صفحات سوريةغسان المفلح

سيدا رئيسا للمجلس الوطني السوري


غسان المفلح

بداية مهما كان المقال او المكتوب عن المجلس الوطني السوري، فهو كان منذ لحظة تأسيسه جزء أصيلا من تاريخ الثورة السورية. هذا المجلس الذي تأسس من أكثرية مكونات المعارضة التقليدية والجديدة معا، وامتزجت التجربة والخبرات بنتاج الثورة بطريقة، تبشر بامل قديم جديد حول انتاج مؤسسة ديمقراطية للمعارضة السورية..صحيح أنها لم ترتقي لمستوى الثورة، لكنها خطوة على غاية من الاهمية..ويمكن حتى اللحظة التأسيس عليها..

فشلت كل المحاولات من خارج المجلس، التي سعت لتشكيل إطارات بديلة عنه، وفشلت كل المحاولات التي حاولت ولاتزال تحاول التشكيك بجدوى العمل والحرص على هذا الكيان التمثيلي للثورة، السلبيات كثيرة ولا تحصى، الانتهازيون موجودون في كل مكان، واللعبة السياسية ومستلزماتها النزيه وغير والنزيه، لم ينجو عمل المجلس منها بعد، هذه المعادلة ليست موجودة فقط في هيئاته القيادية بل أيضا بين أعضاءه، وانعكست على الحركة العامة للمجلس، إضافة إلى أن المعارضة التقليدية، لم تستطع أن ترتقي لمستوى التضحية، من حيث قدرتها على التخلي عن التوافقية لصالح الانتخابية المباشرة كحالة تأسيسية لمؤسسة فاعلة وديمقراطية. وهذا إن دل فهو يدل على عدم ثقة المعارضة التقليدية بنفسها وبرموزها. أما لو كانت لديها الثقة لما لجأت إلى التوافقية هذه.. وعلى الهيئة العامة عموما العمل من أجل تأسيس حالة ديمقراطية حقيقية..الحالة التوافقية يريدها أشخاص ما كان يمكن ان يسمع بهم أحد لولا فرض التوافقية..إضافة إلى أن الولاء للثورة مختلف بين شخص وآخر، فمثلا هنالك موال للثورة ومنخرط فيها ضد التدخل الدولي، وهنالك من هو مع التدخل الدولي على سبيل المثال، ما حصل ان التيار الذي كان ضد التدخل الدولي هو من استطاع ان يشكل أكثرية أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس وعلى رأسهم الدكتور برهان غليون..الذي تحسن أداءه كثيرا في الشهر الأخير وعلى كافة المستويات.

هذه القضية في الواقع تركت آثارا سلبية على صورة المجلس الوطني السوري كممثل للثورة السورية ومطالب شعبنا، الذي أصر بعد اول المجازر أن يطالب المجتمع بالتدخل..هذه المجموعة من المكتب التنفيذي كانت تسبح في واد أيديولوجي آخر..كانت تخاف على نفسها وعلى صورتها وعلى علاقاتها السابقة ما قبل الثورة..لم تستطع أن تلتقط أن الثورة بزت ما قبلها في كل شيئ..تماما كما هي الحالة التوافقية…إن القوى المصرة على التوافقية لم تساهم في انطلاق الثورة، ومع ذلك منحتها هذه التوافقية امتيازا ما كانت تحلم به، ولا تتيحها لها شعبيتها التي تكاد تقترب من الصفر داخل سورية حتى قبل الثورة بلحظات..إذا لدينا مشكلة، التوافقية تمنع الديمقراطية، وتمنع تشكل سيادة مؤسسية واحدة..لهذا تجد أن كل قوة تتصرف انطلاقا من رؤيتها وليس تمثيلا لوحدة مؤسسية سياسيا وخلافه..في هذه الاجواء استقال الدكتور برهان غليون من رئاسة المجلس، وكنا كتبنا سابقا عن هذا الموضوع، ولم نستطع كمجلس انتخاب بديلا له دون قضية التوافق، وتم تسمية الصديق الدكتور عبد الباسط سيدا رئيسا للمجلس خلفا للدكتور برهان..وكنت من بين المتحفظين على ترشيح الدكتور عبد الباسط لمعرفتي الشخصية به وبتاريخه، بأنه شخصية نزيهة ومهذبه، ذو خبرة سياسية لكنها لاتجيد ربما مواجهة الحالة الداخلية للمجلس، لكنني بالطبع كغيري من اعضاء المجلس سندعم الدكتور سيدا..

في تحقيق برنامجه ورؤيته التي عبر عنها في المؤتمر الصحفي الذي عقده أيضا في تركيا بعد انتخابه..الدكتور عبد الباسط سيدا الكوردي السوري، الذي امتاز بوطنية ديمقراطية، وابتعاد عن منكافات ومزايدات الحركة السياسية المعارضة بشقيها الكردي والعربي، وصاحب رؤية أصيلة في حل القضية الكوردية في سورية في إطار وطني ديمقراطي، واعتبره شخصيا من خيرة ممثلي القضية الكردية والمواطنية الديمقراطية السورية، فكريا وسياسيا..والآن بشكل عاجل وملح على الدكتورعبد الباسط أن يعمل من أجل عقد هيئة عامة للمجلس ومأسسته، ووضع رؤية وطلب المجلس للتدخل الدولي أمام المجتمع الدولي كما عبر عن ذلك في مؤتمره الصحفي..وان يسعى لكي يكون منتخبا مباشرة من مؤتمر الهيئة العامة..متمنيا له التوفيق.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى