشّر الأنياب:

أنتَ فارغ الآن أيّها الشاعر

كهاوية مسنّة وعاجزة

أُلقي أحجاري الكبيرة المنتقاة

إلى قاعك بلا انقطاع

هذا غباري الذي تتنفس

والتي تعمّق مجرى الدمع فؤوسي

أعلامي السود وراياتي

تغلق فم عصافيرك الأسيرة

وتعصّب أعين الصباح.

00

أجابت وردة صغيرة

بالكاد تهرّب شيئاً من عطرها

من فجوة صديقة في الركام:

“أعلى مابخيلك اركب”

أيّها الخرف العجوز

أسنانك النخرة السود

تحت حذاء طفل ناج من القصف

من حطامك أتنفس أيّها الغشيم

من جراح بيت وافر الدمار

من مسام ضوء صاف

يتسلّل ويلقي بحبال الحياة

جنودك يمشون بركاب

قاتل مطأطئ الرأس

يداك ملطّختان بالبارود

تنفث سمّكّ في الهواء

تتشفّى بجراح قلب صبيّة قاصر

لا حول لك على أوراقي

مع ضيق حالي أرتكب العطر

والشاعر على موّالي يغنّي.

00

خذ أسمالك وارحل

لا مستقبل لك عندنا

قل بصفاقتك التي نعرف

هل رأيتَ دمعة مهزومة

على خد طفل تيتّم؟

هل استضافتكَ أرملة في فراشها؟

حتى ليلة واحدة

هل جلست أمّهاتنا

في حضنك يشحذنَ العزاء

هل نام شيخ على بابك؟

يرجوك الرحمة بما تبقى من العائلة

كسر الشهداء عواميد خيامك

تفرّق من حولك مدّاحوك

وغدوتَ وحيداً في العراء.

00

 لا كلام لديك

كنتَ صاحب سلطة

طاغيا سليط اللسان

لن تشغلنا بألعابك القديمة

من رمادها قامت العنقاء

وأنا على موّال الوردة أغنّي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى