صبر درويشصفحات الناس

سوريا: هدنة الزبداني مع وقف التنفيذ/ صبر درويش

 توصل المقاتلون في مدينة الزبداني، شمال العاصمة دمشق، إلى عقد اتفاق مع قوات النظام لوقف إطلاق النار بين الطرفين في المدينة وسهل الزبداني التابع لها، وذلك بعد أكثر من أسبوع على المفاوضات بين الطرفين، والتي لم تفضي إلى هدنة واضحة ومستقرة بينهما.

تقع مدينة الزبداني على بعد 45 كيلو متراً شمال العاصمة دمشق، بالقرب من الطريق الدولي دمشق- بيروت. وعلى الرغم من أن المدينة تخضع لحصار خانق منذ أكثر من عام ونصف مترافق مع قصف لم يتوقف عليها بكل أنواع الأسلحة وغارات الطيران من قبل قوات النظام، إلا أنها لم تحظَ بتغطية إعلامية بالنظر إلى الدمار الذي حصل فيها، حيث أشار العديد من الناشطين في المدينة إلى تدمير أكثر من ثمانين في المئة من أحياء المدينة ومنازلها، بينما المدافعون عنها، نجحوا حتى الآن في منع قوات النظام من التقدم إلى عمق المدينة.

الناشط عمر، من مدينة الزبداني، يقول لـ”المدن”: “يأتي اتفاق وقف اطلاق النار كاستراحة محارب، إذ بعد عام ونصف متواصلة من القصف وتحديداً آخر شهرين (بداية عام 2014) بالبراميل والطيران، كان لابد من أن يلتقط المقاتلون أنفاسهم ويعيدوا تنظيم صفوفهم. أعتقد أن وقف اطلاق النار أتى في هذا السياق”.

وحسب ما أورد المجلس المحلي في الزبداني، فإن العمل يجري على التوصل إلى تهدئة بين الطرفين، تقضي بوقف إطلاق النار، وتشمل مدينة الزبداني والسهل الملحق بها، وتضمن عودة الفلاحين إلى أراضيهم ومتابعة أعمالهم فيها، بعد غياب عنها كاد يودي بكل الأشجار المثمرة التي يشتهر فيها السهل، وعودة النازحين إلى المدينة دون التعرض لهم.

وكان المجلس المحلي للزبداني، قدّم قائمة بحوالي 300 معتقل، تشترط التهدئة إطلاق سراحهم، وتم الاتفاق على إطلاق أول دفعة منهم، مقابل تسليم الثوار لبعض أسلحتهم الثقيلة، وفعلاً تم تسليم مدفع رشاش 23 ومدفع هاون، إلا أنه لم يعرف بعد عن إطلاق سراح أي من المعتقلين، وهو ما يشير إلى احتمال تعرقل تطبيق الهدنة.

يقول عمر “في الحقيقة لم تطبق الهدنة بعد، كل ما هنالك وقف لإطلاق النار، إذ ما تزال هناك  شروط لم يوافق عليها النظام بعد، فلم يوافق على الافراج عن قائمة المعتقلين الذين تم التقدم بها من قبل الأهالي، بينما الجيش الحر لم يوافق على تسليم السلاح الثقيل”.

ورغم أن المفاوضات ما تزال جارية بين الطرفين لوقف اطلاق النار، إلا أن المدينة كانت قد تعرضت قبل ثلاثة أيام لقصف بأربع قذائف هاون سقطت على السهل وبلدة مضايا، بينما شهد سهل الزبداني، الخميس، قصفاً مدفعياً عنيفاً، من مدافع حاجز الحوش والمعسكر.

من جهة ثانية، يعد السهل امتداداً للزبداني، وهو الطريق الثاني لدخول المدينة، وكل اتفاقيات وقف اطلاق النار التي تمت سابقاً لم تشمل السهل، وهو ساحة قتال عنيفة بين الطرفين. كذلك، هو أكثر مكان خسرت فيه قوات النظام عسكرياً، كما يقول عمر؛ لكن في الهدنة المزمع عقدها دخل السهل ضمن الاتفاقية، وباشر الفلاحون العودة إلى أراضيهم، باستثناء الاراضي القريبة من حواجز النظام، في حين ما يزال الجبل الشرقي الممتد إلى يبرود خارج نطاق الهدنة.

وكما جرت العادة بعد أي حديث عن هدنة، يجري سجال واسع بين الأهالي والناشطين حول الموضوع، إذ يرى البعض أنها تشكل ضرورة في حال تم إخراج المعتقلين وعاد النازحون إلى منازلهم، ومنهم من يعتبرها مصيدة، يسعى نظام الأسد من خلالها إلى تعزيز قواته على الحواجز المحيطة بالمدينة، في محاولة منه لاقتحامها، وخصوصاً بعدما أصبح متفرغاً جراء سيطرته على يبرود.

هكذا، تواجه مدينة الزبداني منفردة قوات النظام، بعد سيطرة الأخيرة على يبرود والبلدات المحيطة بها، إذ تعد الزبداني من آخر المدن الحدودية بين لبنان وسوريا، وهو ما يضع حملاً ثقيلاً على المدافعين عن المدينة، الذين مازالوا يواجهون قوات النظام والحصار، فهل ستنجح الزبداني في ما فشلت به جاراتها في سلسلة القلمون السورية؟

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى