صفحات الحوار

حوار مفتوح مع الأستاذ حسن عبد العظيم

 

*ينشر موقع المندسة السورية الحوار المفتوح الذي تم بين مجموعة “أصدقاء المنبر الديمقراطي” و الاستاذ حسن عبد العظيم بالاتفاق مع هيئة تحرير المجموعة

*جرى الحوار على شكل أسئلة طرحها أعضاء “أصدقاء المنبر الديمقراطي” ليجيب عليها الاستاذ حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية

تم تنضديد النص المستخلص من الحوار و الابقاء فقط على الأسئلة و الأجوبة الواردة فيه دون أي إضافات أخرى

———–

أرجوان الشامي: سؤاليّ الوحيدان للسيد حسن:

1-باعتباركم تدّعون الديمقراطية، وبافتراض انكم علميون تقومون بمراجعة الذات. ما هي اخطاء الهيئة الاساسية التي ادت لفشلها في كسب ثقة الشعب السوري والسياسيين (نعلم ان بقية المعارضة والسياسيين حاربوكم)… بجلسات النقد الذاتي ما هي أخطاءكم؟؟ وماذا فعلتم؟؟؟

2- لماذا ما زلت انت ومناع بمراكزكم؟؟؟

حسن عبد العظيم: ارجوان… عند تاسيس الهيئة وعقد مؤتمر حلبون تحت شعارات ﻻ للعنف لا للطائفية لا للتدخل العسكري… كانت اسهم الهيئة مرتفعة لان الحراك كان سلميا بإصرار رغم محاوﻻت السلطة

بعد تشكبل المجلس الوطني وتشكيكه بالهيئة مدعوما بالاعلام وصار يطالب بالتدخل العسكري والحظر الجوي… ونُسال من نفس اﻻعلام فنجيب ان الهيئة ترفض ﻻنه خطر مثل الاستبداد… يتم الهجوم على الهيئة… لأنهم خدعوا بالتدخل في ليبيا مع ان الوضع مختلف والناتو لن يتدخل في سورية كما صرح لنا سفراء الاتحاد الاوربي والسفير الامريكي ونحن نرفض التدخل لانه داء وليس دواء… وكان الشارع يظن ان الهيئة هي التي تحول دون التدخل ويستمع لأوهامهم… ثم بدأوا يطالبون بالمناطق العازلة

غير أن الشارع ادرك اخيرا انهم يبيعوه الوهم فبدأ ينفض عنهم ويتهمهم بمعارضة قنادق 7 نجوم

اخطاء الهيئة انها عندما شكلت المكتب التنفيذي لم تشكل قيادات فروع الهيئة في المحافظات من اعضاء المجلس الوطني الذي حضر في 17 /9 /2011… كان يمكن الفروع من تشكيل هيئة عامة على مستوى المحافظات والمناطق والبلدات والقرى ويبق عمل الهيئة في كل المستويات في الوقت الذي يكون المكتب التنفيذي يتابع مهامه في استقبال السفراء وتشكيل الوفود وزيارة العواصم ومتابعة النشاط السياسي والاعلامي

2_ هيثم من الرموز البارزة في الخارج الذين ساهموا في تاسيس الهيئة مع برهان غليون وسمير عيطة… برهان غادر الى المجلس… سمير ترك لان وفد الهيئة لمقابلة الامانة العامة للجامعة رفض ادخال شخص ليس في الهيئة… كما أن هيثم له علاقات واسعة مع وزراء الخارجية الدوليين والاقليميين والعرب ﻻنه عمل طويلا في مجال حقوق الانسان

بالنسبة لي موقع المنسق العام بالتوافق حسب النظام الداخلي والحزب يرشحني و ممثلي احزاب الهيئة والمستقلون يوافقون ولم يتقدم احد بترشيح نفسه… ومع ذالك بحثنا في المكتب التنفيذي ضرورة تعديل النظام الداخلي وايجاد صيغة افضل

Housam Akbik أريد أن أسأل الأستاذ حسن عبد العظيم والذي أكن له كل الاحترام لتاريخ نضاله المعارض الطويل: لماذا أحجمتم عن الانضمام للائتلاف المعارض في الوقت الذي كنا أحوج به ما نكون لوحدة المعارضه وكان النظام يرتكز على استغلال عدم الوحده هذه للإيحاء بأن معارضة الداخل مع بقاء النظام والحوار معه… ألم يكن من الأجدى مناقشة اختلافات المعارضه ضمن البيت المعارض الواحد…..

سؤال آخر أيضا: أستاذ حسن كلنا يعلم كيف عقد مؤتمر هيئة التنسيق في الداخل بعد التطمينات بعدم اعتقال أعضائه القادمين من الخارج وبضمانات روسيه… بناء على هذا قدم عبد العزيز الخيّر وتم اعتقاله فور قدومه من المطار… لماذا لم يوقف المؤتمر أعماله ويقف موقفا صارما من روسيا ويهدد بوقف الحوار واكتفى بإدانه خجوله لعملية الاعتقال هذه…

سؤال ثالث: أستاذ حسن هل مازال موقفكم المعلن ضد الجيش الحر هو نفسه أم تطور بعد مباركتكم لمبادرة الشيخ معاذ الخطيب والتي تعتمد أساسا على الدعم السياسي للجيش الحر..

حسن عبد العظيم: نعمل بإخلاص لتوحيد المعارضة غير أنهم يتهربون منا، لم ترد دعوة للهيئة لحضور مؤتمر الدوحة بل وجهت دعوات لعدد من أعضاء الهيئة (حسن عبد العظيم – اتحاد اشتراكي) وليس منسق عام بالهيئة… (عبد العزيز العخير – حزب عمل شيوعي /حسين العودات – مستقل)

فهمنا أن الشيخ حمد بن جاسم اعترض على دعوة الهيئة ﻷنها تتمسك بالسيادة الوطنية وترفض التدخل الخارجي، وزير خارجية تركيا اعترض على دعوة الهيئة ﻷنها فيها حزب كردي (اﻻتحاد الديمقراطي)

المقصود بدعوة بعض أفراد الهيئة بصفتهم الشخصية أو الحزبية (دون الهيئة) محاولة لشق الهيئة… لذا رفضنا وطالبنا بعقد مؤتمر آخر يضم ممثلين عن اﻻئتلاف الوطني والهيئة والمنبر الديمقراطي واﻻئتلاف الكردي وممثلي الحراك الشعبي والجيش الحر ويختار قيادة موحدة أو لجنة متابعة

2- كان اعتقال الخير ورفاقه يهدف إلى إلغاء المؤتمر كرد فعل… والمؤتمر ﻻ يقتصر على الهيئة بل يوجد عدد من اﻷحزاب والهيئات اﻷخرى لذا تم اﻹصرار على على عقد المؤتمر من الهيئة ومن اللجنة التحضيرية للمؤتمر

Dalal Sulieman: هل يوجد رؤيا لحل سياسي أو عسكري قابل للتطبيق موحد عند جميع أنواع المعارضة قريباً

حسن عبد العظيم: رؤية هيئة التنسيق وحلفائها في المعارضة الداخلية ورؤية المنبر الديمقراطي واﻻئتلاف الكردي تتفق على التفاوض والحل السياسي واﻻنتقال السلمي للسلطة ﻹقامة نظام جديد بإرداة الشعب السوري… ودعم مهمة اﻷخضر الإبراهيمي وتنفيذ مقررات جنيف

رؤية الائتلاف الوطني كانت مع الحل العسكري والصراع المسلح كالنظام تماما

موقف رئيس اﻻئتلاف بتوجيه أمريكي أوروبي أحدث توجها جديدا في اﻻئتلاف يلتقي مع مبادرة الهيئة وموقفها وموقف أطراف المعارضة اﻷخرى وينسجم مع التوافق الدولي

Fayez Abrache: هل الايمان بالناصرية يتوافق مع الديمقراطية

 هل لكم أي تواجد أوتعاطف ضمن ضباط الجيش أو المخابرات

حسن عبد العظيم: الديمقراطية في الرؤية الناصرية تقوم على جناحين 1- الحرية اﻻجتماعية 2- الحرية السياسية وبذلك تكتمل الديمقراطية

 ليس لنا تواجد أو تعاطف أو علاقة مع ضباط الجيش أو المخابرات

جاسم الحوراني: مع احترامى للاخوه السائلين الا اننى ارى طرح موضوع يهم سوريا البلد يأتى بالاولويه وسؤالى فى هذا المجال للاخ الحبيب يتمحور حول وجود مخطط تقسيمى لسوريا يتقاطع معه بصوره مباشره او غير مباشره اسلوب النظام السورى بالامعان بالقتل الوحشى الغير مسبوق لشعبه بحيث يستحيل التعايش معه مستقبلا وبالتالى دخول الجماعات المتطرفه على الخط مقاومةً لاسلوبه بنفس ادوات النظام… ولو بدرجه اقل لعدم امتلاكها مايمتلكه النظام حاليا… مما يؤدى الى تدخل للامم المتحده ووضع الفواصل بين المتنازعين حسب مايتدارسه المجتمع الدولى فى الامم المتحده… فهل توافقنى الرأي؟

ومن ثم ماهى الخطط البديله لاسقاط هذا المشروع وشكرا

حسن عبد العظيم: المخطط كان يستهدف إضعاف النظام وتدمير الجيش واﻷسلحة وتخريق اللحمة الوطنية للشعب وتدمير البنية التحتية وإحداث دمار واسع يخرج الدولة السورية من الصراع مع العدو اﻹسرائيلي كما خرج العراق وليبيا… وقد تحقق الكثير من ذلك

بدأ توافق دولي يمهد لتوافق إقليمي وعربي على تنفيذ مقررات جنيف التي تلزم النظام والمعارضة المسلحة بوقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين واﻷسرى وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لوضع دستور وإجراء انتخابات مجلس نيابي ورئيس جمهورية ﻷن استمرار العنف والفوضى يؤثر على دول المنطقة بما فيها (إسرائيل)

ابو علي صالح: سؤالي لك: لماذا يبقى المسؤولون العرب بمراكزهم حتى الموت بالرغم من كل محطات الفشل التي يمرون بها؟؟أليس هذا جزء من مشكلتنا بالسلطة والمعارضة؟؟

حسن عبد العظيم:

1- ﻻبد من التمييز بين مناصب السلطة و\اومكاسبها ومنافعها وحرص الكثيرين عليها… في حين أن المواقع في المعارضة مسؤولية وتضحية وعطاء وتعرض للإعتقال والتعذيب ومنع السفر والنفي

2- العلاقات الديمقراطية الداخلية في أي حزب أو هيئة أو تجمع أو تحالف يحكمها نظام داخلي يوفر آلية لتداول المواقع والمسؤولية

3- في حزبنا… حزب اﻻتحاد اﻻشتراكي العربي الديمقراطي… كانت تتم انتخابات فرعية للمؤتمر العام والذي ينتخب لجنة مركزية تنتخب بدورها اﻷمين العام واﻷمين العام المساعد وأمين اللجنة المركزية وبقية أعضاء المكتب السياسي… وقد حدثت تبدﻻت كثيرة في أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي

تكون هناك شخصيات أساسية هامة محل تقدير بسبب كفاءاتها الفكرية والسياسية… تبقى ولكن عبر الانتخاب… مع ذلك نبحث دائما عن تجديد الدماء وتصعيد دور الشباب بآلية ديمقراطية

Abdulrahman Al Aswad: سؤالي هو عن هيثم مناع ..

الم يسيء هذا الشخص لهيئة التنسيق بشكل كبير جدا حتى ان البعض يصفها بالعميلة للنظام الاسدي المجرم بسبب تصريحاته اللامعقولة تجاه الثوار؟

ارغب بسماع رايه حول المناع الذي يمثلهم في الخارج ..

حسن عبد العظيم:

1- د. هيثم مناع ضد العنف والحل اﻷمني العسكري سواء من النظام أو من الجماعات المسلحة ويغلب على تصريحاته الطابع الحقوقي… مجال عمله لسنوات طويلة… وﻻ يخرج عن خط الهيئة وإنما يثير اﻻلتباس بين المنطق الحقوقي الذي يحتاج إلى التدقيق والتوثيق والمنطق السياسي الذي ينظر إلى اﻷمور بشكل عام… وهيثم يعتبر النظام هو المسؤول أساسا عن مناخ العنف

2- وإن كاتت تصريحاته تثير اﻻلتباس وتؤثر على شعبية الهيئة لكنها ﻻ تخرج عن خطاب الهيئة… والعبرة لوثائق الهيئة وبياناتها ومواقفها من النظام… وهي تضم أحزابا وهيئات وشخصيات وليست حزبا واحدا… لذا يحدث بعض التباين في وجهات النظر وهيثم له أهميته في العلاقات الدولية ويفيد الهيئة

مرشد الرشيدات: جميل جدا… اولا اهلا وسهلا بك استاذ حسن والله يبارك بك… سؤالى لك استاذ حسن هل يوجد لدى هيئة التنسيق الوطنية رؤية قابلة للتطبيق للخروج من الازمة؟ وهل انتم على تواصل حقيقي مع النظام الان؟ وهل لقاءاتكم ان كانت موجودة لقاءات علاقات عامة ام حوار حقيقي؟

حسن عبد العظيم: أهلا بك

1- ليس لنا أي تواصل مع النظام… في بداية اﻷحداث طلب منا أن نلتقي فكان موقفنا ﻻ لقاء وﻻ حوار قبل وقف العنف و إطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي والدعوة لمؤتمر وطني عند ذلك نحضر مع بقية قوى المعارضة وممثلين عن الحراك السلمي… غير أنه لم يفعل ووجهت لنا الدعوة من فاروق الشرع في تموز 2011 لحضور اللقاء التشاوري والحوار فرفضنا ذلك قبل تلبية المطالب السابقة

2- رؤيتنا لحل اﻷزمة أجبت عليها في هذه الندوة… خلاصتها دعم مهمة اﻹبراهيمي في تنفيذ مقررات جنيف

Mohidin Mahrus:

– كلنا مع توحيد وجهة الرؤية للمعارضات في أهم المهمات:وقف القتل و دمار البلد و إسقاط النظام . فما هي الرؤية الزمنية لتحقيق ذلك؟

– طبعاً، النظام لم يستجب لمطالب الخطيب في الموعد المحدد: ما هي رؤيتكم للتقارب مع الخطيب والائتلاف على اساس ورود الحل السياسي المشروط لديهم؟

– ما هو ردكم على الاتهامات المغرضة بخصوص اتفاقيات “تحت الطاولة” مع النظام؟ وهذه الاتهامات لعبت دوراً في سقوط أسهم هيئة التنسيق

حسن عبد العظيم:

1- بعد موقف رئيس اﻻئتلاف الوطني السوري الذي التقى مع مبادرة هيئة التنسيق الوطنية ومع المنبر الديمقراطي واتساع المؤيدين له في اﻻئتلاف فإن وقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين واﻷسرى والتحول إلى التفاوض والحل السلمي لن يستغرق أكثر من شهرين وبخاصة بعد تغير الموقف الأمريكي اﻷوروبي

2- ردنا على مزاعم موقع كلنا شركاء أنه كذب وافتراء ومدفوع لدولة عربية ﻻ تحب الهيئة… نتمسك بالسيادة واستقلال القرار الوطني ومعتقلوا الهيئة كثيرون وما زالوا في المعتقلات وشهداؤها كثر… وأي لعب تحت الطاولة كما ورد في اﻻفتراء ﻻيمكن أن يبقى خافيا

Abo Alnoor:

– رفعتم الشعارات التي رفعها المتظاهرون الذين ملأوا شوارع الوطن، لكنكم فشلتم في الوصول إليهم ناهيك عن قيادتهم، إلام ترجع ذلك؟

– هل تعتقد حقا أنكم كنتم تقودون الحراك السلمي؟، وأن أسباب اخفاقكم ليست ذاتية؟

حسن عبد العظيم: في اﻷشهر الستة اﻷولى كانت كوادر قوى هيئة التنسيق وشخصياتها تقود الحراك السلمي وكان يتسع باستمرار رغم بطش النظام وينتقل من منطقة إلى أخرى ومن محافظة إلى أخرى… وعندما نجح النظام في جر الحراك السلمي إلى العنف وحمل السلاح… ونجحت بعض أطراف المعارضة الخارجية وﻹعلام المنحاز لها في التشجيع على ذلك ووعدهم بالتدخل العسكري الخارجي تارة وبالحظر الجوي وبالمناطق العازلة وبالسلاح وبالتمويل… ومارسوا التشكيك بالهيئة ورموزها فضعفت شعبيتها إلى حين… غير أن تطورات اﻷحداث أكدت أن بيع اﻷوهام لم يكن في صالح الثورة وتمسك الهيئة بثوابتها الوطنية وإصرارها على رفض العنف والحل الأمني العسكري الذي يمارسه النظام والعنف اﻵخر وضرورة وقف هذه الدائرة الجهنمية وتوفير ظروف الحل السياسي واﻻنتقال السلمي للسلطة هو الذي ينهي نظام اﻻستبداد ويقيم دولة الحرية والكرامة والعدالة وينقذ سوريا الوطن والشعب والدولة من الدمار ويعيد بناءها ودورها

Ibrahim Maarouf:

– تثار كثيراُ أسئلة حول موقف الهيئة من الجماعات المقاتلة ويقول بعض الناس أن لقسم من أعضاء الهيئة علاقات مع الجيش الحر أو مع جماعات مسلحة… وبما أننا ندرك مواقف الهيئة من موضوع العسكرة وتمسكها بالسلمية… ماذا تقول لمن يتحدث عن علاقات بعض أعضاء الهيئة مع الجماعات المسلحة؟

– عقد مؤخراً المؤتمر السوري الدولي في جنيف من أجل سورية ديمقراطية ودولة مدنية… هل تجدون امكانية كبيرة لظهور قطب ديمقراطي يضم الديمقراطيين السوريين في جبهة مشتركة؟ وهل تعتبرون ذلك تطوراً وتجاوزاً لبعض التحالفات القائمة مثل هيئة التنسيق أم أنها شكل من أشكال العمل المشترك بين التشكيلات القائمة؟

– نشاط فرع الهيئة في الخارج ملاحظ على الرغم من الامكانات المادية الضعيفة جداً… ويقوم الأخ هيثم المناع بدور ايجابي بارز ومهم في مجال العلاقات الخارجية والاعلامية… ألا توجد امكانية لتنشيط فرع الهيئة في الوطن العربي والتنسيق بينه وبين فرع المهجر؟

– ماهي معيقات الحل السياسي للأزمة القائمة بنظر هيئة التنسيق الوطنية؟ والتأخر في السير في هذا الاتجاه ألا يجعل الأوضاع تسير أكثر باتجاه الحرب الأهلية الكارثية؟

حسن عبد العظيم:

1- ليس للهيئة أي علاقة مع الجيش الحر أو المعارضة المسلحة… وما يقال أو يشاع غير صحيح… غير أننا أيدنا علنا منذ أشهر الجيش الحر كظاهرة بسبب انشقاقات متوالية حدثت بسبب إدخال قوات الجيش في المدن والمناطق لقمع التظاهر السلمي ورفض الكثير من الضباط والرتباء والجنود إطلاق النار على المتظاهرين وقدرنا مواقفهم وقدرنا حقهم في الدفاع عن النفس وعن المتظاهرين سلميا مع حرصهم على عدم الهجوم على الجيش النظامي ومرافق الدولة ومؤسساتها

2- الهدف من مشاركة رموز الهيئة وحلفائها في المؤتمر السوري الدولي من أجل سوريا ديمقراطية في جنيف كان وقف العنف ودعم الحل السياسي والعمل لظهور قطب ديمقراطي على شكل تحالف وطني عريض يضم كل القوى السياسية والثورية الداعمة للحل السياسي واﻻنتقال السلمي للسلطة وبناء النظام الجمهوري الديمقراطي التداولي لدولة مدنية ديمقراطية

3- اﻻختلاف بين الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية كان يعيق الحل السياسي للأزمة وعطل تنفيذ مقررات جنيف الصادرة 30/6/2012

التواقق اﻷمريكي الروسي الذي يعمل عليه اﻹبراهيمي بدأ يأخذ مجراه وينعكس على التوافق اﻹقليمي والعربي وعلى خطوة معاذ الخطيب رئيس اﻻئتلاف ومن أيده مما يقرب الحل في الفترة القادمة إن شاء الله

Fadi Mehaish: بعد رفض النظام السوري لمبادرة الخطيب… هل تملك معارضة الداخل اي شيء جديد تقدمه بعد سنتين من الجمود في الطروحات؟

حسن عبد العظيم: النظام السوري لم يرفض مبادرة الخطيب وجاوبه وزير اﻹعلام… ومعاون وزير الخارجية أبقى الباب مفتوحا… باﻹضافة إلى أن الموقف كان بدعم أمريكي أوروبي ولم يصدر عن فراغ

Mohammad Ghanem: استاذ حسن هل انت راض عن وضع الهيئة الان؟… وماذا عن خطوة محمود مرعي؟

حسن عبد العظيم: وضع الهيئة جيد وفي تحسن وتطور مستمر رؤيتها في الحل السياسي واﻻنتقال السلمي للسلطة بدأت تجد تجاوبا واسعا وخطوة اﻷستاذ معاذ الخطيب الهامة كرئيس للإئتلاف والتأييد لموقفه من الشخصيات الهامة داخل اﻻئتلاف يتسع ويتقاطع مع مبادرة الهيئة المتكاملة التي طرحتها قبل عيد الفطر الماضي تؤكد صواب خط الهيئة

Hassan Younes: ما مدى تواصل وتأثير معارضة الداخل على الجماعات المسلحة في سوريا؟

حسن عبد العظيم: ليس لنا صلات مباشرة وإنما نلمس استعداد الكثير منهم لوقف العنف ودعم الحل السياسي واﻻنتقال السلمي للسلطة والمشاركة في التفاوض بضمانات عربية ودولية بجهود اﻹبراهيمي إذا التزم النظام بوقف العنف

Mohidin Mahrus: العديد من الناس توصل إلى قناعة بانه: لا الحل الأمني الأسدي يستطيع التغلب و القضاء على الثورة, ولا الحل العسكري للكتائب المسلحة بقادر على الانتصار على الجيش النظامي… ما هو الحل في حال استمرار الأسد برفض الحوار و رفض التنحي؟

حسن عبد العظيم: كان النظام يتظاهر برغبته في الحوار مع المعارضة في العام الماضي… غير أنه ﻻ يريد وقف الحل الأمني العسكري برغبته في القضاء على الثورة والحراك الثوري… غير أنه في المرحلة اﻷخيرة وبعد زيارة اﻹبراهيمي والحديث عن تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة… وكثرة المجموعات المسلحة… بدأ يطرح الحوار جديا غير أنه يريد يبقيه بقيادته وإشرافه… غير أننا نريد أن تتفق المعارضة على التفاوض وتحديد هدفها بتحقيق حل سياسي وانتقال سلمي للسلطة وفق مقررات جنيف بإشراف اﻹبراهيمي

Alward Youssef: ماهي خطة هيثة التنسيق الوطنية بالتعامل مع المعارضة المسلحة بالداخل؟ وكيف للحراك المدني استعيابها والاستفادة منها من باب عدم خلقها كعدو اخر لثورتنا المدنية؟ وماهو البديل في الوقت الراهن بعد تأزم الوضع الداخلي؟

حسن عبد العظيم: نحن نعتبر الجيش الحر ومن انضم إليه اضطرارا من المدنيين السوريين من قوى الثورة السورية… وعندما يتأكد أن النظام سيلتزم بوقف العنف نتوقع أن يلتزم بدوره بوقف العنف من جهته كما فعل عند مبادرة كوفي عنان وأصدر بيانا بوقف العنف قبل 5 أيام من والموعد الذي حدده لوقف العنف… وكما وردتنا إشارات واتصاﻻت من بعض قياداته عندما قدمنا مبادرة قبل أيام من عيد الفطر لقيام هدنة ووقف العنف من النظام والمعارضة المسلحة ولكن النظام لم يلتزم بها

Naim Homsi: اخ حسن هل سيسقط نظام عائلة الاسد؟

حسن عبد العظيم: الحل السياسي واﻻنتقال السلمي للسلطة وفق مقررات جنيف تؤدي إلى إسقاط النظام واﻻنتقال إلى نظام جديد عبر انتخابات فعلية ديمقراطية بإشراف دولي

Hasan Alibrahim: أصبحتم ذريعة وواجهة للنظام وخنجر غدر في ظهر الثورة وشق صف المعارضة… هل أنتم راضون عن أدائكم كمعارضة؟… وما الفرق بينكم وبين قدري جميل وعلي حيدر؟… وهل لا زلتم تراهنون على المواقف الدولية وتتغاضون عن الحقائق التي يفرضها الثوار على الأرض؟

حسن عبد العظيم: أنت ﻻ تعرفنا وﻻ تعرف تاريخنا… نحن معارضة من قبل أن تولد وأن تصبح معارضا أنت والكثير من المعارضين في الخارج… نحن المعارضة الحقيقية للنظام من داخل الوطن ولدينا الكثير من المعتقلين والشهداء والجرحى والممنوعين من السفر

ونحن لسنا قدري جميل أو علي حيدر… رفضنا الحوار مع النظام ورفضنا الدستور واﻻنتخابات ورفضنا المشاركة في السلطة ليس اﻵن وإنما منذ عام 1973… ونحن ﻻ نراهن على المواقف الدولية بل راهنت عليها المعارضة الخارجية والنظام فخرجت المسألة من يد السوريين ولم يعد الحل ممكنا إﻻ بتوافق دولي وإقليمي وعربي بعد أن صارت سورية ساحة للصراعات بين اﻷطراف

بني صخر: لا أتوقع ايها الساده ان تنتهي الامور على خير… بل يلزمها على الاقل بعض سنوات وخاصه ان السلاح موجود عند الطرفيين (السلطة والمعارضه)… وشكر للتفهم وتقديم المداخله

حسن عبد العظيم: عندما يتوقف العنف من جانب النظام ومن المعارضة المسلحة ويطلق سراح المعتلقين واﻷسرى ويجري العمل على إعادة النازحين ويتم اﻻنتقال إلى نظام ديمقراطي وتطمئن قوى الثورة على أن أهدافها تحققت… يمكن معالجة موضوع السلاح وإعادة ترتيب أوضاع الجيش واﻷمن وتبدأ مرحلة اﻻستقرار بإرادة السوريين وجهودهم

Fiesal Al Aawar: بعد تغير الموقف الأمريكي اﻷوروبي!!!… هل لك ان تشرح لنا بوضوح مؤشرات ذلك التغير، استاذنا الكبير

حسن عبد العظيم: كان الخلاف اﻷمريكي البريطاني الفرنسي من جهة, والروسي الصيني من جهة ثانية يعطل الحل السياسي ويوفر المناخ للحل العسكري اﻷمني والعنف ودخول المجموعات المتشددة إلى سورية عبر تركيا (السلاح والتمويل)… ويتلقى النظام المساعدات المالية من حلفائه الدوليين واﻹقليميين ويستمر الصراع

بعد استلام أوباما في الوﻻية الثانية بدأ التوافق اﻷمريكي الروسي على الحل السياسي, وبدأت التصريحات اﻷمريكية الغربية تلتقي مع التصريحات الروسية على الحل السياسي… وتصريح معاذ الخطيب بالحوار أو التفاوض مع النظام جاء بعد إدراك التوجه الغربي الجديد… وقرار القمة اﻹسلامية لحل الأزمة السورية… وتصريحات المسؤولين الإيرانيين مؤشرات على ذلك

Abo Alnoor:

– ماذا عن العمل في الداخل؟ ماذا عن مراجعة الأخطاء ومحاولة اللقاء مع كل الأطراف الناشطة مدنيا دون التمسك بالكوتا والمحاصصة الحزبية؟

– لماذا توافق على المشاركة في حوار كهذا، وأنت غير مستعد للإجابة بشكل شفاف وصريح على الأجوبة!؟ أما زلنا نعيش مرحلة: “لقد أثبتت الأحداث صحة توقعاتنا”!؟… أما زلنا نحمّل الآخرين كل أخطائنا!؟… أنتم بحاجة قبل الجميع لفهم أسباب انفضاض الناس عنكم على رغم أن أغلبيتهم يرفعون اللاءات التي تبنيتموها حتى اليوم!… أنتم بحاجة إلى الكوادر الشبابية الناشطة بعيدا عن الكوتات الحزبية، وأنتم بحاجة إلى الإبداع الثوري والتخلص من آثار العمل تحت الأرض، وأنتم بحاجة إلى كبح رئيس!!؟؟ هيئتكم في المهجر والتخفيف من غلواء حب الظهور والكذب الذي يتمتع بهما….

حسن عبد العظيم:

العمل بالداخل يحرص على التنوع وتمثيل اﻷطراف واﻻعتماد عفى الكفاءات والمواهب من كل القوى والشخصيات المشاركة في العمل الوطني نرفض المحاصصة كما حدث في العراق ويحدث في لبنان

أنا أجيب بصراحة وصدق وفق قناعاتي وثوابت الهيئة وأحترم رأيك ولو كان مخالفا لرأيي وآراء الهيئة التي أمثلها, ونحن ﻻ نحمل اﻵخرين أخطاءنا وعندما أشرح لك وقائع محاوﻻت الهيئة لتوحيد المعارضة في آب 2011 مع إعلان دمشق… واﻹخوان المسلمين والوصول إلى اتفاق معهم وتراجعهم عنه… وإلى اتفاق مع المجلس الوطني في 30/11/2011 بعد مباحثات في اللجنة التحضيرية حوالي 40 يوما ثم تراجع عنه المجلس… ثم المشاركة لجنة تحضيرية مع المجلس الوطني والمنبر الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي بناء على طلب الهيئة وإقرار وثيقة العهد الوطني والمرحلة اﻻنتقالية وتشكيل لجنة متابعة بقرار غالبية أعضاء المؤتمر بما فيهم أعضاء في المجلس الوطني ثم رفض تشكيل لجنة المتابعة

أقول وقائع صحيحة حصلت وبإمكانك أن تصدق أوﻻ تصدق وبإمكانك أن تسأل أعضاء في المجلس الوطني وفي المنبر الديمقراطي قبل أن تتهمني بعدم الشفافية وبتحميل اﻵخرين أخطاء الهيئة

ونحن في حزب اﻻتحاد اﻻشتراكي الديمقراطي وفي التجمع الوطني الديمقراطي قبل تأسيس الهيئة أول من نادى بالعلنية في العمل الوطني منذ عام 1993 وساهم في الدفاع عن معتقلي أحزاب التجمع والحزب وأحزاب المعارضة اﻷخرى كحزب العمل الشيوعي أمام محكمة أمن الدولة وأول من هجر العمل السري ودعا إلى التعددية واحترام حق اﻻختلاف واحترا م اﻵخر والرأي الآخر

نحن نعتمد على الشباب ودور الشباب في عملنا في الحزب وفي الهيئة, ولدينا شباب وشابات في المكتب التنفيذي يمثلون الحراك الثوري وكذلك في المجلس المركزي, ونحن أبعد الناس عن حب الظهور, وﻻ أزال أحمل بطاقة باللغة العربية باسم المحامي حسن اسماعيل عبد العظيم عليها أرقام هواتفي وليس عليها مواقع مسؤولياتي كأمين عام حزب اﻻتحاد اﻻشتراكي العربي الديمقراطي, الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي قبل تأسيس الهيئة, وﻻ المنسق العام لهيئة التنسيق فاﻷلقاب ﻻ تصنع المناضلين الحقيقيين

من حقك أن تنتقد الهيئة وليس من حقك أن تتهمها بالعجز والكذب..

أرجوان الشامي: استاذ حسن.. شكرا للاجابة الطويلة… ولوقتك… لكنك للاسف لم تجب وكررت ما نعلمه من تطورات الثورة والهيئة وغيرها… هل يعقل ان الهيئة لم ترتكب اخطاء حقيقية خلال سنتين وفقط لأن المعارضة الاخرى والسياسة الدولية حاربتها فشلت؟؟

اول شروط العمل الديمقراطي الصادق والشعبي هو مراجعة الذات ومواجهة الاخطاء الذاتية… الهيئة منذ سنة تدنت شعبيتها للحد الادنى وفشلت في تحقيق اي شيء للثورة… اما اللقاءات السياسية والمباحثات… فمعلش استاذ حسن… قلناها ونكررها… الصراع على سورية بين الصين وروسيا وايران ضد امريكا والخليج وتركيا يجعل سورية اهم رقم استراتيحي في السياسة العالمية… وبصراحة -عذرا على الكلمة- من السذاجة ان تصدق ان لقاء رئيس فرنسا او روسيا مع الهيئة سيغير استراتيجية بلده فقط لان السيد مناع ذو منطق سليم وابتسامة ودودة!!!… انتم اضعتم الوقت مثل المجلس بسباق بين صالونات الديبلوماسيين بدون اي ورقة قوة في ايديكم وادرتم الحوار بسذاجة سياسية غريبة…

استاذ حسن -مع احترامي لكم- من لم تغيّره ثورة اسطورية مثل ثورة الشعب السوري ليس صاحب مبدأ بالمعنى الايجابي، بل صاحب فكر متصلب لا يناسب ثورة شعبية مثل الثورة السورية… اذا لم تستفيقوا من معارك طواحين الهواء مع المعارضة الاخرى وتتخلصوا من عقدة “نحنا قلنا الصحيح”… فلن تفيدوا الشعب السوري بشيء

شكرا لك استاذنا الكريم… فكلمة الحق يجب ان تقال…

شخصيا لم اشهد اي معارض سوري بشهرة السيد حسن يدخل بنقاش عمومي مع السوريين… (يمكن غيري شهد لا اعرف)… وبهذا يستوي مناع مع غليون مع صبرا مع الخطيب مع سيدا مع كيلو مع العيطة مع اللبواني

بالخلاصة رايي الشخصي ان السيد حسن مع احترامنا لماضيه واخلاصه… ككل المعارضة السورية لا يشفي غليل مناقش بجواب واحد مباشر… تكرار لما سمعناه ونسمعه يوميا… وترفع عن الاعتراف بالخطأ… نصحنا الهيئة ونكررها: لقد هزموكم اعلاميا… وبالذات بشخص السيد حسن… اما ان تجترحوا حلا يعيد الثقة بالسيد حسن… او تعينوا رئيسا اخر للهيئة له قبول شعبي وثقة… العلم والفكر والتاريخ النضالي لا يكفي لبناء زعيم شعبي…. والثورة بحاجة للخطاب الشعبي اثناء اشتعالها وليس للنظريات

حسن عبد العظيم: شكرا لنقدك القاسي والصريح وأدرك أنه ينبع من الحرص على الهيئة وعلى المعارضة وعلى الثورة وضرورة انتصارها… نعتبر النقد والنقد الذاتي هام لتلافي اﻷخطاء والقصور وتصحيح المسار وسنعمل بجدية على تقليل أخطاء الهيئة وتطوير أدائها

هناك خطة وضعها فرع الوطن العربي والمكتب التنفيذي لتنشيط وتفعيل الفرع وعزز مكتب الهيئة في القاهرة وفتح مكتبا في بيروت وسيفتح مكتبا في الخليج ومارس شبابه قوافل إغاثة للاجئين السوريين في اﻷردن وهو ينسق مع فرع المهجر كما تقترح

أرجوان: أنا أصيب وأخطئ… كل من يعمل كذلك… وكذلك الهيئة ورموزها… المهم قبول النقد وتصحيح اﻷخطاء… تمت محاصرتنا إعلاميا وبخاصة الجزيرة والعربية وفرنس 24 والبي بي سي واﻷورينت والحوار ثم عادوا إلينا… عودة الجزيرة والعربية خجولة… البقية تتصل بنا وتغطي أخبارنا ومؤتمراتنا الصحفية وثمة اهتمام بالهيئة من قناة الميادين وسكاي نيوز وروسيا اليوم والعالم

لم نفشل كما تحكم والمرحلة القادمة ستؤكد لك ذلك… بالنسبة لي ﻻ أطمع بمنصب تنظيمي وﻻ سياسي… أنا في الثمانين من عمري لكني قادر على العطاء في المعارضة… لست موظفا وﻻ أتقاضى راتبا أو تفرغا… موقعي مسؤولية كلفت بها وبالتوافق الكامل بين جميع قوى الهيئة وشخصياتها ومع ذلك ﻻ أتمسك به وقد طالبت بتعديل النظام الداخلي للهيئة في الفترة القادمة ليكون موقع المنسق العام باﻻنتخاب وليس بالتوافق

Bassel Al Husseini: أستـاذ حســن ماذا حـل بمبادرتكم التي طرحتموهـا قبـل عيـد الفطـر الماضي ومـا هـو موقف النظـام منهـا؟

حسن عبد العظيم: عندما شعرنا بحجم العنف ونزيف الدماء والدمار والنزوح الذي يحل بالشعب السوري من جراء العنف الذي يمارسه النظام, والعنف المواجه له من المعارضة المسلحة والمجموعات القادمة من الخارج… قدمنا مبادرة جزئية قبل عيد الفطر في محاولة لكسر دائرة العنف ومخاطرها على الوطن والشعب والدولة… غير أن النظام تجاهل المبادرة ولم يرد عليها وبعض أطراف المعارضة الخارجية صعدت هجومها على الهيئة وتشكيكها بها… لم نتراجع عنها وكنا على ثقة بأن الكثير من قيادات الجيش الحر في الداخل كانت على استعداد للإستجابة للهدنة إذا قبلها النظام وكانت بمثابة استراحة محارب يمكن البناء عليها

التحول الذي بدأ أخيرا لدى تيار في اﻻئتلاف الوطني السوري الذي أيد مواقف رئيس اﻻئتلاف… عزز مبادرة الهيئة وحظوظها من النجاح

Afteem Obaid: الناصرية كانت اكبر الكوارث التي حدثت لعالمنا والتي ندفع ثمنها الآن وقد تجاوزتها الأحداث ولم يعد من مبررات لوجودها…

حسن عبد العظيم: على العكس الناصرية ثورة ضباط أحرار في مصر تجاوب معها الشعب المصري وحررت مصر والعالم العربي من اﻻستعمارين البريطاني والفرنسي ورفضت مبدأ آيزنهاور الذي طرحه الرئيس الأمريكي ليحل محلهما وأنهت النفوذ اﻷجنبي في الدول العربية من الخليج حتى الدار البيضاء, ونهضت بمصر بتأميم قناة السويس وبناء السد العالي واﻹصلاح الزراعي والتنمية المستقلة والتصنيع, وحققت وحدة مع سورية وأسست حركة عدم اﻻنحياز والحياد اﻹيجابي لدول العالم الثالث في مواجهة الحلف اﻷطلسي الغربي وحلف وارسو الشيوعي, وصارت مركزا لحركات التحرر في آسيا وأفريقيا وأمريكا الاتينية… وأعذرك ﻷنك تجهل تاريخ مصر وجمال عبد االناصر وثورة 23 تموز / يوليو 1952

Fouad Alkatrib:

– أستاذ حسن ألا تعتقد أن الهيئة اصبحت بحاجة إلى إعادة هيكلة؟

– الا تعتقد أنكم لم تستطيعوا إجادة النضال السلمي وأضعتم فرصة تاريخية أوجدته الثورة وبقيتم تتعاملون مع الحراك وكانكم في مرحلة النضال السري رغم صحة أفكار الهيئة ومشروعها السياسي؟

– ألم يحن الوقت لمراجعة الذات وتجاوز المرحلة السابقة وأخطائها والعمل بجدية على إنشاء قطب ديموقراطي حقيقي على تواصل فعلي مع الشارع يكون للقوى الكردية السورية وخاصة الإتحاد الديموقراطي دور أكبر واكثر فاعلية وعلى امتداد خارطة الوطن

– لماذا لا تقوم الهيئة بالتواصل مع الشارع وخاصة في المناطق التي ليس فيها عنف شديد مثل السلمية ومصياف ومحردة وغيرها من المناطق؟ مالذي يمنع الهيئة من تشكيل فروع في المناطق الآن بانتظار إعادة هيكلة بنيتها التنظيمية وتشكيل قطب ديموقراطي سوري حقيقي؟

– أستاذ حسن ألا تعتقد أن الحل بيد الأمريكان حقيقة وأنهم هم الذين يديرون الصراع السياسي و العسكري من خلال وكلائهم في المنطقة مثل تركيا وقطر والسعودية وأنهم يريدون مزيدا من التدمير للبنية التحتية؟ وانهم سيجدون حلا مع الروس حين يقتنعون أنه حدث ما يكفي من التدمير والقتل والتمزق والتعفن؟

حسن عبد العظيم: لقد تم تشكيل فروع في حلب وإدلب و واللاذقية وطرطوس والحسكة ودير الزور والرقة ودمشق والسويداء وريف دمشق داخل سورية, إضافة إلى فرع الوطن العربي وفرع المهجر وبدأت الفروع تشكل تنسيقيات فرعية في المناطق وبدأت تمارس التفاعل بين قوى الهيئة والمستقلين وبعضها يعمل على تأمين اﻹغاثة وحل الخلافات الناجمة عن الخطف المتبادل وحل المشاكل بين العرب واﻷكراد في مناطق التواجد الكردي

Ali Abbas: الناصرية لم تاتي الا ذاك الخطاب العربي المزعوم ب التحرير (التحرر الكاذب)… عشنا عشرات السنين ب القهر والقمع ومحاربتنا وارجعنا الى الوراء… واورثتنا هؤلاء الحكام في كل الوطن الغالي

حسن عبد العظيم: الهجوم على الناصرية ﻻ محل له في هذه الندوة الحوارية ﻷنها ليست موضوعنا في هذه المرحلة, وقد تعرضت للهجوم في مرحلة السادات ومبارك غير أنها بقيت الثورة اﻷكثر نقاء وصفاء… أنصفت العمال والفلاحين والكادحين ونهضت بمصر وبالمنطقة العربية وبدول العالم الثالث

قصي حسن:

– ما هو موقف الهيئة من حزب الله اللبناني و هل حقا” هناك أدلة حقيقية على مشاركته في القتال الى جانب النظام في سوريا ..؟

– كيف تقيمون أحداث العراق المظاهرات التي حصلت مؤخرا”… هل هي ذات أساس مدني أم طائفي ..؟

– ما هو حقيقة موقف الهيئة من القضية الكردية هل هي مع حق الاكراد بالانفصال و الالتحاق بكردستان العراق …؟

حسن عبد العظيم: الرفيق قصي حسن جوابي على أسئلتك:

1- حول الموقف من حزب الله: ثمة التباس في موقف حزب الله من الثورة السورية بسبب السياسة الخارجية للنظام السوري الذي يعتبر نفسه نظاما ممانعا لم يوقع صلحا مع (إسرائيل) ويدعم المقاومة في لبنان وفلسطين ويسهل مرور اﻷسلحة إليها من إيران, وأن النظام طرف في جبهة الممانعة في حين أن الثورة على النظام أسبابها اﻷساسية سياسات النظام الداخلية المتعلقة بالحريات وحقوق المواطنين الفردية والجماعية وكراماتهم واحتكار السلطة والثروة ونهب المال العام وإلغاء المشاركة السياسية واﻻنتخابات المعلبة والخلل اﻻجتماعي… ولو أن النظام استجاب لمطالب الثورة في الحرية والكرامة والعدالة اﻻجتماعية لوفر الكثير من الدماء والجراح والدمار والنزوح… وﻷن النظام الجديد المعبر عن إرادة الشعب يجسد الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية المنيعة ويعزز قوة الدولة ومناعتها ودورها في تحرير اﻷرض ومساندة قوى المقاومة في مواجهة اﻻعتداءات اﻹسرائيلية… غير أن معركة النظام مع الشعب ومن يقف إلى جانبه يخسر, نأمل أن ﻻ يتورط الحزب في المشاركة في أي قتال في مواجهة الثورة

٢- ثورات الربيع العربي تطرح تداعياتها على دول المنطقة من تونس إلى مصر الى ليبيا واليمن وسورية والبحرين, والأحداث في العراق تدخل في هذا السياق لإصلاح الخلل وتحقيق المشاركة السياسية لكل مكونات الشعب العراقي على اساس الوحدة الوطنية بعيدا” عن ااستثناء طرف أو تيار

٣ -عند تأسيس الهيئة في 30/6/2011 شارك في الهيئة العامة المؤسسة ممثلون عن أحد عشر حزباً كردياً و كان مشروع الوثيقة السياسية يتضمن فقرة تتضمن ايجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية ضمن وحدة البلاد أرضاً وشعباً… فاعتبروها غير كافية وطلبنا منهم الاتفاق على تقديم صيغة اقتراح موحد من قبلهم, وتم تعديل النص على النحو التالي: “الوجود القومي الكردي جزء من النسيج الوطني السوري بما يتطلب حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية ضمن وحدة البلاد أرضاً وشعبا ولا يتعارض ذلك مع كون سورية جزء من الوطن العربي ..”

وتعمل الهيئة على اقرار هذا النص في الدستور الجديد… أي أن موقف الهيئة واضح من حقوق الأكراد في سورية اعتراف بحقوقهم القومية وإيجاد حلول لمطالبهم العادلة ضمن وحدة اﻷرض والشعب, وعندما تشكل المجلس الوطني الكردي المؤلف من عشر أحزاب عدا حزب اﻻتحاد الديمقراطي ( pyd) الذي استمر في الهيئة, حضر وفد من المجلس الوطني بهدف اﻻنضمام للهيئة إذا استجابت لمطالبه واجتمعنا معه كوفد يمثل المكتب التنفيذي وطالب بحق تقرير المصير وبدولة علمانية وﻻ مركزية سياسية… كان جواب وفد الهيئة حق وتقرير المصير يؤدي إلى اﻻنفصال كما حدث في السودان بناء على اتفاق ينفاث بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في الجنوب… والدولة العلمانية سيطرح اﻻسلاميون في سورية مقابلها دولة دينية… ونحن نطرح الدولة الديمقراطية المدنية… واللامركزية السياسية يمكن أن تستغل للمطالبة باﻻنفصال أو الحكم الذاتي وظروفه غير متوفرة في سورية ونحن نوافق على اللامركزية اﻹدارية التي تجسدها اﻹدارة المحلية في المحافظات

Fiesal Al Aawar: هناك فرق كبير ما بين المثقف الثوري من جهة، والانسان السياسي من جهة اخرى… فالمثقف لا يتورع عن نقد ذاته وكشف اشد الحقائق خطرا على الذات…. لكن السياسي لا يفعل ذلك… فهو لا يقول كل ما يجب ان يقال… و ان تحدث فقلما يذكر الحقيقة كاملة حتى لو كان يعرفها فعلا

حسن عبد العظيم: لا بد للسياسي أن ينتقد ذاته عندما يخطىء, ويتقبل النقد من الاخر اذا لم يكن يعرف ان ما فعله كان خطأ ثم يتراجع عن خطأه وإلا بات مكابرا… هذا شيء واما ان تكون على صواب ومقتنع بموقفك ويعتقد الآخر ان موقفك خاطىء و يفرض عليك قناعته فهذا غير مقبول

هيئة التنسيق كإطار لقوى معارضة و شخصيات صاغت رؤيتها السياسية وقناعاتها في وثائقها وعبرت عن مواقفها وفق قناعاتها واجتهادها, ومن حق أي شخص’أو هيئة أن تنتقد خطها السياسي ومواقفها فإذا اقتنعت بذلك صححت مواقفها و ان لم تقتنع لا يعني ان نقدك يجعلها تغير من سياساتها

المندسة السورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى