صفحات الحوار

سلامة كيلة: شباب الثّورات العربيّة سيوجدون البديل الثّقافيّ

 

 

السّنوات القليلة القادمة سوف تشهد التّعبير الحقيقيّ عن هذه الثّورات؛ فالوعي يتراكم، وكذلك الخبرات، والتّرابط مع الواقع هو أساس كلّ هذا التّشكيل، الأمر الّذي سوف يقود إلى أن يُقدّم فكرٌ وأدبٌ وثقافةٌ جديدةٌ.

تحاور فُسْحَة في انطلاقتها، المفكّر الفلسطينيّ، سلامة كيلة*، لمناسبة مرور خمسة أعوامٍ على الثّورات العربيّة، حول ثقافة الثّورات، وروافد فكرها وقيمها، والتّحدّيات والعقبات الّتي واجهتها في إنتاج معانيها، ومآلات ذلك، والمستقبل الّذي ينتظر الشّعوب العربيّة في سياقها.

  1. شهدنا بداية الثّورات العربيّة، وتحديدًا عام 2011، إنتاجًا زخمًا للمعاني في ميادينها، تتضمّن الحرّيّة، ورفض الاستبداد، والتّعدّديّة، وبعض مفاهيم المجتمع المدنيّ، والدّيمقراطيّة، والعدالة الاجتماعيّة، وغير ذلك؛ فمن أين وُلِدَت هذه المعاني فجأةً، وبهذا الزّخم، رغم سنوات احتكار أنظمة الحكم للمعرفة، والتّحكّم بالإعلام والمناهج، والتّضييق على العمل السّياسيّ والحزبيّ، بل والسّيطرة على المؤسّسات الدّينيّة؟

مجمل هذه المصطلحات والمفاهيم كانت زاد ‘النّخب’ منذ ثمانينات القرن العشرين، على ضوء الإحساس بعبء الاستبداد، لا سيّما بعد أن تراجع وضع ‘نظم التّحرّر الوطنيّ’ الّتي كانت استبداديّةً؛ لكنّها قدّمت خدماتٍ مجتمعيّةً مهمّةً، جعل شريحةً واسعةً من الشّعب مؤيّدةً لها رغم استبداديّتها، حيث تلاشى الحلم التّحرّريّ القوميّ، وتراجع وضع الشّعب بعد الانفتاح الاقتصاديّ، ولم يبقَ سوى الاستبداد. لهذا كانت سنوات الثّمانينات من القرن العشرين المرحلة الّتي بدأ النّشاط فيها من أجل حقوق الإنسان والحرّيّات والدّولة المدنيّة. لكن بات الأمر تراجيديًّا بعد ذلك، حيث ترابط انهيار المنظومة الاشتراكيّة وتعميم خطاب العولمة الّذي يرتكز على شعارات الحرّيّة والدّيمقراطيّة. هنا اختلط الميل الحقيقيّ للدّمقرطة بالميل ‘للأيديولوجية’، الّذي قام على ما عمّمه خطاب العولمة من مفاهيمَ ومصطلحاتٍ وقيمٍ؛ فقد وضع الحرّيّة والدّيمقراطيّة في منظور ما قبل حداثيٍّ، يقوم على مفهوم ‘المكوّنات’، وعلى مفهوم الأغلبيّة والأقليّة، انطلاقًا من منظورٍ دينيٍّ طائفيٍّ وليس من منظور المواطنة.

بهذا، باتت هذه المفاهيم مشوّهةً، وأصبحت تتكرّر من ‘نخبٍ’ لا تعرف عمّا تعبّر، ودون التزامٍ حقيقيٍّ بها؛ ولذلك باتت الدّيمقراطيّة تعني النّظام الطّوائفيّ، أي النّظام القائم على أساس التّقاسم الطّائفيّ لبنية السّلطة، وكذلك أصبحت هذه ‘النّخب’ لا تتردّد في التّوافق مع قوًى أصوليّةٍ تناقض الحرّيّة والدّيمقراطيّة في منظورها الأيديولوجيّ، كما أصبح قبول الاستبداد ممكنًا من قبلها بعد تشعّب الثّورات وتعقّدها.

لقد كان الاستبداد هو المولّد لضرورة الحرّيّة والدّيمقراطيّة بالتّأكيد، لكن ليس عبر وعي معنى الحرّيّة والدّيمقراطيّة، والطّابع المؤسّسيّ للدّولة الّتي تحمل هذه المضامين، بل ردّ فعلٍ على الاستبداد ذاته. وهو الأمر الّذي جعل كلّ هذه المفاهيم تتكرّر، لكن دون عمقٍ فكريٍّ أو فهمٍ مؤسّسيٍّ، أو حتّى التزامٍ في الممارسة.

والمشكلة الّتي ظهرت خلال الثّورات تتمثّل في أنّ هذا الفهم ‘الشّكليّ’ للدّيمقراطيّة عُمّم ككلّ ما تريده الثّورة، لهذا أصبح مطلب العدالة الاجتماعيّة ثانويًّا، وتكرّره بعض تيّارات اليسار؛ لأنّ كلّ الّذين يطرحون الحرّيّة والدّيمقراطيّة مالوا إلى تجاهل أنّ الشّعب ثار لأنّ معظمه بات في وضعٍ معيشيٍّ صعب، وبالتّالي كان يسعى إلى تغيير النّمط الاقتصاديّ من أجل تحقيق مطالبه في العمل والأجر المناسب، والتّعليم المجّانيّ، والصّحّة المجانيّة المناسبة، والسّكن. وحُصر الأمر في الحرّيّة والدّيمقراطيّة، الّتي جرى فهمها كما عُمّمت في خطاب العولمة من جهةٍ، ودون تمسّكٍ حقيقيٍّ بها، أو ممارسةٍ منسجمةٍ معها.

للأسف كلّ هذه المفاهيم ظلّت سطحيّةً، وبدت ردَّ فعلٍ على الاستبداد، وليس نتيجة وعيٍ حداثيٍّ حقيقيٍّ.

  1. ما الّذي أدّى إلى تراجع باكورة المقولات الثّوريّة، بل واختفائها، إلى ما هو ضدّها؟ هل يمكن اتّهام ما يُسمّى بالدّولة العميقة والثّورة المضادّة بذلك فقط، أم في بنيات مجتمعاتنا وجودٌ كامنٌ لمقولاتٍ وقيمٍ عشائريّةٍ وطائفيّةٍ وجهويّةٍ وتسلّطيّةٍ، يبدو أنّ تجاوزها والتّخلّص منها عسير؟

ما أشرت إليه ربّما يوضح الإشكاليّة الّتي أفضت إلى انحطاط تلك المقولات، إذ ظهر أنّ ‘النّخب’ تتراجع بسهولةٍ أمام ضغوطٍ أخرى، وأنّها لم تستطع أن تؤسّس وجودها الواقعيّ، لأنّ كلّ تلك المقولات كانت شكليّةً وسطحيّةً، سرعان ما لفظتها أمام تصاعد دور الأصوليّة بدل مواجهة الأصوليّة والتّمسّك بتلك المقولات.

لكن ظهر واضحًا أنّ قوًى مختلفةً تريد تدمير الثّورات، وسحق كلّ تلك المقولات، لأنّها تريد الحفاظ على البنى القائمة، الّتي تُعدّ استبداديّةً ومتخلّفةً، وبالتّالي عملت على دعم كلّ البنى المتخلّفة في المجتمع، لتضعها في مواجهة الحرّيّة والتّطوّر والعدالة الاجتماعيّة. لا شكّ أنّ هناك بنًى متخلّفةً، وتهميشًا حضاريًّا قائمًا في قطاعاتٍ مجتمعيّةٍ، لكن كلّ ذلك لا يمكن أن يكون فاعلًا دون تفعيلٍ من قوًى تعرف ما تريد، وتشتغل على توظيفها في سياق سياساتٍ تخدم مصالحها.

لا تريد الطّبقات المسيطرة التّغيير، وتقاوم كلّ ميلٍ يحقّق مطالب الشّعب، ويسعى إلى الحرّيّة والدّيمقراطيّة؛ كما تسعى الدّول الإمبرياليّة، والإقليميّة، لتكريس البنى القائمة، الّتي ترفض الحرّيّة والدّيمقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة. ولأنّ ‘النّخب’ هشّةٌ، ووعيها الدّيمقراطيّ شكليٌّ، ولا تعير مطالب الشّعب أهمّيّةً، فقد استطاعت كلّ تلك الدّول والقوى فرض منظورٍ أصوليٍّ سلفيٍّ قروسطيٍّ، لأنّها تريد، تمامًا، تكريس بنيتها ومصالحها.

  1. هل لنا الادّعاء أنّ الثّورات العربيّة تضمّنت مفهومين/ ثقافتين للوطن وجغرافيا العمل السّياسيّ، تضاربا، وكان تضاربهما سببًا في إعاقة مسار الثّورات، ألا وهما القطريّة والقوميّة؟ بكلماتٍ أخرى، ألا تعتقد أنّ للثّورات كانت روحًا جمعيّةً عربيّةً، ضيّقت عليها وخنقتها القطريّة؟

لا شكّ في أنّ ‘روحًا عربيّةً’ كانت للثّورات العربيّة، سكنت كلّ المشاركين فيها، لكن كان واضحًا أنّه من أجل الوصول إلى ذلك، لا بدّ من تغيير النّظم في كلّ دولةٍ، لكنّ المتاهات الّتي دخلت الثّورات فيها أربك الأمر، فالثّورات في كلّ بلدٍ لم تبلور برنامجها ورؤيتها؛ ورغم التّواصل ‘الخفيّ’ الّذي ظهر بين الشّباب العربيّ، ومحاولتهم الاستفادة من بعضهم البعض، فقد ظلّ الإطار العربيّ، مشروعًا سياسيًّا، أمرًا غائبًا. هذه مشكلة الثّورات ذاتها في كلّ قطرٍ، وبالتّالي مشكلتها في أن تتبلور في مشروعٍ عربيٍّ. أو، للدّقّة، هذه مشكلة الأحزاب الّتي يلقى على عاتقها بلورة البدائل والمشروعات، في كلّ بلدٍ وعلى الصّعيد العربيّ العامّ.

لكن، كما أعتقد، فإنّ الشّباب الّذي خاض الثّورات سوف يتوصّل إلى تحديد البدائل، وهنا سوف يكون للمشروع العربيّ العامّ موقعًا، لأنّ السّعي للنّهوض ‘القطريّ’ سوف يفرض بالضّرورة التّفكير في الإطار العربيّ، وسوف يؤدّي بالضّرورة إلى بلورة مشروعٍ عربيٍّ.

  1. هل كانت مواجهة القوى العالميّة الكبرى (الاستعماريّة تاريخيًّا) والتّصدّي لمشاريعها، ثقافةً حاضرةً بقوّةٍ في أجندات الثّورات العربيّة؟ وكيف أثّرت طبيعة هذا الحضور على مسار الثّورات.

تركّز مسار الثّورات على النّظم القائمة، إذ أفضت سياساتها إلى انهيارٍ اقتصاديٍّ شاملٍ في ظلّ سيادة الاستبداد. لكن كان واضحًا أنّ طبيعة ارتباط النّظم بالقوى الإمبرياليّة لم تكن غائبةً عن الثّورات، وأنّ تبعيّتها للدّول الإمبرياليّة كانت في مركز الرّفض لها، وفي تحميلها كلّ الانهيار الاقتصاديّ الّذي أفضى إلى الفقر والبطالة والتّهميش. كما لم تغب مسألة علاقة هذه النّظم بالدّولة الصّهيونيّة؛ لهذا كان شعار تحرير فلسطين متمّمًا لشعار تنحية الرّؤساء في أكثر من بلدٍ عربيّ.

لا شكّ في أنّ السّياسات الإمبرياليّة الأميركيّة الّتي تمحورت حول الوطن العربيّ لعقودٍ أربعةٍ قبل الثّورات، والسّحق الصّهيونيّ للشّعب الفلسطينيّ، كان في خلفيّة الصّراع مع النّظم، رغم التّركيز على النّظم ذاتها؛ وهذا أمرٌ صحيحٌ تمامًا، لأنّ كلّ مواجهةٍ مع القوى الإمبرياليّة ومع الدّولة الصّهيونيّة يفترض إسقاط النّظم التابعة، وبناء نظمٍ تسعى إلى التّحرّر والتّطوّر، وهي في هذه الوضعيّة ستكون، حتمًا، في تناقضٍ مع كلّ القوى الإمبرياليّة.

  1. هل تمكّنت الثّورات العربيّة من إنتاج فكرٍ خاصٍّ بها حتّى الآن؟ إن نعم، فأين يمكن الوقوف عليه، وما هي ملامحه الأساس؟

ربّما لم تنتج الثّورات فكرًا خاصًّا بها، فما يُكتب تكتبه ‘نخبٌ’ قديمةٌ، في غالبه سطحيٌّ، ويعبّر عن مصالح فئاتٍ وُسْطى حصرت كلّ ما جرى في ‘الحرّيّة والدّيمقراطيّة’. لكن اللّافت هو أنّ الثّورات الّتي كان الشّباب عنصرها الأساس، وهو الشّباب الّذي لم يعرف السّياسة والثّقافة عمومًا، أفضت إلى ثورةٍ في الفكر، كما يمكن أن يقال، إذ دفعت قطاعًا كبيرًا من هؤلاء الشّباب ليس إلى الانخراط في العمل السّياسيّ فقط، بل الميل للتّثقّف والفهم، وبالتّالي إلى القراءة، وهذا مدخلٌ ضروريٌّ وحاسمٌ لتطوير القدرات النّظريّة وإنتاج الفكر، والثّقافة عمومًا؛ لهذا أعتقد أنّ السّنوات القليلة القادمة سوف تشهد التّعبير الحقيقيّ عن هذه الثّورات؛ فالوعي يتراكم، وكذلك الخبرات، والتّرابط مع الواقع هو أساس كلّ هذا التّشكيل، الأمر الّذي سوف يقود إلى أن يُقدّم فكرٌ وأدبٌ وثقافةٌ جديدةٌ.

  1. هل سيطرة ثقافة العنف والاقتتال على المشهد في الوطن العربيّ، والطّائفيّة والجهويّة ونزاعات المصالح، والسّلفيّة الجهاديّة إلى جانب العسكرة، إعلانٌ لفشل المسار الثّوريّ؟ أم أنّ هناك ثقافةً يمكن الاستناد عليها والنّهوض بها نحو موجةٍ جديدٍة من الثّورات؟ وما شرط تحقّق ذلك؟

هذه ‘السّيطرة’ نتاج غياب الفكر والثّقافة، والأحزاب المعبّرة عن الواقع، وبالتّالي فهو عابرٌ، لا سيّما أنّ دولًا وقوًى عملت على تعميمه ولم يكن نتاجًا موضوعيًّا، رغم وجود بنًى متخلّفةٍ، وتفكّكٍ يمكن أن يُستغلّ؛ ولهذا ليس كلّ ذلك إعلانًا عن فشل المسار الثّوريّ، بل هو نتيجة نقصٍ شديدٍ عانى منه؛ وأقصد هنا وجود الأحزاب المعبّرة عن الطّبقات الشّعبيّة، وعن وجود البدائل والخطاب المعبّر عن الثّورة.

وإذا كانت الأحزاب، حتّى تلك الّتي تدّعي أنّها تعبّر عن الطّبقات الشّعبيّة (أو عن العمّال)، لم تعبّر عنها، وبالتّالي فشلت في أن تقودها، وربّما انحازت إلى ‘عدوّها’، فإنّ الثّورات ذاتها تهيّئ لأن تنتج بديلًا يعبّر عن الطّبقات الشّعبيّة، ويؤسّس لاستراتيجيّةٍ تسمح للثّورة أن تنتصر، وللشّعب أن يحقّق مطالبه. إنّ ما يسمح بتوقّع ذلك، أو بحتميّة ذلك، هو الثّورات ذاتها، الّتي دفعت فئاتٍ واسعةً من الشّباب الثّوريّ إلى التّثقّف والتّعلّم، وإلى تأسيس تصوّراته وأفكاره في خضمّ الثّورة.

  1. ما الحدّ الأدنى من القيم المشتركة، الّتي يمكن لشرائح الوطن العربيّ المختلفة أن تتّفق عليها، لتصوغ منها عقدًا اجتماعيًّا، تنظّم وفقه شؤونها وترعى مصالحها، بعيدًا عن الاحترابات والصّراعات في المرحلة القادمة؟

أولاً، العقد الاجتماعيّ لا علاقة له بالاحترابات والصّراعات، إلّا إذا كان المقصود هو أن يكون العقد بين طوائفَ وأديانٍ وقبائلَ. وهذه مشكلةٌ في النّظر، لأنّ المطلوب هو بلورة بديلٍ طبقيٍّ يمثّل مصالح الطّبقات الشّعبيّة، وأيّ عقدٍ اجتماعيٍّ يجب أن ينطلق من هذا الأساس. إذ أنّ الانطلاق من الطّوائف والقبائل لا يوصل إلى عقدٍ اجتماعيٍّ، بل إلى الاحتراب.

وثانيًا، إنّ المطلوب، بالتّالي، هو البديل الاقتصاديّ الاجتماعيّ السّياسيّ الّذي يتضمّن تحقيق مطالب الطّبقات الشّعبيّة، ويحقّق بناء نظامٍ علمانيٍّ ديمقراطيٍّ.

* سلامة كيلة: مفكّرٌ وباحثٌ فلسطينيٌّ، وُلِدَ في بير زيت بفلسطين عام 1955، ودرس العلوم السّياسيّة في جامعة بغداد في السّبعينات. ناضل في صفوف المقاومة الفلسطينيّة واليسار العربيّ، ويُعَدّ من أبرز المفكّرين الماركسيّين العرب. سُجِنَ كيلة ثمانية سنواتٍ في السّجون السّوريّة، وله أكثر من أربعين مؤلّفًا ودراسةً في الفكر والسّياسة والثّقافة، منها:

الانتفاضات العربيّة: الصّراع الطّبقيّ في سورية (دار المتوسّط، 2015). صراع الطّبقات وممكنات التّغيير (دار فضاءات، 2012). الإسلام في سياقه التّاريخيّ (دار التّنوير، 2012). من هيغل إلى ماركس؛ التّصوّر المادّيّ للتّاريخ. ط1 (بيروت: دار التّنوير، 2009). الأبعاد المستقبليّة: المشروع الصّهيونيّ والمسألة الفلسطينيّة (عمّان: دار أزمنة، 2004). نقد الحزب (طبعةٌ جديدةٌ موسّعةٌ). ط1 (دمشق: دار الجليل، 1983).

فُسْحَة 07/02/2016

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى