صفحات الحوار

سمر يزبك : الطريق إلى الدولة الديمقراطية صعب.. لكن لا عودة إلى الوراء


لا تتورّع عن المضي في طريق الجلجلة. المخاطر التي تحيط بها من كل حدب وصوب لم تثبط عزيمتها. خوّنت كثيرا، إلا أنها ما زالت نقية كالثلج في عيون الثائرين من شباب سوريا وناسها. سمر يزبك “ركن أساسي من أركان الثورة”، هكذا يقول هؤلاء.

التهديدات التي طالتها لم تثنها عن موقفها. برأيها، لا مجال للتراجع. “الشبيحة وأزلام النظام المرتزقة القتلة لا يخيفونني. فبعد مرور بعض الوقت، ولأنهم مرتزقة، لن يكون بإمكان النظام الاستمرار في تمويلهم، سيتخلون عنه”، تقول.

هي متيقنة من صعوبة بناء دولة ديمقراطية حديثة. ولكن بين الإستبداد والفوضى، لا تجد أمامها خيارا: “السلطة ليست من حق عائلة واحدة لنصف قرن، وليست من حق طائفة لنصف قرن”. هي ترى وجوب سقوط نظام الاستبداد والقتل، “وبعد ذلك نعيد ترميم ما خربه في حياتنا”.

“مع الانتفاضة حتى العظم”، إلا أن ذلك لا ينفي وجود بعض الخوف الذي يعتري الصدور. الطائفية التي يقوم النظام باستخدامها كورقة دفاع أخيرة، والتي هي نتيجة لغياب دولة القانون والمواطنة، هي أحد أسباب هذا الخوف، والطريق إلى إزالتها طويلة، كما تقول. وفيما يراهن النظام على الطائفية، تراهن سمر يزبك على وعي الشعب لتجاوزها.

بالنسبة لها، سقوط النظام لا يعني نهاية الثورة. مرحلة ما بعد إسقاط النظام هي الأكثر صعوبة. “نحن بحاجة لثورة تقوم بعد الثورة، لإعادة أنسنة السوريين الذين تم استلاب حرياتهم وكراماتهم”، تشرح سمر يزبك. وفي ظل الحاجة إلى دولة، يتشارك فيها الجميع الحكم والمسؤولية، تجد أن “الحل الوحيد الذي لا بديل عنه، هو أن يكون الانتماء لدولة القانون والمواطنة، ومن هنا تؤكد: “لا عودة إلى الوراء.. والنظام ساقط حتما”.

سمر يزبك كانت شاهدة على التظاهرات. قامت بنقل وقائعها، فحاولوا تكذيبها، مستخدمين في سبيل اسكاتها سلاح الطائفة والطائفية. لكنها في المقابل، تؤكد أن ما واجهته وتواجهه يعدّ “سخيفا” أمام ما يواجهه الآخرون من اعتقال وقتل.

سمر يزبك كغيرها لديها خوف من القادم، إلا أن ذلك لا يثنيها عن المحاولة جاهدة للمشاركة في صنع جمهورية للحريّة، كما تقول في لقاء مع “شباب السفير”.

إعداد: نضال أيوب

لا تمتنعين عن التطرق إلى المحرمات والمحظورات. كيف كان رد فعل السلطة على رواياتك؟ وبرأيك هل القمع والرقابة تحدان من حرية الكاتب وابداعه؟

شارك في السؤال: Muhammad Haitham – عادل شاهين

هذه الجملة صارت قديمة. ما فعلته الانتفاضة فينا جعل ما سبقها أقل شأناً. الانتفاضة جبت ما قبلها. ما كتبته كان جزءاً من أسباب نزول الناس إلى الشارع، وتحديداً في العلاقة مع السلطة السياسية وهيمنة الحزب الواحد، واستئثار العسكر بالحكم وترويع وتهميش كل من حولهم. أما الشق الأخر “الاجتماعي” والذي يتناول حسب مفردة “محرم” تسمية الأشياء بمسمياتها ومعالجة الموضوعات المستورة التي يراد لها أن تظل مستورة، فهذا آمر آخر. القمع والرقابة قد يحدان لفترة ولبعض الوقت من حرية الكتابة. لكنه أمر منوط بشخص الكاتب. بالعموم أثق أن القمع لا يستطيع أن يحد شيئاً، فهناك درب صغيرة، ملتوية وبرية بين الرقابة والكتابة، وهي ملتفة ومفتوحة على أرض واسعة، فلا يمكن أن تحد الرقابة من الإبداع، هذا وهم.

لماذا لم تشاركي بالحوار في سوريا؟ قيل إن عملك كان على تماس مع الناشطين، فهل هذا صحيح؟ اخبرينا عن ذلك..

شارك في السؤال: عادل شاهين

أي حوار؟ حوار الدبابة مع الجسد؟ منذ البداية، وقبل شهرين قيل للنظام، أوقفوا القتل، أطلقوا سراح المعتقلين، واسمحوا بالتظاهر. كانت هذه ألف باء الحوار مع النظام، لكنه لم يلتزم بأي من هذه المطالب البسيطة. فكرة الحوار التي ابتدعها النظام كانت مجرد رتوش تجميلية أراد من خلالها كسب المزيد من الوقت والاستعراضات المسرحية الإعلامية عن تبرير القتل، كما يحدث الآن في حماة، ومن قبلها حمص ودرعا وجسر الشغور، كنت منذ البداية غير مقتنعة بالحوار لأن فكرة الإصلاح التي دعا إليها النظام تعني نهايته، في حال كان جدياً، لذلك لم أهتم للأمر.

أما الشباب الذين نشطوا على الأرض فكانوا القوة الأكثر فاعلية وإخلاصا وانتماء لمطالب الناس وأوجاعهم، لذلك الانحياز لهم كان مشروطا بفكرة الانحياز للناس.

البعض لديه مآخذه على المعارضين السوريين من مثقفين وكتاب وذلك لنشرهم مقالات في جريدة الحياة التابعة للسعودية، ملمّحين إلى تورطكم عفوا أو عمدا في خدمة الجهات الخارجية لتحقيق مآربها. فما هو ردّك؟

شارك في السؤال: رهام عبد الله

هذا كلام مروج من قبل أجهزة الأمن. المملكة السعودية من حلفاء النظام السوري. نحن نعرف جميعا أن وسائل الإعلام التي عمل بها كافة الصحفيين والكتاب والتلفزيونات كانت بتمويل خليجي وسعودي، وأطراف أخرى مثل ليبيا. قبل فورة الفضائيات كان تمويل الجرائد والصحافة والمشاريع الثقافية من قبل بعض الأنظمة، وهذا أمر له علاقة بدراسة تطورات آلية الإعلام العربي، التي قامت على نهضة مزدوجة من تحالف عقول وكفاءات ثقافية عربية مع تمويل خليجي، في نهاية ثمانينيات القرن الماضي. بهذا المعنى يتوجب على كل كتاب ومثقفي العالم العربي أن يتوقفوا عن الكتابة وعن العمل. وجريدة الحياة لها مكتب في دمشق، وكانت دائماً على وفاق مع النظام وأعوانه والكل يعرف ذلك.

أين دوركم في اختيار الأسماء التي أطلقت على جمعات الحراك والتي دلت على الطائفيات والعصبيات الموجودة. ولماذا لم نسمع استنكارا رسميا من أحد؟

شارك في السؤال: رهام عبد الله

لا أعرف ما هو المقصود بالاستنكار الرسمي. أنا لست ناطقة إعلامية باسم شباب الانتفاضة حتى أرد على هذا السؤال. لكن انطلاقاً من معرفتي بما يحدث، استطيع التأكيد أنه كانت هناك وجهات نظر متباينة حول تسميات أيام الجمع، وكان لكل فريق رأيه وهذه حالة صحية. الاختلاف ضروري، والحديث عن أن الانتفاضة ستخلق سوريا كاملة معقمة دفعة واحدة، ليس صحيحا. المجتمع السوري بمكوناته قائم في بيئته التي اشتغل النظام على تكريسها كبيئة عشائرية وطائفية. أنا كنت ضد تسمية جمعة العشائر. كنت أميل إلى تسمية أيام الجمع باسماء رموز رجالات الاستقلال الوطنية من كافة الأطياف. مع ذلك من يظن أن سوريا بعد سقوط النظام، لن تمر بمرحلة أكثر صعوبة من مرحلة سقوط النظام يكون واهما. هناك طريق صعب لبناء دولة ديمقراطية حديثة.

هناك تجييش طائفي حاد يقوم به النظام..

والمراهنة هي على وعي الشعب السوري

من الملاحظ أن الطائفة العلوية تقف بقوة خلف النظام السوري باستثناء قلة من المثقفين ممن لا يملك تأثيرا حقيقياً في «الشارع العلوي»… هل من الممكن التأثير على العلويين كطائفة؟ إلى أي مدى سوف يذهب العلويون في دعم النظام؟ وهل هناك احتمال لقيام دولة علوية في الساحل السوري؟

شارك في السؤال: مصطفى طرطوسي

لا يوجد أي احتمال لقيام دولة علوية في الساحل السوري، ما زلت مؤمنة أن كثيرين من أبناء الطائفة لن يقبلوا بما يحدث. عاجلاً أم آجلاً، سيقفون إلى جانب الشعب السوري، لأنهم جزء منه. والشرخ الذي أراد تكريسه النظام منذ البداية بينهم وبين مكونات الشعب الأخرى، ليس من السهل التغاضي عنه. هناك تجييش طائفي حاد، يقوم به النظام كورقة دفاع أخيرة وهو الخوف الكبير الذي يقلقني. خاصة أن التماهي بين صورة والنظام والطائفة قد فعلت فعلها في نفوس الكثيرين. مع ذلك هناك أسماء وشخصيات مهمة من الطائفة وقفت بوضوح إلى جانب الانتفاضة، وهناك من يعمل من أجلها، نسبتهم قليلة، لكنها فعالة ومهمة لكسر الصورة التي يحاول النظام الإيحاء بها عن أن ما يحدث هو اقتتال سني علوي. لا يخيفني شبيحة وأزلام النظام المرتزقة القتلة، فبعد مرور بعض الوقت، ولأنهم مرتزقة لن يكون بإمكان النظام تمويلهم، سيتخلون عنه. المخيف هم أولئك المخدوعون من الطائفة والذين يعتقدون أن النظام يحميهم، وسيدافعون عنه كما يدافعون عن حياتهم.

في قولك “المسيح كان له قيامة واحدة. السوريون لهم في كل جمعة قيامة”، عن أي قيامة تتحدثين؟ هذه الذي نشرت الخوف والرعب في أحياء وبيوت سوريا، عن قيامة جعلت الناس حبيسة بيوتهم؟ لقد كان صلب المسيح مطلب شعبي في ذلك الوقت أجمع عليه قومه، فهل صلب المسيح شيء يمت للحق بصلة؟ متى تنوين الكتابة عن شعبك الذي يرزح تحت الطائفية، كنتيجة للثورة الكريمة..؟!

شارك في السؤال: آشور أرام – May Sliman

شعبي يرزح تحت الطائفية ليس نتيجة الثورة. أول من تحدث عن الطائفية كان الإعلام الرسمي السوري. الطائفية كانت نتيجة لغياب دولة القانون والمواطنة، ومع ذلك أجزم بأن الانتفاضة لم تطرح شعارات طائفية، وكانت واحدة من أهم شعاراتها “لا سنية ولا علوية، لا مسيحية ولا درزية نحنا كلنا سورية”، وهذه شعارات لم أسمعها نقلا عن أحدهم، بل سمعتها باذني.

أنوي الكتابة عن شعبي المضطهد، الذي يصنع حريته. نشر الخوف والرعب لا يقوم به الشعب، بل النظام نفسه، عبر مسلسل إجرامي لا يتوانى عن تنفيذه بشكل مستمر. في المظاهرات التي تخرج، يقوم بعض الرجال الشبيحة بالتكسير والتخريب، وتنسب إلى المتظاهرين. لم أشاهد في التظاهرات التي خرجت فيها أي متظاهر يقوم بالتكسير والتخريب أو حمل السلاح. كانوا يتظاهرون بشكل سلمي. وعندما يحملون حجارة في وجه دبابة لا نستطيع أن نسمي هذا تخريباً. الآن وأنا أكتب هذه الجمل، حماة تقصف. إذا كانت الناس تحاصر بالموت والجوع والقنص، ضمن أبشع أشكال الإجرام التي تمارس ضد شعبـ إذا كانت الناس تقتل، وتقطع عنها الكهرباء والماء، ويعتقل من يبقى حيا فيها. لنفترض في هذه الحال أن أحد الحمويين وهو ذاهب لجلب ماء لعائلته تحت القصف، ولنفرض أنه كان يملك سلاحاً، سواء كان أبيضا أم بندقية أو مسدس، لنفترض انه تحت الضرب والرصاص حمله ليدافع به عن نفسه، هل يكون قد حمل سلاحا؟ هذا بفرض ذلك! حماة خرجت كلها، وبرمز هذه المدينة المكلومة، طالبت بإسقاط النظام وصنعت جمهورية للحرية، وما يحدث فيها الآن، ليس فقط محاولة لجر الحمويين لحمل السلاح والاقتتال الطائفي، بل تأديبا للمدينة الحرة.

من حقنا نزع الثقة من ولي أو حاكم ولكن من مسؤوليتنا صون مستقبلنا. هل ترين انه يمكننا الائتمان عليه أيا يكن لمجرد ممارسته حقه في التظاهر أو الثورة التي لا يفصلها إلا شعرة عن الصراع على السلطة؟

شارك في السؤال: الطير الوروار

ضمن حراك ديمقراطي حقيقي وانتخابات عادلة، سوف يكون هناك بديل حقيقي عن النظام الذي يقتل شعبه, في سوريا كفاءات عالية، وشخصيات وطنية نزيهة، وليس من المعقول أن تبقى سوريا محكومة لنصف قرن من عائلة تستخدم طريقة العصابات الإجرامية في حكم شعبها وفي ردها على احتجاج الناس. هناك دائما اضطرابات تلي الثورات وتعاني فيها المجتمعات من مخاوف. فكيف إذا كنا أمام نظام يفتعل ويسعى إلى أن يقتتل الناس فيما بينهم؟

كيف تراهنين على أن الشعب السوري واع ولا ينجرف للاقتتال الطائفي؟ فيما نحن ومنذ بداية الأحداث نشهد الهمس والغمز عند مرورنا أمامهم .فقد رأينا العميد التلاوي وأولاده ورأينا نضال جنود والقتل على الهوية وكأنهم لا يريدون أن يروا إلا بعين واحدة؟

شارك في السؤال: ماجد درويش

لا أراهن على أن الحرب الطائفية لن تكون بمنأى. لكني أراهن على وعي الشعب السوري، وعلى حوادث وقعت، أراد النظام منها جر الشعب إلى اقتتال طائفي كما حدث في بانياس وجبلة وحمص، واتضح أن وعي السوريين كان اكبر منه.

الطائفية متفشية في مجتمعاتنا. سبق لي أن ذكرت ذلك، لكن الحرب الطائفية التي تعي كل الأطراف ضرورة عدم الإنجرار إليها ما تزال بعيدة. أما اقترابها فمرهون بالنظام الذي يزيد من وتيرتها.

بالنسبة للقتل الممنهج الذي يتعرض له أفراد الجيش وبعض أطراف الطائفة العلوية، فمن يقتل هي عصابات النظام نفسه. ربما كانت هناك حالات فردية، قام بها بعض الأفراد كرد فعل شخصي على قتل أبنائهم وأخوتهم وأهلهم، لكنها قليلة ولم تشكل حالة، قياساً للعنف والوحشية التي يُقتل بها المتظاهرون.

استطيع القول أني رغم خوفي وقلقي أتمنى عدم الإنجرار إلى هكذا حرب. الشعب السوري لا يتحمل وزر الحالة الطائفية، بل النظام هو من يتحمله لانه هو من سعى لتشكيلها في المجتمع السوري، فإما أن يكون الإستبداد، وإما الفوضى. لم يعد لنا خيار، على نظام الاستبداد والقتل أن يسقط، وبعد ذلك نعيد ترميم ما خربه في حياتنا.

هل تتبنين الثورة وليدة المساجد والطائفية الحاقدة؟ ألم تشعري بالخوف الذي انتاب الأقليات السورية جراء ذلك؟ لماذا لم نسمع استنكاراً من أي مثقف على الشعار الذي ردده المتظاهرين “إرسال المسيحيين لبيروت والعلويين للتابوت؟!

شارك في السؤال: آشور أرام

الثورة لم تكن وليدة المساجد، السوريون الذين حاولوا الوصول الى الساحات العامة كانوا وما يزالون يعتقلون. الجامع هو المكان الوحيد الذي يستطيع الناس التجمع فيه دون أن يعتقلوا ويهانوا ويقتلوا، مع ذلك استبيحت حرمة المساجد وانتهكت. الأقليات خافت نتيجة الترويع والتجييش الذي بثته أجهزة الاعلام الرسمي السوري، وما صنعته من تمثيليات وفبركات توحي أن من يخرج ويطالب بالحرية والكرامة هم اسلاميون يريدون ذبح المسيحيين والعلويين والدروز، هذا الكلام ليس صحيحا والشعار الذي تتحدث عنه، “ارسال المسيحين إلى بيروت والعلوييين الى التابوت”، هو شعار نشرته أجهزة الأمن بين الناس لتضمن ولاء الآقليات الخائفة، وكانت تنشر رجال الأمن بين المتظاهرين ليطلقوا هذه الشعارات.

بعض الشرائح التي خرجت في تظاهرات دوما وحرستا وغيرهما، ليس لديهم أدنى مستوى من المعاملة الإنسانية لنسائهم وأطفالهم. ونراهم يخرجون لطلب الحرية وهم من يحلل قتل معارضيهم من الطائفة الأخرى. كيف تبررين ذلك؟

شارك في السؤال: ماجد درويش

لقد خرجت في دوما وحرستا، ورأيتهم اثناء التظاهرات، وتحدثت وجلست بين الناس المعنيين بالسؤال. لم يقتلوني ولم يحللوا دمي، جلست في بيوتهم وتعاملوا معي مثل عائلة. لم يطالب المتظاهرون بالحرية فقط. كان مطلبهم الأول هو الكرامة والعيش الكريم. لم تكن مطالبهم تنطوي على قضايا صعبة. كانت قضايا انسانية وحياتية. لم ألمح اللانسانية في تعاملهم مع نسائهم وأطفالهم. هناك ثقافة حياتية مختلفة لأغلب الناس التي خرجت طلبا للكرامة، وهذا سببه الفقر. هذا أمر مختلف. نحن بحاجة لثورة تقوم بعد الثورة، لإعادة أنسنة السوريين الذين تم استلاب حرياتهم وكراماتهم، وصاروا يسلبون حريات بعضهم البعض.

برأيك من قتل عناصر الأمن في جسر الشغور وقام بتخريب خط السكة الحديدية وتفجير خط النفط في محافظة حمص؟ ومن قام بقتل أخي الضابط بالجيش التلاوي مع أولاده والتمثيل بجثثهم؟

شارك في السؤال: نجوى الأحمد

ما حدث في جسر الشغور وإن كان ما زال قسم منه غامضاً، إلا أنه من الواضح أن عناصر في الجيش انشقت، والناس دافعت عن نفسها، أقصد من بقي من الناس، من قام بهذه العمليات هم أجهزة الأمن وأزلامها من الشبيحة والمرتزقة. هم من يقومون بالتفجيرات ويروعون الناس، لاضفاء شرعية على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري.

انك تقسمين على ملائكية و طهرانية الثوار رغم الآلاف من الإثباتات والأدلة التي تنفي ذلك. ماذا سيكون موقفك إذا تسلموا السلطة وراحوا يذبحون أبناء طائفتك، الذين لن يجدوا محطة فضائية تفبرك الأكاذيب لهم أو دولة تدعمهم و تتبنى موقفهم؟

شارك في السؤال: مازن علي

لا أقول إن الثورة ملائكية، فالبشر يخطئون. لكني أقول إن الثورة سلمية وإن المتظاهرين لا يحملون السلاح. ولا اتفق معك إن الفضائيات تفبرك الأكاذيب. ليس معقولا أن يكون العالم كله والشعب السوري الذي يخرج للتظاهر، كله يفبرك ما يحدث على الأرض السورية.

السلطة ليست من حق عائلة واحدة لنصف قرن، وليست من حق طائفة لنصف قرن، نحن بحاجة الى دولة. يتشارك فيها الجميع الحكم والمسؤولية، من كل الطوائف والاثنيات والقوميات التي تتوزع في الجغرافية السورية، الحكم يجب أن يكون على أساس ديمقراطي بنيته الأساسية الكفاءة والمهارة والمسؤولية، أما الفزاعة التي تقول بأن من سيستلم السلطة سيقوم بذبح العلويين فهي اختراع أمني إضافي لجر الطائفة للاصطفاف وراء انظام والتماهي معه.

هناك خوف من القادم.. وتنحي بشار الأسد الحل الأمثل

ما هي السبل لتحييد الناس عن الانجرار وراء استخدام السلاح وأعمال الثأر، وهل لهذا الوضع امكانية أن يتم ضبطه؟

شارك في السؤال: آرام الجمّال

السبيل الوحيد أن يتوقف النظام عن قتل الناس، وأن تكف الأجهزة الأمنية يدها عن فبركة التمثيليات الشيطانية بقتل ناس من الطائفتين لجرهم إلى اقتتال طائفي.

برأيك ما هو أفضل وأسلم مآل يمكن أن يؤول إليه الحراك الثوري في سوريا، بحيث يضع سوريا بكل أطيافها على خارطة الدولة الجديدة المنشودة فلا يكون فيها خاسر وفي نفس الوقت تبقى آمنة؟

شارك في السؤال: آرام الجمّال

رغم أن هذا يبدو حلماً إلا أن السبيل الوحيد هو تنحي بشار الأسد عن الحكم، والبدء بمرحلة انتقالية، تمهيدا لانتخابات ديمقراطية نزيهة.

هل لخوفنا من سرقة أحلامنا من مبرر؟ هذا الخوف الذي يفسّر منذ الآن بالتأييد (التخوين) واسألك أن تعطينا مثلا ناصعا يطمئننا، نتبناه ونقتدي به؟

شارك في السؤال: الطير الوروار

نعم هناك خوف من القادم، بلد يعيش منذ نصف قرن بعقيدة واحدة، تسيطر عليه مافيات اقتصادية عائلية، لا يترك مجالاً للتفكير بأي بديل آخر، عندما يكون البديل المطروح هو حرب على الشعب، والكثير من الدماء كما يحدث في هذه اللحظة، وأن أخط هذه الكلمات حيث يقتل السوريون،- لكن لامجال أمامهم للتراجع- سيكون هذا الخوف هو الذي يعتري الصدور، إن الانتماء لدولة القانون والمواطنة هو الحل الوحيد ولا بديل عنه، لا عودة الى الوراء. النظام ساقط.

الأمثلة كثيرة، قبل أن يستلم العسكر في الستينات الحكم، وقبل أن يجعلوا من الجيش مخيمات طائفوية وأقلوية، كانت النزعة الطائفية أقل حضوراً، بمعنى أنه كانت هناك تقسيمات بين الناس وعنصرية تقوم بين أبناء الريف وأبناء المدن أكثر من العنصرية الطائفية، والحوادث الطائفية كانت أقل حضورا واستشراء مما هي عليه، والخوف الذي يبني العلويون أساسهم عليه، مبالغ به ومفتعل من قبل السلطة.

الطائفية التي صنعت كل هذه العقود لن تزول بسرعة. الطريق طويلة، ودموية بسبب اصرار النظام على البقاء والاجرام.

لماذا موقع فيلكا خص سمر أكثر من غيرها بالإتهمات البشعة، ومن برأيك وراء ذلك؟ وماذا كان بعده من مواقف طالتك؟

شارك في السؤال: رهام عبد الله

تحدثت عن ذلك مرارا. أرادوا تكذيبي لأني كنت شاهدة على التظاهرات وقلت وما زلت أقول أن من يخرج للتظاهر يخرج مسالماً، لا يحمل سلاحاً، ولأني علوية، استمروا في نهج التطاول علي، لكنهم لم يعتقلوني، وتركوا المهمة للطائفة التي جيشوها ضدي. أطلقوا علي نيراناً من نوع آخر. هذا ليس مهما الآن، أمام من يقتلون ويحاصرون وامام الأطفال الذين يموتون والشباب الذين يعتقلون، يصير ما يحدث معي حدثا سخيفاً. أرادوا أن يقولوا أيضاً أن كل علوي يقف مع الانتفاضة له مصلحة شخصية في ذلك، وهذا أيضا ليس مهما. كان هناك استهداف شخصي مبالغ به نحوي، لضمي لجوقة القتلة.

ككاتبة تطرقت إلى موضوع المثلية الجنسية، هل برأيك أن الحراك من أجل الحريات السياسية في العالم العربي، سيؤثر في هذا الموضوع ويحرض على الحراك بشأنه في الوقت الذي أصبح معترف بهم في الدول الغريبة؟ وكيف يمكن أن تلعب الرواية دورا في دعم الحراك لمزيد من الحريات في حقوق المثلين؟ وهل فكرت بالتطرق للمثلية في روايتك؟

شارك في السؤال: محمد السوري

ليست المثلية بشكل محدد، كان التطرق الى هذا الأمر جزءا من عملية استغلال انساني في حبكة الرواية. لم اهتم بالمثلية كشأن خاص، لكنها شأن شخصي يخص الحريات الفردية للبشر.

هل هناك رواية جديدة لك؟ آين آنت الان ولماذا تركت سوريا؟

شارك في السؤال: عادل شاهين

هناك كتاب جديد سيصدر. أنا في باريس. البحث في أسباب خروجي من سوريا طويل ومعقد، يتداخل فيها الشخصي العائلي مع الأمني الطائفي.

هل هناك موقع محدد تنشر بها أعمالك بشكل دائم؟

شارك في السؤال: وضاح ناصر

لا يوجد موقع خاص بي، احدى الصديقات قامت بإنشاء صفحة عامة لي على الفيس بوك.

السفير

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. خطر النظام السوري والثقافة
    تتصف بعض الثقافات بتمجيد وديمومة بعض المتمكنين من سلطة أو نفوذ (كحالة حافظ الأب)، صفة تأخذ مع الزمن مبدأ الواجب العام والديمومة اللامنبوذة (ولو قسراً وفرضاً حتى على الثقافات الأخرى)، صفة تأخذ مع الزمن واجب التوريث (من الأب البائد للإبن السائد)، وبذا المورث الأب لايفنى، وحسب هذه الثقافة فهو حي باق، وهنا الخطورة التي تنعكس على كل المجتمع لأن ذلك لو صح في المقامات الروحية ولاتتعدى الشخصية، فلا يصح في المقامات السياسية ومقدرات الدول. وهنا الطامة الكبرى مع النظام السوري، فهو توريثي لابائد حسب هذه الثقافة، ويجب أن يبقى كذلك حسب مايظن ووقع، هكذا حتمت الثقافة وهكذا المقدر والمنتظر. وتقول الثقافة بأن المنتظر قد ظهر، ومن يسعى لفنائه، كالثورة التي تسعى لإزاحة الإبن الذي خلف أباه، شيطان رجيم. هكذا قالت الثقافة وهذا شبه متفق عليه.
    الصراع فعلاً موجود بين ثقافات تتنكر لذلك (ثقافة الشباب الثوري) ضد ثقافة تمجده، فالأولى تعمل للسياسة وحب الوطن، والأخرى تعمل حسب الميراث الثقافي وحب الفرد، ولذا فالخروج من هذا الصراع منوط بأمرين، أولهما وهو كارثي للغاية بعدد الضحايا المتوقع، والثاني عقلاني ولكن يتطلب قرار موحد من أصحاب القرار بتأجيل الصفة الثقافية المشروحة أعلاه وبانتظار ظهور صاحب نفوذ من نوع آخر، هذا لابمستحيل ولكن قراره حساس للغاية ويتوجب الإجماع بالاجتماع، الذي نفسه يتوجب شجاعات فائقة.
    الحل السريع ولصالح الجميع هو استمرار الثورة وبأقوى مايمكن ومهما وصلت التضحيات، وإلا فلا أمل بثورة أخرى. فحافظ فل، وبشار حل، وبشار سيفل، وحافظ سيحل. والثقافة تقول : حافط وبشار وبشار وحافظ أبديان اسماً وفعلاً.
    ياويل سوريا من قدرها الثقافي، والله معكم وستنتصر الثورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى