صفحات الحوار

خالد خوجة: لا حل في سوريا دون رحيل الأسد

 

 

حوار خالد شمت-برلين

قال رئيس الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة إن أي حل سياسي بسوريا لا بد أن يستند إلى اتفاق جنيف وينتهي بالتخلص من بشار الأسد ونظامه الأمني.

وذكر خوجة أن الائتلاف رد بشكل واضح على التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن التفاوض مع بشار الأسد.

وقال خوجة -في حوار مع الجزيرة نت أثناء زيارته العاصمة الألمانية برلين- إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفض بشكل واضح أي دور للأسد في مستقبل سوريا.

وأوضح أنه بحث مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير موقف الائتلاف من مبادرات تلقاها من مصر ودول أخرى.

وقال إنه طالب مساعدة ألمانيا لإيجاد تجمع ضاغط بالأمم المتحدة لإصدار جوازات سفر جديدة لأكثر من 5.5 ملايين سوري مشردين بالخارج.

ما ردكم على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن ضرورة التفاوض مع الأسد؟

لن يقبل أي سوري مصافحة من تلطخت يده بدماء أكثر من ثلاثمائة ألف من مواطنيه، نحن نفاوض النظام على إيجاد جسم انتقالي بكافة الصلاحيات بما فيها التنفيذية، وهذه العملية لا بد أن تنتهي بالتخلص من بشار الأسد والنظام الأمني الذي يوفر له المعلومات لقتل المزيد من المدنيين.

هل تواصلتم مع الإدارة الأميركية بشأن تصريحات كيري؟

لم نتواصل، وعبرنا في هذا الصدد عن موقف شديد الوضوح، وهو أن الأسد لن يكون جزءا من الحل، وقد أيدت هذا بقية الدول في مجموعة أصدقاء سوريا.

هل تعتقدون أن تصريحات كيري تعكس توجها غربيا لإعادة تأهيل الأسد بوصفه شريكا في محاربة الإرهاب؟

بالنسبة لنا مصدر الإرهاب هو بشار الأسد، وأصدقاؤنا الأميركيون يفهمون أن الإرهاب في سوريا بدأ منذ إطلاق نظام الأسد المعتقلين المرتبطين بالقاعدة نهاية 2011، بالتزامن مع إطلاق العناصر نفسها من سجن أبو غريب بالعراق.

الجميع يعرف أن لعبة الإرهاب تدار من النظام الديكتاتوري نفسه، وأنه لن يمكن القضاء على هذا الإرهاب من جذوره إلا بالتخلص من هذا النظام.

المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ذكرت أن تصريحات كيري لا تعبر عن موقف إدارتها التي قالت إن الأسد ليس جزءا من مستقبل سوريا.

هل لمستم في جولاتكم الأخيرة اختلافا بين الموقفين الأميركي والأوروبي تجاه الثورة السورية؟

ما لاحظته شخصيا هو أن هناك دولا أوروبية -وتركيا أيضا- لها علاقات جيدة مع روسيا وإيران، لكنها لا تخلط هذه العلاقات بمواقفها تجاه سوريا ورفضها النظام الديكتاتوري، وهذا لا نجده بشكل واضح لدى الإدارة الأميركية التي تبدو حريصة على علاقتها مع طهران بتأثير مفاوضاتها الدائرة معها بشأن برنامجها النووي.

تحدثتم أثناء زيارتكم برلين مع وزير الخارجية الألماني، فهل ثمة جديد في موقف برلين تجاه الثورة السورية؟

لمسنا من السيد شتاينماير موقفا داعما، وتحدثنا معه في الأمور التقنية، وأطلعناه على العملية السياسية وموقفنا من مبادرات إقليمية جاءت من مصر وعواصم عربية وأوروبية وأطراف أخرى.

قلنا بوضوح إن الحل السياسي بسوريا لا بد أن يبدأ من حيث انتهت مفاوضات جنيف، ولا يمكن تخفيض هذا السقف أو الالتفاف عليه بأي حال، وطلبنا مساعدة ألمانيا بإيجاد مجموعة ضغط داخل الأمم المتحدة لتأمين جوازات سفر لأكثر من 5.5 ملايين سوري بالخارج، وتقديم دعم تقني للحكومة المؤقتة.

عضو الائتلاف بسام الملك تحدث مؤخرا عن خطة ستعرض على اجتماع لفصائل سورية معارضة بالقاهرة، هل ستشاركون في هذا الاجتماع؟

الائتلاف لم يشارك في مؤتمر القاهرة الأول، ولا بالتحضير للثاني، ومن شارك من الأعضاء حضر بصفته الشخصية، ونحن أعلنا في هذا الصدد أن هؤلاء لا يمثلون سياسة الائتلاف ووضعناهم قيد الدراسة.

هل لديكم تعليق على الخطة التي تحدث عنها بسام الملك؟

لا، ونحن لم نشارك لأننا بدأنا حوارا مع باقي أطراف المعارضة بباريس، ومستمرون في هذا الاتجاه، وسنعقد الاجتماع الثاني ببرلين بعد التوافق على تاريخه ببرلين.

بدأنا هذا المسار مع هيئة التنسيق وباقي أطراف المعارضة الأخرى، ضمن الإطار الوطني وبلا تدخل من أي دولة.

لقد طرحنا وثيقة مبادئ أساسية وقبلت، وقبلنا نقاطا من هيئة التنسيق، ونحن بصدد تهيئة أرضية توحد مواقف كافة أطياف المعارضة تجاه أي عملية سياسية مستقبلا.

أثيرت قبل فترة فكرة إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين داخل سوريا، هل هناك جديد بشأن ذلك؟

نؤكد أنه لا يمكن بأي حال حماية المدنيين بسوريا دون هذه المنطقة الآمنة. وعدم توفير أسلحة نوعية لحماية المواطنين من قصف طائرات النظام بالبراميل المتفجرة سيعمق الأزمة أكثر ويؤدي إلى قتل المزيد من الناس.

بعد تصريحات كيري الأخيرة، قتل النظام مائة شخص في الرقة وقذف المدنيين بالكلور بريف إدلب، وإذا لم توفر وسائل الحماية للمدنيين من خلال المناطق الآمنة فهذا يعني أن هناك ضوءا أخضر للنظام للاستمرار في قتل المزيد من السكان.

هل لديكم كلمة للرأي العام الغربي؟

الثورة السورية دخلت عامها الخامس، وأصبحت تقاتل على عدة جبهات: ضد النظام وشبيحته والمليشيات الطائفية والإرهاب المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية. أصبحنا نواجه حاليا احتلالا إيرانيا صريحا لسوريا.

قاسم سليماني هو مَن يدير المعارك ويعيّن قادتها، وهذا دليل على أن النظام سقط فعليا، وأن بشار الأسد تحول لمدير تنفيذي لمصالح طهران. إن إعدام 15 من القادة العسكريين لنظام الأسد على يد قاسم سليماني لرفضهم تنفيذ أوامر إيرانية، وتعذيب مسؤول استخبارات جيش الأسد رستم غزالة، واحتمال قتله بالمستشفى لرفضه احتلال إيران مسقط رأسه درعا؛ أسقط قناع الاحتلال الإيراني لسوريا.

نحن نخوض حرب تحرير ضد إيران، ومعركتنا مع الإرهاب هي بالدرجة الأولى ضد النظام الذي أنشأ الإرهاب بأقبية مخابراته.

إن الاحتلال الإيراني لا يقل خطرا عن تنظيم الدولة، ونحن نخوض حربا ضد المليشيات الطائفية.

الجزيرة نت

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى