صفحات العالم

سوريا.. أهم ما قالته الجامعة


طارق الحميد

أهم بند من البنود الثمانية الصادرة من المجلس الوزاري العربي بالجامعة العربية أمس، حيال الأوضاع بسوريا، كان بلا شك البند رقم 6، والذي نص على «دعوة جميع أطراف المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة العربية خلال ثلاثة أيام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا»!

وهذا يعني أن العرب باتوا فعليا ينظرون لمرحلة ما بعد بشار الأسد، وبلغة عامية وأكثر بساطة، فقد رمى العرب طوبة هذا النظام، فإن بيان الجامعة أمس، وخصوصا الفقرة السادسة، يعني أيضا أن العد التنازلي لنظام الأسد قد بدأ فعليا، وهذا أمر سيترتب عليه الكثير، سواء دوليا أو إقليميا، خصوصا بين العرب والأتراك، وتلك قصة أخرى باتت مهمة الآن أكثر من أي وقت مضى. كما سيترتب الكثير على القرارات داخل سوريا نفسها بالطبع، ولذا فقد لاحظ المسؤولون العرب كيف جاء رد فعل النظام الأسدي العنيف من خلال مندوبه بالجامعة، والذي كال السباب والشتائم لأمين الجامعة ورئيس الوزراء القطري الذي أحسن تصرفا حين قال: «أترفع عن الرد عن مثل هذه الألفاظ النابية، فقد تربيت على ألا أرد على أحد بهذه الطريقة، وأقول له الله يسامحه». وبالطبع فإن ما فعله المندوب الأسدي ليس بالجديد، بل هو أمر يشبه البعث تماما، فلا فرق بين ما فعله المندوب الأسدي، وما كان يقوله سواء عزت الدوري أو طه ياسين رمضان بالأمس، لكن من المهم التنبه لما يقصده المندوب الأسدي وهو يهدد بأن العاصفة ستبدأ قريبا، وهذا تهديد يشبه تهديدات الأسد من قبل، وكذلك تهديدات حسن نصر الله الذي كرر نفس ما جاء بوكالة «فارس» الإيرانية، وكأن نصر الله هو من حرر الخبر!

وعليه فإن أهمية القرارات العربية بحق النظام الأسدي تكمن في أن العرب قد خلصوا، وإن كانوا متأخرين، إلى حقيقة معلومة وهي أن النظام الأسدي لا يمكن تصديقه، فهو نظام لا يحترم عهودا أو مواثيق، ولذا فقد كان لافتا أن يقول العرب بمعرض ديباجة بيانهم العبارة التالية: «ونظرا لعدم التزام الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والفوري لمبادرة جامعة الدول العربية». وهذا يعني أن العرب، باستثناء لبنان واليمن، ويا لها من سخرية، قد اقتنعوا بأن النظام الأسدي فاقد للمصداقية، وبالتالي فقد عمد العرب فعليا إلى نزع الشرعية عن النظام الأسدي، كما قاموا بتعليق عضوية النظام، وليس سوريا، وهذا ما قد يشيع التفاؤل بأن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري قد بات قريبا، خصوصا أن بيان الجامعة قد دعا الدول العربية إلى سحب سفرائها من دمشق، وهذا أمر مهم وملح.

وبالطبع فإن من اللافت في البيان العربي أيضا البند الثالث الذي نص على «دعوة الجيش العربي السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف والقتل ضد المدنيين»، والسؤال هنا بالطبع هو هل هي دعوة عربية للجيش السوري بالانقلاب؟ وهل يمكن أن يكون للجيش السوري موقف مهم الآن؟ هذا ما سنناقشه غدا إن شاء الله.

الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى