الحرية لرزان زيتونة، الحرية لمخطوفي دوماصفحات مميزة

زيتونة مختطفة.. علوش متهماً/ فادي الداهوك

 “منذ الأمس”، هو التوقيت الذي يشير إلى آخر خبر نُشر على صفحة مركز توثيق الانتهاكات في سوريا على الفايسبوك، لكن اليوم لا جديد على الصفحة فكل فريق الصفحة مختطف.

نالوا من رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم حمادي. في المكان الذي جرت فيه الحادثة بالذات، النظام يحصل على صك براءة، وهنا تكمن المفارقة، ففي دوما قوات النظام تخشى الدخول، ويُقال إنها انصرفت عن المحاولة في ذلك بسبب تماسك الجبهة والمقاتلين، لذا فإن المدينة تحت قبضة محكمة من كل الذين انضموا للثورة مدنيين وعسكريين.

 وفيما  حاول البعض تجهيل الجهة التي ارتكبت فعل الخطف بحق أعضاء المركز، خوفاً منها أو محاباة لها، إلا أن الصوت اليوم مرتفع أكثر من أي وقت مضى عند الناشطين السوريين، والمتهم الأول، زهران علوش، قائد جيش الإسلام، الذي يضاف إلى اتهامه الأخير، اتهامٌ بالانسحاب من النبك قبل يومين، على الرغم من امتلاكه السلاح الثقيل والمدرعات و43 تشكيلاً عسكرياً.

وبالرغم من أن بعض الناشطين حمّلوا علوش مسؤولية سلامة المختطفين لكون المنطقة تخضع لسيطرته، إلا أن آخرين يتهمون علوش بشكل صريح بالوقوف خلف اختطاف فريق مركز توثيق الانتهاكات، وذلك استناداً إلى حادثة سابقة حصلت أواخر شهر أيلول من العام الحالي، بعدما تلقت زيتونة تهديدات بالقتل كجزاء لها في حال رفضها مغادرة منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث كانت تتخفى، وإمهالها مدة ثلاثة أيام.

 بعدها بأيام، تعرض منزل رزان زيتونة إلى إطلاق نار بطريقة تحذيرية، وسط تعتيم على الجهة الفاعلة، لكن عضو المجلس الوطني، غزوان عدي، كشف على قناة “سوريا الغد” المعارضة، أن من هدد وقام بإطلاق النار هو لواء الإسلام بقيادة زهران علوش آنذاك، قبل أن يتولى قيادة جيش الإسلام.

وتابع عدي أن عدداً كبيراً من المقاتلين تركوا اللواء بعد هذه الحادثة احتجاجاً على ذلك، ولا سيما أن زيتونة تتمتع بقدر كبير من الاحترام والثقة عند شريحة واسعة من أهالي الغوطة، المدنيين والمسلحين منهم، بسبب إصرارها على البقاء بينهم ومتابعة عملها الحقوقي في توثيق الانتهاكات ضد السوريين من داخل سوريا.

في غضون ذلك، اكتفى المجلس المحلي في مدينة دوما، حيث كانت تتخفى رزان زيتونة وزملاؤها، بالإعلان عن تعرض مكتب توثيق الانتهاكات لهجوم من قبل جهة لم يسمّها، مضيفاً أن الهجوم أدى إلى “اعتقال الناشطة رزان زيتونة وفريق عملها الذين كرسوا جهدهم لنصرة هذه الثورة، والذين اعتقلوا أكثر من مرة على يد النظام الجائر والذين عاشوا معنا في ظروف حصارنا إيماناً منهم بأن العمل الصادق يكون من أرض المعركة وليس على صفحات الانترنت”.

وطالب المجلس في بيانه “كافة التشكيلات العسكرية والقوى الثورية الفاعلة على الأرض” من أجل “العمل على متابعة هذه القضية” واصفاً حادثة الاختطاف بأنها “وصمة عار في جبين دوما الحرة”.

 بدورها أصدرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، والتي تعتبر زيتونة من مؤسسيها، بياناً قالت فيه ” إننا في لجان التنسيق المحلية ندين هذا العمل ومرتكبيه ونحملهم المسؤولية المباشرة عن أي أذى قد يلحق بهم”.

وذكر البيان أن الاختطاف يأتي في اليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو ما دأبت زيتونة وزملاؤها على “العمل عليه طوال سنوات الثورة”. وطالب البيان “مرتكبي هذا العمل بالكشف” عن مصير أعضاء المركز و”إعادتهم إلى مكان عملهم فورا ومن دون شروط”.

إلى أن يُفرج عن رزان وزملائها، ستسقط أسماء ضحايا ومفقودين ومعتقلين من قائمة التوثيق.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى