رفيق شاميصفحات الرأي

خواطر في الثورة -10-


رفيق شامي

تحول عيد الميلاد من احتفال بريء بذكرى مولد يسوع المسيح إلى إحتفال ماجن لتجار. هكذا كل شيء تلمسه يد الرأسمال. وحتى البطريرك نيقولاوس الذي عاشت ذكراه لمئات السنين كمنقذ لأطفال من مذبحة، حولته كوكا كولا في مطلع القرن العشرين لحامل رخيص لدعايتها. هذا الرجل السمين بلحية بيضاء وثوب أحمر وأبيض ليس إلا علم شركة كوكا كولا، ليس إلا عبقرية مدير للدعاية قذر لا يهمه ما يمسخه بل تهمه نسبة الأرباح. أرسل مئات الطلبة إلى الساحات ومداخل الشوارع والحوانيت ليوزعون وهم متنكرون بزي الكوكا كولا زجاجات هذا المشروب مجانا على المارة. هل هناك قذارة بعد هذه؟ والعالم؟ يسيرغبيا  كالقطيع وراء الكبش الأمريكي.

لا، ليس هكذا أحتفل! كم أتمنى أن يعود عيد الميلاد الى ثوبه البريء كذكرى مولد طفل أحب الإنسان، ثوري ولا ثوري مثله، نادى بحب الإنسان وهو على الصليب ولم تخدعه يد الغدر لتثنيه عن محبته. ثائر وضع كل ما في يده وحتى روحه للوقوف مع الجائعين والمنكوبين والمرضى. وقف ليقول لهم: لا تخافوا فقتلوه.

لا أصدق بربرة الكنيسة التي تدعى أن الرومان صلبوه لأنه قال أنه إبن الله، فالرومان وبيلاطوس بالذات كانوا متسامحين جدا تجاه آلهة ولديهم كتائب منها، فما الذي يضير في واحد زائد أو ناقص؟

 ونحن الشرقيون كل واحد منا إله ، حتى بشار الأسد، (من لايصدق ذلك ليفتح أذنيه لهتافات قطيع الشبيحة بكل فرقه. وعلى ما يبدو أصيب الشيوخ والبطاركة بالصمم تجاه هذا التجديف الذي بدأ منذ عهد الأب). كل منا نبي ولكننا لا نقدر على تصليح مزرابنا ولا على توحيد المعارضة على قاسم مشترك لهدف مرحلي!

لا، يسوع المسيح قتلوه لأنه وقف بثبات مع الفقراء وعلنا ضد الحكام فإستشهد ليخلد في قلوب مليارات من البشر ولأكثر من الفي سنة. الكنيسة الرسمية إختارت الطريق الآخر، وقفت مع الحكام لتبقى فبقيت أكثر من كل الأنظمة الشمولية التي عادتها، لكنها لم تدخل قلبا واحدا ولم تقنع إلا عجائزا. هذه هي خيبة الكنيسة الحالية المريرة. إختارت الدنيا وتاجرت حتى بالسماء وظلت منتصرة في كل حرب خاضتها لتهترئ من كثرة إنتصاراتها.

_______________________

أرسل لي صديق في سويسرا هذا الفيديو عن تحريض المدعو مأمون الحمصي ضد الطائفة العلوية في سوريا. وأرجو من يريد رؤيته ولديه أعصاب حديدية أن يتفرج على بربرية آخر زمان:

http://www.youtube.com/watch?v=41HfejYACIw

أثناء رؤية الشريط حاولت بجهد ألا أتقيأ وأنا اراقب وأسمع الأهوال وقاذورات القرون تخرج من فم هذا الرجل. انا لست بالعالم النفسي الذي يستطيع بسهولة تحليل هذا الخطاب وخاصة حركة يده التي تذكرني بآلة الروبوت او بالقطة الصينية الرخيصة التي تحرك ساقها بإستمرار وكأنها تحي المارة. وانا لا تهمني ركاكة الخطاب وفراغه وإمكانية تلخيصه بجملة وحيدة يكررها هذا الرجل بهستيرية وهو يقرأها لإنفعاله الشديد ( والغير مصطنع) من كرتونة تحت الكاميرا.

 وأنا لايهمني ماضي مأمون حمصي الوسخ كشريك للسلطة في كل نهب حصل.

 ولا تهمني مواقفه المخجلة في أمريكا.

وأيضا لا يهمني أن الوهابيين قد خسروا مع وبهذا الرجل أموالهم هدرا

ولا تهمني فرضية أحد الأصدقاء أن أعداء مامون الحمصي قد حقنوه بمخدرات  وسلطوا الكاميرا عليه ليسخروا منه وينهوا عمله السياسي بفضيحة.

ما يهمني اليوم هو التالي وأنا أعلنه مقسما بحب دمشق وقريتي معلولا: سارفع في اول يوم قادم لا محالة في سوريا ديمقراطية متحررة وبقضاء نزيه دعوى في دمشق ضد مأمون الحمصي بتهمهة التحريض على إفناء أقلية وبتهمة الإساءة للسنة. وسأطلب من محامي قدير وعلى نفقتي الخاصة أن يطالب بسجن مأمون الحمصي لخمس سنوات لهذا التحريض البربري والمنافي لكل تراث سوريا والمسيء لسمعتها وألا يفرج عنه إلا بعد تقديم هذا المحرض لإمتحان كتابي وشفهي دقيق عن معلوماته عن كل الأقليات في سوريا. واللجنة الفاحصة تتشكل من أفراد هذه الأقليات وتعيده بسلطة القضاء للسجن ليدرس بكل دقة تاريخ هذه الأقليات وما تعرضت له عبر التاريخ من أمثاله. هكذا سيكون مأمون الحمصي على الأقل مرة واحدة في حياته قد قدم خدمة للوطن.

يتبع

خاص – صفحات سورية –

أي نشر أو اعادة نشر لهذا المقال يجب الاشارة فيه إلى المصدر: صفحات سورية

كل الحقوق محفوظ للكاتب ولصفحات سورية.

يحيي كاتب هذه الأسطر أي نسخ وإعادة طباعة هذه الخواطر في أية صحيفة، طبعا بأمانة مهنية مع الإشارة إلى المصدر، لكنه لا يعترف على اية منها إنما على الأصل الذي ينشر دوما في صفحات سورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى