رفيق شاميصفحات مميزة

خواطر عن الثورة -8-


رفيق شامي

الأقليات ونزعة الإختفاء

محاولة للإجابة على السؤال لماذا يصلي بشار كما صلى أبوه في جامع سني؟

عانت الأقليات وفي كل بلدان العالم مصائب جسيمة عبر التاريخ أودت بالكثير منها، محتها وخربت آثارها وذاب من بقي من أفرادها في حوض الأغلبية، بلا أثر، كذرة ملح في محيط. وقد جرى كل ذلك على العلن فلم يبق للأقليات التي نفذت بجلدها إلا أن تختفي عقلا وعملا، سكنت اعالي قمم الجبال واخفت فكرها في مغارة خوفها وموهت المدخل بإبتسامة. لامبالاة الأغلبية بالمذابح قاعدة سادت التاريخ، تخللها في لحظات قصيرة مشردة شواذ عن القاعدة لأغلبية دافعت بشجاعةعن اقلياتها. هذا الإجحاف بحق الأقليات ليس حصرا على أي شعب فالغباء ينتشر في كل المجتمعات ولا يعترف بحدود إقليمية. فترى الأغلبية تنهال في كل أزمة وبتحريض من عنصريين على أقلياتها وكأنها فقدت وعيها وحضارتها وغدت وحوش على شاكلة الشبيحة في أيامنا. هكذا عوملت الأقليات في بلادنا وفي كل أنحاء العالم.  لهذا كله وأكثر أُجبرت الأقلية دوما على العيش في عتمة “التقية”، لا تقول للآخر ماتفكر به ( وفي بعض الأحيان حتى لغالبية أبناء هذه الطائفة التي تعتبرها الفئة العارفة ببواطن الأمور من الجهلة). فقط لتنجو من الموت. -1-

لكن القتل والموت حالة إستثنائية مأسوية، اما الإضطهاد اليومي فهو ألعن الف مرة لأنه موت يومي. هذا الإضطهاد تتعامى عنه الأغلبية وتـنـتجه بإستمرار. ولنأخذ بلدنا سوريا المرحب أبدا بالضيف والغريب والمتحلي دوما باللطف (خاصة في دمشق وهنا إلى حدود السخرية به من قبل العرب الآخرين). هل يتصور أحد أبناء الأغلبية السورية المسلمة السنة ما معنى ان تستيقظ كل يوم كمسيحي في هذا البلد ومذياعه ووسائل إعلامه تصدح بالجهاد والشهادة بمفهومها الإسلامي؟ وأن تذهب فقط لتشتري أو لتشرب فنجان قهوة في السوق وترى أحدهم يبيع على العلن كتبا ملأى بالسموم ضد من تعبده. تكفرك، تدعو لقتلك، تخونك…يحذرك أهلك من التدخل بالسياسة لأنها ليست للأقليات… وتمتلأ الأحزاب التي تريد قلب الأنظمة بأبناء الأقليات. تضحك كشاب ثائر على كل هذه الخرافات لتجد بعد ثلاثين عاما أن ذويك على حق فلا مناصب لك في السلطة (في التطبيق الديكتاتوري المدمر للدولة لم يبق سوى السلطة… والشعب يخلط بينهما) ولافي قيادات الجيش ولا الأحزاب. وحتى القانون يعتبرك أنت وكل ابناء أو بنات الأقلية مواطناً من الدرجة الثانية.

من ينكر ما عانته الطائفة العلوية من ظلم وهمجية بربرية ليس إلا واحدا من إثنين: غبي جاهل أو لئيم يضمر إستمرار إضطهاد الأقليات متى سنحت له فرصة. والشيء الغريب حقا ان عائلة الأسد لم تتجرأ وهي القاتلة المدمرة لكل ما يقف في طريقها ان تمس هذا الظلم الطائفي ولا أن تزيله حتى عن الطائفة العلوية، بل إشترت بخبث وإنتهازية لا مثيل لهما رضا السنة بإهمالها التام لحقوق الأقلية العلوية. وليس من المخفي أن الأب وقف أمام خيارين:  إسترداد لحقوق الأقليات وتوعية الشعب بالظلم الذي لحق بالطائفة العلوية على مدى قرون وإطلاق حريتها وحرية كل الأقليات…وإما نسيان كل ذلك والإرتماء ظاهريا أمام الأغلبية السنية في جامع أمية ( كنت في منفاي أضحك لهذه الصورة التي تجمع بين حافظ الأسد والشيخ الإنتهازي كفتارو في جامع أمية والإبن بشار لا يبتكر شيئا. يعيد الصورة مع هذا الحسون بصوت الغراب)  وإذلال هذه الأغلبية بالذات بوضع كل مجرم من العائلة مهما كانت وضاعته فوق رقبة أي سني. تم كل ذلك علنا وعلى عينك يا تاجر. لذلك إستطاع آل سعود تحريض السلفيين المتشددين في صفوف الإخوان المسلمين بكل سهولة على الإنتقام من العلويين لأنهم ادركوا اللعبة. وكان الشعب يعرف أن رفعت الأسد وأمثاله من العاطلين عن العمل والأخلاق ينهب ويذل كرامة الناس تحت مرأى ومسمع أخيه، وصار رقيب من فرقته يدوس على رقبة عميد سني أو مسيحي دون أن يخشى الدولة التي هدمها رئيس السلطة، وصار بواب سابق يدير شركات لينهبها علنا. وتوازيا مع إذلال الأغلبية الساحقة للشعب عرض الأسد على زعامات السنة مشاركته في نهب خيرات البلد فركعت وقبلت ولعابها يسبقها أمامه وهي تحتقره في قرارة نفسها وتعرف أنه مجبر على التعامل معها ولكن يحسن التعامل معه بإنتهازية لأنه مجرم. هكذا تفكر هذه المافيا المرتزقة بظل الأسد وهي مطمئنة انه متى سقط ستعود وبكل سهولة كأغلبية لتنكل من جديد بالأقليات. هذه البورجوازية “النهبجية” لا أخلاق لها على مبدأ “من نكح امي أسميه عمي”. وهكذا إستقبلت هذه الفئة الإنتهازية قبل الأسد كل ديكتاتور ولم تقف عند حدود لأنها لا تعرف الخجل…هكذا إستقبلت ناصر متملقة وإنقلبت عليه…هكذا إستقبلت الجنرال غورو مرحبة به في دمشق ودماء ميسلون لم تجف بعد -2- .

……………………..

لكن كل هذا ليس إلا وجها أولا للعملة الأسدية. الوجه الثاني مؤلم فعلا. الأسد عندما يصلي في جامع أمية ( وما ادراك بمذابح بني أمية التي كادت تفني الشيعة) لايصلي ظاهرا وإن كان قد خطط لذلك لأن الظاهر والباطن في علاقة نفسية ديناميكية ( لكي لا نستعمل لفظة ديالكتيكية) لا تقبل الفصل. الأسد يماثل ذلك الذليل العربي الذي يسهل للأوروبيين لكي ينصهر معهم إسمه من محمد إلى

“Mo”

 ومن عبد الحكيم إلى

 “Abdul”

ومن مصطفى إلى

 “Sava”.

 إنه يماثل ذلك المسيحي العربي الذي بدل أن يوعي محيطه بحقوقه المهضومة يسمي إبنه محمود وإبنته فاطمة. أرجو ألا يتغابى أحدهم ليقول إن ذلك يعبر عن تآخي، هذا ذل وكل تآخي وحيد الإتجاه هو ذل للأضعف. ومن يتجرأ على نقض هذا  استمهله بطلب جواب على سؤال: لماذا لا يسمح للرجل المسيحي أن يختار شريكة حياة مسلمة يحبها ويسمح لكل رجل مسلم ان يتزوج من يريد بغض النظر عن ديانة المرأة. لماذا لا يحق للمسيحيين أن يصبحوا رؤوساء جمهورية في مصر أو سوريا او السودان والعراق ولماذا اسلم الحقير ميشيل عفلق والإنتهازي طارق عزيز الذي كان كاثوليكيا بإسم ميخائيل يوحنا.

كثير من اليهود إلتجأوا للمسيحية نظرا للإضطهاد الذي لحقهم في أوروبا لينقذوا جلدتهم فحققوا بذلك ما يريده مضطهده منهم… هكذا يتضح ما اريد قوله أن الإنسان العلوي الذي يتظاهر بالتماهي مع السنة يقهر في ذاته شوقه للعدل بين كل الطوائف يدوسه بقدمه ويعاني من ذلك كجبان الما يفوق ألم الرجل العلوي الذي يهاجمه ثلة زعران سنية ويشبعونه ضربا. إنه الإنهيار أمام الآخر فقط للنفاذ بالجلد. عندما صار صدام حسين في آخر إيام حكمه يصلي امام عدسات التلفزيون وهو الكافر بكل القيم والملحد عن عمد وقناعة فإنه يموه ظاهريا متقمصا ثوب التدين مدعيا أنه القائد المؤمن، لكنه يعرف في قرارة نفسه أنه ذليل جبان يقوم بذلك لأن طريقه وصل إلى نهايته وفشل، وعودته للدين وهو الذي رفضه طوال عشرات السنين، هي آخر رعشاته.

هكذا أجهضت آمال الأقليات في سوريا أو أضغاث أحلامها عندما إستبشرت بإستيلاء أحد أفرادها على السلطة. لكن هل كان بإمكان حافظ الأسد أن يقوم بغير ما قام به؟ الجواب: لا، لأنه، كإبنه فيما بعد، أسير نظامه الذي وطد سلطته. حتى ولو إفترضنا نظريا ان درزي أو مسيحي قام وبنفس دموية الاسد بإنقلاب وإستولى على السلطة فهو لن يكون افضل من المافيا الأسدية.

 …………………………..

يمكن تقييم مدى تقدم مجتمع ما بحساب نسبة عدد الكتب التي يصدرها هذا المجتمع سنويا، أو عدد براءات الإختراعات التي يحرزها، او عدد أجهزة الكومبيوتر المستعملة أو عدد الأطباء أو كمية الورق أو الطاقة الكهربائية المستهلكة مقارنة بعدد السكان. هذه كلها قيم تقنية قد تعطي فكرة لكنها ليست دقيقة جدا، يضيف إليها البعض لتدقيق الإحصاء متوسط دخل الفرد سنويا، أو نسبة المواطنين تحت خط الفقر، نسبة الأميين …إلخ. لكن أهم عوامل التقدم هي حقوق المرأة والطفل كما وحقوق الأقليات. طبعا بمجرد إستعراض سريع لهذه النقاط سيتبين للغالبية مدى التأخر العربي، لكن ما لا ينتبه إليه أفراد الغالبية ( مثلا العرب السنة في سوريا) أن حقوق المرأة والطفل والأقليات في بلدهم مضطهدة وانهم لا ينتمون لمدنية بمجرد إستعمالهم لآخر موديل للجوال ما دام جارهم، وزوجاتهم وأمهاتم وأخواتهم وأطفالهم مواطنون من الدرجة الثانية…فإذا أخذنا إضافة لذلك بعين الإعتبار ان المواطن السوري من الدرجة الأولى يعيش تحت ظروف العبودية الأسدية التي حولته لعبد في مزارع عصابة فكيف وضع الأقلية تحته في السلم الإجتماعي؟

يمكننا رسم طريق حضاري تصاعدي للإنسان من البدائية في أسفل الهرم وحتى قمة الكرامة الإنسانية  فإذا إفترضنا ان سويسرا أو السويد تقف على رأس الهرم بتقدم هائل في كل المجالات ومستوى عالي  في إحترام الأقليات وتوفير كل شيء لها لتزدهر ثقافتها ولغتها لتبين لنا في أي درك سحيق نقف نحن السوريون. فسويسرا مثلا تحتضن ثلاث لغات رسمية لثلاث مقاطعات: الألمانية، الفرنسية والإيطالية إلى جانب العديد من المقاطعات الصغيرة التي يتكلم اهلها لغات بالغة القدم كلغة “ريترومانيش” ولم يعيقها هذا التباين والتعدد اللغوي عن التقدم بل ساعدها عبر التنافس الإيجابي للمقاطعات أن تتقدم بسرعة أكبر. اين تقف بلادنا من كل هذا؟ وهل حقق إضطهاد الأكراد عزة القوميين العرب؟ أنا أعتقد العكس، أن الفكر القومي، وهو منسوخ مشوه عن الفكر الأوروبي القومي، قد زاد من تأخرنا وتبعيتنا بدل أن يحررنا. فلا صراعنا مع إسرائيل إكليل يزين جبهة القوميين ولا التأخر الإجتماعي بعد نصف قرن من توليهم الحكم في بلدان عديدة يجعلهم يبررون إنتفاخ أوداجهم… فبأي حق يريد قومي شوفيني أن يبرر إضطهاده للأقليات؟

أين حرص السلطة على الأقليات؟ وهل يعلم المواطن السوري بعد 40 سنة أسدية اليوم عن الأكراد، الآراميين، الشركس والأرمن عن المسيحيين، الدروز، اليهود، العلويين، الإسماعيليين، اليزيديين والعلمانيين أكثر من جدي الذي عاش تحت سلطة العثمانيين؟ سأفاجئ الكثيرين عندما أقول: لا، جدي كان يعرف أكثرعن الأقليات الأخرى التي تعيش في سوريا.

 وهل لنا ان نفكر خمس دقائق بصمت عن نتائج هكذا تأخر؟

وكيف لبلد يشجع فيه ديكتاتور وبدون اي خجل مشعوذة قبيسية وبرعاية سنية بوطية إنتهازية أن يلحق بالمدنية؟

……………………………

مدح أحد اصدقائي طالبة صغيرة في جوارنا وهي افرو- المانية لذكائها ودماثة أخلاقها، فقلت له: أبناء وبنات الزيجة الإثنية المختلطة أكبر برهان على عدمية فكر العنصريين، فهم كأترابهم في كل شيء، في جمالهم وبشاعتهم، في ذكائهم وغبائهم، بإختصار: في كل شيء. هكذا نشابه نحن، ابناء وبنات الأقليات، ايضا ابناء الأغلبية السنية في كل شيء. الأغبياء السلفيون وحدهم يعتقدون بنزعة عنصرية بتفوق وهمي ورثوه جينيا.

ويحضرني في هذه اللحظة هستيرية المتزمتين الأصوليين تجاه الدولة العلمانية التي يفصل فيها الدين (كمسألة شخصية جدا كالإيمان) عن الدولة. فهي توهم أتباعها وتخيف الآخرين بأن هذا الفصل هو الكفر بعينه. وهو برأي العكس تماما لأن فصل الدين عن الدولة هو الخطوة الأولى للمؤمنين لعبادة ربهم بتجرد من الدنيويات، لإعادة بيوت الله لوظيفتها الأساسية وهي العبادة وليس التحريض على الفكر والمفكرين، لبيوت رحمة لا بيوت وعيد وتهديد، هو التخلي عن كل هذه الدنيا الفانية لأصحابها والتوجه بقلب لا يشوبه كذب أحزاب ولا خدع السياسة اليومية لله وله فقط، بدل إرتكاب الحماقات والمجازر بإسم الدين وتلويث ضمير المؤمنين وسمعة الدين.

ان صيحة “الدين لله والوطن للجميع” هي ذاتها وبكلمات شاعرية فلسفية نداء لفصل الدولة عن الدين، لكي يقدم كل أفراد المجتمع ما يمكنهم لتقدم الوطن، لا ان يحتل فلانا منصبا فقط لأنه إبن فلان او لأنه يعتنق الدين الفلاني او لأن صلتة برجال الدين اوصلته لهكذا منصب فبهذا نمدد مسار السلطة التي نريد إسقاطها والتي دفع آلاف الثوار حياتهم ثمنا لها بشجاعة لم يسجل التاريخ مثلها.

 لا يعني فصل الدين عن الدولة منع الدين والتدين ولا حتى منع الأحزاب الدينية مادامت هذه الأحزاب تحترم القانون ومؤسسات الدولة الديمقراطية مثلها في ذلك مثل كل الأحزاب.

عندما قدمت هذه الرؤية في حوار إعترض أحد الزملاء، وهو علماني، بأن هذا تراجع تاريخي (رحمني بكرم من لفظة رجعية) وأن العلمانية هي الحل الأفضل وهذا الإعتراض قد يبدو مقنعا لكني رجوته ألا يفكر بتعالي مفترضا ان ما يقنعه هو سيكون بالتأكيد قناعة الشعب. هكذا فكر بيروقراطيوا روسيا الشيوعية وسخروا من العبادة ومجدوا العقلانية متشددين وكانهم “طالبان” العلمانية. حولوا الكنائس لبيوت ثقافة ومتاحف… وما الذي حدث؟ إنفصل الشعب عن قيادته الشيوعية متعبدا سرا بالشكل الأكثر تأخرا وشعوذة منبطحا تحت سلطة كهنة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وما ان سقط النظام حتى إمتلأت الكنائس مجددا بالمصلين.

…………………….

أحلم بسوريا حرة جميلة فرحة شعبها يفخر بثورته ويرفع جبهته دون تعالي، أحلم بسوريا التي ستكتب كتب تاريخ أخرى لا مكان فيها للكذب، أحلم بسوريا التي تبني من جديد قيم التسامح والمحبة والصدق والتفاني من أجل الشعب والوطن الجميل. أحلم بسوريا التي لا تدعي السلطة فيها بإمتلاكها مركزالقدوة والممانعة والصمود والتحدي والرفض وهي التي أذلت شعبها ولم تذل في تاريخها المعاصر عدو للوطن. أحلم بسوريا التي لا يخجل فيها أحد أبناء الأقليات بهويته وبإنتمائه بل يفخر بهذا الوطن.

سوريا المستقبل سوريا شجاعة واضحة لا مكان فيها للرياء والمخادعة. سوريا القادمة تربي جيل مستقبلها بدون خوف وتهديد، تشرح له منذ طفولته أن وطنه سوريا قوس قزح يشارك مواطنوه بألوانه. سوريا المستقبل لا تخجل من تعريف ابناءها منذ طفولتهم وبكل إحترام للآخر ما معنى أن يكون الإنسان عربيا، كرديا، آشوريا أو شركسيا، علمانيا، مسلما سنيا، شيعيا، علويا، إسماعيليا أو يزيديا، درزيا او مسيحيا او يهوديا إلخ. وفي كل مرحلة دراسية يتعلم التلميذ جوانب أخرى من حياة الناس في بلده…هكذا كما علمت الثورة السورية ولأول مرة جغرافية الوطن للناس ودفعتهم في شوارع دير الزور، اللاذقية وحمص وحماة وغيرها من المدن لتحية درعا. لأول مرة في تاريخ سوريا دوى إسم درعا البطلة في الشوارع الشمالية…  وغنى الدرعاويون موال حبهم لبانياس واللاذقية…هذه ايضا جغرافيا جديدة…

عبر تربية الأطفال والتلاميذ والطلبة على هذا التفهم المؤدي لإحترام الآخر ولمحبة كل بقعة من أرض الوطن نصل إلى تربية مدنية متقدمة تؤهل الإنسان السوري ليكون مواطنا ديمقراطيا حرا.

هكذا وهكذا فقط نمجد دم الشهداء الذين بذلوا أرواحهم لسوريا ديمقراطية، حرة عزيزة

……………….

   1. هناك عدة دراسات قيمة  لبرهان غليون، ناصيف نصار، أسامة مقدسي، مهدي عامل وفواز طرابلسي وآخرين

  2. بعد دخول القوات الفرنسية إلى سورية في تموز 1920م، دعت الحكومة التي شكلها الملك فيصل قبل مغادرته دمشق إلى وليمة على شرف الجنرال غورو في دمشق، حيث تقدم رئيس الحكومة علاء الدين الدروبي في بداية المأدبة بكلمة أمام الجنرال غورو رحب فيه وهاجم شرفاء الوطن…

الخطاب مليء بالرياء ومما قاله  الدروبي فيها ومما لا  يتصوره العقل لهذا القدر من الذل والرياء ودماء ميسلون لم تجف بعد:

“…ولذلك فانتداب حكومتكم المعظمة لبلادنا ليس فيه ما نخشاه لأن كرامتنا أصبحت مضمونة بصورة علنية، ونؤمل أن ننال منكم ما نالته أمريكا وإيطاليا والبلجيك واليونان، وغيرها من الشعوب المهضومة الحق من قبل. ولقد كان رجال البلاد المتنورون على ثقة وطيدة بما لفرنسا من سلامة القصد، إلا أن أقلية صغيرة- أكثرها غريب الدار- كانت توسوس في صدر الجمهور كما لا يخفى عليكم بأن فرنسا دولة مستعمرة وأنها تعمل على بسطة ملكها من نفقة غيرها، على أن الذين انخدعوا بزخرف القول لا يلبثون أن يعرفوا الحقيقة التي ما خفيت علينا البتة. وإيضاحاَ للحقيقة التي ما زالت مكتنفة بالغموض أريد أن أصرح لفخامتكم بأن الشريف فيصلاَ كان يشاطرنا هذا الرأي وكان في مذكراته الخصوصية يجهر بإخلاص واستقامة الأفرنسيين، إلا أن ذوي الريب المحيطين به أثاروا الحوادث الأخيرة المؤلمة. …”

( أنظر النص الكامل في مواضع عدة من الإنترنت والأصل نشرته صحيفة العاصمة عدد  12 آب 1920م.)

يتبع

خاص – صفحات سورية –

أي نشر أو اعادة نشر لهذا المقال يجب الاشارة فيه إلى المصدر: صفحات سورية

كل الحقوق محفوظ للكاتب ولصفحات سورية.

يحيي كاتب هذه الأسطر أي نسخ وإعادة طباعة هذه الخواطر في أية صحيفة، طبعا بأمانة مهنية مع الإشارة إلى المصدر، لكنه لا يعترف على اية منها إنما على الأصل الذي ينشر دوما في صفحات سورية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى