صفحات سوريةهوشنك أوسي

ستة أخبار عاجلة… يرجى عدم الاستغراب والضحك؟

 


هوشنك أوسي

1 ــ شنّت الفرقة الرّابعة في الجيش السوري، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرّئيس السوري بشّار الأسد، فجر يوم الاثنين المصادف 25/4/2011، هجوماً مضادّاً ومعاكساً وصاعقاً، على الجيش الاسرائيلي الذي كان قد احتلّ محافظة درعا السوريّة، منذ نحو شهر.

وما زالت المعاركة جارية وطاحنة، كبّد الجيش السوري الجيش الإسرائيلي خلالها خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات. وصرّحت وكالة الأنباء الرسميّة السوريّة “سانا”، بأنهم سيعرضون قريباً صوراً تبيّن الجنود الاسرائيليين الأسرى، والأسلحة والمعدّات والأموال التي كانت بحوزتهم، الى جانب عرض صور بعض العناصر الإرهابيّة التابعة للجماعات الاسلاميّة المتطرّفة المتعاملة مع اسرائيل… فترقّبوا ذلك.

2 ــ ذكر التلفزيون السوري، بأن قوّات الأمن والجيش والشرطة، أحبطت عمليّات الإنزال الجوّي التي حاول الجيش الاسرائيلي القيام بها في أحياء، برزة، دوما، المعضميّة، ودرايا القريبة من العاصمة السوريّة دمشق. وقتلت العشرات من الكوماندوس وعناصر القوّات الخاصّة الاسرائيليّة، وأسرات العشرات منهم. وعرض التلفزيون السوري مشاهد تظهر الجنود الاسرائيليين القتلى والأسرى. ومشاهد تشير الى كيفيّة انقضاض الجنود وعناصر الأمن السوري على القوّات الإسرائيليّة المهاجمة، كالضواري.

وفي الأثناء، كذّب التلفزيون السوري الأنباء التي تناقلتها وكالات الأنباء عن استهداف الجيش السوري للمدنيين العزّل، بشكل وحشي وبريري، واصفاً تلك الأنباء، بأنها مغرضة وكاذبة، فبركتها جهات عربيّة وأجنبيّة معاديّة للدور المقاوم والممانع الذي تلعبه سورية _ الأسد، ضدّ العدو الاسرائيلي البغيض.

3 ــ أكّد قائد عسكري بارز في قيادة “حزب الله” اللبناني، الأنباء التي أفادت بأن العناصر التي كانت ترتدي زيّاً أسود، وشاركت في عمليات الجيش السوري ضدّ الإسرائيليين في درعا والمدن المحيطة بدمشق، تابعون للحزب. مشيراً إلى أن “حزب الله” بهذه المشاركة المتواضعة، يريد ردّ قسط من الجميل والخدمات التي قدّمها النظام السوري للمقاومة اللبنانيّة، في حرب تموز سنة 2006، وذلك، حين أرسل بشّار الأسد 9 آلاف ضابط وجندي سوري، بشكل سرّي الى لبنان، للقتال الى جانب حزب الله أثناء الحرب الاسرائيليّة على لبنان، رغم أن الجيش السوري، كان قد اضطرّ للانسحاب من لبنان، تحت ضعط الاحتجاجات الشعبيّة اللبنانيّة، والضغوط العربيّة والدوليّة، بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري.

وفي سياق ذي صلة، أكّد قائد الحرس الثوري الايراني، بأنهم سيقفون الى جانب سورية في حربها التي تخوضها ضدّ اسرائيل، حتّى تحرير آخر شبر من درعا وحمص وريف دمشق.

4 ــ ذكرت وكالات الأنباء أنه، ورغم حالة الحرب الضارية التي تعيشها بلاده ضدّ اسرائيل، إلاّ أن الرئيس السوري، أعلن عن عدم ترشّحه لدورة انتخابيّة جديدة. وأصدر مرسوماً يقضي بالافراج الفوري عن كل السجناء السياسيين وسجناء الرأي في سورية، واصفاً إيّاهم بالمناضلين الوطنيين الشرفاء، وأنهم ليسوا “الطابور الخامس والخونة وعملاء اسرائيل”، كما كانوا ينعتون في السابق. كما أصدر الرئيس السوري مرسوماً آخر يقضي بإزالة المادّة الثامنة من الدستور السوري، التي تنصّ على أن حزب البعث هو “الحزب القائد للدولة والمجتمع”. ومرسوماً يقضي بفصل السلطات ورفع وصاية حزب البعث على الجيش والقوى الأمنيّة، وعن النقابات والاتحادات المهنيّة والحرفيّة في سورية. ومرسوماً ينصّ على دمج شُعَب المخابرات السورية الخمس عشرة في شعبة واحدة. وتحديد مهامّها بحماية أمن وسلامة الوطن والمواطن من أيّة هجمات ومخاطر خارجيّة. وإلغاء سيطرتها على الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والإعلاميّة. كما أصدر مرسوماً آخر بخصوص حلّ مجلس الشعب، وتحديد موعد لاجراء انتخابات برلمانيّة ورئاسيّة جديدة، شفّافة ونزيهة، وبمراقبة عربيّة ودوليّة، وصولاً لوضع دستور جديد للبلاد، ينسجم مع الغنى الحضاري القومي والاثني والطائفي والمذهبي الذي تتمع به سورية، بحيث يعترف هذا الدستور، بكل تفاصيل الموازييك الحضاري القومي والثقافي السوري، ويصون حقوق وهويّات وحقوق كل أنسجة المجتمع السوري.

5 ــ أكّد مصدر سوري مسؤول، رفض الكشف عن اسمه، أن الرئيس السوري، عازم على تسليم أيّ مواطن سوري، مهما كانت مكانته، ودرجة القرابة التي تربطه به، إلى المحكمة الدوليّة التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري وسائر الجرائم التي شهدها لبنان، إذا قدّمت تلك المحكمة أدّلة حقيقيّة وملموسة تدين سوريين. ونقل المسؤول السوري عن الرئيس السوري، بشّار الأسد، رغبته الشديدة في مكافحة الفساد. وأشار الى أن قرار فرض الحجز على أموال وأملاك صهره، آصف شوكت، وابن خاله، رامي مخلوف، والعديد من كبّار ضبّاط المخابرات والجيش وقيادات حزب البعث، هي الخطوة الأولى في هذا المسعى.

6 ــ أصدر الرئيس السوري، ورغم حالة الحرب التي تخوضها سورية ضدّ اسرائيل، قراراً يلغي فيه وزارة الإعلام، ويقضي بحلّ الاتحاد العام للصحافيين، واتحاد الكتّاب العرب، لدورهم السلبي في عملية مصادرة المجتمع، بحجّة الدفاع عن الدولة. ومصادرة الدولة، بحجّة الدفاع عن الحزب. ومصادرة الحزب، بحجّة الدفاع عن الرئيس.

وفي تصريح له لصحيفة الجولان السوريّة، ذكر الرئيس السوري، بأنه كلما ازدادت سورية حريّةً وديمقراطيّة، وكلماً انعدم الفقر والبطالة، وازدادت معدّلات التنمية، وتراجعت معدّلات الأميّة، وكلما انتعشت الحياة السياسيّة والتعدديّة الحزبيّة في سورية، كلما اقتربنا من تحرير الجولان ولواء اسكندرون. فالشعب الحرّ، هو القادر على الدفاع عن الوطن الحرّ. أمّا الشعب العبد، لا يعني له الوطن بشيء سوى أنه سجن، يذكّره بسيّده وحاكمه الظالم.

واختتم الرئيس السوري كلامه: أريد أن أسلّم سورية الى التاريخ، معافاة من الاستبداد والفساد والطائفيّة ونظام الحزب الواحد والقائد الواحد.

انتهت نشرة الأخبار. فيرجى عدم الاستغراب والضحك.

كاتب كردي سوري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى