صفحات الثقافة

رسالة عتاب الى الله تعالى/ ريمون جبارة

ربّي أغفر لي وقاحتي، فأنا مخلوق بشري يخافك أكثر مما يخاف الدركي ورجل المخابرات البلدي والغريب. سأكون مختصراً في هذه الرسالة لئلاّ ألهيك عن أحداث مهمة تحدث على الكرة الأرضية مذ خلقتها وخلقتنا عليها، كالحروب والفيضانات وحروب الطوائف والعشائر. نحن في لبنان ومن دون “تربيحك جميلة” اطلقنا إسمك على اسم شجرة الأرز الخالدة في قمم جبالنا.

على ذكر الخلود، كيف يرث رئيس دولة عربية الرئاسة من والده الخالد، الذي بحسب القاموس العربي لا يزال حياً؟

تحيّرني بعض أفعالك! لقد خلقتَ النعاج، ثمّ خلقتَ الذئاب لتأكل النعاج. في المسائل الجغرافية، لقد حشرتَ وطننا لبنان بين أعداء. ففي الجنوب عدوٌّ شرس لم يخبئ صك عداوته للبنان، أما في الشمال والشرق فشقيقٌ لنا يتباهى بصكّ وحدة المسار والمصير، ولا يضمر لنا غير الغدر والشر.

لقد زركتنا يا ربّي، ونحن شعب لا يستحق كل هذا القصاص. سمّتك الكتب المقدسة ربّ المحبة. “عفوك” يا الله: فمحبة كهذه المحبة، لم نعد نشعر بها بعد تأسيسك حزباً يحمل اسمك، تاركاً إياه يفلت علينا. في المناسبة، أفهم لماذا خلقت البشر بأرجل لها أصابع، إنما هل كان ضرورياً وملحّاً خلقهم مع أصابع لليدين؟ فإذا كانت أصابع الأرجل ضرورية لتوازن الجسد البشري، فإن الأصابع في اليدين ما استعملت عند البشر بين اللبنانيين (تبعك) إلاّ لتخويف إخوانهم في الوطن.

أرجو منك أن ترسل إلينا إشارة بالموافقة أو بعدم الموافقة.

مع محبتي الالزامية واعتذاري.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى