بيانات الانتفاضة

حول نداء فك الحصار عن درعا وباقي المدن ووقف إطلاق النار على المتظاهرين- شروحات لابد منها للأصدقاء

 


خولة دنيا

وصلتني العديد من التعليقات حول النداء، من أصدقاء مختلفين في داخل سورية وخارجها.

أغلب هذه التعليقات تتعلق بنقطة واحدة، وهي أن في النداء ما يتوجه للخارج لطلب المساعدة..

وبما أنني والأصدقاء الذين صغنا النداء سوية، كنا حريصين تمام الحرص على هذا الموضوع..

وكوننا كمواطنين سوريين عندنا القناعة التامة بأن مالا نستطيع تحقيقه، لن يستطيع الخارج تحقيقه لنا.

كان لابد من توضيح هذه النقاط التي أثارت الخلاف، حرصاً على موقفنا وحرصاً على أصدقائنا:

 

لذلك سأورد الجمل التي قد يفهم منها هذا الأمر ولنناقشها معاً إذا رغبتم:

1- ورد في النص الجملة التالية: (ونهيب بكل الشرفاء في العالم مساندتنا في فك الحصار عن درعا والمدن الأخرى وإيصال المواد الأساسية والمساعدات لأهاليها). لا أدري إن كان في هذه الجملة مايحتمل لغط ما.. في النهاية نحن نتوجه للشرفاء.

2- كما وردت الجملة التالية: (إننا نناشد جميع المعنيين من منظمات حقوق إنسان محلية ودولية… ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة… ووسائل الإعلام المحلية والدولية … أن يقوموا بالضغط على الحكومة السورية لوقف الحصار والمجازر والسماح لأهالي درعا (في حال وجود عصابات مسلحة أو غيرهم مما يزعمون وجوده) أن يخرجوا من المدينة بسلام.. وذلك حقناً للدماء وحرصا على سلامة أهلنا هناك). في هذه الجملة  والتي أتوقع أنها مثار اللغط الحاصل، توجهنا إلى منظمات حقوق الإنسان، ولقد ذكرنا المنظمات المحلية قبل الدولية، وذلك لأكثر من سبب:

أ- لدينا العديد من منظمات حقوق الإنسان في سورية والتي قامت بدورها على أشكال مختلفة خلال الفترة الماضية، وهذا واجبها تجاه البلد، أما منظمات حقوق الإنسان العالمية فهي منظمات الكثير منها مستقل وكذلك دورها إنساني بحت، أي لا علاقة لها لا بالدول ولا بالأجندات السياسية، ومن الطبيعي في ظل الظورف القاسية التي يعيشها الشعب السوري أن تكون منظمات حقوق الإنسان هي الأولى في معرفة مايجري كواجبها وعملها..

ب- كما أن العديد من منظمات حقوق الإنسان السورية وحتى الحكومية منها هي جزء من نسيج المنظمات العالمية، تحضر المؤتمرات وتهتم بحقوق الإنسان في كافة المعمورة، ولكن اهتمامها أساساً هو بشؤون بلدانها..

ج- مناشدتنا لوسائل الإعلام المحلية والدولية جاء بنفس السياق، فوسط التعتيم الإعلامي الذي تمارسه السلطة السورية على عملياتها العسكرية ضد المدننين كان من الضروري الكشف عما يجري، وليس الاكتفاء برواية السلطة للأحداث، والمصداقية لا تأتي إلا مع الحياد، وعلى الرغم من علمنا أن الكثيرين غير محايدين، إلا أننا نستطيع استقاء الحقيقة مما يجري من خلال تعدد الصور والروايات، وليس الاكتفاء برواية واحدة، من حق الإعلام الدخول إلى المدن ونقل صورة مايجري، أما وسط التعتيم فيمكن أن تمر المجازر دون صورة واحدة توثق مايجري

3- مطالبتنا بالضغط من خلال منظمات حقوق الإنسان والإعلام للسلطة السورية كي تكف يدها عن الشعب السوري، كانت مطالبة محقة ومشروعة، فالحكومات تتمادى في غيها تجاه ابناء شعبها، واليوم العالم لم يعد مغلقاً، ومايحصل في اي بقعة منه مؤثر على باقي العالم…ولا يمكن ترك الشعوب تموت دون تدخل، ورحمة من الآخرين.

4- أما ما يتعلق بمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، فهو مجلس تشارك فيه سورية، ويجب ان لا ننس، ان سورية موقعة على البروتوكولات العالمية كافة كدولة ذات سيادة، وبالتالي فهي جزء من هذا النسيج العالمي ومقرة ومعترفة فيه وتصوت فيه، والا ماكانت ارسلت مندوبيها الى كل مكان من هذه المنظمات وصوتت فيها. كما ان سورية كانت مرشحة لمقعد في مجلس حقوق الانسان العالمي، فالاحرى بالسلطة وهي تتراكض لحجز مقعد لها هناك، ان تحترم حقوق مواطنيها، وتتوقف عن ممارسة العنف تجاههم.

ي مطالبتنا كنا واضحين: فنحن نريد من السلطة ان تحترم البروتوكولات التي وقعتها عالميا، وان تحترم دماء الشعب وتتوقف عن حصاره والتعتيم على قتله، وهذا أقل مايمكننا فعله.

أما ما يتعلق بالتدخل الأجنبي فلا نحن طالبنا به ، ولا يمكن ان نطالب، الأحرى بنا ان نحقق حريتنا بدماءنا عوضا عن ذلك

اخيرا علينا جميعا ان نتذكر:

مايحصل في بلدنا لا يمكن السكوت عنه، فالسلطة دفعت وتدفع بالشعب الى الزاوية ، ومن يحشر بالزاوية ستصدر عنه ردات فعل لا يمكن ضبطها، ونحن نحمل السلطة اي نتائج قد تسفر عن ممارسة العنف او العنف المقابل من الشعب، فلا يمكن ان يستمر القتل والحصار والتجويع دون كلمة حق على الاقل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى