صفحات سوريةغسان المفلح

حول مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة


غسان المفلح

(مصدر في الجامعة العربية سرب بأن بعض أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري قد وافق على الحوار مع الحكومة السورية- ارجح عدم صحة هذا الخبر-. ومصدر في الأمم المتحدة قال” إن عنان طلب رسمياً من الحكومة السورية تعيين محاور عنها…” هل هنالك محاولة للقفز إلى النقطة السادسة من خطة عنان بعد فشلها في النقاط جميعها؟ على جميع الأعضاء والكتل المؤلفة للمجلس الوطني أن يعلنوا موقفاً صريحاً من شرك ينصب للمجلس أسوأ من الشراكة مع هيئة التنسيق، وبدون ابطاء. يجب مقاطعة الحوار في الـ16 الشهر الجاري في القاهرة ما لم يتضح ما هيته،.. حيث كل أسبوع الآن لا يكاد يخلو من تكوين سياسي جديد يظهر على الساحة.. وفي كل تكوين جديد هناك دعوات مختلفة.. هكذا سنأتي الى الجامعة كمعارضات كثيرة وليس كمعارضة واحدة.. في الآونة الأخيرة وفي حوالي شهر اقيمت ثلاثة مؤتمرات للمعارضة السورية.. منها ما انعقد في التوقيت نفسه..

وفي فندق يبعد عن الآخر خطوات.. المشكلة ان هذه الخطوة تبدو وكأنها خطوة الى الوراء.. وعودة بالملف السوري الى مرحلة ما قبل الستة أشهر..!!).

مؤتمر المعارضة هذا الذي يجري الاعداد له بالتعاون مع نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية ومن المفترض أن ينعقد في 16 من الشهر الجاري في القاهرة، هذا المؤتمر في الواقع كنا نتمنى أن ينعقد في حالتين: إما بعد تطبيق البنود الخمسة الأولى من مبادرة كوفي عنان، التي تنص على”:

 – وقف جميع أطراف النزاع لأعمال العنف المسلحة بكل أشكالها تحت مراقبة الأمم المتحدة، لحماية المواطنين.

– يجب على جميع أطراف النزاع أن تؤمن منافذ لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة من الصدامات المسلحة في البلد والامتثال إلى الهدنة الإنسانية لمدة ساعتين يوميا.

– يجب على السلطات السورية أن تطلق سراح جميع المعتقلين الذين شاركوا في الحملات الاحتجاجية فورا.

– يجب على السلطات السورية أن تؤمن حركة حرة للصحفيين في كافة أنحاء البلد.

– يحب على السلطات السورية أن تحترم حرية التجمعات والحق في إجراء المظاهرات السلمية.”

هذه البنود الخمسة يجب أن تطبق قبل المضي إلى النقطة السادسة التي تدعو إلى قيام حوار سياسي بين جمع الاطراف كما تنص المبادرة.” هذه البنود لم يجري تطبيق أيا منها، فلما محاولة الذهاب إلى النقطة السادسة؟ وهي مؤتمر للحوار تشارك فيه كل الاطراف..من جهة أخرى سربت اليوم 05.08 صحيفة الاخبار اللبنانية خبرا أن هنالك مبادرة قطرية تشبه قيام اتفاق طائف سوري على غرار اتفاق الطائف اللبناني وقيم محاصصة سياسية، وكما تقول الاخبار الناطقة بلسان حزب الله، فإن هذه المبادرة رفضت من جانب العصابة الحاكمة. كما تواردت تحليلات في الصحافة الأمريكية تتحدث عن سياسة باراك أوباما تجاه الملف السوري تحت عنوان” ليس الآن” أو ليس قبل تشرين الثاني المقبل موعد الاستحقاق الانتخابي الأمريكي. من جهة أخرى يطرح بعض المحللين “يدرك النظام السوري ان التدويل الحاصل سيبقى محدود الفاعلية، وأن أحداً من المجتمع الدولي لا يرغب في استخدام القوة العسكرية لإسقاطه، وأن قوى المعارضة مهما بلغ تسليحها لن تكون قادرة على قلب موازين القوى لمصلحتها وإنزال هزيمة بالجيش الرسمي. كل ذلك يجري ضمن شكوك واضحة من القوى الغربية بموقف يهدف الى انهاء الموقع السياسي والاستراتيجي لسورية، وتركها في حال من النزف والتدمير الداخلي بما يلغي اي قوة مقبلة لنظام قد يكون له موقف مناهض للاستراتيجية الغربية ولإسرائيل عندما يزول نظام الأسد. هذه العوامل مجتمعة، الداخلية منها والخارجية، لا توحي بقرب حل سياسي للأزمة السورية، بل ترجّح احتمال ديمومة الأزمة الى فترة طويلة، بما يؤدي الى انهاك سورية وإنهاء موقعها وتفتيت مجتمعها وتشرذمه تحت وطأة الاحتراب الاهلي” خالد غزال صحيفة الحياة اللندنية..كل هذه الاتجاهات بالتحليل والحركة ضمن فضاء مبادرة كوفي عنان، التي رحبت بها غالبية المعارضة السورية، لكن تحت شرط تطبيقها كاملة، وليس محاولة استجرار مزيدا من الضغط على المعارضة لتنتقل للبند السادس والذي هو اصلا لايمكن مقاربته دون تطبيق البنود الخمسة الأولى..

إن أجوائنا بالمجلس الوطني ترفض أي حوار مع هذه العصابة سواء تكتك الدكتور برهان غليون مع نبيل العربي أو مع اطراف أخرى ومعه من معه من اعضاء في المجلس، أم لا كما تسربت بعض الاخبار، فهذا الأمر لن يمر..رغم أنني مقتنع إلى حد كبير ان الدكتور برهان غليون بوصفه رئيسا للمجلس الوطني ومعه غالبية كاسحة من أعضاء المجلس يرفض بشكل قاطع الحوار مع هذه العصابة، وإنما كما اعلن مرارا وتكرارا أنه لن يدخل إلا بتفاوض من أجل نقل السلطة..وفقا لمبادرة عنان، كي لايقول المجتمع الدولي ان المعارضة السورية سلبية في مواقفها، لكن نبيل العربي مدعوما من المجلس العسكري المصري- ولاسباب داخلية مصرية بحتة لانريد التطرق لها الآن- واطراف عربية أخرى، تحاول إعادة عقارب الساعة إلى محور أن المعارضة السورية مشتتة!! وهي ليست كذلك..وسنتطرق لهذا الموضوع في مقال قادم. لهذا فإن مؤتمر المعارضة القادم في القاهرة، كنا نتمنى أن يعقد بعد تطبيق البنود الخمسة العنانية!! أما الحالة الأخرى التي كنا نتوقع ان ينعقد هذا المؤتمر في ظلها فهي تقديم كل اطراف المعارضة لوثيقة موحدة حول شكل سورية المستقبل ما بعد العصابة الأسدية..والحالتين غير متوفرتين وغير مطلوبتين من قبل الجامعة العربية!! لماذا يعقد هذا المؤتمر إذا؟

خاصة وان هيئة التنسيق الوطنية برئاسة حسن عبد العظيم زارت تركيا منذ ايام من أجل أن تخفف تركيا ضغطها الهزيل أصلا على النظام السوري كما يرونه هم. في ظل هذه الاجواء المسمومة التي تحيط بثورتنا، والتي تدفع روسيا للتشدد أكثر، تترك إسرائيل مرتاحة من إعلان موقفها الحقيقي الداعم حتى اللحظة للعصابة الأسدية، هذه العصابة التي تعتمد أولا وأخيرا على الموقف الاسرائيلي وحمايته لها، في مزيد من قتل شعبنا الذي لن يتوقف حتى تحقيق مطالبه…لهذا كما يقال بالعامية السورية نقول لنبيل العربي” خيط بغير هالمسلة”

غسان المفلح

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى