كتب ألكترونية

رمز الذئب/يانغ رونغ

 

 

ممدوح عزام

هذا هو عنوان الرواية التي كتبها الصيني يانغ رونغ، وهو اسم مستعار لأستاذ جامعي، شارك في احتجاجات ساحة تيانانمين المطالبة بالحرية، وأمضى في السجن بضع سنوات.

والذئب هنا هو الطوطم أو الكيان الحي الذي يقدّسه الرعاة المنغوليون، وهذا هو عنوان الرواية بالإنكليزية التي ترجمت عنها إلى العربية.

يقسِّم العجوز “بلغي”، وهو شخصية تمثل روح الشعب المنغولي في الرواية، العالم إلى حياتين. الأولى هي الحياة الكبرى، حيث الطبيعة بحيواناتها البرية، وعلى رأسها الذئاب، والغزلان، والعشب (يقدم العجوز مرافعة لا مثيل لها في مديح العشب). والثانية هي الحياة الصغرى، ويمثلها البشر في المقام الأول والمواشي.

وفي الغالب فإن أبناء الحياة الصغرى، المؤقتة، والمتقلبة، هم الذين يعملون على دهم وتخريب وتهديم الحياة الكبرى التي تؤويهم.

تعترض الرواية على السياسة بقوة هنا، ففي المرحلة التي بدأت فيها الثورة الثقافية في الصين، في عهد ماوتسي تونغ، حمل الحرس الأحمر شعاراً يقول: دمروا الأشياء الأربعة القديمة: الأفكار والعادات والتقاليد والثقافة المتوارثة.

تمتلئ الرواية بحكمة ومعارف العجوز “بلغي” المستمدة من المعرفة العميقة بالطبيعة، والمضادة لتلك الشعارات التي تخلّت عنها الصين في ما بعد. فالعجوز العارف يستطيع أن يستخلص في كل سلوك تسلكه الذئاب، أو الغزلان، بوصفهما قطبين أساسيين من أقطاب الحياة الكبرى في حياة المنغوليين، قصة البقاء. قصة بقاء الحياة، لا بوصفها ملكاً للكائن البشري وحده، بل بوصفها ملكاً لجميع الكائنات على الأرض.

فيما يأتي الشاب “شن زن” من المدينة إلى الريف، كي يساعد الرعاة هناك، مزوداً بالثقافة التي تدافع عن حضارة قلّما تؤمن بمنطق الطبيعة القائم على حفظ التوازن، وتحاول أن تجري التبدلات وفق الخطط المسبقة، التي ترى أن من حق الكائنات العاقلة وحدها أن تمتلك الطبيعة وتقرر من الذي يحق له العيش، ومن عليه أن يغادر.

يبني يانغ رونغ روايته في خطين متوازيين، أحدهما هو قصة الذئب الطوطم، أو الذئاب التي تحافظ بوجه من الوجوه على التوازن الطبيعي من جهة، حين تهاجم قطعان الغزلان، وتمنعها من التكاثر الذي يمكن أن يهدد المراعي التي تضمن الحياة لقطعان الغنم. كما يمكن أن تترك وراءها أعداداً غفيرة من الغزلان التي تختفي في الثلج، وتتجمد، ليأخذها الرعاة ويبيعون جلودها ولحومها في المدن القريبة، ليضمنوا مؤونتهم في الشتاء.

تثير رواية “رمز الذئب” الكثير من الأسئلة عن عالمنا المعاصر، أولها: لماذا تحظى رواية تهجو التحديث، بمثل هذه الشعبية، لا في الصين وحدها، التي بيعت فيها أكثر من عشرين مليون نسخة، بل في العالم كله، حيث ترجمت إلى أكثر من خمس وعشرين لغة، بحسب المترجم إلى العربية، الذي كتب مقدمتها؟

ألا يمكن أن تبني الأمم والشعوب كافة حداثة أخلاقية تأخذ في اعتبارها أن الإنسان جزء من الطبيعة، وليس سيداً كلّي القدرة والاستطاعة؟ وما الموقف الأدبي والفكري الذي يمكن اتخاذه في مواجهة الخيارين اللذين تضعنا الرواية أمامهما: الحداثة وهي هنا تقدم في نسختها المدمرة، أم الطبيعة في حضورها الحي؟

العربي الجديد

 

لتحميل الرواية من الرابط الأول التالي

رمز الذئب

 

 

لتحميل الرواية من الرابط الثاني التالي

رمز الذئب

 

صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت

كتب عربية، روايات عربية، تنزيل كتب، تحميل كتب، تحميل كتب عربية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى