صفحات الحوار

حوار مع فواز طرابلسي عن كتابه:” حرير وحديد: من لبنان إلى قناة السويس”

 

 

فواز طرابلسي، “حرير وحديد: من جبل لبنان الى قناة السويس”، رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، كانون الثاني ٢٠١٣.

كيف تبلورتْ فكرة الكتاب وما الذي قادك نحو الموضوع؟

الكتاب الحالي نتاج الفائض من الشغل على كتابة ”تاريخ لبنان الحديث“. قادتني ابحاثي الى اكتشاف ثلاثة امور: الاول، تميّز القرن التاسع عشر بحركة إنتقال واتصال وتبادل واسعة النطاق ومدهشة الابعاد بين بلدان حوض المتوسط، وتحديدا تكاثر البعثات والرحلات وبناء وسائل المواصلات وتطور شبكات الاتصالات وتزاحم الحملات العسكرية والمقاومات بين اوروبا الغربية والعالم العربي. الامر الثاني هو اكتشاف علاقات بين شخصيات واحداث، خلال تلك الفترة، لم تكن معروفة كثيرا او حتى متخيلة الحدوث. والثالث: كان الكتاب مناسبة لتدوين ما فاتني تدوينه في “تاريخ لبنان الحديث” من وقائع ومعلومات وتأويلات جديدة عن الحركات الاجتماعية والنزاعات الاهلية ١٨٤٠-١٨٦٠ في جبل لبنان وخصوصا الدور الذي إحتلته تلك البقعة الصغيرة من السلطنة العثمانية في السياسات والنزاعات الكولونيالية على المنطقة.

ماهي الأفكار والأطروحات الرئيسية التي يتضمنها الكتاب؟

لا يطمح الكتاب الى تقديم اية افكار او اطروحات. يسرد الكيفية التي بها تتشابك مصائر فردية بمصائر جماعية، وتؤثرّّ مصائر هؤلاء ولا زالت تؤثر فينا.

ماهي التحديات التي جابهتك أثناء البحث والكتابة؟

الكتاب مكتوب على شكل حوليات ومدوّنات. يمكن اعتبارها مدوّنات لـ«بلوغر» من ذلك الزمن يسجّل الاحداث في نبذات يتبيّّن له انها مترابطة ومتشابكة ومتقاطعة اكثر مما كان يتصوّر.

التحدي الاكبر هو الالتزام بالمعارف التاريخية. مادة الكتاب هي التاريخ. وإن يكن السرد يقارب الرواية. سعيت للالتزام الصارم بالوقائع التاريخية، على الاقل ما هو معروف منها معرفة مسنودة الى يومنا هذا. لم أسمح لنفسي بأي تخييل الا في ثلاث حالات موضعية أملاها السرد التاريخي نفسه. لم اكن بحاجة لاكثر من ذلك: الحياة الحقيقية، كما عوّدتنا، أغرب بكثير من الخيال.

كيف يتموضع هذا الكتاب في الحقل الفكري/الجنس الكتابي الخاص به وكيف سيتفاعل معه؟

لست اعرف له جنسا او نوعا. وانا فضولي لمعرفة كيف سوف يجري تصنيفه.

ما هو موقع هذا الكتاب في مسيرتك الفكرية والإبداعية؟

منذ أن قررت الكتابة عن تجربة العنف في لبنان تقلّب انتاجي بين تدوين اليوميات (صورة الفتى بالاحمر، عن امل لا شفاء منه عن  حصار بيروت ١٩٨٢) ونقد الفكر السياسي والاقتصادي (صلات بلا وصل-ميشال شيحا والاديولوجية اللبنانية، عكس السير، الخ.) والدراسات الادبية والفنية (غيرنيكا-بيروت، ومسرح فيروز والاخوين الرحباني، إن كان بدّك تعشق، الخ.) وما لبثت ان قادتني هذه الانواع المختلفة الى النوع الاكثر شمولا وهو التأريخ (تاريخ لبنان الحديث). والتاريخ هو النوع الجامع. ينتمي «حرير وحديد» الى السياق ذاته وإن يكن بإسلوب مختلف.

من هو الجمهور المفترض للكتاب وما الذي تأمل أن يصل إليه القراء؟

همّي الرئيس وصول كتبي وكتاباتي الى اكبر عدد من الشباب. اكتب الى القاريء العربي. لدي جمهوري المتواضع من القراء، بحدود الندرة المتزايدة في عدد القراء في المنطقة، ويسرّّني ان كتاب «تاريخ لبنان الحديث» هو الآن في طبعته الرابعة في غضون اربع سنوات. لكني اطمح بطبيعة الحال الى المزيد من القراء.

ماهي مشاريعك الأخرى/المستقبلية؟

 

اعمل حاليا على دراسة عن التركيب الطبقي للمجتمع والسلطة في لبنان.

 

جدلية

فواز طرابلسي، حرير وحديد: من جبل لبنان الى قناة السويس، رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، كانون الثاني ٢٠١٣.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى