صفحات الحوار

حوار مع المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سورية محمد رياض الشقفة

 


بيروت – من ريتا فرج

أكّد المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سورية محمد رياض الشقفة، أن النظام غير مؤهل لإجراء الإصلاحات، مشيراً إلى أن قمع الحركة الاحتجاجية سيؤدي إلى مزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش والى مزيد من العنف.

الشقفة، الذي خلَف علي صدر الدين البيانوني، رأى في حديث إلى «الراي»، أن روسيا لن تبقى على موقفها بعدما بدأت «ملامح هذا التحول بالظهور»، مشدداً على أهمية الدور التركي في الملف السوري، وموضحاً أن «تركية مستعدّة للقيام بدورها إذا اتخذ قرار أممي».

وفي ما يأتي نص الحوار مع الشقفة:

• هل تعتقد أن ما بلغته التطورات في سورية فوّت الفرصة على الرئيس بشار الأسد لقيادة عملية الإصلاح؟

– أثبتت التطورات أن بشار الأسد غير مؤهل لقيادة عملية الإصلاح، فقد أضاع فرصاً كثيرة وصمّ أذنيه عن سماع نصائح الناصحين.

• ثمة مخاوف من انزلاق سورية إلى حرب أهلية وتحديداً بعد الحديث عن انشقاقات في الجيش. ما رأيك وهل تتخوف من هذا السيناريو؟

– استمرار النظام في نهجه بقمع المتظاهرين ودهم المدن والقرى سيزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش وسيقود إلى مزيد من العنف، وواضح أن النظام يعمل على جرّ البلاد إلى حرب أهلية، إلا أن وعي الشعب السوري وإصراره على سلمية ثورته سيبطلان مكيدته.

• ما الذي يحول حتى الآن دون انضمام دمشق وحلب إلى الحركة الاحتجاجية؟ وكيف تقارب موقف الجيش؟

– لا تزال فئة من الشعب تترقّب وتؤثر الصمت، إلا أن دمشق وريفها فيهما حركة جيدة، وحلب بدأت تتحرك على استحياء، والسلطة منذ البداية أولت حلب اهتماماً خاصاً فنشرت قوات الأمن و«الشبيحة» في كل شارع وزقاق وعلى أبواب المساجد أيام الجمعة لأهمية هذه المدينة في الحراك. كما تمكّن النظام من شراء ذمم بعض أصحاب العمائم لوجود تحالف مصلحي بين السلطة وبعض رجال الأعمال المستفيدين من الفساد. ورغم ذلك، نعتقد أن التحاق حلب بالثورة ليس بعيداً. أمّا الجيش فنعتقد أنه سيقف في النهاية مع الشعب فهو جزء منه.

• كيف تفسّر الموقف العربي الصامت حتى الآن؟

– يبدو أن الحكام العرب لا يزالون يعتبرون أن هذا النظام ضمان للاستقرار في المنطقة، ولكن إصرار الشعب على ثورته سيزيل هذا الصمت ويغيّر ذاك الاعتبار ولا أظن ذلك بعيداً، وقد بدت تباشير ذلك التغيير على لسان السيد عمرو موسى.

• رغم تطوّر الموقف الدولي ثمة معارضة روسية تعرقل صدور قرار من مجلس الأمن. هل تتوقع تبدّلاً في الموقف الروسي وخصوصاً بعد حديث ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفيديرالي الروسي عن بداية إجراء الاتصالات بالمعارضة السورية؟

– مواقف الدول تبنى على المصلحة وليس على المبادئ. وأعتقد أن الموقف الروسي سيتحول نتيجة ضغط الشعوب، وعندها يقتنع الروس بأنّ النظام إلى زوال، وقد بدأت ملامح هذا التحول بالظهور.

• تتجه العلاقة بين تركية والنظام السوري نحو التأزم. ما تفسيرك لكلام الرئيس عبدالله غُل عن السيناريوات السياسية والعسكرية وماذا قصد رجب طيب أردوغان في حديثه عن ماهر الأسد؟

– تركية يهمّها الاستقرار في سورية وقد بذل السيد أردوغان جهوداً كثيرة لمساعدة بشار في تجاوز الأزمة وقدّم إليه نصائح قيّمة، وكان بشار يبدي تجاوباً لفظياً ولكن في الواقع لا حياة لمن تنادي. أمّا ماهر الأسد، فقد أصبح دوره في الجرائم ضد الشعب السوري لا يخفى على أحد. أمّا تصريح الرئيس عبدالله غُل فهو تأكيد أن تركية مستعدة للقيام بدورها إذا اتُخذ قرار أممي بحق النظام السوري.

• ثمة من يتحدث عن الإخوان الجدد في إشارة إلى اقتراب حركة «الإخوان المسلمين» بفروعها من النموذج التركي على مستوى الحكم والعلاقة مع الغرب. ما تقويمك لهذا الاستنتاج؟

– من طبيعة الجماعات أن تتطور أفكارها نتيجة تجاربها وتجارب الآخرين، والإخوان منذ نشأتهم يؤمنون بالمشاركة والديموقراطية وقد شاركوا في المجالس النيابية في مختلف الأقطار، ويؤمنون بالحوار مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون بلدانهم الداخلية، وأعتقد أن الإخوان في مختلف الأقطار معجبون بالتجربة في تركية.

• «إخوان» سورية أعلنوا تأييدهم للمجتمع المدني، ولكن ثمة التباس يُثيره كثيرون حول رؤيتكم للمجتمع المدني. هل أنتم مع فصل الديني عن السياسي؟ وماذا تقصدون بالمجتمع المدني؟

– المجتمع المدني هو الذي يتساوى فيه جميع المواطنين في الحقوق والواجبات من دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الرأي، أمّا مشروعنا السياسي فيُستمد من قيم الإسلام التي تؤسس للعدالة والمساواة والتسامح.

• الحركات الإسلامية، وتحديداً فروع «الإخوان» في العالم العربي، تتحدث عن الديموقراطية. ما مفهومكم للديموقراطية؟

– الديموقراطية في مفهومنا هي القبول بنتائج صناديق الاقتراع.

• هل تخلّى «الإخوان» في سورية عن مشروع قيام الدولة الإسلامية، أم أنهم ينتظرون الظروف المواتية لإعادة طرح هذا المشروع؟

– نحن نؤمن بالحوار والتنافس الحرّ ونقبل بنتائج الاقتراع، فإذا أعطانا الشعب ثقته، من حقّنا تطبيق برنامجنا، وهو صوغ قوانين مدنية تستمدّ روحها من قيم الإسلام.

• أين «الإخوان» من قيادة الحركة الاحتجاجية؟ وهل صحيح أنكم المحرّك الأبرز في قيادة الشارع؟

– الحركة الاحتجاجية، حركة شعبية عامّة وليس هناك حزب ولا جماعة تستطيع الادعاء أنها تقود هذا الحراك، خصوصاً الإخوان المسلمين الذين ليس لهم تنظيم في سورية بسبب القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على من ينتمي إلى الجماعة. ودورنا في الخارج هو دعم مطالب الشعب سياسياً وإعلامياً.

• ثمة دعوات أميركية إلى إشراك الإسلاميين في السلطة تحت شعار الإسلام المعتدل. هل يراهن الأميركيون على إعطاء فرصة للحركات الإسلامية المعتدلة بعد القضم التدريجي للإسلام الجهادي؟

– الحركات الإسلامية المعتدلة أثبتت فاعليتها وتجذّرها في المجتمعات العربية والإسلامية، فكان لا بد للإدارة الأميركية من التعامل مع الواقع مراعاة لمصالحها في المستقبل.

• الإسلام التركي استطاع المواءمة بين مزاج الشارع والحداثة بعد إجراء مراجعات نقدية. أين «الإخوان» في سورية من المراجعة النقدية؟ وهل تسعون إلى الأخذ من تجربة «حزب العدالة والتنمية»؟

– لقد أجرينا مراجعات وأصدرنا وثائق تعبّر عن فكرنا، منها المشروع السياسي لسورية المستقبل (رؤية «الإخوان») وميثاق الشرف الوطني الذي وقّعناه مع بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية، وسنستفيد من تجربة «حزب العدالة والتنمية».

• ما موقف «الإخوان» من التعددية السياسية والدينية؟ وهل تؤيدون وصول المرأة إلى سدّة الرئاسة أو حتى شخصية مسيحية إلى رئاسة الدولة؟

– التعددية طبيعة بشرية نعترف بها ونتعامل معها بانفتاح، ونقبل بنتائج صناديق الاقتراع أيّاً كانت ومهما كانت هوية مَن يصل إلى سدّة الرئاسة. وفي حال عدم رضانا عن النتائج نعمل على تغييرها بالوسائل الديموقراطية نفسها التي يُقرّها الدستور المعتمد.

• هل حاولت السلطات السورية قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية الاتّصال بكم؟

– أبداً، لم تحاول السلطة الاتّصال بنا، لا قبل اندلاع الثورة ولا بعدها.

الراي الكويتية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى