صفحات الناس

“رحلة خطرة”: حكايا السوريين.. كوميكس في مركز “نوبل للسلام”

 

 

ثلاث حكايات لثلاثة لاجئين سوريين يرويها مشروع الكوميكس والأنيمشن المتميز الجديد”A Perilous Journey” (رحلة خطرة)، والذي بدأت صحيفتا “الغارديان” البريطانية و”أفتين بوستن” النروجية بنشرها كسلسلة مصغرة منذ الأسبوع الماضي، بالتزامن مع عرضه في مركز “نوبل للسلام” في أوسلو.

محمد وهسكو وخالد، هم أبطال الحكايات الثلاث، على اختلاف ظروف حياتهم وأصولهم ورحلتهم الشاقة، وتحمل قصصهم جانباً مفجعاً مروعاً كالتعذيب الوحشي في معتقلات النظام.

ووقع الاختيار على القصص الثلاث، من بين قصص أخرى للاجئين قابلهم فريق المشروع في المنطقة أو في الدانمارك والنروج منذ 2013، بسبب الطابع الغني الذي تحمله كل قصة على حدة وإمكانية تعميم كل قصة على آلاف القصص المماثلة.

يشكل المشروع جزءاً من حملة رسمية نروجية للتعامل بشكل جدي مع قضية اللاجئين في البلاد. وتم تمويله من قبل منظمة “Norwegian People’s Aid”، ويعود الفضل في صناعته بحرفية عالية لجهد جماعي ضمن شركة “بوسيستف نيغاتيف” التي يديرها المخرج بنجامين ديكسي، وصمم رسومه ليندساي بولاك، فيما تكفل الفنان السوري وائل طوبجي بتصميم الرسوم المتحركة.

يهدف المشروع من الناحية الإنسانية، بحسب طوبجي، إلى “رواية قصص اللاجئين وإيصال أصواتهم والتعريف بهم، وتصوير الأشخاص لخلق رابط إنساني بين القارئ والراوي اللاجئ”، منوهاً بأن المشروع منفصل عن الضجة الإعلامية الحالية حول أزمة اللجوء بل بدأ التحضير له قبل الأزمة بسنوات.

القصص بسيطة من ناحية الفكرة والتصميم، لكن البساطة هي ما يجعلها مميزة وصادقة إلى درجة عالية، وتقوم أساساً على مبدأ رواية اللاجئ البطل لقصة حياته منذ وجوده في سوريا قبل الثورة وصولاً للأيام العصيبة في الداخل السوري، ثم رحلة اللجوء والاستقرار في أوروبا بكل ما فيها من مصاعب، ويُترجم ذلك بصرياً بألوان أقرب للأبيض والأسود ورسوم بسيطة أقرب للمخططات، “فالاستعراض لم يكن هدفنا في هذا المشروع بل كان إيصال هذه القصص بطريقة بسيطة ومريحة بصرياً كونها قصصاً معقدة وهناك حاجة لجذب كافة الفئات من الجمهور”.

الرسوم المتحركة في المشروع ركزت على تصوير لحظات معينة قصيرة وشديدة الحساسية في قصة كل لاجئ، وتعمل على إيصال إحساس اللاجئ في تلك اللحظات للجمهور، خصوصاً أنها تشكل قاسماً مشتركاً بين آلاف اللاجئين الآخرين، وتأتي أهميتها الإضافية من كون “العديد من اللاجئين في بلاد المهجر لا يتكلمون لغة البلد المضيف ما يعرقل القدرة على تقديم أنفسهم للمجتمعات المضيفة، وبالتالي يشكل المشروع لغة تواصل غير مباشرة بين اللاجئين والمضيفين”.

يركز العمل على تفاصيل دقيقة مثل تفاصيل عمليات التعذيب الوحشية في سجون النظام خطوة بخطوة، وهو خيار جدلي وصادم يأتي عبر الرسوم البسيطة وبلغة سلسة، وعن هذا الخيار يقول طوبجي: “هناك وقائع وأحداث مريرة وصعبة جداً حدثت وتحدث لكثير من السوريين، ولا بدّ من تسليط الضوء عليها لأنها سبب من أسباب ازمة اللاجئين، وإيصال هذه الوقائع بالرسم أكثر سلاسة، وأقل فجاجة من التقنيات الإعلامية الأخرى، كما أن هذا المنتج سيستعمل في وقت لاحق كمادة تثقيفية أو تعليمية في المدارس والجامعات، كما هو الحال مع بقية أعمال بوسيتيف نيغاتيف السابقة”.

يحظى المشروع بردود أفعال إيجابية جداً يمكن متابعتها عبر السوشيال ميديا وعبر التعليقات في موقع “الغارديان”، ويتلقى المشروع دعوات من وسائل إعلام عالمية أخرى لنشر وترجمة المشروع إلى لغات أخرى، “بالإضافة الى ردود أفعال الجمهور الإيجابية في مركز نوبل حيث قالت سيدة من الحضور: الأخبار تخاطب العقول بينما هذا العمل يخاطب القلوب”.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى