أحداث وتقارير اخبارية

رفيق الشامي.. السياسيون يسخرون من كل السوريين الذين سقطوا في المظاهرات

 


الآلاف من السوريين اختطفوا بسبب الديكتاتورية

برلين – محمد نبيل

أجرت صحيفة “فرنكفورته غوندشاو” الألمانية، حواراً مطولاً مع الكاتب السوري”رفيق شامي” تطرق فيه إلى الوضع السياسي في سوريا، المطبوع بموجة من الاحتجاجات الشعبية، التي أدت إلى سقوط قتلى في “درعا” جنوب البلاد، واللاذقية خلال الأسبوعين الماضيين. كما اقترح الكاتب السوري باللغة الألمانية، خلال حواره مع الصحيفة الألمانية، سبلا للخروج من هذا الوضع المتردي، في وطن لم يزره منذ عقود.

مسار روائي، يكتب خارج لغة وطنه

ولد “رفيق شامي” في عام 1946 في حي شعبي دمشقي، يدعى “العبارة”، ثم هاجر إلى ألمانيا عام 1971، وعمل في ورشات، ومصانع إلى جانب دراسته التي نال خلالها درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية المعدنية. عمل في شركة للأدوية من عام 1980 وحتى 1982، حيث قدم استقالته، ليتفرغ للكتابة الأدبية. نشر الكاتب العديد من الأعمال المتفرقة من 1971 وحتى 1977، ثم أسس عام 1980 مع كتاب أجانب آخرين، المجموعة الأدبية “الريح الجنوبية”، ومع اتحاد الفنانين الأجانب “بوليكونست”.

واسم الكاتب الحقيقي هو “سهيل فاضل”، أما رفيق شامي فهو اسمه الحركي، منذ أيام نشاطه السياسي. ويعتبر رفيق شامي اليوم واحدا من الكتّاب الأكثر شعبية في الألمانية، كما تعرف أمسياته الأدبية ازدحاما كبيرا، وترجمت كتبه إلى أهم اللغات العالمية. وصدر له باللغة العربية كتابا شعريا مترجَماً، “التقرير السري عن الشاعر غوته”.

غربة بعيدة عن وطن يعج بالمظاهرات

وعما يدور في ذهنه كل صباح، في خضم أحداث الاحتجاجات السورية، قال رفيق شامي: ” أفكر كل صباح أولا، في أختي التي تسكن مدينة دمشق، إذ أتصل بها مرة أو مرتين في اليوم، وأسالها عن حالها. أفكر في صديق، وفي مثقف آخر عمرة 73 عاما، ظل 14 عاما وراء القضبان. أفكر فيهم جميعا، لأنه لا يمكنني أن أكون بجانبهم،

ولو كنت كذلك لاستطعت ربما أن أساهم في عملية الإصلاح، لأنه بكل بساطة، من يمد يده أفضل ممن يحمل في يده سلاحا”.

“رفيق شامي” محبط من خطاب “سيادة الرئيس”.

أحداث الوطن تصل إلى “رفيق شامي” كما عبر عن ذلك للصحيفة الألمانية، عن طريق” أصدقائه، وجرائد معارضة تنشر بسرعة ما يقع، كما لديه علاقات مع أصدقاء صحافيين قرب العاصمة اللبنانية بيروت. هذه الأحداث جاءت قبل أن يعلن الرئيس السوري بشار الأسد خطابه أمام مجلس الشعب. صاحب رواية «الوجه المظلم للحب” ينظر إلى هذا الخطاب بنظرة تبعث على القلق. وفي هذا السياق، عبر عن ذلك قائلا: “هناك بواعث قليلة تسمح بالتفاؤل، لأن الرئيس السوري بشار الأسد، أظهر أنه يمكنه التحرك تحت ضغط الناس، لكن خطابه الذي انتظر طويلا في البرلمان، شكل بالنسبة لي تقهقرا، فالأسد تراجع بالمقارنة مع كلام أبيه، الذي قمع سوريا بقبضة من حديد”.

المتحكمون في القرار السياسي يسخرون من السوريين

وعن تداعيات تصريحات الرئيس السوري حول أحداث الاضطرابات، أضاف رفيق شامي، “إن ما يرجح المتحكمون في القرار السياسي، في ما يقع من اضطرابات في سوريا إلى أشياء خارجية، تتعلق بإسرائيل و الصهيونية و الإعلام الأجنبي، هو سخرية من كل السوريين، الذين سقطوا في المظاهرات خلال الأسابيع الماضية، لأنهم لا يريدون شيئا، سوى الحرية و الديمقراطية “.

و في معرض كلامه عن درجة الاحتقان الاجتماعي في سوريا، قال رفيق شامي: “إن الناس في سوريا تريد العمل، و20 في المئة منهم من العاطلين، و قبل كل شيء، يوجد العديد من الشباب.. السوريون يريدون أخيرا العيش في وطنهم بلا خوف، هذا يعني إلغاء عمل أجهزة المخابرات، فهناك 15 وكالة استخبارات في البلاد، ولا أحد من السوريين سيحس بالفرح، عندما يعرف أن أحد أعضاء هذه الوكالات، يمكن له أن يعتقله ويغتاله. الآلاف من السوريين اختطفوا بسبب الديكتاتورية، لقد اعتقلوا من داخل بيوتهم، ومن وسط أماكن عملهم، ولم يعودوا أبدا. الآلاف يقبعون في السجن، بسبب انتقادهم للنظام.. يجب إنهاء الفساد، فهذا وضع حرج، تستفيد منه حاشية الرئيس،

وعلى سبيل المثال، ابن عم بشار الأسد” رامي مخاوف” الذي سلمه الرئيس مجموعة شركات الاتصالات الرسمية التي تحتكر السوق.”

عندما ينفلت الانترنت من قبضة الرقابة

ونشير إلى أن رفيق شامي أصدر عام 1965 جريدة حائطية رفقة أربعة طلاب في دمشق، تعرضت للمنع و الرقابة. وبشأن هذه التجربة المريرة يقول الكاتب: “بعد أربع سنوات من العمل، أتى شخص ما ينتمي إلى جهاز العسكر، واستدعانا للقاء، وسألنا إن كان لدينا رخصة بالنشر، أجبته “بنعم، لقد كانت لدينا، لكن الطلب رفض، لذلك كان علينا القيام بعملية النشر”. رد علينا العسكري “بأننا قمنا بهذا العمل بطريقة غير قانونية”، وقال لنا: “عليكم بإزالة الصحيفة، وإلا سيتم اعتقالكم لمدة 24 ساعة “.ما قمنا به آنذاك، تقوم به حاليا مواقع الفيسبوك والتويتر، والاختلاف اليوم، هو أن الأخبار تنتشر بسرعة قبل أن تتدخل الرقابة، كما حدث معنا خلال تلك الفترة “.

نصيحة للغرب بالاستماع إلى المعارضة السورية

وعن سؤال حول ما يمكن للعالم الخارجي أن يفعله حاليا لمساعدة سوريا، رد رفيق الشامي، بأن ” السوريين كانوا محرومين خلال عشرات السنوات من حقوقهم، لكن في أيام الثورة الحالية، فقد أصبح ذلك أمرا غير ممكن. لابد من توقف هذه السياسة،

وعلى المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، ووزير خاجيتها “جيدو فستفله”، الاعتراف بأن قرارهم التزام الحياد بخصوص الوضع في ليبيا، هو خروج عن السياسة الدولية. هذا في نظري يعد خطأ تاريخيا.

الأهم في نظر رفيق الشامي هو ” أن تنصت السياسة الغربية إلى المعارضة السورية، ويمكن للساسة في الغرب استدعاء حكومة سورية معارضة للاستماع إليها،

وإعطائها مكانا، و آنداك سنلاحظ أنه ليس كل السوريين إسلاميون، كما يدعي البعض أحيانا. وسيمثل هذا العمل في رأيي مساعدة كبيرة لسوريا.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى