صفحات سورية

سهير الأتاسي .. مواطنون لارعايا, والنظام عصابة احتلال ..!


خطأ شائع في حقّنا كشعب سوري أن يُطلقوا على من انتهك سوريا ومواطنيها وأحياءها وثرواتها تسمية النظام السوري، فهو ليس سوى عصابة حاكمة انحدرت بعد ثورة الحرية في سوريا إلى مصاف الاحتلال الذي اصطلح الثوار على تسميته بالاحتلال الأسدي.

عصابةٌ حاكمة تنتهك القوانين التي وضعتها، تطلق أذرع الأجهزة الأمنية بلا حساب، ولا تتوانى عن الإمساك بزمام عملية التشبيح والترويع في حال عجزت تلك الأذرع… وأنا شاهدة عيان على ذلك..

استدعاء أمني في 11 كانون الأول 2010.. يعتبرون أنه يكفي أن يتصلوا هاتفياً ويطلبوا منك المجيء من أجل “فنجان قهوة” و”بضعة أسئلة”… إنهم فوق القانون، وربما طوّعوه لخدمة تعسّفهم، أو تجاهلوه. ملفي كان موجوداً في كل فروع الأمن: السياسي والعسكري وأمن الدولة، هذه كانت المرة الأولى التي أعلم فيها أن قسم الأحزاب في الأمن الداخلي هو أيضاً معنيّ بالملف. أبديت استغرابي حيث أني لم أنضوٍ في أي حزب في حياتي!! قال المتصل أنها أوامر العميد وهي للضرورة القصوى.. رفضتُ تلبية الاستدعاء الأمني وطلبتُ منهم إحضاري من منزلي في حال اقتضت تلك “الضرورة”. لم تكن تلك المرة الأولى التي أتوقع فيها اعتقالي منه كما سبق وحصل في ال2005، شأني شأن العديد من الناشطات والنشطاء… حقيبةٌ للاعتقال معدَّة سلفاً فيها المستلزمات الأساسية..

اعتقدت أن السبب نشاطي في قضية الحرّة طلّ الملوحي، ولم يخطر لي على بال أن بشار الأسد “الممانع والمقاوم” لديه الوقت ليقرأ ما كتبته على صفحتي في الفيس بوك في 9 كانون الأول 2010:

“‎”سوريا الأسد”.. كما يحلو لهم تسميتها على أساس أنها مزرعة لهم ولفسادهم وبطشهم وجبروتهم.. كيف يمكن لها أن تدخل موسوعة غينيس؟”..

هو لم يكتفِ بقراءة التقرير المقدّم إليه من رعاياه في الفروع الأمنية، بل وأصدر الأوامر بعد امتناعي عن الامتثال لاستدعاءاتهم الأمنية بتهديد عائلتي وفي أكثر من اتجاه. ممنوعٌ أن يأتي بشر على ذكر “الأسد”.. هو خطٌّ “فوق البنفسجي” يستلزم مع من يتجاوزه الترويع بما يمكن لهم أن يفعلوه بوالدته وابنه (“إذا مو خايفة على حالها تخاف على ابنها وأمها”).. وتهديد العائلة بأسرها بتعطيل أعمالهم ومصدر رزقهم “بظرف ساعات” كما قيل لهم في اتصال من القصر الجمهوري.

تلك هي عصابة الأسد، وهذه هي ممارساتها قبل أن تلوح رواية “العصابات المسلحة” في خيالاتها.. عصابة حاكمة خارجة عن القانون، ضاربة بعرض الحائط كل المعايير الإنسانية والأخلاقية.. عصابة إجرامية تخاف حروف الكلمات، هدفها الحفاظ على عرش المُلك في بلد حوّلوها إلى مزرعة اعتقدوا أنهم امتلكوها إلى أن أشعل شباب سوريا فتيل الثورة ليعلنوا عن أنفسهم مواطنين، لا رعايا، وليستعيدوا سوريا لأجل كل السوريين.

الجمعة 4 تشرين الثاني 2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى