أحداث وتقارير اخبارية

سورية: مواجهات عنيفة في دير الزور

أحداث السبت، 30 تموز 2011


دمشق، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب ، أ ب

في ما وصفه ناشطون وحقوقيون سوريون بـ «سباق مع الزمن» تخوضه قوى الامن والجيش في سورية لتطويق الاحتجاجات وحصارها قبل بدء شهر رمضان، قال الناشطون وشهود إن قوى الامن «وسعت بشكل ملحوظ» من الاساليب التي تستخدمها للتضييق على التظاهرات. وتحدث الناشطون عن «حزمة من الممارسات» شملت منع دخول الهواتف النقالة مع المصلين إلى المساجد و»تقطيع اوصال المدن» بالحواجز الامنية، وحصار مساجد واعتقال أئمة، واطلاق الغازات المسيلة للدموع ومنع المصلين تحت سن الخمسين من الصلاة، إضافة إلى نشر دبابات وتحليق طائرات فوق رؤوس المحتجين في مدينة دير الزور التي شهدت مواجهات عنيفة بين افراد المخابرات الحربية والسكان.

وأفاد الناشطون ان 11 مدنيا على الاقل قتلوا امس في جمعة «صمتكم يقتلنا» وليل اول من امس في مداهمات، فيما تحدثت السلطات عن مسلحين «يطلقون النار واصابع الديناميت» على قوات حفظ النظام والمدنيين في مدن اللاذقية ودير الزور والبوكمال. كما تحدثت عن تفجير أنبوب لنقل النفط بعبوة ناسفة بالقرب من حمص على ايدي «مجموعات تخريبية».

وقال ناشطون إن الحملة الامنية التي شنتها قوى الامن خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، تُعَدّ الأعنفَ. وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان والرابطة السورية لحقوق الانسان عن مقتل اربعة شبان في اللاذقية ودرعا ودير الزور ومدينة القصير في ريف دمشق، موضحين انهم قتلوا على حواجز امنية أو بإستهدافهم بإطلاق النار عليهم خلال مشاركتهم في تظاهرات امس. كما تحدثت المنظمتان عن مقتل اثنين في الزبداني في ريف دمشق، و5 مدنيين في دير الزور في عمليات امنية ليل اول من امس.

ورغم اجراءات التضييق الامني، قال المرصد السوري إن «اكثر من 500 الف شخص شاركوا في التظاهرة التي جرت في ساحة العاصي وسط حماة» أمس. اما في دير الزور، فأشار المرصد إلى «اربع طائرات تحوم فوق المتظاهرين» الذين قُدِّر عددهم بنحو 50 ألف مشارك في المدينة. كما ذكر المرصد أن «قوات الأمن التي يفوق عددها أعداد المتظاهرين فرَّقت بعنف مفرط تظاهرة في بانياس (غرب البلاد)، وقامت بملاحقة المتظاهرين داخل الأحياء والأزقة واقتحمت منازلهم». اما في درعا فاشار الناشطون إلى اطلاق رصاص حي لتفريق التظاهرات. كما تحدثوا عن فرض «قوات الامن حصاراً أمنياً كثيفاً في مدينة انخل في ريف درعا… وحظرا للتجول». ولفتوا إلى ان الامن «منع المصلين دون الخمسين من العمر من دخول المسجد وأداء الصلاة، كما منعت إدخال الهواتف النقالة، وبخاصة المزوَّدة كاميرات، الى المساجد».

وفي حمص، تحدث المرصد عن «تظاهرات جرت في عدة أحياء، رغم الحصار وتقطيع أوصال المدينة، وبخاصة في بابا عمرو والوعر والخالدية والبياضة وباب تدمر والإنشاءات وحي الخضر والغوطة والميدان، بالإضافة الى الرستن (ريف حمص)».

اما في المنطقة الشرقية، التي يغلب على سكانها الأكراد، ذكر عضو المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) حسن برو، ان تظاهرات جرت في مدن عدة، منها القامشلي ورأس العين اضطر المشاركون فيها الى فضها بعد ان قام متظاهرون ينتمون الى حزب العمال الكردستاني (المحظور) برفع اعلام كردية وصور لزعيم الحزب عبد الله أوجلان.

“جمعة صمتكم يقتلنا” في سوريا سجلت تراجعاً بعد الحملة الأمنية

قتل اربعة اشخاص وجرح آخرون عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرات مناهضة للنظام السوري في مدن سورية عدة في “جمعة صمتكم يقتلنا”. كما قتل رجلا امن، بينما اعلنت دمشق ان “مجموعات تخريبية” فجرت انبوبا لنقل النفط بعبوة ناسفة في تلكلخ قرب مدينة حمص.

وشهد يوم الجمعة الاخير قبل بداية شهر رمضان الذي يكون ساخنا، تراجعا نسبيا في عدد التظاهرات وعدد المشاركين فيها، وكذلك في أعداد القتلى والجرحى. وبرر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان في سوريا عبد الكريم ريحاوي هذا التراجع النسبي بـ”الحملة الأمنية التي نفذتها السلطات منذ منتصف الأسبوع واعتقال المئات في المناطق الساخنة”.

وفي المنطقة الشرقية التي يغلب على سكانها الاكراد، انفضت تظاهرات عدة بسبب انقسامات كردية ورفع متظاهرون ينتمون الى “حزب العمال الكردستاني” المحظور اعلاما كردية وصور لزعيم الحزب عبد الله أوج الان.

وفي دير الزور نشب قتال بين عناصر المخابرات العسكرية السورية وسكان في المدينة بعد مقتل اربعة محتجين برصاص رجال الامن ليل الخميس. (راجع العرب والعالم)

(ي ب أ، و ص ف، رويترز، أ ش أ)

10 قتلى في تظاهرات «صمتكم يقتلنا»

دمشق: تفجير أنبوب نفطي في تلكلخ

تظاهر عشرات آلاف السوريين في يوم الجمعة الاخير قبل شهر رمضان، وسط تقارير حول سقوط المزيد من القتلى، وإن بحصيلة أقل من ايام الجمعة الماضية، فيما تحدثت السلطات عن مقتل عنصر من القوات الامنية في اطلاق مسلحين النار على القوات الأمنية في منطقة البوكمال الحدودية، وظهور مسلحين بشكل علني في دير الزور، وذلك بعد ساعات من إعلان دمشق أن «مجموعات تخريبية» فجرت أنبوبا لنقل النفط في بلدة تلكلخ، على الحدود مع لبنان.

وكتب مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن المؤشرات الحالية في سوريا لا توحي بأن المسار السياسي لحل الأزمة هو الذي يسير في المقدمة، إذ تكون الانطباع لدى السلطة أنها تمتلك زمام السيطرة النسبية على وتيرة الأحداث، وأن الارتباك الذي ساد في

الفترة الأولى من الأحداث، ولا سيما في آذار ونيسان الماضيين، أصبح خلفها.

وقد سارت القيادة السورية في خطين شبه متوازيين منذ نهاية نيسان وحتى الآن، الأول يركز على الإصلاح السياسي المتمثل بإصدار حزمة من القوانين، جزء منها مطلب شعبي، والإصلاح الاقتصادي المتمثل برفع «ثقل» السياسة الاقتصادية التي اتخذت في المرحلة الماضية وأثرت على حياة الطبقة الوسطى من الناس، كما الفقراء. وكان المسار الثاني يسير أيضا من دون توقف، ويتمثل في التعاطي الأمني مع المشكلة، وما تبعه من تعامل عسكري في مناطق بدت وكأنها خرجت عن نطاق سيطرة الدولة.

والآن ومع حلول شهر رمضان على الأبواب، لا ترغب الدولة في جعل يومياته مثار تهديد للاستقرار الحياتي، خصوصا أن المعارضة المتمثلة بالتنسيقيات تكثر من التهديد، ولا سيما بليالي رمضان. ويتزامن الحل العسكري مع معطيات أمنية لدى قيادة الدولة بالسيطرة على حدة الاحتجاج، ولا سيما في المناطق التي تشكل خطورة على الأمن العام للبلاد، في إشارة إلى المناطق الحدودية. (تفاصيل صفحة 14)

واعتبر الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستير بيرت في مقابلة مع وكالة «رويترز»، انه يصعب تقييم فرص استمرار النظام في سوريا ما لم يغير أسلوبه في التعامل مع الاحتجاجات. وقال «صعب جدا تقييم فرص استمرار النظام من عدمه. ان ما يحدث غير مقبول.. استمرار مقتل المدنيين بيد النظام خطأ تماما». وأضاف «الرغبة في الإصلاح يجب ان تدعمها الحكومة لا ان تقابلها بالقمع او العنف. نعتقد أنه اما ان يدعم الرئيس هذه العملية الاصلاحية او يتنحى عن الطريق. ما لم يتوقف القتل الآن فإن فرصهم تتقلص يوما بعد يوم».

وأعلن بيرت ان موقف بلاده واحد من الوضع في ليبيا وسوريا، لكن لم يتحقق اجماع دولي بشأن سوريا مثلما حدث بشأن ليبيا. وقال «بريطانيا طلبت الشيء نفسه للبلدين لكن من الواضح ان الظروف مختلفة. لا احد يقترح التدخل في سوريا».

ميدانيا، قتل 4 مدنيين وعسكري في جمعة أطلقت المعارضة عليها «صمتكم يقتلنا»، في إشارة إلى صمت العالم عما يجري في سوريا. وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن مقتل «شاب في دير الزور» وآخر في مدينة القصير في ريف حمص. وأشار إلى «مقتل شاب وجرح آخرين عندما أطلقت قوات الأمن النار بكثافة لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة قنينص في اللاذقية». وتحدثت «لجان التنسيق المحلية» عن مقتل 10 أشخاص من دون تحديد أماكن مقتلهم.

من جهتها ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «مسلحين يطلقون النار وأصابع الديناميت على قوات حفظ النظام والمدنيين في حي قنينص باللاذقية». وأشارت الى «ان مسلحين اطلقوا النار على قوات حفظ النظام في مدينة البوكمال ما ادى الى استشهاد احد العناصر»، مضيفة ان «عددا من المسلحين ظهروا بشكل علني في شوارع دير الزور ومنطقة البوكمال».

وأعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي «مقتل شاب عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق تظاهرة في درعا».

وأضاف الريحاوي ان «قوات الامن اطلقت النار بكثافة على تظاهرة شارك فيها الآلاف في حرستا ما أوقع اكثر من 15 جريحا بين المتظاهرين بالاضافة الى تعرض المتظاهرين في حي كرم الشامي في حمص لاطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن». وأكد ان «اكثر من 500 الف شخص شاركوا في التظاهرة التي جرت في ساحة العاصي وسط مدينة حماه».

وفي دير الزور، أشار عبد الرحمن الى ان اربع طائرات حامت فوق المتظاهرين الذين قدر عددهم «بنحو 50 ألف شخص». وقال ان قوات الأمن فرقت بعنف تظاهرة في بانياس. وأشار الى «تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص في ادلب وريفها كما المئات في مدينة سراقب رغم التواجد الامني الكثيف».

وفي ريف دمشق، ذكر ان «نحو خمسة آلاف متظاهر خرجوا في عربين ونحو خمسة آلاف في كناكر والمئات في الزبداني هاتفين للشهداء وتظاهرة اخرى في داريا هجمت عليها قوات الامن لتفريقها».

وتحدث ريحاوي عن «تظاهرات جرت في البوكمال والحسكة نصرة لدير الزور، وفي ريف ادلب كما في معرة النعمان وتل نمس وكفر رومة وأريحا وفي ريف دمشق. كما جرت تظاهرات في الكسوة وحرستا ومضايا والمعضمية ودوما وقارة والحجر الأسود وجديدة عرطوز بالاضافة الى حي برزة والقابون والميدان في العاصمة».

وقال عضو المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) حسن برو ان «تظاهرات جرت في القامشلي وراس العين والدرباسية اضطر المشاركون فيها الى فضها بعد ان قام متظاهرون ينتمون الى حزب العمال الكردستاني (المحظور) برفع اعلام كردية وصور لزعيم الحزب عبد الله اوجلان».

وأفادت «سانا» ان «حشودا كبيرة تجمعت في ساحة باب توما بدمشق رفضا لكل اشكال التخريب التي تقوم بها الجماعات الارهابية المسلحة وخاصة تفجير خط النفط قرب حمص وتأكيدا على وحدة السوريين».

ونفى محافظ دير الزور سمير عثمان الشيخ ما تناقلته بعض الفضائيات حول مقتله. وقال، في اتصال بالفضائية السورية، «سمعت خبر وفاتي على بعض القنوات الفضائية وأنا بخير وبصحة جيدة وفي مكتبي وأمارس عملي وكل شيء طبيعي». وأضاف أن «الناس اعتادوا على أخبار كهذه من قناتي «العربية» و«الجزيرة» والأمور عادية ولا صحة للخبر».

تفجير خط أنابيب النفط

وذكرت «سانا» ان «مجموعات تخريبية استهدفت بعبوة خطا لنقل النفط يمر بمنطقة تلكلخ قرب سد تل حوش ما ادى الى احداث حفرة بقطر حوالى 15 مترا وتسرب النفط من الخط».

وقال محافظ حمص غسان عد العال ان «العمل الارهابي عمل تخريبي من الدرجة الاولى، حيث اختار المخربون مكانا قريبا من سد تل حوش الذي يروي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية متعمدين احداث اضرار وخسائر كبيرة». وأضاف ان «الاجراءات تتخذ الآن من اجل منع انتشار بقعة النفط في مياه سد تل حوش الذي يروي مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية في المنطقة بين طرطوس وحمص».

بدوره، أكد مدير الموارد المائية في حمص تمام رعد أن «العمل الإرهابي مدروس ومخطط له بدقة، ويظهر ذلك من أهمية المكان الذي حصل فيه، وخاصة لجهة الاضرار بسد تل حوش الذي يروي 6 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، موزعة بين محافظتي طرطوس وحمص، وتبلغ طاقته التخزينية 53 مليون متر مكعب من المياه».

وقال وزير النفط سفيان علاو، خلال تفقده موقع الانفجار، إن «الأنبوب المستهدف مخصص لنقل إنتاج حقول المنطقة الشرقية إلى مصفاة بانياس لتأمين حاجتها من النفط الخام ونقل الفائض الى مرفأ طرطوس لتصديره، وهو من الخطوط المهمة»، موضحا انه «تم على الفور قطع التغذية عن الخط ونقلها إلى خط آخر».

ووصل علاو إلى القاهرة مساء أمس، على رأس وفد في أول زيارة من نوعها بعد ثورة 25 يناير تستغرق يومين. ويجري علاو خلال زيارته مباحثات مع نظيره المصري وعدد من المسؤولين تتناول سبل دعم التعاون بين مصر وسوريا في مجالات الغاز والنفط من خلال استعراض اتفاقيات البحث عن الغاز وتنميته وبصفة خاصة في المياه العميقة بالبحر المتوسط وبحث الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال البحث عن الغاز في المياه العميقة بالبحر المتوسط.

كما تتناول المباحثات المصرية السورية متابعة مشروع الغاز العربي الذي ينطلق من مصر مرورا بالأردن وسوريا ولبنان ثم تركيا ومنها إلى أوروبا إلى جانب بحث كل ما يتعلق بالشركة العربية للاستثمارات البترولية «ابيكورب».

شعبان في حلب

وفي مهرجان «تحية من حلب الوفاء لسوريا العطاء» قالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان» إن البلاد اليوم هي التي كانت مستهدفة بوحدة ترابها ولغتها وتاريخها ووحدة شعبها وأمنها وأمانها أما هذه الأزمة فقد كانت بشكل ما مفيدة لبلادنا مع أنها سرقت ربيعنا وصيفنا ولكنها كشفت بما لم يعد يقبل الشك أننا جميعا مستهدفون في مدننا وقرانا وفي مدارسنا وقطاراتنا وأننا جميعا أصحاب لغة الضاد محل حسد العالم ومحل مؤامراته ومناكفاته الدائمة ولكن وكما زنرتم القلعة اليوم بالعلم لتقولوا إن تاريخنا ملكنا وإننا أبناء حضارة عريقة لا يهزها أي بركان فإنني أود أن أتوجه من هنا وباسم أهل البلد جميعا إلى أهالي معرة النعمان الذين وقفوا بصدورهم ليحموا متحف الفسيفساء وليقولوا إن تاريخنا هو المستهدف كما كان متحف العراق هو المستهدف… كما أن متاحفنا وتاريخنا في هذه الأمة من خليجها إلى محيطها هي المستهدفة».

واعتبرت شعبان «أنه من قراءة الواقع الذي يعيشه شعبنا العربي السوري ومن خلال ربطه مع مجريات الأحداث في وطننا العربي منذ العام 2003 وحتى اليوم ندرك جميعا أن الهدف الحقيقي الذي يتم الترويج له ليس أقل من نقل سايكس بيكو ووعد بالفور إلى مرحلة ثانية تحقق الهيمنة الصهيونية على الوطن العربي برمته من خلال إضعاف وتفتيت الدول العربية وخلق الانقسامات والنزاعات بين أبنائها مشيرة إلى أنه يساعد في هذا الهدف ضعف البنى السياسية والمؤسساتية التي لم يكتمل بناؤها في معظم دولنا العربية بعد أن نالت استقلالها ولذلك فإن التحدي الحقيقي اليوم في سوريا تحدي وحدة ومصير وتحدي مستقبل بلاد والطريق الوحيد لضمان المستقبل أن يعتبر كل منا أن مسؤوليته البدء بالمساهمة في الترميم بطريقته لبناء مستقبل أفضل بدلا من اصطياد أخطاء هنا والتربص بآخرين هناك وانتظار زلاتهم ونقاط ضعفهم».

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز)

الدبابات تقصف دير الزور.. وتفجير انبوب نفط قرب حمص

سورية: انباء عن مواجهات مسلحة بين السكان والمخابرات العسكرية

عمان ـ دمشق ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قال شهود ان قتالا اندلع الجمعة بين افراد المخابرات العسكرية السورية وسكان في مدينة دير الزور بشرق البلاد، عقب مقتل ستة محتجين، فيما بدا انه تحد مسلح خطير للرئيس السوري بشار الاسد، في الوقت الذي اعلن فيه ‘المرصد السوري لحقوق الإنسان’ الجمعة ان عدد القتلى برصاص قوات الأمن السورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وصل الى 10.

وقال ناشطون عبر الهاتف ان السوريين خرجوا بالآلاف إلى الشوارع في انحاء البلاد في جمعة ‘صمتكم يقتلنا’ للمطالبة بانهاء حكم الأسد المستمر منذ 11 عاما، في تحد لحملة عسكرية مكثفة ضد انتفاضة تطالب بالحريات السياسية.

وقال ناشطون حقوقيون إن قوات الأمن قتلت بالرصاص مدنيا عندما اطلقت النار على متظاهرين في قرية المسيفرة. وأضافوا أن المتظاهرين تعرضوا لإطلاق النار في مدينة درعا المجاورة مهد الانتفاضة وفي مدينتي بانياس واللاذقية الساحليتين وفي ضاحية الحجر الاسود بدمشق والتي اغلب سكانها من النازحين من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء ان أحد افراد قوات حفظ النظام قتل في منطقة البوكمال على الحدود مع العراق، وأن مخربين فجروا خطا لتصدير النفط بالقرب من مدينة حمص بوسط البلاد الجمعة. وقالت ان الهجوم تسبب في تسرب النفط من الخط.

والكثير من سكان المنطقة لديهم أسلحة لأن الحكومة سلحت في السابق القبائل الشرقية التي لها علاقات وثيقة بالعراق، وذلك كثقل مضاد لسكان سورية من الأكراد والذين يقطن الكثير منهم في مناطق متاخمة لمحافظة دير الزور.

وقال أحد السكان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز بالهاتف ‘القتال يتركز في شمال غرب دير الزور. انه مستمر بلا توقف منذ الثانية صباحا (23:00 بتوقيت غرينتش)’.

وأضاف وقد سمعت في الخلفية اصوات رشاشات ثقيلة ‘الدبابات دخلت المدينة خلال الليل لكن هناك حديثا عن ان وحدات كاملة من الجيش تنشق. قطعت الكهرباء والاتصالات’. وفي وقت سابق تحدث سكان عن قصف دير الزور بالدبابات.

وحدثت بعض الوقائع الفردية التي استخدم فيها سوريون السلاح خلال الانتفاضة لحماية منازلهم على سبيل المثال خلال هجمات شنتها قوات الامن على مدن مضطربة.لكن القتال الذي تتحدث عنه التقارير في دير الزور يبدو انه رد فعل مسلح من جانب عدد كبير من الناس على حملة القمع التي ينفذها الاسد بقبضة من حديد ضد الاحتجاجات الشعبية.

كما دعا المتظاهرون السوريون إلى تنظيم”مسيرات احتجاجية يومية اعتبارا من غرة شهر رمضان المنتظر ان تكون الاثنين المقبل.

وقال نشطاء في مدينة حمص المضطربة عبر صفحتهم على موقع ‘فيسبوك”الإلكتروني للتواصل الاجتماعي ان المسيرات الاحتجاجية الداعية لترسيخ قواعد الديمقراطية ستحتشد بشكل يومي خلال شهر رمضان، من بعد الإفطار وحتى الفجر.

السوريّون يخشون «التصعيد» في رمضان

من جديد، خرج المحتجون السوريون أمس إلى الشوارع في جمعة «صمتكم يقتلنا»، تأكيداً على تمسكهم بمطلب التغيير، بعدما سبقتها ليلة حافلة توزعت فيها مظاهر التأييد للنظام بين المحافظات السورية، بدءاً من دمشق مروراً بحلب وصولاً إلى اللاذقية. وفيما كان معارضون يحمّلون النظام مسؤولية التراجع النسبي في أعداد التظاهرات والمتظاهرين، بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطات، كانت الأنظار تتجه إلى مدينة دير الزور، مع حديث وكالة «رويترز» عن مواجهة النظام فيها «تحدياً مسلحاً خطيراً» في وقت يترقب فيه السوريون مجيء رمضان لمعرفة ما اذا كان شهر الصيام سيحمل معه تصعيداً جديداً

وسام كنعان, محمد الشلبي

دمشق | أحيا السوريون، أمس، جمعة «صمتكم يقتلنا»، وسط حديث عن تراجع نسبي في عدد التظاهرات وعدد المشاركين فيها. وعلى الرغم من استمرار الاحتجاجات في مختلف المحافظات السورية، وتسجيل جمعة حاشدة جديدة في ساحة العاصي في حماه، إلا أن المدينة التي شهدت أخطر الأحداث كانت دير الزور، التي لم تهدأ طيلة أيام الأسبوع الماضي، رغم أن الحل الأمني يتصاعد بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان، وسط إصرار أهالي المدينة على التظاهر على نحو شبه يومي. هكذا، بدت بعض شوارع مدينة الفرات منذ صباح أول من أمس مغلقة من قبل الأهالي. الجميع كان يتوقع التصعيد مع وصول المحافظ الجديد، سمير عثمان الشيخ. ومع هبوط الليل، تحولت المدينة إلى ما يشبه مدينة الأشباح، إذ أغلقت غالبية المحال التجارية، وبدأت بعض الأحياء في شمال المدينة تشهد إطلاق نار كثيفاً، بينما تمركزت الدبابات شمال غرب المدينة في معسكر لطلائع البعث، ثم أخذت تتحرك، إضافةً إلى تجول سيارات مصفحة في الشوارع التي أغلقت بالحاويات والبراميل والإطارات المشتعلة من قبل الأهالي. أما منزل المحافظ، فقد طوّقه أهالي الحي، حتى إن أبناء المدينة تناقلوا شائعة قوية عن مقتل المحافظ ومعه رئيس فرع الأمن العسكري، وهو ما نفاه المحافظ في اتصال هاتفي مع التلفزيون السوري.

أما في الصباح، فمرت سيارة «بيك آب» وأخذت تطلق النار عشوائياً على من خرج الى الأفران، فيما بدأت المساجد بالتكبير لصلاة الجمعة، قبل أن يسمع صوت انفجار قرب مقر أمن الدولة، تلاه إطلاق نار متقطع في حي القصور. أما المساجد، فقد تفاوت الحضور فيها، لكنّ أعداداً كبيرة خرجت للتظاهر باتجاه ساحة الباسل. وتحدث البعض عن انشقاقات في صفوف الكتيبة السابعة في المدينة، كما سُمعت أصوات مروحيات تحلق فوق تلك الساحة والحويقة، وتحدث عدد من الأهالي عن هبوط المروحيات في مطار المدينة، إضافة إلى توجه تعزيزات عسكرية، ممّا يوحي باستمرار التصعيد، فيما تحدثت وكالة رويترز عن «أن قتالاً اندلع بين أفراد الاستخبارات العسكرية السورية وسكان في مدينة دير الزور بشرق البلاد عقب مقتل خمسة محتجين».

وقال أحد السكان، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ «رويترز»، إن «القتال يتركز في شمال غرب دير الزور. إنه مستمر بلا توقف منذ الثانية صباحاً». وأضاف «الدبابات دخلت المدينة خلال الليل، لكن هناك حديث عن وحدات كاملة من الجيش تنشق. قطعت الكهرباء والاتصالات».

وفي موازاة الاشتباكات في دير الزور، خرجت تظاهرات متفرقة في محافظة حمص ومناطقها المختلفة عقب صلاة الظهر، التي شهدت أيضاً تفجير خط لنقل النفط بالقرب من منطقة تل كلخ الحدودية. كذلك خرجت تظاهرات مختلفة في مناطق من محافظ ريف دمشق، مثل الحجر الأسود، وكناكر، ومضايا، دوما، حرستا، عرطوز وغيرها.

ويتوقع الكثير من رموز المعارضة السورية أن يشهد رمضان «تصعيداً غير مسبوق في تصدي أجهزة الأمن السورية للتظاهرات والاحتجاجات بمختلف أشكالها»، و«أن يستخدم النظام السوري المزيد من القوة والعنف، فهو حتى هذه اللحظة لم يكشف عن قوته الحقيقية التي يمتلكها، ومن الممكن أن يستخدمها جميعها، إذا خرجت الأمور في شهر رمضان، عن السيناريو الذي يتوقعه في تصديه وتعامله مع التظاهرات».

ونقلت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، قوله إن قوات الأمن السورية اعتقلت منذ فجر الجمعة أكثر من 300 شخص في مدينة دمشق، مشيراً إلى «أن أكثر من 100 شخص اعتقلوا في حي القدم خلال عملية أمنية نفّذتها قوات الأمن السورية، و15 شخصاً في ركن الدين، و11 شخصاً في حي نهر عيشة، و 8 أشخاص في حي برزة»، وكلها أحياء في العاصمة السورية.

من جهته، تحدث رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي، لوكالة «فرانس برس»، عن قيام «قوات الأمن بإطلاق النار بكثافة على تظاهرة شارك فيها الآلاف في حرستا في ريف دمشق، ما أوقع اكثر من 15 جريحاً بين المتظاهرين، إضافةً الى تعرض المتظاهرين في حي كرم الشامي في حمص لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات الأمن التي يفوق عددها أعداد المتظاهرين فرقت بعنف تظاهرة في بانياس، ولاحقت المتظاهرين داخل الأحياء والأزقة».

في غضون ذلك، نقلت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى برصاص قوات الأمن السورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وصل الى 10. وقال المرصد «إن أربعة شهداء جدد قتلوا الجمعة برصاص قوات الأمن، أحدهم قتل في اللاذقية، فيما قتل الثاني أمام فرع الأمن العسكري بدير الزور، وقتل الثالث في محافظة درعا، واستشهد مواطن آخر على حاجز في قرية الموح التابعة لمدينة القصير»، فيما سقط أول من أمس «في دير الزور خلال الحملة الأمنية 4 مواطنين، فضلاً عن مواطنين في سهل الزبداني بريف دمشق».

من جهته، أكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي لوكالة «فرانس برس» «مقتل شاب عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق تظاهرة في درعا».

بدوره، قال التلفزيون السوري إن «عنصرين من قوات حفظ النظام قتلا برصاص مسلحين في منطقة البوكمال، وتعرض عناصر آخرون من قوات حفظ النظام لرصاص مسلحين في حي قنينص في مدينة اللاذقية»، فيما أفادت مصادر محلية في مدينة البوكمال لـ «يونايتد برس انترناشونال» أن «مواجهات جرت فجر أمس في المدينة بين متظاهرين وقوات الأمن سقط خلالها قتيل وأربعة جرحى، أحدهم جراحه خطرة».

ضبابيّة دمشق

تبدو الحالة الضبابية هي السائدة في الشارع السوري هذه الأيام، في انتظار قدوم شهر رمضان، الذي ترافقه طقوس وأجواء وعادات خاصة، اعتادها المجتمع السوري وبات يعيشها بمختلف أطيافه الدينية والمذهبية.

دمشق تبدو كأنها تلخص واقعاً غير مألوف بدأت معالمه تطفو على السطح، حتى أصبح حالة اعتيادية تلخص تبعات الأحداث الاحتجاجية على تفاصيل الحياة اليومية للمواطن.

إقبال شديد على شراء المواد الغذائية الأساسية، خوفاً من ارتفاع مفاجئ قد يطرأ على أسعارها، كما يحدث عادة في شهر رمضان، بعيداً عن الأزمة التي تعيشها سوريا الآن، أو تحسباً من غيابها عن الأسواق نتيجة تخزين بعض المواطنين كميات كبيرة

منها.

أيضاً غابت مظاهر الاحتفال والبهجة بشهر الصيام عن مجمل المناطق ومدن والمحافظات السورية، أما الدراما السورية التي كانت تنتشر إعلانات أعمالها على لوحات الطرقات في هذه الأيام من كل عام، فقد غابت هي الأخرى لتستبدل بالشعارات الوطنية والقومية، التي تدعو إلى «وئد الفتنة والمؤامرة»، و«الوحدة واللحمة والوطنية».

جمعة “صمتكم يقتلنا” في سوريا تخلّف 20 قتيلا

أ. ف. ب.

نيقوسيا: افاد ناشطون حقوقيون السبت ان 20 شخصا قتلوا يوم الجمعة فيما جرح اكثر من 35 في يوم جمعة “صمتكم يقتلنا” الذي دعا ناشطون الى التظاهر فيه ضد النظام السوري.

واكدت المنظمة العربية لحقوق الانسان في بيان “سقوط 19 شهيدا” مشيرة الى ان “السلطات السورية امعنت في استخدام القتل بحق المتظاهرين في جمعة صمتكم يقتلنا يوم امس الجمعة”.

واورد رئيس المنظمة عمار قربي لائحة باسماء القتلى مشيرا الى “مقتل شخص في اللاذقية و 3 اشخاص في دير الزور (شرق) وشخصين في مدينة البوكمال التابعة لها (شرق)”.

كما سجل “مقتل سبعة خمسة اشخاص في ريف دمشق بينهم خمسة في الكسوة وشخصان في دوما (ريف دمشق) وثلاثة اشخاص في درعا (جنوب) وشخص في قرية تابعة لمحافظة حمص (وسط) وشخص في حماة (وسط)”.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “12 مدنيا قتلوا وجرح 35 شخصا يوم الجمعة”.

واشار المرصد الى “مقتل رجل فجر يوم الجمعة على احد الحواجز الأمنية في حي القدم في دمشق”.

كما اورد ان بقية القتلى سقط منهم “شخص في اللاذقية وشخص في درعا وشخص في احدى القرى التابعة لمحافظة حمص وشخص في دير الزور وشخص في دوما وشخص في حماة واخر في البوكمال بالاضافة الى سقوط اربعة قتلى في الكسوة”.

وذكر المرصد في بيان ان “عدد الشهداء الذين سقطوا منذ اندلاع الثورة السورية منتصف اذار/مارس بلغ 1888 شهيدا بينهم 1519 شهيدا مدنيا و369 شهيدا من الجيش وقوى الأمن الداخلي” لافتا الى ان المرصد بحوزته “قوائم موثقة” باسماء التقلى.

مقتل شخص واعتقال اكثر من 500 خلال حملة مداهمة في دمشق

افاد ناشط حقوقي السبت ان شابا قتل في حي القدم في العاصمة برصاص رجال الامن الذين قاموا بحملة مداهمة الجمعة اعتقل خلالها اكثر من 500 شخصا.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان “قوات كبيرة من عناصر الجيش والامن دخلت عند الساعة الثالثة من فجر الجمعة (0,00 تغ ليل الخميس الجمعة) حي القدم وحاصرته بشكل كامل”.

واضاف مدير المرصد ان “اكثر من 500 مواطن اعتقلوا نتيجة هذه الحملة واستشهد شاب على احد الحواجز الأمنية”.

واشار الى ان السلطات “منعت اقامة تشييع له الا من قبل اهله وتم دفنه بشكل سريع بمرافقة الأمن لمنع خروج مظاهرة”.

ولفت عبد الرحمن الى ان “الجيش نصب حواجزه على جميع مداخل الحي قبل ان تباشر قوات الامن مدججة بالسلاح والعتاد بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات بشكل عشوائي رغم وجود قوائم باسماء مطلوبين شاركوا بمظاهرات مناهضة للنظام”.

واضاف ان “قوات الامن قامت بكسر ابواب من لا يفتح الباب مباشرة والقفز عبر اسطح المنازل”، لافتا الى ان “الحملة التي ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف لاخافة الاهالي استمرت حوالي اربع ساعات”.

نشطاء: غُيّبت الكفاءات عبر حكم البعث… والثورة على كل ما هو بالٍ

التسويات ومحاولات إطالة عمر النظام السوري مرفوضة شعبياً

بهية مارديني

رفض نشطاء سوريون أي حديث عن تسويات أو مفاوضات مع النظام  بغض النظر عن شخصيات المفاوضين، مؤكدين أن سقف المطالب هو إسقاط هذا النظام. واعتبروا أن على رأس النظام التنحي وتسليم السلطة  لتقاد البلاد نحو فترة انتقالية تجهز انتخابات رئاسية و برلمانية حرة.

اسطنبول: رفض نشطاء سوريون أية تسوية مع النظام، وأكدوا لـ”ايلاف” أن أية محاولة لإطالة عمر النظام مرفوضة شعبيا مهما كانت شخصيات المفاوضين فيها.

وقال لـ”ايلاف” معاذ السباعي عضو الهيئة التأسيسية لمؤتمر أنطاليا والمنسق العام لملتقى النشطاء السوريين إن “سقف المطالب هو اسقاط النظام، وأية محاولة لـ”تسويات” او “مفاوضات” أو “حوارات” تحت أية تسمية مرفوضة من أي طرف كان” .

وأضاف “ان كان النظام حريصا على مصلحة سوريا فعلى رأس النظام التنحي وتسليم السلطة حسب الدستور السوري لتقاد البلاد نحو فترة انتقالية تجهز انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة “.

وأشار الى أن “مستقبل سوريا سيكون مشرقا بعد نجاح الثورة لان هناك خبرات وكفاءات للسوريين في الداخل والخارج مبدعين في مجالات مختلفة ويمثلون كل أطياف المجتمع وأثبت الشعب السوري انه رغم اكثر من اربعين عاما على الديكتاتورية فهناك مسؤولية كبيرة لديه نحو توحيد صفوفه ورفض الطائفية من اجل الوطن والهدف المشترك وأثبت احساسا وطنيا وارتباطه بسوريا”.

من جانبه رفض محمد سرميني مسؤول العلاقات العامة في ملتقى النشطاء السوريين في حديث مع “ايلاف “الحديث عن” أية صفقات او تسويات “، وقال “إن سوريا تحتاج الى دولة مؤسسات وقاعدة أساسية لبناء دولة ديمقراطية.”

وأضاف “شاركت في الكثير من المؤتمرات ومنها مؤتمر أنطاليا ولم اشعر بأي نوع من انواع الانقسامات وميزة الشباب انهم غير محملين بتبعات الماضي” .

واعتبر” ان بديل النظام هو بديل يجب ان يحمل صبغة جديدة مختلفة عن الشكل التقليدي فالثورة جاءت على النظام وعلى كل شيء بال”.

ورأى “انه جرى تغييب كفاءات سوريا عبر حكم البعث، ولا بد أنهم سيعودون بعد نجاح الثورة لبناء سوريا ديمقراطية جديدة”.

من جانبها أعلنت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا أنه قتل 19 شخصا على الاقل في “جمعة صمتكم” يقتلنا .

وقالت في بيان لها تلقت “ايلاف ” نسخة منه “إن السلطات السورية أمعنت في قتل السوريين في أكثر من محافظة وخاصة بعد دخول دير الزور بقوة على أيام التظاهرات “.

عودة الحياة السياسية الى سوريا

الى ذلك اعتبرت الدكتورة السورية شذى الجندي “أن هناك عوامل كثيرة تبشر اليوم بعودة الحياة السياسية إلى سورية وتسمح بالخروج من الصمت والسكون والاستقالة السياسية كما تجعل من الانخراط بالشأن العام استثمارا منتجا، أي قادرا على تحقيق التغيير المنشود وإعادة بناء الحياة الاجتماعية على أسس أقوى من السابق”.

وقالت “إن تغيير النظام يتطلب تغيير القواعد والآليات التي تحكم حركة المجتمع والتي تشكل سلسلة لا يؤدي تغيير إحدى أو بعض حلقاتها إلى تغييرها بل لا بد من تغييرها كلها لتنتقل به إلى قواعد جديدة تطلق حرية المجتمع وتحترم حقوق الإنسان وتقوم على احترام إرادة الشعب وتمثله تمثيلا حقيقياً”.

ورأت الجندي “ان الاحتكام إلى شرعية دستور ديمقراطي من أولويات العمل للتحول نحو الديمقراطية، حيث من الضروري أن يؤسس الدستور الديمقراطي على ستة مبادئ عامة مشتركة لأزمة لاكتساب أي دستور صفة الدستور الديمقراطي حيث  منها لا سيادة لفرد أو لقلة على الشعب، مع اعتبار الشعب مصدر السلطات، يفوضها دورياً عبر انتخابات دورية فاعلة وحرة ونزيهة واقرار مبدأ المواطنة باعتبارها مصدر الحقوق ومناط الواجبات وسيطرة أحكام القانون والمساواة أمامه، وسيادة حكم القانون لا مجرد الحكم بالقانون”.

وأضافت الجندي ” لابد من عدم الجمع بين أي من السلطات التنفيذية أو التشريعية أو القضائية في يد شخص أو مؤسسة واحدة وضمان الحقوق والحريات العامة دستورياً وقانونياً وقضائياً، من خلال ضمان فاعلية الأحزاب ونمو المجتمع المدني المستقل عن السلطة ورفع يد السلطة وربما المال، عن وسائل الإعلام وكافة وسائل التعبير، وتأكيد حق الدفاع عن الحريات العامة وعلى الأخص حرية التعبير وحرية التنظيم وتداول السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية سلمياً وفق آلية انتخابات حرة ونزيهة وفعالة تحت إشراف قضائي كامل ومستقل، بوجود شفافية تحد من الفساد والإفساد والتضليل واستغلال النفوذ العام في العملية الانتخابية”.

وفي دراسة أخرى حول الدولة المشخصنة اعتبرت الجندي “إن الثورات العربية تطالب بدولة الحق والقانون، الدولة الديمقراطية التي تمنع من أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد أو نخبة أو عائلة أو نزعة أيديولوجية وإن الديمقراطية هي وسيلة الدولة المدنية لتحقيق الاتفاق العام والصالح العام للمجتمع كما أنها وسيلتها للحكم العقلاني الرشيد وتفويض السلطة وانتقالها”. مشيرة الى “أن الديمقراطية تتيح الفرصة للتنافس الحر الخلاق بين الأفكار السياسية المختلفة، وما ينبثق منها من برامج وسياسات”. ورأت “أنّ الهدف النهائي للتنافس تحقيق المصلحة العليا للمجتمع (إدارة المجتمع والسياسات العامة بأقصى درجات الدقة والإحكام والشفافية والأداء الإداري المتميز النزيه) والحكم النهائي في هذا التنافس هو الشعب الذي يشارك في انتخابات عامة لاختيار القيادات ونواب الشعب، لا بصفتهم الشخصية وإنما بحكم ما يطرحونه من برامج وسياسات”.

وأكدت “إن الديمقراطية هي الوسيلة التي تلتئم من خلالها الأفكار المختلفة والتوجهات السياسية المختلفة، للارتقاء الدائم بالمجتمع وتحسين ظروف المعيشة فيه، وإنها الطريق نحو التقدم الدائم طريق المساواة والعدالة الاجتماعية التي يطالب بها شبابنا في الثورات العربية”.

وفي سوريا قامت قوات الأمن بالتعاون مع بعض عناصرها من الشبيحة باقتحام منزل الدكتور مأمون الجندلي والد الموسيقار مالك الجندي، وكسروا أثاث المنزل بشكل كامل، ونهب ما استطاعوا نهبه كما شتموا الدكتور وزوجته وقاموا بحبسهم في حمّام المنزل.

ويأتي هذا الاعتداء على خلفية مشاركة الموسيقار مالك في التظاهرات التي جرت أمام البيت الابيض في أميركا حيث عزف فيها النشيد السوري ودعا النظام إلى وقف قتل شعبه واصفاً مايقوم به “بالوحشية”، مؤكداً أنه مع الشعب السوري.

وفي ظل مخاوف من اقتحام الجيش دير الزور وسط الحديث عن انقسامات فيه قالت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية في كلمة بثتها “سانا” وكالة الانباء السورية خلال مهرجان “تحية من حلب الوفاء لسورية العطاء” ان مرحلة البناء بدأت وسوريا ستكون مثالا يحتذى به، وأضافت “جميعنا عابرون من هنا كما عبرت الملايين من قبلنا أما البلاد فباقية شامخة ودائمة بإذن الله لاولادنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة”. مشيرة الى “أنه فيما يقول الآخرون إن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار ويظنون في ذلك تهديدا لها فإن الشعب السوري يقول لهم فعلا إن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار لأنها ستنطلق بعزيمة أقوى وحصانة أمنع ووحدة وطنية أكبر وأمنع من قبل”.

ولفتت شعبان إلى “أن ادعاءات الاخرين بالحرص على ديمقراطية وحرية وحماية المواطنين العرب في أي بلد من بلدانهم هي ادعاءات ثبت بطلانها بالشكل القاطع منذ عقود ويثبت بطلانها كل يوم لكن الصحيح أيضا أننا كشعوب عربية ومنذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور لم نتمكن أن نرتقي بالشكل المطلوب والمفروض علينا إلى مستوى التحدي لأننا لم نر أنفسنا كعرب ولم نر وحدة الهدف والمصير كعنصر أساسي في قوتنا وعزتنا ومنعتنا،  ولم نضع آليات العمل المناسبة التي توصلنا إلى ذلك لكننا بعد هذه الازمات التي سميتها الكاشفة لشد عضد البنيان ورص الصفوف الداخلية والعربية والوقوف في وجه الخطأ بجرأة وعنفوان والاصرار على البناء”، وأكدت “أن الأزمة في بعض أوجهها بالفعل كانت أزمة ضعف وخلل وأزمة مؤسسات وأزمة بناء ولكن الشعب السوري بما فيه شعب حلب يواجه هذه الازمة بعزيمة وتصميم”.

مئات الآلاف من السوريين يتحدون الأمن.. و«الصمت القاتل»

دمشق – لندن : الشرق الاوسط

تحدى مئات الالاف من السوريين امس قوات الامن وخرجوا في مظاهرات في أنحاء البلاد، وحتى في مناطق محاصرة، مطالبين باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، ومنددين بـ«الصمت القاتل»، الذي يخيم على المجتمع الدولي والاقليمي، والعربي، فيما رد الامن باطلاق النيران على المتظاهرين مما ادى الى مقتل 10 أشخاص. وخرج أهالي حمص أمس في جمعة «صمتكم يقتلنا»، حاملين لافتة كتبوا عليها رسالة للرئيس بشار الأسد «ستخرج قواتك من حمص والمدن السورية كما خرجت من لبنان».

واكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي ان قوات الأمن منعت المصلين من دون الخمسين من دخول المسجد في مدينة أنخل بدرعا، كما منعت إدخال الهواتف الجوالة.

الى ذلك أعلنت مجموعة جديدة من عناصر الجيش انشقاقها امس، وكونت ما سمته بـ«جيش سوريا الحرة»، حسب ما جاء في بيان نشروه على الانترنت، وأكد قائد المجموعة ان جيشه سيقوم بحماية المحتجين، ومواجهة الاجهزة الامنية، قبل ان يدعو عناصر الجيش الى الانضمام الى الشعب.

حواجز أهلية تمنع دخول الشبيحة والأمن إلى اللاذقية.. والأهالي مستعدون للمواجهة

ناشط في حي «حماه اللاذقية»: جاهزون لمواجهة الأمن والجيش إذا حاولا الدخول

بيروت: «الشرق الأوسط»

رغم الحصار الخانق الذي يعانيه سكان مدينة اللاذقية والتقطيع الأمني للأحياء والشوارع، بواسطة الحواجز العسكرية والأمنية، شهدت المدينة في جمعة «صمتكم يقتلنا»، خروج مظاهرات كثيرة في أحياء الصليبة والطابيات وقنينص والرمل الفلسطيني والسكنتوري، هتف خلالها المتظاهرون بشعارات تنادي بإسقاط النظام وتدعو لنصرة حمص ودير الزور وبقية المدن السورية التي تعاني من قمع أجهزة الأمن.

وقد نشرت شبكة «اللاذقية الحرة» المتفرعة عن شبكة «شام» المعارضة على موقعها إلى «فيس بوك»، فيديوهات تظهر محاصرة الأمن والشبيحة لجامع الرحمن، حيث احتشد داخل الجامع الذي يقع في حي الطابيات مئات المتظاهرين وراحوا يهتفون ضد نظام الحكم، ولم يستطع المتظاهرون الخروج من المسجد إلا بعد أن تعهد الأمن بعدم الاعتداء عليهم بمبادرة من إمام المسجد.

أما في حي قنينص الذي يقع شمال المدينة، فقد أبلغ أحد الناشطين «الشرق الأوسط» بأنه «خرج نحو أربعة آلاف متظاهر، مما استدعى هجوما شرسا من قبل الأمن والشبيحة على الحي، أسفر عن اعتقال الكثير من الشبان واقتحام البيوت وإحراق المحلات التجارية بعد نهب محتوياتها. كما عمدت أجهزت الأمن على إطلاق النار والقنابل الدخانية بشكل عشوائي على السكان العزل، حيث قتل الفتى ياسين عبد الرحيم (14 عاما) برصاص هذه القوات، إضافة إلى عشرات الجرحى، وتم نقله إلى مستشفى الطابيات ليحضر إلى هناك التلفزيون الرسمي ويجبر الأهل على القول إن من أصاب الشاب ياسين هم المجموعات المسلحة وليس الأمن».

إلا أن المظاهرات الحاشدة بقيت متمركزة في حي الرمل الفلسطيني جنوب المدينة والذي صار يطلق عليه أهالي المدينة اسم «حماه اللاذقية»، إذ استطاع السكان في هذا الحي عبر الشهور الماضية، وبعد اعتداءات متكررة من قبل الأمن والشبيحة وسقوط الكثير من القتلى، إقامة حواجز أهلية لحماية أنفسهم ومنع الأمن من دخول الحي وتحويل ساحته إلى مكان دائم للتظاهر والتنديد بممارسات النظام الوحشية.

ويقول أحد الناشطين في الحي «نحن جاهزون لمواجهة دخول الأمن والجيش. سنواجههم بما نملك من ديناميت وأسلحة بدائية، لا يمكن أن نسمح لهم بالدخول ليقتلونا ويدوسوا على رقابنا كما فعلوا في البيضا ودرعا. لقد تعرض حي الرمل لأكثر من مجزرة آخرها حين كان شبان يتجمعون في ساحة الحي جاءت أكثر من عشر سيارة أمن وفتحت النار على الشبان ليسقط منهم الكثير بين قتيل وجريح». ويضيف الناشط الذي لم يخرج من الحي منذ فترة بسبب وضع اسمه على لائحة أسماء المطلوبين على حواجز الجيش على جميع مداخل الحي «في كل مساء تقام منصة لتوجيه كلمات خطابية، ندعو فيها بقية سكان المدينة إلى الانضمام إلينا، كما يقوم الشباب والأطفال بتنظيم كرنفالات غنائية تردد فيها أغنيات تطالب برحيل النظام».

وأشار الناشط إلى أن لافتات منددة بالنظام الحاكم ومطالبة بسقوطه تنتشر في جميع أنحاء الحي. وقال «نرفع لافتات على الأبنية والأعمدة ترفض الفتنة الطائفية وندعو بقية الطوائف إلى المشاركة في التظاهر ضد نظام لا يفرق في قمعه بين مسيحي ومسلم وبين علوي وسني».

يذكر أن أهالي اللاذقية بدأوا يشعرون بالخوف بعد توارد أنباء عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة ودخول أكثر من عشرين دبابة إليها. إلا أن الناشط يؤكد عجز النظام عن اقتحام المدينة وتحديدا حي الرمل لأن ذلك سيكون برأيه سلوكا انتحاريا في ظل تهيؤ الأهالي لهذا الهجوم واقتراب شهر رمضان المبارك. وفيما يخص الدبابات يشير إلى أنها دخلت إلى الميناء وتوقفت وركنت في أحد المستودعات الضخمة هناك.

أهالي حمص يتظاهرون دون قمعهم.. وبعضهم يعيد السبب لانشقاقات الكلية الحربية

يتداول السكان قصة انشقاق 100 ضابط هرب 80 منهم وقتل 20 آخرون

حمص ـ لندن: «الشرق الأوسط»

مر يوم أمس في حمص من دون إطلاق رصاص على المتظاهرين، ومن دون هجوم من الشبيحة، على غير ما اعتاد عليه المتظاهرون في المدينة منذ أول خروج لهم في مارس (آذار) الماضي. وهناك من الأهالي من قال: إن «سبب عدم إطلاق النار من قبل قوات الأمن هو ما جرى في حمص في الأسبوعين الأخيرين، لأنه كان كبيرا جدا، ولا يحتمل مزيدا من الأخطاء والقتل».

وخرج المتظاهرون أمس في حمص، التي لا تزال تعيش تداعيات أسبوع مرير من المداهمات والاعتقالات والقصف المدفعي وإطلاق الرصاص، في عدة أحياء، في تحد للدبابات المنتشرة في كافة شوارع المدينة الرئيسية. وكانت أكبر المظاهرات في حي الخالدية، والبياضة والغوطة والإنشاءات. وحتى في حي باب السباع الذي لا يزال محاصرا، خرج المتظاهرون وهتفوا مطالبين بالحرية وإسقاط النظام.

وبحسب مصادر محلية، يتداول أهالي حمص قصة حول ما جرى في المدرسة الحربية، وما قيل عن حصول انشقاق كبير في الجيش هناك، وتقول القصة: «إن نحو 100 ضابط في المدرسة الحربية احتجزوا رفاقا لهم داخل الكلية، يوم الخميس 20 يوليو (تموز) والجمعة، ولغاية عصر يوم السبت 22 يوليو، وكانوا يفاوضون السلطة على إطلاق سراحهم مقابل انسحاب الجيش من حمص، على أن يتم إطلاق سراحهم على دفعتين. وبعد إطلاق أول دفعة، تمت مهاجمة الضباط المنشقين وحصل اشتباك بالسلاح الخفيف، ومن ثم تم قصف المدرسة وهرب على أثرها نحو 80 ضابطا تم اعتقال نحو عشرين منهم، وسقط عشرات القتلى والجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى الرازي، مع الإشارة إلى أنه تم استبدال الطاقم الطبي في المستشفى بطاقم من الأطباء العسكريين».

وتقول المصادر إن «القتلى من العسكريين الذين أعلنت عنهم السلطة بأنهم قتلوا في حمص على يد مسلحين هم من قتلى المدرسة الحربية». وفي ظل التكتم الرسمي السوري على ما جرى في المدرسة الحربية في حمص، والذي تبعه عملية عسكرية واسعة، كان من الصعب التأكد من مدى الدقة في تلك الرواية وغيرها من روايات يتداولها أهالي حمص عن أن الذين تم احتجازهم داخل الكلية كان بينهم خبراء عسكريون إيرانيون ومعهم مترجمون من لبنان.

ونقل عن مصادر طبية عن وجود أكثر من 30 جثة في برادات المستشفى الوطني في حمص تعود لعسكريين قتلوا في المدرسة الحربية. وقد تجد تلك القصص ما يبررها في مسارعة وزير الداخلية إلى حمص والبقاء هناك 5 أيام قالت السلطات إنها كانت بهدف إيجاد حل للأزمة، فيما قالت مصادر محلية إن مسؤولا حزبيا كان يرافق وزير الداخلية هدد الأهالي بأنهم «إذا لم يسلموا المطلوبين للسلطات سترتكب مجزرة».

عناصر أمن للمصلين الدمشقيين: «اليوم ما في الله أكبر»

التضييق على المساجد لم يمنع خروج المظاهرات في محيطها

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

لأول مرة في تاريخه، خلا جامع «الحسن» في حي الميدان العريق بمدينة دمشق، من المصلين، ما عدا عددا ضئيلا منهم. وبدا الشيخ كريم راجح، إمام جامع «الحسن»، حزينا وهو يلقي خطبة لم تتجاوز مدتها خمس دقائق، حول آية تفسير الأمة. وانتشرت نقاط التفتيش في محيط الجامع، فيما حاصر الجيش منطقة البوابة بالميدان ونهر عيشة والدحاديل والعسالي والقدم حيث لم يسمح للأهالي بالتجول. وقال ناشطون على شبكة الإنترنت إن عناصر الأمن كانوا يقولون للأهالي «اليوم ما في الله أكبر».

وكانت إجراءات السلطات السورية المتشددة حيال الصلاة والمصلين متوقعة، منذ أصدر علماء سوريا فتوى تحرم التظاهر، وعاد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي للتأكيد على حرمة التظاهر واعتباره من «أخطر المحرمات»، وحرصت وسائل الإعلام المحلية على تكرارها، في حالة استنفار ملموسة تعيشها الأجهزة الأمنية منذ أسبوع تحسبا لشهر رمضان الذي قال ناشطون إنه سيكون كل يوم فيه يوم «جمعة»، أي كل يوم ستخرج فيه مظاهرات كبرى.

لكن ناشطين، وبعد ما أظهرته الأجهزة الأمنية من شراسة في الاعتقال والقمع، توعدوا النظام أمس عبر صفحاتهم على موقع «فيس بوك» بأن كل يوم في رمضان سيكون بمثابة يومي جمعة وليس يوما واحدا فقط، فهم سيخرجون عقب صلاة التراويح وعقب صلاة الفجر. ولعل خروج مظاهرة أمس في جمعة «صمتكم يقتلنا» في حي الميدان، ورغم التشديد الأمني ومنع الصلاة، رسالة تؤكد أن القمع لن يجدي مع المتظاهرين المصرين على التظاهر حتى إسقاط النظام.

ففي منطقة القدم في دمشق تم أيضا منع صلاة فجر الجمعة، كما منعت أغلب جوامع الحي من رفع الأذان لصلاة الظهر. وكان دخول المصلين إلى الجوامع بشرط إبراز البطاقة الشخصية، بالتزامن مع شن حملة اعتقالات واسعة. لكن مظاهرات عدة خرجت من جوامع في أحياء دمشقية أخرى، حيث خرجت مظاهرة من جامع «الرحمن» وسارت نحو شارع «الثورة» وسط دمشق. وكان هناك مظاهرة أخرى خرجت من جامع «إبراهيم الخليل» بحي الحجر الأسود بالعاصمة دمشق، وتم تفريقها بإطلاق نار كثيف.

وفي منطقة القابون بدمشق التي تحاصر منذ عدة أيام خرجت مظاهرة جرى تفريقها بإطلاق النار، وكذلك في حرستا بريف دمشق، حيث أطلقت قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين خرجوا من أمام جامعي «عائشة» و«الزهراء».

«المرصد السوري» ينفي وقوع مواجهات مسلحة بين الأهالي والجيش في دير الزور

قال إن مواجهات اندلعت بين قوات الكتيبة السابعة.. والأهالي وضعوا الحواجز لمنعها

لندن: «الشرق الأوسط» أربيل: شيرزاد شيخاني

نفى رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، حدوث مواجهات مسلحة بين الأهالي والجيش في دير الزور في شرق البلاد. وقال عبد الرحمن إن القتال الذي اندلع في المنطقة وقع بين أفراد من الكتيبة السابعة، حيث تبادلوا إطلاق النار والمدافع على بعضهم بعضا، بحسب ما أكد معارضون موجودون في دير الزور. ونفى عبد الرحمن أن يكون أهالي دير الزور يحملون السلاح الثقيل، وقال «لديهم سلاح أبيض، مثل سكاكين المطبخ وما إلى ذلك، وقد وضعوا حواجز لمنع الجيش من الدخول، وقد يكون البعض في المناطق العشائرية يحمل أسلحة خفيفة». وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن شهود أن قتالا اندلع أمس بين أفراد المخابرات الحربية السورية وسكان في دير الزور بشرق البلاد، عقب مقتل خمسة محتجين. وذكرت الوكالة أن المخابرات الحربية المسؤولة عن ولاء الجيش للأسد، وغالبيتها من السنة، تقود حملة قمعية في منطقة القبائل السنية في شرق سوريا وهي منطقة استراتيجية منتجة للنفط بالقرب من حدود العراق. وقال أحد السكان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«رويترز» بالهاتف «القتال يتركز في شمال غربي دير الزور. إنه مستمر بلا توقف منذ الثانية صباحا». وأضاف أن «الدبابات دخلت المدينة خلال الليل، لكن هناك حديثا عن وحدات كاملة من الجيش تنشق. قطعت الكهرباء والاتصالات».

وأشارت «رويترز» إلى أنه في وقت سابق، تحدث سكان عن قصف دير الزور بالدبابات. وذكرت أن القتال الذي تتحدث عنه التقارير في دير الزور، يبدو أنه رد فعل مسلح من جانب عدد كبير من الناس على حملة القمع التي ينفذها الأسد بقبضة من حديد ضد الاحتجاجات الشعبية.

وقال سكان إن الجيش السوري حاصر الأسبوع الماضي بلدة البوكمال الواقعة عند أقصى الطرف الشرقي لدير الزور على الحدود مع العراق، بعد أن انشق 30 جنديا إثر مقتل أربعة محتجين. وتنتج دير الزور معظم الإنتاج السوري من النفط الذي يبلغ 380 ألف برميل يوميا، لكنها واحدة من اشد المحافظات السورية فقرا، وعددها 13 محافظة، والتي تضررت كثيرا من الجفاف وسوء الإدارة.

إلى ذلك، تسعى الأحزاب الكردية في سوريا إلى عقد مؤتمر وطني في القامشلي يضم، بحسب القيادي الكردي السوري هوشنك درويش، الممثل السياسي ومسؤول تنظيمات الحزب الديمقراطي الكردي السوري في إقليم كردستان «176 عضوا بينهم 88 عضوا من أحزاب الحركة الوطنية الكردية، و88 من المستقلين، إضافة إلى التنسيقيات الشبابية والنخب المثقفة ولجان المجتمع المدني».

ورأى درويش أن «هذا المؤتمر يعتبر ضروريا في هذه المرحلة لتوحيد الموقف الكردي أحزابا ونخبا من أجل تحديد مسار الاحتجاجات وبيان أهدافها الواضحة باتجاه إسقاط النظام الحالي»، مشيرا إلى أنه «تم فعلا توزيع مسودة البرنامج السياسي على الأحزاب المشاركة في المؤتمر». وأشار درويش إلى أن مظاهرات حاشدة انطلقت في المناطق الكردية وتحديدا في القامشلي وواجهتها قوات مكافحة الشغب بكل قسوة، حيث أطلقت القنابل المسيلة للدموع للحد من حركة المتظاهرين باتجاه مركز المدينة، وقال إن «تلك القوات كانت تتمركز عند فندق مدينة الشباب في القامشلي، وتطلق بين الفينة والأخرى قنابلها على المجاميع الشبابية التي تحاول التقدم باتجاه تلك القوات». وأضاف أن «سياسة النظام في التعامل مع المظاهرات في المناطق الكردية هي سياسة ازدواجية، فبعض رجالات النظام يسعون إلى تفجير الوضع في المناطق الكردية، والبعض الآخر يخافون من البركان الكردي، والذي له ثقله لتحريك الشارع في دمشق وحلب».

ضباط ينشقون على الجيش السوري ويعلنون تشكيل الجيش الحر

العقيد رياض الأسعد يدعو جميع الضباط وصف الضباط والأفراد للانشقاق فورا عن الجيش

لندن: «الشرق الأوسط»

في تطور جديد أعلن عدد من الضباط السوريين في الجيش السوري انشقاقهم عن الجيش وتشكيل (الجيش السوري الحر)، ودعا العقيد رياض الأسعد جميع الضباط وصف الضباط والأفراد في الجيش للانشقاق فورا عن الجيش وترك قطاعاتهم العسكرية والانضمام إلى (الجيش السوري الحر)، وقال الأسعد في بيان مصور بمقطع فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» يوم أمس إن «الجيش السوري لم يعد يمثل إلا العصابات التي تقوم بحماية النظام»، واعتبر أنه منذ لحظة إذاعة البيان ستعتبر قوات الأمن التي تقتل المدنيين وتحاصر المدن أهدافا مشروعة سيتم استهدافها في جميع أنحاء الأراضي السورية. وبدأ الأسعد تلاوة بيانه وقد وقف معه سبعة ضباط بالترحم على أرواح الشهداء من المدنيين والعسكريين «الذين سقطوا بيد الغدر والخيانة من قبل أجهزة النظام وعصاباته المجرمة»، وقال «انطلاقا من حسنا الوطني وانتمائنا إلى هذا الشعب وما تتطلبه المرحلة من قرارات حاسمة لوقف مجازر هذا النظام التي لم تعد تحتمل وانطلاقا من مسؤولية الجيش لحماية هذا الشعب الأعزل الحر – نعلن عن تشكيل الجيش السوري الحر للعمل مع الشعب يدا بيد لنيل الحرية والكرامة لإسقاط النظام وحماية الثورة ومقدرات البلاد والوقوف في وجه الآلة العسكرية اللامسؤولة التي تحمي النظام».

ودعا الأسعد من وصفهم بـ«جميع الشرفاء من الضباط وصف الضباط وأفراد وما أكثرهم في الجيش السوري» إلى «الانشقاق الفوري عن صفوف الجيش والكف عن توجيه بنادقهم إلى صدور شعبهم، والانضمام إلى الجيش الحر وتشكيل جيش وطني قادر على حماية الثورة وحماية كافة مكونات الشعب السوري بكافة طوائفه»، وأكد رياض الأسعد أن «اعتبارا من هذه اللحظة سيتم التعامل مع قوات الأمن التي تقوم بقتل المدنيين ومحاصرة المدن على أنها أهداف مشروعة سنقوم باستهدافها في جميع أنحاء الأراضي السورية من دون استثناء»، وأهاب الأسعد بكافة عناصر الجيش «للوقوف إلى جانب الشعب وثورته وترك قطاعاتهم العسكرية» التي وصفها بأنها «لم تعد تمثل الجيش السوري وإنما تمثل عصابات تقوم بحماية النظام»، وناشد الأسعد الشعب السوري للقيام بإعلام أبنائهم العسكريين «بحقيقة ما يجري في سوريا»، لأن «النظام المجرم يقطع عنهم وسائل الاتصال والإعلام»، بحسب تعبير الأسعد الذي لفت إلى أن العسكريين لا يعلمون الحقيقة حول ما يقال لهم عن وجود عصابات مسلحة في كل المناطق التي يدخلونها، واعتبر أن النظام يستخدم هذه الذريعة «لإثارة العاطفة لدى العسكريين ليقوموا بالقتل بكل وحشية وإيهام البعض من الشارع السوري والمجتمع الدولي بأن هناك عصابات مسلحة»، كما تمنى الأسعد على المعارضة السورية في الداخل والخارج وحدة الصف والنأي عن الخلافات حتى الوصول إلى الحرية وإقامة «نظام حر ديمقراطي وطني»، ثم أعلن تشكيل الجيش الحر من الضباط الذين ظهروا معه في الفيديو، وهم: العقيد رياض الأسعد قائد الجيش – مؤقتا، العقيد أحمد حجازي نائب قائد الجيش، المقدم عبد الستار يونسو قائد كتيبة حمزة الخطيب، النقيب إبراهيم مجبور قائد كتيبة الحرية، النقيب علاء الدين قائد صلاح الدين، النقيب إيهم الكردي قائد كتيبة القاشوش، النقيب قيس، الملازم أول تيسير يوسف، الملازم أول أحمد الخلف، الملازم مازن الزير.

الانتفاضة السورية مستمرة بزخم.. وما زالت عفوية ومن دون قيادة

هناك مجموعات تعارض النظام منذ زمن ويمكن أن يخرج منهم قادة.. ولكنهم لا يجاهرون بوجودهم خشية ألا تكون هذه انتفاضتهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليز سلاي*

تحدى المواطنون السوريون العاديون الرصاص والدبابات واندفعوا إلى الشوارع من خلال احتجاجات دخلت أسبوعها الثامن عشر مطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد. الشجاعة من الصفات التي يتسم بها المتظاهرون. لكن لا تزال العناصر الأخرى التي تكون ثورة في العادة، ومنها التنظيم والاستراتيجية والقيادة، مفقودة.

وتظل للانتفاضة العفوية، التي اجتاحت أنحاء البلاد والتي خرج السوريون خلالها إلى شوارع المدن السورية، خصوصيتها إلى حد بعيد وإن كانت مستلهمة من روح ثورة مصر وتونس التي كان دافعها الغضب والإحباط من عقود من الديكتاتورية، لكنها تفتقر إلى توجيه مباشر أو كيان يتجاوز المطلب برحيل الأسد.

وقال ناشط يقيم في دمشق وينتمي إلى مجموعتين منخرطتين في التشجيع على التظاهر: «هذه هي أنقى ثورة شعبية حدثت». وأوضح أنه لا يوجد قادة، وأكد على عدم الترحيب بهذه الفكرة، حيث أضاف: «أي شخص يرفع رأسه سوف يقطع».

وبعد أن أصبحت الأسابيع شهورا ولم يظهر أي مؤشر على استسلام أي من الطرفين، يصبح السؤال الأهم هو: كيف سيترجم المتظاهرون هذا الزخم إلى خطوات ملموسة نحو الإطاحة بالنظام؟ ومن سيقوم بذلك؟ بدأت الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى في النأي بنفسها عن الأسد، بينما يتزايد عدد المؤسسات الفكرية والخبراء الذين باتوا مقتنعين بأن هذا النظام لن يصمد.

في الوقت ذاته، حدثت بعض الأحداث الطائفية الفردية المتفرقة في بعض أماكن التظاهر، مثل مدينة حمص، مما زاد القلق من أن يتحول الاضطراب في سوريا إلى فوضى وحرب أهلية في حال ما إذا سقط النظام فجأة دون وجود بديل يدير البلاد في مرحلة انتقالية.

تتبنى الولايات المتحدة رسميا موقف عدم التدخل، حيث تقول إن السوريين هم من سيحددون مستقبلهم. لكن يقول أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إنه خلف الأبواب المغلقة «هناك الكثيرون مهووسون بهذا الأمر. ومع تداعي النظام، تزداد ضرورة توحد قوى المعارضة».

تعثرت محاولات المعارضين الذين يقيمون في المنفى لتشكيل جبهة موحدة. ويعود ذلك إلى حد ما إلى الإدراك الكبير بأن الشارع السوري هو الذي يقود الانتفاضة. وقال دبلوماسي غربي في دمشق «لا يريد أحد، خصوصا السوريين، تكرار تجربة العراق التي أقحم المعارضون المنفيون أنفسهم فيها، وهم لا يتمتعون بأي مصداقية في الشارع العراقي».

لكن التنكيل قاس إلى درجة أنه يمنع المحركين الحقيقيين لهذه الانتفاضة الشبابية، من التوحد لوضع استراتيجية واضحة أو المناقشة في الأمور المستقبلية أو اختيار ممثلين لهم. وتم التراجع عن محاولة عقد اجتماع لمعارضين في دمشق بالتزامن مع مؤتمر للمعارضين المنفيين في إسطنبول خلال الشهر الحالي لأن قوات الأمن حاصرت المكان وقتلت متظاهرين في اليوم السابق للاجتماع مما مثل خطرا كبيرا على المشاركين.

ويقول نشطاء شباب داخل سوريا إنهم في كل الأحوال يركزون على تنظيم الاحتجاجات، بينما يحاولون في الوقت ذاته تفادي الاعتقال إلى أن يجدوا وقتا لمناقشة المستقبل. وتتواصل مجموعات المعارضة التي تعمل في شبكة ضيقة وتحمل أسماء مثل «دائرة الثقة» و«الثورة الإبداعية السورية» و«ثورة الشباب السوري» من خلال الشفرة، حيث يتعرفون على بعضهم البعض من خلال أسماء حركية وهمية على شبكة الإنترنت. وتوجد مجموعات لا تحصى في أنحاء البلاد، يقولون إنهم لا يتنافسون مع بعضهم البعض، ولا ينسقون مع بعضهم البعض. وحتى هذه المجموعات تعترف بأنها تلعب دورا ثانويا في إشعال المظاهرات، التي تحركها مظالم المواطنين العاديين أو بسب قناعات أشخاص، مثل أحد الشباب، وهو رجل مهني في دمشق، يشارك كل يوم جمعة في المظاهرات التي تنظم في قلب حي الميدان منذ مارس (آذار) الماضي. هذا الشاب، لا يخبره أحد بأن هناك مظاهرات يتم تنظيمها ولم يشجعه أحد على الذهاب، بل يذهب فقط مع مجموعة من الأصدقاء، بافتراض أن هناك مظاهرة كما هو معتاد.

وقال الشاب، الذي رفض الكشف عن اسمه خوفا من تنكيل قوات الأمن، في مقابلة أجريت معه من خلال برنامج «سكاي بي» عندما سئل عن أي قوى من المعارضة يؤيد: «أنا لست سياسيا، بل رجل ينزل إلى الشارع كل جمعة. أريد فقط وضع حد للظلم ورؤية دولة ديمقراطية حرة».

هناك مجموعة صغيرة من المعارضين، وأكثرهم من كبار السن الذين يعارضون النظام منذ فترة طويلة وقضوا مدة في السجون ويمكن أن يخرج منهم قادة لسوريا جديدة. ولم تجاهر تلك المجموعة بوجودها خشية ألا تكون هذه انتفاضتهم. ومن أشهر النشطاء داخل سوريا امرأتان هما رزان زيتونة، المحامية في حقوق الإنسان، التي غالبا ما تتحدث من مخبئها في دمشق نيابة عن لجان التنسيق المحلية، التي تضم أهم قوى المعارضة للنظام، وسهير الأتاسي، الناشطة التي ترأس «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية». ومع ذلك ينظر الكثير من المتظاهرين إلى تلك القوى بعين الريبة على حد قول أبو عدنان، أحد النشطاء المقيم في دمشق الذي يعمل مع اثنين من تلك القوى. ويقول: «إنها قوى زائفة ليس لها وجود سوى في وسائل الإعلام. يتشكك الناس في الذين يريدون الحصول على مكاسب شخصية من الثورة».

يرفض أكثر النشطاء فكرة أن ينصب أحد نفسه وصيا على الانتفاضة التي تهدف إلى الإطاحة بالنظام الذي لم يعرف السوريون غيره. ويقول ضياء الدين دغمش، أحد منظمي المظاهرات الذي يبلغ عمره 25 عاما وتم إلقاء القبض عليه مرتين وهرب إلى بيروت: «لا يريد الناس الذين يتظاهرون في الشوارع، قائدا. ليس فقط السوريون هم من سئموا القائد، بل أيضا العرب جميعا، فهذا من شأنه أن يحدث انشقاقا وتشرذما».

على الجانب الآخر، يقول البعض إنهم يدركون مدى الحاجة إلى التنظيم والتخطيط، ومنهم رامي نخلة المقيم في بيروت ومؤسس لجان التنسيق المحلية، التي ظهرت كقوة معارضة مؤثرة لقدرتها على التواصل مع وسائل الإعلام العربية والغربية. وقد أنشأ ما أطلق عليه «برلمان افتراضي» يتكون من نواب ممثلين لمختلف المناطق والدوائر السورية، حيث يعقد اجتماعات على الإنترنت لمناقشة كيفية إدارة المرحلة الانتقالية. ويستطيع رامي التواصل مع المعارضين في المنفى ومنهم الأكاديمي برهان غليون، الذي يحظى بإعجاب لأنه ليس لديه طموحات سياسية، بغية تشكيل جبهة موحدة. لكن يمكن لمباركة القادة أن تؤدي إلى نتائج عكسية في انتفاضة أظهرت قدرا كبيرا من التماسك دون وجود قيادة رسمية واضحة، على حد قوله. وقال نخلة: «إنه سؤال مهم بالنسبة إلى المجتمع الدولي لا السوريين. يريد المجتمع الدولي معرفة من الذي سيتولى الحكم في سوريا.. هل هم الإسلاميون أم تيار آخر. ونحن نقول إن الديمقراطية هي من ستتولى هذا الأمر».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

الأمن يطلق النار على مظاهرات جمعة «صمتكم يقتلنا».. وسوريون يتحدون الحصار ويتظاهرون

ناشطون يؤكدون سقوط 4 قتلى في أنحاء البلاد وإطلاق النيران على أهالي درعا

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

قتل أربعة أشخاص على الأقل، وجرح آخرون، عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرات مناهضة للنظام السوري في مدن سورية عدة في جمعة «صمتكم يقتلنا». كما قال شهود وناشطون، إن قوات الأمن فتحت النار على متظاهرين في مدينة درعا الجنوبية. وقال أحد السكان، وهو فني، ذكر أن اسمه أيمن، لوكالة «رويترز»، أنهم «يطلقون النار على المتظاهرين في الأزقة، والناس تجري طلبا للاحتماء. المحتجون كانوا يحاولون تفادي الوجود الأمني الكثيف في الشوارع الرئيسية». وذكر شهود أن قوات الأمن استخدمت أيضا قنابل مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين في درعا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «شابا قتل في دير الزور برصاص الأمن العسكري الذي أطلق النار على مجموعة من الشباب في طريق عودتهم إلى منازلهم بعد انفضاض المظاهرة». وأضاف أن «شابا قتل أيضا في مدينة القصير (ريف حمص)، بينما كان يمر أمام حاجز أمني». وكان مدير المرصد أشار إلى «مقتل شاب وجرح آخرين عندما أطلقت قوات الأمن النار بكثافة لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة قنينص في اللاذقية (غرب)».

وبعيد ذلك، أعلن عبد الرحمن أن «قوات من الجيش السوري دخلت إلى حي قنينص وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق أكثر من أربعة آلاف شخص تجمعوا إثر مقتل الشاب».

وأكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي لوكالة الصحافة الفرنسية «مقتل شاب عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرة في درعا (جنوب) معقل الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد». وأضاف الريحاوي أن «قوات الأمن أطلقت النار بكثافة على مظاهرة شارك فيها الآلاف في حرستا (ريف دمشق) مما أوقع أكثر من 15 جريحا بين المتظاهرين، بالإضافة إلى تعرض المتظاهرين في حي كرم الشامي في حمص (وسط) لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن». وأكد «إصابة عدد من المتظاهرين بجروح».

وأكد مدير المرصد أن «أكثر من 500 ألف شخص شاركوا الجمعة في المظاهرة التي جرت في ساحة العاصي وسط مدينة حماة (وسط)»، مشيرا إلى أن «الشيخ الذي أم الصلاة في الساحة دعا إلى رحيل النظام الذي يحكم سوريا منذ 41 عاما وإلى نبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية».

وذكر مدير المرصد أن «قوات الأمن التي يفوق عددها أعداد المتظاهرين فرقت بعنف مفرط مظاهرة في بانياس (غرب) وقامت بملاحقة المتظاهرين داخل الأحياء والأزقة واقتحمت منازلهم». وأشار عبد الرحمن إلى أنه «تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص في إدلب (شمال غرب) كما أصيب المئات في مدينة سراقب (ريف إدلب) رغم الوجود الأمني الكثيف».

وفي ريف دمشق، ذكر الناشط أن »نحو خمسة آلاف متظاهر خرجوا في عربين ونحو خمسة آلاف في كناكر والمئات في الزبداني هاتفين للشهداء ومظاهرة أخرى في داريا هجم عليها قوات الأمن وعناصر من الشبيحة لتفريقها». وتحدث ريحاوي عن «مظاهرات جرت في عدة أحياء من حمص (وسط) رغم الحصار وتقطيع أوصال المدينة، وبخاصة في بابا عمرو والوعر والخالدية والبياضة وباب تدمر والإنشاءات وحي الخضر والغوطة والميدان بالإضافة إلى الرستن (ريف حمص)». وأشار إلى أن «قوات الأمن فرضت حصارا أمنيا كثيفا في مدينة أنخل في ريف درعا (جنوب) وفرضت حظرا للتجول بين الساعة العاشرة (7:00 تغ) و15:00 (12:00 تغ)». ولفت إلى أنها «منعت المصلين من دون الخمسين من العمر من دخول المسجد وأداء الصلاة، كما منعت إدخال الهواتف الجوالة وبخاصة المزودة بكاميرات إلى المساجد».

وأضاف الريحاوي أن «مظاهرات جرت في البوكمال (شرق) والحسكة (شمال شرق) نصرة لدير الزور وفي ريف إدلب كما في معرة النعمان وتل نمس وكفر رومة وأريحا وفي ريف دمشق». كما جرت مظاهرات في الكسوة وحرستا ومضايا والمعضمية ودوما وقارة والحجر الأسود وجديدة عرطوز، بالإضافة إلى حي برزة والقابون والميدان في العاصمة، حسبما ذكر المصدر نفسه.

وفي المنطقة الشرقية التي يغلب على سكانها الأكراد، ذكر عضو المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) حسن برو أن «مظاهرات جرت في عدة مدن اضطر المشاركون فيها إلى فضها بعد أن قام متظاهرون ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني (المحظور) برفع إعلام كردية وصور لزعيم الحزب عبد الله أوجلان». وأوضح الناشط أن «ألف شخص تجمعوا في مدينة رأس العين الحدودية (شمال) إلا أن أنصارا من حزب العمال الكردستاني رفعوا إعلاما خاصة بهم مما اضطر المتظاهرين للانسحاب والتجمع في مكان آخر».

وفي القامشلي (شمال شرق) حدث انقسام كذلك في مظاهرة انطلقت من جامع قاسمو. وقال برو إن «أنصار حزب العمال الكردستاني رفعوا أعلامهم ليضفوا الصبغة الكردية على المسيرة فتوقف المشاركون ومنهم من أحزاب كردية عن المسير لخلق مسافة تفصلهم عن أنصار الحزب الكردستاني». وأشار إلى أن «الأمر تكرر كذلك في مظاهرة جرت في الدرباسية وشارك فيها نحو ألفي شخص غيروا مسارهم نحو جنوب المدينة تفاديا للمشاركة مع أنصار حزب العمال الكردستاني».

من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة أن «مجموعات تخريبية استهدفت فجر يوم الجمعة بعبوة ناسفة خطا لنقل النفط يمر بمنطقة تلكلخ (وسط) قرب سد تل حوش مما أدى إلى إحداث حفرة بقطر نحو 15 مترا وتسرب النفط من الخط». وقال محافظ حمص غسان عد العال في تصريح بثته الوكالة، إن «العمل الإرهابي عمل تخريبي من الدرجة الأولى حيث اختار المخربون (…) مكانا قريبا من سد تل حوش الذي يروي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية متعمدين إحداث أضرار وخسائر كبيرة». وهذه الحادثة هي الثانية لأنابيب النفط في سوريا هذا الشهر. فقد وقع انفجار مساء 13 يوليو (تموز) الماضي في أنبوب للغاز في محافظة دير الزور (شرق سوريا) الغنية بحقول النفط والغاز، بحسب ما أعلن ناشط. لكن قناة «الإخبارية» السورية الرسمية قالت حينذاك إن «انفجارا وقع في أنبوب نفط شرق سوريا (…) سبب أضرارا محدودة، ولم يؤد إلى إصابات بشرية».

وأفادت وكالة «سانا» من جهة ثانية، بأن «حشودا كبيرة تجمعت في ساحة باب توما بدمشق رفضا لكل أشكال التخريب التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المسلحة، وخاصة تفجير خط النفط قرب حمص وتأكيدا على وحدة السوريين».

وفي حلب قال ناشطون إن شبابا ناشطين من حي الصاخور قاموا باحتجاز سبعة أشخاص من المخبرين، تم إطلاقهم بعد وصول تعزيزات أمنية إلى حي الصاخور، وفي الاشتباكات التي جرت بين المتظاهرين الذين خرجوا من خالد وعناصر الأمن أصيب شخص تم نقله إلى المشفى بحالة خطيرة. كما أصيب طفل عمره 14 عاما في رأسه، بعد تعرضه للضرب بالعصي الكهربائية على يد الشبيحة.

وخرجت أمس عدة مظاهرات في مدينة حلب من جامع البراء في حي الأعظمية، كما قام عناصر الأمن بقطع الطرق المؤدية إلى حي سيف الدولة، كي لا يتمكن المتظاهرون الذين خرجوا من جامع الهدى في الأعظمية من ملاقاة المتظاهرين في حي سيف الدولة، حيث انتشرت عناصر الأمن والشبيحة بكثافة في جامع النصر وجامع بلال الكائن في منطقة صلاح الدين، وقال ناشطون إن الشبيحة كانوا يحملون العصي والسكاكين علنا وعلى مرأى من عيون المصلين والشرطة والأجهزة الأمنية..

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة قتلى سقطوا، أول من أمس، في حملات مداهمة واعتقال لقوات الأمن والجيش السوري في سهل الزبداني (50 كلم شمال غربي دمشق) ودير الزور (شرق)، تواصلت أمس في عدد من أحياء العاصمة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «إن طفلا توفي متأثرا بجروح أصيب بها، مما يرفع عدد المدنيين إلى أربعة شهداء سقطوا برصاص قوات الأمن خلال حملة نفذتها في دير الزور (شرق)». وأضاف أن الحملة التي أسفرت عن سقوط 12 جريحا أيضا، جرت «في أحياء عدة من هذه المدينة، التي شهدت على الأثر مظاهرة كبرى تنديدا بإطلاق النار». وأضاف مدير المرصد أن «مواطنين اثنين استشهدا، وجرح خمسة آخرون، مساء أول من أمس الخميس، إثر العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذتها القوات السورية في سهل الزبداني». وأضاف أن «قوات الأمن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات، أمس، في حي جوبر (شمال شرقي دمشق)» حيث أوقفت «أمام مسجد تخرج منه المظاهرات كل يوم جمعة، و15 شخصا آخرين تمكن المرصد من الحصول على أسماء سبعة منهم».

المتظاهرون للأسد: ستخرج قواتك من حمص كما خرجت من لبنان

رفعوا لافتات كتب عليها «ما بقي لك شرعية على الأراضي السورية روح ترشح بإيران»

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

يوم جمعة آخر يثبت فيه للنظام السوري فشل الحل الأمني والعسكري، فرغم التشديد الأمني وحملات الاعتقال الواسعة في كل أنحاء البلاد، خرجت المظاهرات أمس في جمعة «صمتكم يقتلنا»، بزخم أكبر وشعارات وهتافات جديدة.

وبعد أسبوع من العمليات الأمنية والعسكرية الواسعة والاعتقالات، خرج أهالي حمص أمس ليتحدوا الآلة العسكرية، حاملين لافتة كتبوا عليها رسالة للرئيس بشار الأسد «ستخرج قواتك من حمص والمدن السورية كما خرجت من لبنان»، وهذه أول مرة يعبر فيها مواطنون سوريون علنا عن موقف يدين الوجود العسكري السوري في لبنان طيلة عشرين عاما انتهت عام 2005 بانسحاب مذل.

وخرجت معظم أحياء المدينة في مظاهرات عارمة أمس، سخر فيها المتظاهرون من النظام الذي يقول إنه يسعى للحوار. فبعد أسبوع من وجود وزير الداخلية مع مسؤولين حزبيين في المدينة ولقائه مع وجهاء الأحياء والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، خرج أهالي حي باب السباع بلافتة أعلنوا فيها موقفهم من تلك اللقاءات كتب عليها «النظام يطلب أشخاصا للحوار ويعتقلهم بسبب رأيهم.. الحرية لسبيع شوفان»، وسبيع شوفان هو ناشط من حمص تم اعتقاله الأسبوع الماضي بعد طلبه للحوار.

واللافتة الأخرى المرة في سخريتها الحمصية، فكانت سؤالا بخط عريض «أين حقوق الحيوان؟»، وأخرى تقول «قانون الانتخابات والأحزاب للتصدير الخارجي.. أما الاعتقالات والقتل فهي للاستهلاك المحلي».

وفي حي باب الدريب ذكر المتظاهرون بحلول شهر رمضان ومواعيد الإفطار في لافتة تضمنت «مواعيد الإفطار حسب توقيت دبابات الأسد: باب السباع الأسبوع الأول، الفاخورة الأسبوع الثاني، باب عمرو الأسبوع الثالث.. إلخ»، في إشارة إلى تنقل العملية العسكرية من حي إلى آخر من أحياء مدينة حمص. أما في حي باب عمرو فقد حملوا تابوتا أبيض وكتبوا عليه «بشار الأسد» باللون الأحمر بعد وضع إشارة (X) على الكلمتين.

أما في حماه، فكان التنويع مختلفا وأقسى، حيث رفع المتظاهرون صورة للرئيس الأسد وقد زينت بالأحذية، وعلقت لافتات بشكل عامودي بأحجام كبيرة على عدة مبان في ساحة العاصي أبرزها ما كتب عليها «ارحل سوريا بدونك أجمل»، فيما ظهرت لافتة كتبت بخط بدائي تؤكد على الوحدة الوطنية «علوي، سني، درزي، مسيحي، إسماعيلي.. الدين لله والوطن للجميع»، وأخرى تؤكد على مطالب الحرية والكرامة مستخدمة عبارة مسيحية، في تطور لافت لإدخال آيات دينية مسيحية في الشعارات، وكتب على اللافتة «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بشوية كرامة وحرية».

أما في قرية اللطامنة التابعة لمحافظة حماه، فقد غنى المتظاهرون بحماس كلمات طريفة تدعو بشار للرحيل وتغمز من علاقته مع إيران معتمدين لحن أهازيج الأعراس وتقول الأغنية «يا بشار ما بقي لك شرعية على الأراضي السورية.. روح ترشح بإيران والشبيحة الأسدية».

وفي الفاصل بين أغنية وأخرى، كان المتظاهرون يكيلون اللعنات للقنوات الإعلامية المحلية، ويرسلون التحيات للشيخ عدنان العرعور، ومن ثم يتابعون التأكيد والتحدي بأغنية ينشدها المتظاهرون في أنحاء البلاد «سوريا بدها حرية.. وبدنا نشيلك يا بشار وبهمتنا القوية».

أما في بلدة حلفايا التابعة لمحافظة حماه، فطلب المتظاهرون من الرئيس التنحي ليتمكنوا من ممارسة طقوس رمضان، وهتفوا «يا بشار حيّد حيّد بدنا نصوم وبدنا نعيّد»، وكلمة «حيد» تعني «تنحى» جانبا باللهجة السورية.

وفي اللاذقية، سخر المتظاهرون من مضايقة الممثلة مي سكاف التي انضمت للمتظاهرين، وكتبوا على لافتة كبيرة «مي سكاف سلفية! وعقبى للمشايخ والمفتي ومدراء الأوقاف»، في إشارة إلى الدور السلبي الذي يلعبه رجال الدين من الموالين للنظام والموظفين في وزارة الأوقاف. ومن الشعارات والهتافات التي جاءت منسجمة مع تسمية يوم الجمعة بـ«صمتكم يقتلنا» ورددت في أنحاء مختلفة «صمت العالم يقتلنا.. وكلمة حق تحررنا»، و«حاجة صمت بيكفي خوف.. بدنا نحكي عالمكشوف»، و«النظام السوري الكذاب.. قتل الأطفال والشباب»، و«أوهام وكذب وتضليل.. وبالإصلاح بس التأجيل»، و«لعبة قانون الأحزاب.. مع قانون الانتخاب»، و«لعبة أوهام وسراب.. من حكم البعث الكذاب».. وكلها هتافات جاءت لتواكب التطورات ولتنوع على هتافات تردد كل يوم «السوري يرفع ايده بشار ما نريده»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ما في للأبد ما في للأبد عاشت سوريا ويسقط الأسد».

25 قتيلا بمظاهرات الجمعة في سوريا

قالت لجان تنسيق محلية في سوريا إن ثمانية أشخاص قتلوا الليلة الماضية في منطقة الكسوة، بريف دمشق، ليرتفع إلى 25 عدد القتلى الذين سقطوا خلال المظاهرات التي عمت مدناً وبلدات سورية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقد خرجت مظاهرات أمس في الجمعة الـ17 من اندلاع الانتفاضة في البلاد في منتصف مارس/آذار الماضي. وفي الجمعة الأخيرة قبيل شهر رمضان، اختار المحتجون لمظاهراتهم شعار .. “صمتكم يقتلنا”، في إشارة إلى أن هناك تواطؤا خارجيا مع أعمال القمع في سوريا.

فرغم سقوط أكثر من 2250 قتيلا، وفقا لتقديرات لجان التنسيق، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين واللاجئين والنازحين، لم ترتق معظم الردود الرسمية والشعبية بالعالم العربي إلى مستوى الأحداث التي تشهدها سوريا.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن مدنا عدة شهدت مظاهرات حاشدة، مثل حماة ودير الزور وحمص ومعرة النعمان ودرعا وإدلب وجبلة ومدن بريف دمشق كالتل ودوما وسقبا وداريا والزبداني، وأحياء في قلب العاصمة دمشق.

وتقول منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان المستقلة في بيان إن قوات الأمن تواصل القمع العنيف ضد المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية وسقوط النظام حيث أطقت الذخيرة الحية على معظم الاحتجاجات في كل أنحاء البلاد أمس.

اعتقالات وقتال

ومن جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له- إن قوات النظام السوري اعتقلت منذ فجر الجمعة أكثر من ثلاثمائة شخص في مدينة دمشق وحدها.

وفي بعض تفاصيل أجواء التظاهر أمس في سوريا، قال شهود إن قتالا اندلع بين أفراد من القوات السورية وسكان في مدينة دير الزور بشرق البلاد عقب مقتل خمسة محتجين.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إن القتال في دير الزور اندلع منذ فجر الجمعة، مؤكدا أن “الدبابات دخلت المدينة خلال الليل، لكن هناك حديثا عن انشقاق وحدات كاملة من الجيش وقيامها بقطع الكهرباء والاتصالات”.

وتحدثت مواقع للمعارضة على الإنترنت عن انشقاقات في صفوف الجيش في دير الزور، التي شهدت حملات دهم في عدة أحياء، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

إطلاق نار

وفي تطورات أخرى قال ناشطون حقوقيون إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على متظاهرين في قرية المسيفرة بمحافظة درعا جنوب البلاد وقتلت واحدا منهم على الأقل، وأضافوا أن المتظاهرين تعرضوا لإطلاق النار أيضا في مدن درعا وبانياس واللاذقية.

ومن جهتها قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (رسمية) إن أحد أفراد قوات حفظ النظام قتل في مدينة البوكمال الواقعة عند أقصى الطرف الشرقي لمحافظة دير الزور على الحدود مع العراق، وإن من سمتهم “مخربين” فجروا خطا لتصدير النفط قرب مدينة حمص وسط البلاد أمس.

غير أن سكانا من المنطقة شككوا في الرواية الرسمية وقالوا إن المنطقة المذكورة تخضع بالكامل لسيطرة القوات السورية، معتبرين أن لا علاقة للحادث -إن صح- بالثورة التي قالوا إنها سلمية.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان قولهم إن الجيش حاصر الأسبوع الماضي مدينة البوكمال بعد أن انشق ثلاثون جنديا إثر مقتل أربعة محتجين.

وبدمشق قال بيان لاتحاد تنسيقيات الثورة -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن الجيش أقام حواجز عسكرية بحي الميدان بقلب دمشق “عرقلت الحركة خصوصا عند المجتهد وساحة الأشمر، ورغم ذلك خرج آلاف المتظاهرين بهذا الحي”.

أنباء عن مدرعات سورية تتجه صوب دير الزور.. وضباط ينشقون عن الجيش

  ارتفاع عدد قتلى جمعة “صمتكم يقتلنا” إلى 23

دبي – العربية

ترددت أنباء صباح السبت عن توجه مدرعات للجيش في اتجاه دير الزور في نية على ما يبدو لاقتحامها. كما شوهدت مروحيات عسكرية تحلق في أجواء المنطقة، وأفيد عن إطلاق نار في تلبيسة وفي حمص.

وقد نشر ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو, لمن قالوا إنه العقيد رياض الأسعد, يعلن فيه تشكيل ما سمّاه “الجيش السوري الحر”.

وحث الأسعد من سمّاهم بالشرفاء من الجيش على الانشقاق الفوري عن صفوفه والانضمام إلى “الجيش السوري الحر”.

إلى ذلك، أعلنت منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان أن القوات السورية قتلت بالرصاص 23 مدنياً في شتى أنحاء سوريا أمس الجمعة.

وأكدت المنظمة أن قوات الأمن قامت بإطلاق الذخيرة الحية على معظم الاحتجاجات التي أطلق عليها اسم “صمتكم يقتلنا”، وأن القتلى سقطوا في كل من اللاذقية وحمص وحماة وإدلب ودرعا ودمشق وريفها.

وأعلن ناشطون أن قوات الأمن السورية اقتحمت الليلة الماضية الكسوة في ريف دمشق، وأطلقت النار عشوائياً على المنازل والأحياء وقتلت 5 مدنيين منهم اثنان دون الثامنة عشرة خلال هذه العملية.

كما اقتحمت قوات الأمن منطقة البوكمال على الحدود مع العراق بعد قطع الكهرباء والاتصالات عنها، ودوت أصوات إطلاق نار في المدينة.

ومن ناحية أخرى، قرّرت مجموعة من الأطباء السوريين أطلقوا على أنفسهم اسم “تنسيقية أطباء دمشق”, التطوّع لمعالجة جرحى الاحتجاجات والمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب.

20 مدنيا في شتى انحاء سوريا

عمان (رويترز) – اعلنت منظمة سواسية السورية لحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت بالرصاص 20 مدنيا على الاقل في هجمات على متظاهرين مطالبين بالديمقراطية في شتى انحاء سوريا يوم الجمعة.

وقالت المنظمة المستقلة في بيان ارسل الى رويترز ان قوات الامن تواصل القمع العنيف ضد المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية وسقوط النظام وقامت باطلاق الذخيرة الحية على معظم الاحتجاجات في كل انحاء سوريا يوم الجمعة.

واضافت سواسية ان لديها اسماء 20 شخصا قتلوا في مدن اللاذقية وحمص وحماة والكسوة ودير الزور وفي العاصمة دمشق ومناطق واقعة حولها.

وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين منذ بدء الانتفاضة مما يصعب من التحقق من صحة التقارير عن الاشتباكات ولا تعلق السلطات عادة على عمليات القتل.

وقال نشطون حقوقيون ان الاعتقالات استمرت في شتى انحاء سوريا خلال اليومين الماضيين بما في ذلك مئات الاشخاص في دمشق حيث قالوا ان جنودا من الحرس الجمهوري نشروا بقوة في منطقة الميدان بوسط دمشق يوم الجمعة لمنع الاحتجاجات.

وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان أحد افراد قوات حفظ النظام قتل في منطقة البوكمال على الحدود مع العراق وأن مخربين فجروا خطا لتصدير النفط بالقرب من مدينة حمص بوسط البلاد الجمعة.

وقالت ان الهجوم تسبب في تسرب النفط من الخط.

ويوجد في حمص واحدة من أكبر مصفتين للنفط في سوريا وشهدت احتجاجات حاشدة تطالب بالاطاحة بالرئيس السوري الذي نشر دبابات في المدينة.

وقال خطيب للمصلين في ساحة اورانتيس الرئيسية بمدينة حماة التي شهدت مجزرة ارتكبها الجيش في الثمانينات ان هدفهم الرئيسي هو اسقاط النظام.

وأخذت الاضطرابات الشعبية ضد أربعة عقود من الحكم القمعي لاسرة الاسد والتي دخلت الان شهرها الخامس منعطفا طائفيا وضع الاغلبية السنية في سوريا في مواجهة الاقلية العلوية التي تهيمن على السلطة.

وتقود المخابرات العسكرية المسؤولة عن ولاء الجيش للاسد وغالبيته من السنة حملة قمعية في منطقة القبائل السنية في شرق سوريا وهي منطقة استراتيجية منتجة للنفط بالقرب من حدود العراق.

والكثير من سكان المنطقة لديهم أسلحة لان الحكومة سلحت في السابق القبائل الشرقية التي لها علاقات وثيقة بالعراق وذلك كثقل مضاد لسكان سوريا من الاكراد والذين يقطن الكثير منهم في مناطق متاخمة لمحافظة دير الزور.

وابلغ سكان بدير الزور تحدثوا لرويترز بالتليفون عن وقوع قتال من الساعات الاولى من صباح الجمعة مع دخول دبابات المدينة خلال الليل.

وقال السكان ان القتال خمد فيما بعد ولكن شوهدت 12 طائرة هليكوبتر على الاقل تنقل جنودا الى مطار عسكري كما وصلت تعزيزات من الدبابات واتخذت مواقع حول المدينة. وحدثت بعض الوقائع الفردية التي استخدم فيها سوريون السلاح خلال الانتفاضة لحماية منازلهم على سبيل المثال خلال هجمات شنتها قوات الامن على مدن مضطربة.

لكن القتال الذي تتحدث عنه التقارير في دير الزور يبدو انه رد فعل مسلح من جانب عدد كبير من الناس على حملة القمع التي ينفذها الاسد بقبضة من حديد ضد الاحتجاجات الشعبية.

وعين الاسد -وهو من الاقلية العلوية في سوريا- يوم الاحد مدير السجن الرئيسي في سوريا محافظا لدير الزور بدلا من المحافظ المدني وذلك بعد يومين من اكبر مظاهرات منادية بالديمقراطية تشهدها المنطقة حتى الان منذ اندلاع الانتفاضة.

وقال سكان ان الجيش السوري حاصر الاسبوع الماضي بلدة البوكمال الواقعة عند اقصى الطرف الشرقي لدير الزور على الحدود مع العراق بعد ان انشق 30 جنديا اثر مقتل اربعة محتجين.

ودير الزور من المناطق الرئيسية لانتاج النفط وتنتج 380 الف برميل يوميا لكنها واحدة من اشد المحافظات السورية فقرا وعددها 13 محافظة والتي تضررت كثيرا من الجفاف وسوء الادارة.

وتلقي السلطات السورية باللوم على “جماعات ارهابية تخريبية” في معظم حالات القتل خلال الثورة التي بدأت بمطالب بالتحرر السياسي لكنها تسعى الان للاطاحة بالاسد الذي تولى السلطة خلفا لوالده الراحل حافظ الاسد عام 2000.

وقالت جماعة افاز العالمية النشطة في تقرير جديد ان قوات الامن السورية قتلت 1634 شخصا كما اختفى 2918 على الاقل في الحملة التي يشنها الاسد وقالت ان 26 ألفا اعتقلوا من بينهم عدد كبير تعرض للضرب والتعذيب وان 12617 مازالوا في الحجز.

وقالت الحكومة السورية ان اكثر من 500 من قوات الجيش والامن قتلوا. ويقول ناشطون مدافعون عن حقوق الانسان ان الجنود الذين رفضوا فتح النار على المدنيين قتلوا بالرصاص. وأضافوا ان أفرادا من الجيش من المجندين وذوي الرتب الصغيرة ينشقون بأعداد كبيرة.

من خالد يعقوب عويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى