صفحات الناس

سوريا: إنقاذ السَّلَمية يبدأ من تحرك إلكتروني/ عقيل حسين

 

 

دفعت الأزمة، التي تتعرض لها مدينة السَّلَمية السورية (ريف حماه الشرقي)، مجموعة من الناشطين السوريين لإطلاق حملة “لإنقاذ المدينة” من تجاوزات، النظام السوري، وتنظيم “الدولة الإسلامية” في آن واحد.

وأطلق الناشطون على الحملة اسم “مجموعة العمل من أجل مدينة السَّلَمية”، حيث أكد البيان الصادر عن الحملة “أن السلمية التي تُعدّ مركزاً تاريخياً للمعارضة السورية، كما كانت من أوائل المدن التي شاركت في الثورة، ظلّت مدينة آمنة لسكانها ولضيوفها من اللاجئين، خاصة وأن كل فصائل الجيش الحر انسحبت من المنطقة، من أجل عدم تعريض السكان لخطر الاستهداف من قبل قوات النظام، ولذلك، فإن النظام يحاول استثمار أحداث قرية المبعوجة  لمصلحته”.

الصحافي علي سفر، من “مجموعة العمل من أجل حماية مدينة سلمية”، قال إن النداء الذي أطلقته المجموعة، “يوضح الحال الذي وصلت إليه المدينة، والتي يقف سكانها اليوم بين نارَين، نار النظام ونار داعش”. ورغم أن المدينة تعتبر حاضنة لكل السوريين من سكانها ومن النازحين، “إلا أن الطرفين يريدان المقامرة بها”. ويضيف سفر، وهو صحافيّ منشق عن النظام، في حديثه لـ”المدن”: “الكارثة التي ستحل بالمدينة، في حال تُركت بين يدي الطرفين، ستكون مفجعة، والكلفة الإنسانية ستكون كبيرة، وهذا ما لا يجب أن يحصل. وعليه، فإن النداء الإلكتروني يضع السوريين جميعاً، وكذلك الجهات الدولية، أمام ضرورة التحرك لحماية المدينة”، مشدداً على أن تأمين الحماية للمدنيين، وحفظ كرامتهم، وبقائهم فوق أرضهم، “هو الغاية، وعلى الجميع أن يعمل لتحقيق هذا الهدف بالأدوات المناسبة”.

وكانت قرية المبعوجة الواقعة في شرق مدينة السَّلَمية، قد شهدت مجزرة ارتكبها تنظيم “الدولة”، أواخر الشهر الماضي، وراح ضحيتها أكثر من خمسين مدني، بعد هجوم شنه التنظيم على القرية، التي تضم خليطاً سكانياً، من السنّة والاسماعيليين والعلويين، وهي حالة ليست استثنائية بالنسبة إلى قرى مدينة السلمية، المعروفة بتركيبتها السكانية، والتي تشمل مختلف الطوائف.

ناشطون وشهود من أبناء السلمية، حمّلوا النظام أيضاً المسؤولية عن وقوع هذه المجزرة، حيث اتهموا قواته بالتخاذل عن حماية المدينة، التي تعتبر خط مواجهة أول مع تنظيم “الدولة”، الذي يسيطر على قرى محيطة بها، والاكتفاء بقصفها طيلة الليلة التي اقتحمها فيها مقاتلو التنظيم، ما ساهم في زيادة معاناة سكانها، الذين قتل عدد منهم بصواريخ النظام أيضاً، من دون أن يرسل أي مؤازرات أو قوات لمساعدة حامية المدينة، لصدّ هجوم تنظيم “الدولة”.

وبهذا الصدد، جاء في بيان “مجموعة العمل من أجل حماية مدينة السلمية”، الذي حمل توقيع عدد كبير من ناشطي المدينة، ومدن سورية أخرى، “إنه بات من الواضح، وبعد مجزرة المبعوجة، أن النظام السوري يحاول استثمار هذه الأحداث لمصلحته، وذلك عبر محاولة إعادة تكرار تجربة سنجار والإيزيديين، بنسخة سورية في منطقة السلمية، التي تحتوي خليطاً مذهبياً متنوعاً ومسالماً، يمثل الشعب السوري بغالبيته”.

وبينما لم يعلّق القائمون على الحملة على سؤال حول ما إذا كانوا يطالبون بتكرار تجربة مدينة عين العرب – كوباني، ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، لجهة تدخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمساعدة المقاتلين ضد “الدولة”، علمت “المدن” بأن اتصالات جرت بين سكان وناشطين من مدينة السلمية، وبين فصائل من المعارضة، بهدف التعاون من أجل إنقاذ المدينة. وأكدت مصادر خاصة بأن “اتصالات تجري منذ أسابيع، بين وجهاء في مدينة السلمية، من الأُسَر المعارضة للنظام، وقوى من الجيش الحر، بالإضافة إلى جبهة النصرة، من أجل التحرك لإنقاذ السلمية من المؤامرة التي يشترك فيها كل من النظام السوري، وتنظيم الدولة”.

ويسود اعتقاد واسع في المدينة، أن النظام ربما يتخلى عنها لصالح تنظيم “الدولة”، من أجل تحقيق مكاسب سياسية أمام المجتمع الدولي، خصوصاً إذا ما ارتكب التنظيم مجازر فيها بحق المدنيين، وهو أمر متوقع كما يقول الناشطون من أبناء المدينة. ولم يكن بعيداً من ذلك، بيان “مجموعة العمل”، الذي وجه نداء “إلى الشرفاء، والقوى الفاعلة على الأرض السورية، وجميع قوى المعارضة السورية، وفصائل الجيش الحر، وإلى كافة القوى الإقليمية والدولية”، مطالباً إياها بالتدخل وبشكل عاجل، لفعل كل ما يلزم من أجل حماية مدينة السلمية مما يتهددها “ويتهدد سكانها من ممارسات النظام المجرم، ومن خطر المذابح المحتملة، أو التهجير الجماعي، على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي”، بحسب ما جاء في بيان المجموعة.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى