صفحات سورية

دومينيك تخجل و بشار لا


نزار جاف

بکل بساطة رفضت الفنانة دومينيك حوراني الظهور عارية على غلاف مجلة بلاي بوي الامريکية الشهيرة لأنها إعتبرت ذلك بمثابة إساءة لصورة المرأة العربية، والمؤکد أن السبب الذي دفع بحوراني الى رفض العرض المغري لبلاي بوي و الذي بررته بإحترامها لجذورها، يعود للعامل الاخلاقي و تحديدا الى الخجل الذي يلعب دورا مهما و مؤثرا جدا في واقعنا الشرقي.

الخجل، والذي تضرب حکم و أمثال مهمة بخصوصه، عامل أخلاقي يلعب دورا هاما في حياة الفرد و المجتمع، وکثيرا ماکان الخجل وراء تغيير حياة و مصير قادة و عظماء ولعل للکثير منا أکثر من قصة و حکاية مع الخجل بهذا الصدد، وهناك الکثيرون الذين لديهم رغبات و طموحات مختلفة يقف عامل الخجل سببا اساسيا خلف عدم الاقدام عليها، وأثناء العديد من المقابلات و المحاورات الصحفية التي أجريتها مع شخصيات سياسية و فکرية و أدبية و إجتماعية، طرح عدد منهم دور عامل الخجل في الحيلولة دون إقدامه على موقف او إجراء معين.

لماذا قدم جمال عبدالناصر استقالته بعد هزيمة الخامس من حزيران؟ من الواضح جدا أنه يعود لعامل شعوره و إحساسه بالخجل مما حدث قبل أي شئ آخر، و عندما إنتحر هنيبعل القائد القرطاجي الشهير بعد أن رأى هزيمة جيشه، فإن عامل الخجل کان أيضا وراء ذلك، والقصص و الحوادث المتعلقة بهذا الامر أکثر من کثيرة، وهنا لابد من التذکير بأن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي و کذلك نظيره المصري حسني مبارك قد لعب الخجل دورا مهما في رسم مصيريهما، لکننا و عندما نأتي على سيرة الرئيس السوري بشار الاسد، فإن الموضوع سيتخذ بعدا و سياقا آخرا، ذلك أن الاسد على مايبدو يريد من أبناء شعبه أن يشعروا بالخجل لثورتهم ضد نظامه و تجاوزهم الحدود التي کانت مسموحة لهم في ظل نظامه الثوري الممانع المتصدي للصهيونية و الامبريالية و الرجعية العربية، وعلى مايظهر ان الاسد”وحلفائه من خلفه” مازال ينتظر بفارغ الصبر طغيان الخجل على أبناء الشعب السوري و عودتهم الى أحضان نظامه”الدافئة الحنونة”!!

دومينيك رفضت الظهور عارية لأنها خجلت من ذلك إحتراما لجذورها، أما بشار فقد تجرد من کل شئ و ظهر عاريا حتى من ورقة التوت عندما نزل الى هذا المستوى و بدأ يذبح أبناء الشعب السوري بلا هوادة مما يؤکد على أنه قد مسح الخجل من قاموس حياته تماما و حسم أمره بهذا الشأن، هنا من حقنا أن نتسائل: أيهما جدير بالاحترام و التقدير، دومينيك حوراني التي تقدم فنا و عطائا إنسانيا لشعبها و العالم و تراعي و تلتزم بالاعراف و القيم بخطها العام، أم بشار الاسد الذي داس على کل القيم الاخلاقية و تجاوزها و ليس في جعبته من شئ يقدمه لشعبه و العالم أجمع سوى الموت و البؤس و الدمار؟!

يلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى