برهان غليونصفحات مميزة

خريطة طريق للمجلس الوطني السوري


د. برهان غليون

استمرارا للجهود المبذولة منذ أشهر ومن قبل أطراف علديدة لتوحيد صف المعارضة السياسية والحركة الشعبية، واستجابة لتطلع العديد من تنسيقيات شباب الثورة والقوى السياسية الأخرى التي شرفتني بتكليفي بتنسيق الجهود من أجل تشكيل مجلس وطني يقود الحراك السياسي، وينظم علاقات الثورة في الداخل والخارج، ويساهم في بلورة الخيارات الاستراتيجية، وفي اتخاذ القرارات المصيرية، وبعد إجراء الكثير من المشاورات والاتصالات مع أعضاء التنسيقيات والقوى السياسية الأخرى، تبلورت لدينا معالم خريطة طريق تتضمن الخطوات التالية:

وضع تصور لهيكلية المجلس الوطني السوري المنشود.

تشكيل لجنة للاتصال مع القوى والشخصيات الوطنية تبدأ عملها منذ الغد على أن يتم إنجاز المهام الموكلة إليها، من اتصالات وتحديد قائمة الأسماء التي سيضمها المجلس، خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر. ويتم الإعلان عن المجلس في الأيام القليلة التالية.

يتشكل المجلس من ممثلين لتنسيقيات الشباب وممثلين عن التشكيلات والأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية تختارهم التنسيقيات والتنظيمات السياسية نفسها، ومن شخصيات مستقلة وطنية يتم اختيارها بالتوافق. ويحق للمجلس إضافة أعضاء جدد يرشهم الأعضاء العاملين بنسبة الربع. كما يحق للمجلس أن يستعين بأشخاص من خارجه في اللجان المختصة حسب الحاجة والمصلحة العامة. وتحتفظ التنسيقيات والتنظيمات السياسية المشاركة في المجلس بحقها في تغيير ممثليها أو سحبهم. كما يحق للأعضاء في الداخل الابقاء على أسمائهم سرية حرصا على نجاعة العمل.

يمثل المجلس الثورة السورية بجميع مكوناتها، ويعتبر سيد أمره، لا يخضع في قراراته لغير الالتزام بالمصلحة الوطنية وبضمير أعضائه. وهو الذي ينتخب لجنته التنفيذية ورئيسه، وله الحق في التجديد لهم أو تغييرهم. وتكون جميع قراراته بالأغلبية المطلقة. ومن مهامه بلورة الخط السياسي العام للحراك الديمقراطي، وتنظيم جميع الجهود، العملية والمادية، الدبلوماسية والاعلامية، اللازمة لوضع حد للديكتاتورية والانتقال بسورية نحو نظام ديمقراطي تعددي.

يمثل المجلس تتويجا لجميع الجهود التي بذلت في الأشهر الماضية من أجل تنسيق العمل الوطني وتوحيد صفوف المعارضة الشعبية والسياسية. وهو ليس مبادرة أحد وإنما مبادرة شباب الثورة أنفسهم التي نأمل أن تستوعب كل المبادرات، وأن يكون بناء المجلس الوطني السوري مشروعا تشارك في بنائه، على قدم المساواة، جميع القوى والأطراف الفاعلة، ويمثل الداخل والخارج بالتساوي، ويكرس ما أظهرته الثورة في الأشهر الماضية من أسبقية الحراك الشبابي الشعبي ومن مركزية الداخل الوطني.

وبهذه المناسبة أدعو جميع قوى الثورة والمعارضة إلى الاعلان عن دعمها ومشاركتها في هذ العمل الكبير، والانخراط منذ الآن في عملية بناء هذه الهيئة الوطنية الجامعة التي ستشكل الأداة الرئيسية لدعم الثورة السورية المجيدة، وتعزيز قوتها، وتوسيع قاعدة انتشارها، وتطوير علاقاتها العربية والإقليمية والدولية، أي في انتصار إرادة الشعب وإنهاء عصر الطغيان.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. شكراً للدكتور برهان على الاستجابة الإيجابية للفكرة. أنا كواحد من الشعب السوري يهمني أن أرى المعارضة موحدة ككتلة واحدة بوجه النظام نريد أن نرى أن ظهراً يحمينا ويساندنا في مقابلة العدو الغدار. وإن التكتل تحت أي مسمى ليست فقط ضرورة داخلية ولكن حتى خارجية للتنسيق مع الدول الكبرى ومد قضيتنا بلمسات سياسية ترسم مرحلة الانتقالية ومرحلة اسقاط النظام.
    5 أشهر يجب أن تكون كافية جدا جدا للتكتل وخصوصاً أن هذا التكتل له هدف واحد فقط إسقاط النظام ، وهو بكل الأحوال أسهل بكتير من التكتل وطرح برنامج : (سياسي – اقتصادي – تعليمي …..) . أنا لا أرى أي حجة للبقاء متشرذمين وأن نصبح للقمة سائغة بوجه النظام

  2. د . برهان غليون المحترم :
    تحية وشكر على قبولكم لهذه المسؤولية .
    فيما يتعلق ببيانكم هذا حول خارطة طريق لتشكيل مجلس وطني سوري , ارى انه من المستحسن توضيح نقطتين هامتين , يمكن الافتراض ان كثيرا من الناس لديهم تساؤل حولهما . الاولى , هي التحديد الواضح لهذا المجلس من ناحية تمثيله السياسي للثورة , وتحديد افقه الزمني بالترابط مع تحديد اهدافه وتحقيقها ( انا افترض , كما الكثيرون , ان مهمته تنحصر في تمثيل وقيادة الحراك الثوري في مرحلتين فقط , الاولى – مرحلة اسقاط النظام – والثانية – المرحلة الانتقالية التاسيسية – وينتهي دوره بعد ذلك ) . وهذا يتطلب اعلانا واضحا – منكم الان ومن المجلس عند اشهاره – يحدد متى تنتهي سلطته التمثيلية للثورة , وذلك من اجل تبديد وهما سائدا عند الكثيرين من شباب الثورة , مفاده ان اعضاء اية هيئه تمثيلية الان سيستمرون بالضرورة كممثلين للنظام المقبل ,
    وبالتالي يجب توضيح فكرة مرحلية هذا المجلس .
    النقطة الثانية . اذا كان من الممكن اعطاء تصور عن شكل التواصل بين هذا المجلس وبين عامة الناس , بحيث نستطيع جميعا متابعة عمل المجلس ونشاطه السياسي اليومي , وتوجهاته , والاطلاع على هيكليته , وطريقة تمويله … الخ , من اجل تفاعل اكثر واخصب مع الثورة , واكتساب تمثيلية اصدق . وشكرا .
    هنري سوينستون

  3. مع تمنياتنا بالتوفيق لكم أستاذنا الغالي..

    كما أؤكد لكم شكر الكثيريين ممن تحدثت معهم في مدينة حمص

    حماكم الله لمافيه خيركم وخير البلاد والعباد

  4. الاخوة في ” الانتفاضة الشعبية في سورية ” .. بما أنني مبتدىء في استعمال الانترنت .. ولم أستطع ارسال هذا النداء الى أي من المحطات التلفزيونية التي تتعاطف مع الثورة السورية ، لاذاعته وتعميمه على تلك القنوات لكي يطلع عليها العدد الأكبر من المواطنين السوريين .. فقد أحببت أن أرسله لكم عسى أن تتمكنوا من تعميمه ليقرأه أو ليعلم محتواه كل الشعب السوري .. فأنا الآن في العقد السادس من عمري ، ولم أطلع على هذا الدستــــــــــور ـ المهزلة ـ الا منذ عدة أيام ، وسألت الكثير ممن ألتقيهم ومن حولي من الأصحاب والأقارب وغيرهم ، جامعيين وأطباء ومهندسين ومن مختلف الشرائح المجتمعية ـ اذا كانوا قد اطلعوا على دستور بلادهم فأجابوا جميعا بالنفــي .. وهذا يفسر سبب وجود شريحة كبيرة صامتة ، وشريحة أصغر مؤيدة للنظام ..
    نداء الى الشعب السوري المغيب عن مصالحه منذ أربعين عاما
    أيها السوريون .. دعكم من حب بشار ومن يحبه .. وبغض بشار ومن يريد اسقاطه ..
    معركة الشعب السوري الحقيقية هي معركة تغيير الدستور ..
    ببساطة شديدة .. لأن دستور الجمهورية العربية السورية ، الذي فصله حافظ الأسد على مقاسه عام 1973 أي بعد اغتصابه الحكم بسنتين ، كـّرس و يكـّرس ” فرعون ” لسورية منذ أكثر من أربعين عاما.. عنده كل الصلاحيات .. وماعليه أي مسؤولية عن تصرفاته واختياراته .. يعين ، يقيل ، يقبل ، يرفض ، يصرف ، يبيع ، يشتـري ، يعقد المعاهدات ، يصدر التشريعات والقرارات ، يحارب ، يسالم ، .. الخ .. كل ذلك دون حسيب أو رقيب .. يحميه أكثر من مليون رجل وعلى حساب الشعب السوري ( حزبيون ـ أمن ـ جيش ـ شبيحة ـ موظفون فاسدون ـ رجال أعمال مستفيدون من الفساد .. والقائمة تطول ..) .. وهذا ما يفسر لكم سبب شراسة النظام في القمع والاجرام ..
    أنا أرجو من كل المواطنين السوريين قراءة الدستور ، وسهل جدا الاطلاع عليه بواسطة الانترنت ، اطلب ” الدستور السوري ” من أي مشغل وستراه أمامك .. ركزوا على المواد التالية :
    المادة 1 : ستضحككم كثيرا كلمة ” الديمقراطية ” الموجودة فيها ، حيث تقول : الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية شعبية .. الخ .. حيث أن هذه المادة تتناقض مع المادة 8: (التي تعطي حزب البعث القيادة المطلقة ) تناقضا تاما وحتميا ، إلا في حالة واحدة وهي انتساب كل الشعب السوري الى حزب البعث ، على افتراض أن هذا الحزب يتصرف بطريقة ديمقراطية مع منتسبيه ( وهذه أضحوكة أخرى ) ..
    المادة 91 ( التي تعفي رئيس الجمهورية من أي مسؤولية عن تصرفاته ، والغريب أنها وضعت قبل المواد التي تعطي الرئيس كل الصلاحيات ) 93 ، 95 ، 103 ، 109 ، 114 ، 132 ، 139 ..
    أحببت أن أختصر لكم الأمر وأدلكم على المواد المهمة في الدستور ، ولكن أنصحكم بقراءته بمجمله وهو لايتطلب أكثر من 20 دقيقة ، لتكتشفوا أن كل المواد التي تحفظ حقوق المواطن بمختلف أنواعها لاتطبيق حقيقي لها .. وتعتبر من قبيل ” صف الكلام ” لا أكثر .. بل على العكس كل الجرائم والسرقات والطغيان والاذلال الذي يعيشه شعبنا منذ أربعين عاما والتي يرتكبها هذا النظام وأزلامه محمية بهذا الدستور وبالقوانين الملحقة به مثل قانون الطوارئ الذي ألغي ونعيش حاليا بحالة أسوأ بآلاف المرات من حالة ماقبل الغائه.. والقانون رقم 49 الذي يمنع ملاحقة أي شخصية أمنية لما ارتكبته من جرائم أثناء تنفيذ مهماتها الأمنية .
    ولذا أقول وأعيد ..معركة الشعب السوري الحقيقية هي معركة تغيير الدستور الفرعوني الحالي الى دستور ديمقراطي .. ولا تصدقوا أن هذا الدستور الفرعوني ضروري لبقاء ” المقاومة والممانعة ” التي يتستر بها هذا النظام وأزلامه لاستمرار هيمنتهم وجرائمهم وسرقاتهم ..
    أول شروط تطبيق أي من القوانين التي صدرت حديثا ( قانون الأحزاب ، قانون الانتخابات ، قانون الاعلام ..الخ..) هو دستور جديد كليا .. لادستور مرقع ومفصل على مقاس أحد كائنا من كان .. اذ لايمكن ضمان حيادية ونزاهة أي لجنة أو مجموعة وزارية أو قضائية أو مستقلة أوغيرها تشرف على تطبيق أي من القوانين أعلاه أو غيرها مما سيصدر لاحقا ، مالم يتم تعديل الدستور أولا ومن قبل لجنة مستقلة يتم انتخابها من الشعب بشكل مباشر وباشراف من الأمــم المتحدة أو غيرها من المنظـــــمات العالمية المتخصصة .. فالشعب السوري لايثـــــق ـ للأسف الشديد ـ بالقضاء السوري ولا بوزارة الداخلية التي تقود حملات القمع التي نراها كل يوم .. ولابكل المؤسسات الرسمية السورية الحالية.. ولا بالجيش المكلف بحماية أهداف الثورة ( أي النظام الحاكم ) بموجب المادة 11 من الدستور.
    وليعلم الشعب السوري أن المناداة بتغيير الدستور لاتعني التوقف عن المطالبة باسقاط النظام ، بل تعطيه حجة اضافية وقوية لاسقاطه والتخلص منه الى الأبد .. يا أسد ..

اترك رداً على Nadine Strasman إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى