صفحات الناس

درعا: “حرب الضباط”

معتصم الديري

جنوبي شرق المدينة المكسورة “خربة غزالة” كان ثمة من ينادي بتوحيد الجنوب، بعد بلبلة في هذا الجنوب حول كيفية سقوط “الخربة” سيدة الطرق الطويلة، وحول تهم كثيرة للمجلس العسكري بأنه السبب بسقوط تلك المدينة، والتي يفسرها الناشطون: “هو ما سيطيل المعركة، وهو ما تشتهيه الدول الكبرى”.

 “كسر الثوار كلامهم ناراً على مقر عتيد للنظام”، اللواء 52 دفعة واحدة، يمشيه الثوار ليعيدوا مجد معارك تحرير بدأت منذ شهرين تماما حين حرروا أول سرية “زيزون” في 17 شباط/فبراير. اول النار في المعركة كانت في مقر اللواء الذي أعلنه الثوار ناراً رخيصة، مشككين بمقتل قائد اللواء علي حيدر.

الثوار اختاروا وليمة نصر كبيرة هذه المرة، فهم الآن على أبواب ثاني أكبر لواء عسكري في المنطقة الجنوبية بعد اللواء61.

اللواء 52 مدرعات ودفاع جوي، يحوي أكثر من أربعين مدرعة، عدا عن المدرعات التي انسحبت مؤخرا اليه، ليغدو من أكبر التجمعات للنظام في المنطقة الشرقية من المحافظة، بالاضافة الى أكثر من 12 مدفعاً مضاداً للطيران، وأهم ما يطمع به الثوار هو سرية “الكوبرا” التي تحوي على صواريخ “كوبرا” يقدرها ناشطو مدينة الحراك بأكثر من مئة صاروخ حسب احدى السرايا التي انشقت كاملة في نيسان الماضي

.مدينة الحراك “أيقونة الثورة السورية” وتعرف شكل اللواء ولون عذابه أكثر من أي مدينة سواها، لا يبعد عنها متراً فهو جارها سيء القلب عليها.

هجر اللواء 52 جميع سكان المدينة تماماً، وهدم مسجدها العمري كما المدينة. المدينة التي دكها النظام السوري تسعة اشهر متواصلة، كان يريد منها درسا لكل المحافظة. جاعت المدينة أكثر من مئتي يوم عن الخبز، وصمدت.

ومشت بابنائها حتى اقتحامها الأخير الذي أخذ منها حوالي 300 ابن من المدينة الى جنة الموت مقارنة بالقصف الذي هدم ثلثي المدينة تماماً.

اللواء الذي كان مخصصاً لقصف المنطقة الشرقية محاصرٌ الأن فجنوبه مدينة سوتها مدافعه على الارض، “مدينة الكرك الشرقي” والتي هي الان من أهم معاقل الثوار في المنطقة الشرقية واقواها. وكذلك قرى “المليحات” في محيطه. يحاصر الثوار من حاصرهم.

 الثوار متمثلون بالمجلس العسكري: “لواء فلوجة حوران-لواء المهاجرين والانصار-لواء اليرموك-لواء محمد بن عبد الله- لواء شهداء الحرية، وكتائب من مدينة الحراك هو “وقتها الخصوصي الآن لتعيد لما تبقى من منازلها تحريراً يليق بما أتاها سابقاً”.

 المعركة معركة ضباط لضباط، فكل من يقود تلك المعارك عملياتياً وميدانياً الآن، هم ضباط سوريون منشقون، تتضح قدراتهم القتالية قويةً من خلال أول القصف الذي بدأ، حيث أشار الناشطون إلى أن الثوار الضباط يشهد لهم في دقة الاصابة وفي الهمة القتالية، وهو أول اختبار يخوضه “الثوار الضباط” لوحدهم من دون قيادات مدنية .

 في نفس توقيت المعركة يشكك ناشطون في صحتها، ويسمونها ستارة ناجحة على خسارة الخربة، على “بيعها”. لكنها على كل حال، تتخذ خصوصية عالية مقارنة بغيرها من المعارك، حيث استطاع الثوار الوصول لأطراف اللواء، باستراتيجية هجومية اعتمدت على محورين منفصلين، وضرب المقرات الاساسية وابوابه، وضرب مركز الوقود في اللواء.

 هي ضربات محققة يحققها “الثوار الضباط” كل يوم، هي معركة خاصة، تختبر “ضباط سوريا” في حرب سورية بامتياز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى