صفحات الناس

سوريون للكونغرس: قولوا نعم/ عامر أبو حامد

  “قولوا نعم”، يناشد السوريون أعضاء مجلس الكونغرس الأميركي عبر التغريدات المستمرة على حساباتهم الشخصية في “تويتر”، إذ من المفترض أن يصوت الأعضاء على قرار الضربة العسكرية المتخذ من قبل الرئيس أوباما. عبارة موحدة نشرها السوريون عبر “تويتر” بعدما نشروا قائمة بروابط حسابات أعضاء الكونغرس: “إذا قلتم لا، سيستخدم الأسد الأسلحة الكيمياوية مجدداً، وسيموت أطفالنا مجدداً، قولوا نعم لإنقاذهم رجاءً”. خلال ساعات من انطلاق الحملة كان “هاشتاغ” #Say_yes_to_save_them يفيض بمئات التغريدات الموجهة إلى أعضاء الكونغرس، تحملهم المسؤولية المباشرة عن مقتل الأطفال السوريين في حال لم يصوّتوا بنعم.

هكذا كان موقع “تويتر” أمس يرثي قلب العروبة النابض، فأبناء دمشق يناشدون الغرب بالجملة كي يتدخل إلى جانبهم في حربهم مع النظام، بما يُذكر بمواقف المثقفين العراقيين في الغرب إبان الحرب الأميركية على العراق، لكن هذه المرة بالجملة ومباشرة من الثوار إلى أعضاء الكونغرس.

يقول حسن قاسم مُطلق حملة “قولوا نعم” وعضو “المجلس الوطني لإعلان دمشق” في حديثه لـ”المدن”، “إن عدم تلقّي الأسد للضربة هو بمثابة تصريح باستخدام الكيماوي مجدداً، هذا سيكون كارثة بالنسبة للثورة”. يضيف: “الهدف من الحملة التأثير على قرار أعضاء الكونغرس الأميركي، وهذه الطريقة الأمثل، أي عبر تويتر”. ومع تصميم نشطاء الحملة على توحيد العبارة الموجهة، إلّا أن البعض آثر أن يكتب عبارات أخرى تحمل مضامين أكثر حدّة: “لا نملك نفطاً، لكننا واثقون أن السعودية ستدفع لكم الفاتورة”، أو تغريدة أخرى تقول: “لا نطلب الكثير، فقط أضربو المطارات الحربية وقواعد صواريخ السكود… وأتركوا لنا البقية”. واكتفى آخرون بهاشتاغ “قولوا نعم كي تنقذوهم” مع صور لأطفال مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية.

“فايسبوك” ساند الحملة التويترية أيضاً، فبدأ الناشطون بنشر الروابط المستهدفة عبر واضعين “الهاشتاغ” ذاته، كما فعل الناشط وعضو المجلس الوطني، منهل باريش، الذي تبنى الحملة. يقول باريش لـ”المدن”: “طالبنا المجتمع الدولي عشرات المرة بحظر جوي وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين، ولم نطالب بجيوش تدخل سوريا”. ويضيف: “علينا كسوريين إرسال رسالة لكل من أعضاء الكونغرس لنخبره بأن صوته سيوقف المجزرة المستمرة في حق السوريين، آلاف الرسائل قد تكسب القرار أصواتاً إضافية، في بريطانيا كان الفرق فقط 13 صوتاً، ولو عملنا بجد أكبر لكان التصويت لصالح القرار. قد تكون رسائل التواصل الاجتماعي خياراً أفضل من خطابات المعارضيين السياسيين”. يؤكد قاسم أيضاً أن “الحملة لا زالت في بدايتها”، إذ يعمل الناشطون على توقيع عريضة تقدّم إلى البيت الأبيض، إضافة إلى إيميلات من نشطاء الداخل مُرسلة إلى حسابات أعضاء الكونغرس.

وجد السوريون منفذاً للتعبيرعن رؤيتهم وموقفهم من التدخل العسكري في وسائل التواصل الاجتماعي. فهم يعيّرون أميركا، ليس لأنها عدوة، بل لأنها لا تقف بالشكل المطلوب معهم، كما كتب @freesyria78 مع “الهاشتاغ” ذاته: “إذا قلتم لا لتحموا الأسد فأميركا ستخسر مصداقيتها أمام العالم”. لكن وذلك لم يحصل مع العراقيين في تجربتهم السابقة، فقد سلبهم المثقفون العرب وإعلام صدّام حسين فرصتهم في التعبيرعن مواقفهم، فتعثروا بالكاميرا وهي تنقل صورهم عند التمثال الساقط. إنما، وعلى خلاف ما روّجه النظام عن سوريا قلب العروبة، عبر نافذة التغريد الافتراضية، يقول المئات وربما الآلاف من الشباب السوريين هنا: نرفض هذا الموت.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى