صفحات الحوار

رئيس تجمع 15 آذار من أجل الديمقراطية في سوريا عبد الرؤوف درويش: المعارضة السورية في الخارج تعوّل على انشقاق الجيش لتفتيت النظام

 


تؤكد المعارضة السورية في الخارج دعمها نظيرتها في الداخل، متمنية تكثيف الضغوط على نظام الأسد عسى ذلك يصيبه بالتصدع والإنشقاقات المؤدية الى انهياره، بحيث اعتبر رئيس “تجمع 15 آذار من أجل الديمقراطية في سوريا” ان الحل الوحيد للإصلاح يكمن في سقوط النظام، مشدداً على ضرورة توحيد صفوف المعارضة.

باريس:ايلاف

أكد المعارض السوري عبد الرؤوف درويش أنه لا تتوفر أي إمكانية للإصلاح من داخل النظام السوري، مكذبًا الوعود التي أطلقها الرئيس بشار الأسد، ودعا رئيس تجمع 15 آذار المعارضة في الخارج إلى توحيد صفوفها حتى تكون أكثر تأثيرًا.

وصف عبد الرؤوف درويش رئيس تجمع 15 آذار من أجل الديمقراطية في سوريا، المعارضة السورية في الخارج “بالضعيفة”، لكونها “لم تتمكن من توحيد صفوفها لتشكيل لجنة تتكلم باسمها، وأن يكون لها تأثير على المستوى الخارجي حتى تدعم بشكل قوي معارضة الداخل وثورة الشباب في سوريا”.

ويضيف رئيس تجمع 15 آذار “أن محاولات تنسيق هذه المعارضة في ما بينها حتى اليوم لا يكفي…لأنه يجب توحيد كلمتها لمنحها قوتها الحقيقية…” وفي السياق نفسه يتابع،”هناك محاولات للتنسيق بين أطراف للمعارضة، إلا أنها تبقى دون المستوى”.

ويرجع درويش “السبب في ذلك إلى أن قيادات هذه المعارضة هي قيادات قديمة لها طريقتها في التفكير، منساقة نحو خلافات ليست لعوامل فكرية أو إيديولوجية وإنما لأسباب شخصية ضيقة”.

وتتكون هذه المعارضة، بحسب درويش،”من شخصيات تنتمي إلى الأحزاب التالية: الحزب الديمقراطي الحالي، حركة الاشتراكيين العرب والاتحاد الاشتراكي، إضافة إلى قسم من البعثيين الذين انشقوا عن النظام وشخصيات أخرى مستقلة”.

ويرى درويش أن “مؤتمر انطاليا كان مقدمة جيدة لهذه المعارضة نظرًا إلى البعد الإعلامي الذي أخده، لكنه لم يصل إلى النتيجة التي كانت مرجوة منه”.

نحو بناء دولة القانون

كل هذه المنظمات، يقول مسؤول تجمع 15 آذار، تؤمن “بالحرية وإقامة دولة ديمقراطية ودولة مؤسسات والفصل بين السلطات…بمختصر الكلام: إقامة دولة القانون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.

وعن وزن الإخوان المسلمين داخل هذه المعارضة، يوضح درويش، “إن غالبية قياداتها موجودة في الخارج، وهي في اتصال دائم بالداخل، وتحاول أن تلعب دورا مهما في معارضة الخارج…”.

وأضاف في السياق نفسه أن الإخوان المسلمين “شاركوا في مؤتمر انطاليا والمؤتمر الثاني في بلجيكا الذي حضره صدر الدين البينوني، وهم مازالوا ينشطون من داخل إعلان دمشق…”.

وعن التخوفات التي قد يحملها الغرب تجاه الإسلاميين عمومًا في سوريا، يفيد درويش، “ربما التخوفات تجاه الإسلاميين المتطرفين، أما بالنسبة إلى الإخوان المسلمين فهم يقبلون بالمبدأ الديمقراطي ودولة أمنية والتناوب على السلطة…”.

ويضيف، “هذه التخوفات لا محل لها من الإعراب، والدليل على ذلك أن الإخوان شاركوا في الانتخابات التشريعية في السابق، وقبل خمسين عاما، ولم يحدث أي شيء مما قد يتصوره البعض…”.

تنسيق المعارضة في الداخل والخارج

وللمعارضة السورية في الداخل من يمثلها في الخارج كما هو شأن “إعلان دمشق الذي له امتداد في الخارج”، يقول المعارض السوري.

كما أوضح درويش أن “الانتفاضة التي تعرفها سوريا فيها أطياف مختلفة، فيها الآشوري والدرزي والكردي والعلوي، وهناك وحدة نحو الهدف: التخلص من هذا النظام وقيام دولة القانون”.

يحمل درويش نظرةً إيجابيةً عن معارضة الداخل، التي يقول عنها أنها “موحدة الصفوف…وهي من تقود المعارضة الحقيقية، وأقصد الشباب وليس الأحزاب”.

ويستطرد في الاتجاه نفسه “الشباب هو الذي يقود فعليا التغيير في سوريا. أما دور المعارضة في الخارج فهو دور داعم لا أقل ولا أكثر، وهذا الدعم ممكن أن يكون له أثر كبير إن كان موحدا…”.

وإن كان هناك تنسيق بين المعارضتين، يرد درويش، فـ “التنسيق موجود من دون شك، ونحن ما نفعله هو دعم الداخل لا أقل ولا أكثر، لكن من يقرر في الداخل هي معارضة الداخل وليس الخارج”.

ويبدو رئيس تجمع 15 آذار غير راضٍ على ما قدمته المعارضة الخارج إلى شقيقتها داخل البلاد، “فالدعم المقدم حتى الآن غير كافٍ أمام هذا الحدث العظيم، ويقتصر على ما هو إعلامي للتعريف بالقضية وشرحها إلى المجتمعين الغربي والعربي، و توضيح حقيقة هذا النظام…”.

كما تقوم هذه المعارضة، بحسب درويش، “بالاتصال بمسؤولين سياسيين أيضا من أجل حثهم على المزيد من الخطوات ضد هذا النظام، ومحاولة القيام بمظاهرات في أوروبا لإعطاء صورة حقيقية للرأي العام حول ما يحدث بسوريا”.

عقوبات غير كافية

عن الوقع الذي خلفه إعلان الرئيس الأسد لعفو شامل على المعارضة في الخارج، يجيب درويش بنبرة عالية، “هو كاذب، فهو يعطي الوعود، وفي اليوم التالي يقوم بعمليات القتل، يعفو اليوم ليعتقل غدا عشرة أضعاف، لا توجد فيه ثقة على الإطلاق، ولو كان صادقًا لقام بإصلاحات منذ زمن بعيد…”.

و”الحل الوحيد للإصلاح”، يجزم محاورنا، “هو سقوط هذا النظام. والمسؤولون الكبار فيه متورطون في هذا الإجرام الذي يحدث، فهل سيحاسبون؟ وهل سيحاسب ماهر الأسد، أخ الرئيس، قائد الفرقة الرابعة التي تقوم  بعمليات القتل؟”.

لذلك، يخلص درويش، “لا يمكن أن يقوم هذا النظام بإصلاحات. فالإجرام وصل إلى قمة الدولة والرئيس بدوره مسؤول عما يقع من جرائم”.

ولا يرى هذا الأستاذ المحاضر أن “العقوبات المفروضة على هذا النظام كافية، كما لا يمكن أن تؤثر عليه”، مضيفا “لقد فرضت عقوبات عليه بمنع بيع الأسلحة، وتعلم أن سوريا لا تستورد أسلحة لا من الغرب ولا من أميركا”.

ويتساءل حول تجميد الأموال إذا كانت هذه الأموال موجودة حقيقة في أوروبا أم في أماكن أخرى، كما يعتبر درويش “أن تقديم رموز النظام إلى المحكمة الجنائية الدولية هي خطوة رمزية…”.

وقال إن المعارضة السورة تتمنى أن تراجع كل من “سوريا والصين موقفيهما، على الأقل بالامتناع عن التصويت، لكي يمرر قرار بشأن هذا النظام، ولو أنه يبقى رمزيا، إلا أنه سيكون له وقعه على المسؤولين السوريين”.

وأكد درويش على رفض المعارضة في الداخل كما الخارج للتدخل العسكري، مشيراً الى ان المعارضة في الداخل هي التي تقرر الخطوة المقبلة”.

الحل يأتي من داخل الجيش

تتطلع المعارضة السورية في الخارج إلى “مزيد من الضغوط على النظام، بحيث محاصرة النظام من كل جانب ستنتج انشقاقات تؤدي في النهاية إلى انهياره”، يوضح درويش.

يدقق فكرته أكثر قائلا،”فنحن نعلم أن الذي يحكم هو الأسد وعائلته، ثم من يدور في فلكها، وفي لحظة من اللحظات يرى الآخرون أن مصلحة البلد تقتضي التخلص من هذا النظام وبالتالي التخلص من هذه العائلة التي تحكم باسم البعث”.

و تعلق هذه المعارضة “أملها على حصول انشقاق داخل الجيش”، يضيف درويش،”فالعائلة الحاكمة تعتمد على عناصر الأمن وعلى الفرقة الرابعة التي هي مختارة في أغلبيتها من العلويين، أما بالنسبة للجيش فأغلبيته لا تنتمي إلى هذه الطائفة…”

و”لهذا السبب لا يمكن للجيش أن يستمر في تقتيل ذويه”، يخلص محاورنا، متمنيا “أن يحدث هذا الانشقاق بالكامل… بعد المؤشرات الأولى، حيث انشق أكثر من 300 ضابط وجندي، ولجأوا إلى تركيا بعدما رفضوا الأوامر.” وأوضح إنه إن لم يحدث ذلك فعندها يصعب تصور ما يمكن أن يحدث.

 

ولا يخشى درويش على سوريا من الطائفية “فالذي استخدم الطائفية”، بحسبه، “هو النظام نفسه.”في كل المظاهرات التي عرفتها سوريا رفعت شعارات سوريا واحدة، ولم تعبر هذه المظاهرات عن خلافات طائفية، وهذا مفهوم بعيد عن المجتمع السوري والنظام هو الذي خلقه”، يختم محدثنا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى