صفحات المستقبل

رسالة إلى معارض سوري


أخي المعارض… ماذا بعد…الأزمة السورية والربيع العربي!!!

ستة أشهر من عمر الفوضى السورية…. علمتنا الكثير.. علمتنا كيف أن القانون مهم وأساسي لحياة الشعوب وكيف أن الفوضى لا تجلب إلا الدمار… علمتنا المسيرات والمظاهرات السلمية أن الإصلاح هو ضرورة قبل أن يكون كمالية في حياتنا…

لماذا علينا أن نتعلم بالطريقة الصعبة… ودائماً أن ننسى الدروس بسهولة!!

لقد نسي السوريون بسهولة درس العراق وما ترتب عليه من كوارث… العراق الذي أصبح منطقة نفوذ فارسية بلا منازع كما كان أيام المنذر ابن ماء السماء… فهل تعيدون سورية إلى الحظيرة البيزنطية -التركية كما كانت أيام الغساسنة؟؟؟

لقد نسي السوريون أن فورتي مصر وتونس الناجحتين لم تجران إلا الوبال على الإقتصاد والأمن وأن كليهما لن تتعافيان ولو بعد حين…. فهل يعيش اليوم هذين الشعبين بغير حرية القتل والتدمير؟؟؟ بغير حرية القتل… نعم مبارك عليكم سقوط مبارك أيها الأشقاء!!! مبارك عليكم دولة الحرية بدون قانون!!

في وقت سقطت فيه ليبيا بيد الناتو وعملائه تحت مسمى الحرية!! تداعت أمم الأرض كلها إلى مؤتمرات دعم هي في الحقيقة مؤتمرات اقتسام البقرة التي سقطت بيد لحام هو عجلها!!!!

لم يتداعى أحد لا لدعم تونس ولا لدعم مصر…

هو النفط إذاً!!!!

قلب الحضارة الغربية النابض!!!

ها هي السكين تشحذ لذبيحة أخرى هي الجزائر… نفظ وغاز!!! كم أنت ساذج أيها الشعب العربي… تلكم الحرية التي كنتم توعدون… وهاتو النفط الذي أنتم توعدون… أليس هذا ما جرى في ليبيا… أفلا تعقلون!!!

أما سورية… أيها السوريون انها كل شيء… نفط وغاز وشرق المتوسط… وأمن إسرائيل… وحتى لا أبالغ أنها التحدي الوحيد أمام إسرائيل!!!

لم لا تكون دولة ضعيفة متناحرة على غرار لبنان… هل هذه هي الحرية التي تبغون.. أن تعيشون بحرية دون كرامة؟؟؟ هل هذا ما تطلبون؟؟ أو حتى العراق الذي لم يشفى من الاحتلال تحت مسمى الحرية؟؟ الحرية التي ثرتم كطفل تتباكون في سبيلها وتتنادون بالجهاد من أجلها.. وتنادون المستعمر للعودة إلى دمشق بعد أن تناسيتم ميسلون!!!

هل تذكرون ميسلون… جرح على جبهة التاريخ… خيانة على جبين الزمن… درس لغدر الحلفاء… وخيانة الأصدقاء وأبناء الوطن… نعم أنها ميسلون!!

التي سقط فيها ذلك الجل.. أسمه يوسف… الشهيد المقبور في وادٍ قريب… نسيتوه! الرجل الواقف في ساحة المحافظة بدمشق… تديرون أعينكم عنه لئلا تتذكروه… صار سطراً في كتب التاريخ… وهو درس في الشجاعة والغباء.. شجاعة المحارب وغباء من وثق… فيكم وسلمكم أرض وطن طاهر تعيثون فيه خيانة!!

لم يتغير الزمن كثيراً أيها السوريون… فكيف تتناسون؟؟؟ لقد جاءكم الجنرال غورو بنفس الوعود… بالحرية ليسقط مملكتكم ويفر ملككم من الكسوة كالكلب المذعور… أفلا تعقلون؟؟؟

وهل نلتم الحرية اليوم؟؟؟ وهل تعتقدون أن الغرب قد يهتم بكم؟؟ هل تظنون أن الفرنسيين يحبون “حضارتكم”…أنتم بالنسبة له آثار فكما امتلأت متاحفهم بآثاركم ورؤوس شهدائكم…

هل تذكرون سليمان الحلبي؟؟؟ الرأس المعلق على رمح في متحف اللوفر الفرنسي؟؟؟ هل تذكروا ذلك الشهيد؟؟

لا فأنتم.. تناسيتم التاريخ… نفس التاريخ الذي نساكم وها أنتم تعيشون على هامشه… ليس هذا ذنب النظام أو البعث وليس هذا ذنب الأسد أو أبيه… إنه ذنب من آثر الفوضى على القانون والعمالة على الوطنية والفساد على الشرف…

ليست المشكلة في الإسلام ولا في الجهاد.. أنما المشكلة في العقول التي تحمل الإسلام

ليست المشكلة في البعث ولا في الدولة… إنما المشكلة في عقول من يحكم الدولة

ليست المشكلة في المعارضة ولا في الحرية إنما المشكلة في من عقول من يدعي الحرية

ليس الإسلام أن تقتل أخوك وأن تعلن الجهاد على مسلم آخر تحت أي ظرف أو أي مسمى

ليست المعارضة ولا الحرية أن تستجدي الناتو لقصف الأبرياء والشعب البسيط الذي يسعى وراء لقمة العيش… لقصف الفقراء الذين لا يملكون مكاناً يلجؤون إليه… ليس استجداء الغرب وتقبيل أياديه حلاً لتجلبوا الديمقراطية على ظهر دبابة تركية… هل رأيتم كيف استباح الأتراك عرض نسائكم ممن هربن ولجأن إلى تركيا… هل رأيتم كيف اغتصبن وأجبرن على ممارسة الدعارة… مبروك أيها السوريون إنهم مغول جدد أحفاد تيمورلنك نفس الذي استباح نساء دمشق… فلندعوهم مرة أخرى…. لأننا لم نعد نملك الشرف…

اليوم صارت الخيانة وجهة نظر…

وصارت العمالة مهنة

وصار المتنادون للحرية يدعون أن الجيش العربي في سورية يقتل النساء والأطفال وينشرون الأكاذيب ويتنادون دعوة للناتو تحت إسم الحرية الحمراء…. لتخلص من دولة إسمها سورية…

مبروك… لقد أصبحت الحرية عاهرة القرن الجديد…

فلننكحها…

والثمن… رخيص… ليس سوى الوطن

توفيق المهاجر

http://kourbeh.blogspot.com/2011/09/blog-post.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى