صفحات المستقبل

زهور للناس


يحيى شربجي

منذ أول مظاهرة في داريا اعتدنا أن نحمل الزهور في وجه رجال المخابرات و الشبيحة و الحقيقة أنني كنت أرى أن هذه الزهور موجهة لداخل الناس قبل أن تكون موجهة للطرف الاخر من الامن و الشبيحة و أن فائدتها تعود على تغببر الناس من داخلها قبل أن تسهم في تغيير موقف من يحمل السلاح لقتلنا و قمعنا و لهذا كنا مصرين على الزهور و كنا نلحظ أن لها تأثيرا على الناس

الحقيقة الاخرى أنني مصدوم لدرجة لا توصف أنه كيف استطاع هذا النظام و بماذا ساعدناه حتى استطاع أن يشوه بعض البشر ممن حوله ليصبحو شبيحة يتمتعون بقدرة على قتل أبناء وطنهم بدم بارد , ياترى بماذا أسهمنا نحن حتى استطاع أن يزرع في قلوبهم الخوف و الكراهية لنا إلى هذا الحد.

و الحقيقة الاخرى التي اكتشفتها و أود أن أوصلها للمتظاهرين هي أن هذا النظام خرب كل علاقاتنا الاجتماعية و جعلنا ننظر الى بعضنا بمنظار الريبة و هذا الشيء كسرته الثورة و أعادت بناء العلاقات على اساس من المحبة و الصدق و الفداء .حتى أن هذا النظام خرب علاقة سورية بمعظم دول العالم و الجوار و نحن بعد انتصار الثورة سنعيد النظر بكل ما كان يفعله النظام

الثورة ستستمر و من يرى عيون الشباب سيقتنع أن هذا البريق لن يموت و أن هذا النظام سيسقط و دون مساعدة أحد و إن سلميتنا ستهزم هذا النظام و سيسقط هذا النظام مع الكثير من أخطائنا و هذا لن يتحقق لو دخلنا في حرب مسلحة مع النظام و شباب الثورة مقتنعين بذلك .

و أخيرا ما أريد قوله أن الحراك بدأ بفرز قيادات ستلعب دورا مهما في تنظيم صفوف المعارضة التي أنهكها النظام بمحاربتها خلال أربعين سنة

إن الشباب مستمرون بثورتهم و سورية تحوي الكثيرين من الرجال الذين يستطيعون بمساندة شباب الثورة رسم مستقبل مشرق لسوريا التي يطمح لها الشباب سورية الديمقراطية المدنية الحرة التي تحترم حقوق الانسان و التي تساوي بين كافة امواطنيها بكل شيء دون النظر لأي شيء آخر

إن تنظيم صفوفنا أوشك أن ينتهي و سنفاجئ العالم بنموذج جديد يفوق كل النماذج سلمية و ربما لو عاد غاندي لتبنى نموذج الثورة السورية كنموذج للثورة التي كان يطمح لها

لأن الثورة السورية ليست ضد النظام فقط و إنما هي ثورة تطمح نحو التفوق الانساني بكل جوانبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى