صفحات العالم

سورية ليست على حافة الهاوية

 


العرب اليوم الأردنية

موفق محادين

اذا كان نظاما صنعاء وطرابلس برسم الرحيل بعد اسابيع او اشهر فان حال النظام السوري مختلف في ضوء المعطيات التالية:

1- ان ما يحدد بقاء او رحيل اي نظام عربي مجموعة من الاعتبارات العامة والخاصة المتداخلة فمن حجم وطبيعة الثورة الى حجم وطبيعة الثورة المضادة, الى الحسابات الاقليمية والدولية كما ان النظام العربي برمته خليط من ثلاثية (القبلية او الطائفية والغنيمة والعقيدة) على حد تعبير المفكر محمد عابد الجابري, وخليط من قريش واحلافها والجيش على حد تعبير حسن حنفي, وخليط من العناصر الرأسمالية وما قبلها..

2- وبهذا المعنى, فان الثورة في اليمن ناضجة وقوية بما يسمح لها بحسم السلطة, كما ان الوضع في ليبيا جاهز لحسم مماثل سواء كانت المعارضة ثورة او ثورة مضادة او مزيجا بينهما (عوامل داخلية وخارجية).

3- اما الحال في سورية فهو لا هذا ولا ذاك لا داخليا ولا اقليميا ولا دوليا, وذلك لاكثر من سبب:-

الاول: ان النظام لم يربط شرعيته بالتوافقات الخارجية حتى تقرر مصيره وتأمره كلينتون بالرحيل.

الثاني: اذا كان هناك صفقة قرن ما بين طبعة عربية من الاسلام التركي والامريكان فان انفجار سورية على ايقاع هذه الصفقة يخلط الاوراق في المنطقة كلها وعلى الجبهة مع العدو الصهيوني, بصورة مفتوحة على كل الاحتمالات, فضلا عن سيناريو التفاهم بين العسكر والليبراليين والاسلام السياسي كما يلاحظ في بلدان اخرى, سيناريو لا اساس له في سورية.

الثالث: لا الثورة ولا الثورة المضادة قادرة على الاستمرار في ظل الظروف السابقة, فقوى الثورة المضادة اعجز من هزيمة الماكينة البوليسية والعسكرية السورية, اما المعارضة المنظمة, فهي إما منهكة من الحملات المستمرة (الاخوان المسلمين) او المضايقات (اليسار والناصريون) او مثقلة بذاكرة (الثورات الملونة) وعلاقاتها مع تيارات لبنانية مشبوهة وما يعرف بالمنظمات غير الحكومية الاجنبية غير البعيدة عن الدوائر الاستخباراتية العالمية وهناك الخوف الشعبي من انفجار على الطريقة العراقية.

اما السبب الرابع فهو ان الاستهدافات الامريكية – الصهيونية وعربانها تسعى لاضعاف النظام السوري وليس اسقاطه, وبما يسمح ويؤدي الى ابتزازه وعزله عن حزب الله والمقاومة العربية عموما..

وبالتأكيد فان الافضل لسورية وقوى المعارضة المؤثرة في الشارع ان تتقاطع في منتصف الطريق بما يؤكد الدور الاقليمي والقومي لسورية وسط متغيرات لا تنتظر الخائفين والمترددين ولا تأبه كثيرا بالمسدسات والحلول الامنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى