صفحات سوريةغسان المفلح

حوران في مجلس الأمن وتركيا

 


غسان المفلح

روسيا والصين رفضتا مشروع بيان تقدمت به بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال يدين تدخل الجيش واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في سوريا.

بدوره، قال مساعد السكرتير العام للامم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكوي إن ” قمع السلطات السورية لشعبها ” ليس الحل” واضاف أنه بـ ” الاخذ في الاعتبار الاوضاع التي تشبه الحصار فأنه من الصعب تأكيد معلوماتنا ولكن مصادر موثوق فيها تبلغ بصورة متناسقة عن استخدام نيران المدفعية ضد المدنيين العزل وحملة اعتقالات في المنازل واطلاق نار باتجاه المسعفين الذين يحاولون مساعدة الجرحى “. وقال ان هناك تقارير تفيد بوجود نقص في الادوية والمياه والغذاء مشيرا الى ان هذا قد يصبح قضية انسانية كبيرة خلال الايام المقبلة.

وقال نائب المندوب الروسي لدى الامم المتحدة الكسندر بانكين امام اعضاء مجلس الامن ال15 ان قمع النظام السوري للمعارضين “لا يشكل تهديدا للامن والسلام الدوليين”.

كان مجلس الأمن مكانا لحل النزاعات بين الدول أكثر منه للوقوف عند أوضاع داخلية في بلدان العالم، لكن الثورات العربية التي بدأت مع تونس البوعزيزي جعلت مجلس الأمن يجتمع عدة مرات هذه الفترة من العام، من أجل بحث الأوضاع الدموية في عدد من البلدان العربية، منها ليبيا واليمن والآن سورية، وبالتحديد حصار المدن والبلدات السورية ومنها مدن وبلدات منطقة حوران وعاصمتها درعا، درعا الآن أصبحت على طاولة مجلس الأمن بفضل قمع ودموية النظام في دمشق وصمود أهلها الذين قرروا مع بقية المدن السورية” أنه لا تراجع عن الحرية مهما كان الثمن!!!

النظام السوري الذي يخون المعارضة بأنها تطالب بتدخل أجنبي، رغم أن المعارضة السورية جلها حتى اللحظة ترفض التدخل الأجنبي في سورية، رغم مطالبتها بسحب اعتراف المجتمع الدولي بهذا النظام، وفضحه وتعريته كنظام يتعامل مع سورية كأنها مزرعة ورثها عن أجداده، ويحق له أن يفعل بها ما يشاء..

من أرسل ملف حوران إلى مجلس الأمن، هل أرسلوه أهل حوران أم المعارضة السورية؟ أم أن جرائم النظام هي من وضعت مدينة درعا في وثائق مجلس الأمن؟ لهذا ليترك من يزايد علينا ليل نهار أنه ضد التدخل الأجنبي!! لكنه لا يقدم بديلا كيف لشعب أن يحمي نفسه؟ شباب سورية ومنهم شباب حوران قرروا أن يحموا دمهم بدمهم، نعم هذا هو القرار الذي اتخذه شباب سورية، ولن يتغير إلا بالحرية، والعالم كله بات يعرف بعد جمعة الغضب في 29.04.2011 أن الحرية هي المطلب وسينالها الشعب السوري، ليتأتأ مجلس الأمن، لينتظر إشارات القلق الإسرائيلي والتركي والإيراني على النظام، الآن اصبح جميع دول الجوار السوري قلقة على النظام، شعب سورية قرر أنه شعب واحد، وقرر أنه لا ارهاب ولا سلفية ولا إقصاء لأي كان، هذا قرار لا عودة عنه بالنسبة لشباب سورية، وإذا خرجت أصوات تتمسح بالنظام من هنا وهناك بأنه هنالك خوف من الإسلاميين، فلا يخافوا حتى إسلاميي سورية أكثر تنويرا من علمانيين كثر..وبهذه المناسبة أريد أن أسجل تحفظي على بيان وتصريحات بعض قادة الإخوان المسلمين في سورية، بعد 500 شهيد خرجوا علينا ببيان أنهم يدعون للمشاركة بالتظاهر وانحيازهم لصف الشعب السوري، تحفظي نابع من التوقيت، ولماذا في هذه اللحظة بالذات؟ لماذا لم يكن هذا البيان منذ بدء الثورة في درعا؟ هنالك من يربط هذه التصريحات والبيان بالموقف التركي ودرجة تصعيده مع أو ضد النظام لا أحد يعرف بالضبط!!!

استنبول استقبلت مؤتمرا للمعارضة السورية مشكورة، ورئيس استخبارات تركية كان في دمشق يوم جمعة الغضب هذه، ما الذي حدث ما هي نتائج زيارته للنظام السوري؟ الجامعة العربية خارج الحدث، لأن الأنظمة خائفة من سقوط بشار الأسد أو من عدم سقوطه، وخائفة من إسرائيل!! لكن الشعب السوري لن ينسى مطلقا هذا الصمت المريب للنظام العربي، رغم أن النظام السوري فعل بشعبنا أكثر مما فعل القذافي، شعبنا أعزل ويواجه بصدره وغصن الزيتون، لا يريد مناطق محررة ولا يريد رفع حجر بوجه الجيش السوري، رغم معرفته الأكيدة بأن هذا الجيش كما قال عنه الصديق المقرب للنظام الباحث الأمريكي جوشوا لانديس” إن الجيش السوري متماسك طائفيا حول النظام، ولهذا لن يسقط النظام ولن يحدث في سورية كما حدث في تونس ومصر” إن هذا القرار بسقوط النظام اختصره شباب سورية واختصروا كل عنعناتنا نحن المعارضة” تدخل أجنبي ولا تدخل، مع المقاومة أو ضدها، مع حزب الله الذي اصبح جيشا احتياطا للنظام السوري، أقله إعلاميا.

عار على مجلس الأمن الذي فشل في استصدار ولو بيان، ولا يكفي تحميل روسيا والصين أسباب هذا العار، فلو أرادت أمريكا فعلا أن تصدر قرارا لاستطاعت أن تتوصل بطريقة ما مع الروس والصين، لكن الأمريكان أرادوا توجيه أنذار فقط للنظام بانتظار تغير الموقف الإسرائيلي وتغير قلقه على آل الأسد…

وكما قال رفيقي الكاتب السوري بكر صدقي لقناة الجزيرة” النظام السوري لعب لعبة أنه مستهدف من الغرب…!! و جدنا أن الغرب كان معه متسامحا” نعم لايزال الغرب متسامحا جدا معه، فبعد أكثر من 500 شهيد قرر اوباما فرض عقوبات على شخصيات من النظام، وقررت بريطانيا عدم دعوة السفير السوري لحفل زفاف أميرها وليم!

إسرائيل خلف الباب الموصد على مفاوضات جرت ولاتزال تجري من أجل تمديد الفرصة للنظام، وعدم إدانته وسحب الشرعية منه، نحن لا نريد لا دبابات ولا طائرات ولا حلف ناتو، مطلبنا واضح سحب الاعتراف بالنظام واصدار قرار بتحويل الجناة إلى محكمة الجنايات الدولية..

مع ذلك إن هذا التحليل وغيره ربما لا يقنع الشباب السوري، الذي اصدر قراره بمواجهة النظام حتى الحرية وبصدر عار وغصن زيتون، لأن حوران الآن فيها اكثر من ستة ملايين شجرة زيتون…إضافة لشهداءها….

وكما كتب الصديق ناصر الغزالي” لن نموت مهما بلغ القتل فينا.. لن نموت لأن الذين من قبلكم لم يستطيعوا قتلنا… لن نموت لأننا كقمح حوران كل موسم نحيا من جديد… لن نموت مازلت فينا امرأة تنجب.. لن نموت لأن أرض حوران مر عليها وأكل خبزها كل الأنبياء… لن نموت لو قطعتم أوصالنا ونشرتموها على الأرصفة لأننا نتحول خلايا حية ننتشر على أرض الشام.. أمعنوا ماشئتم بقتلنا لكن انتم الميتون ونحن الأحياء في أرضنا وكتبنا والتاريخ.

غسان المفلح

ايلاف

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى