صفحات الناس

“سيران” إلى سوتشي؟

 

 

يستمر المشاركون في مؤتمر “الحوار الوطني السوري” بالتوافد إلى سوتشي في روسيا، الإثنين، عبر رحلات مباشرة من مطار دمشق الدولي، للقادمين مباشرة من سوريا.

حقوق النقل الحصرية كانت من حصة شركة طيران “أجنحة الشام” التي قالت إنه “تم اختيارها لنقل المشاركين السوريين في اجتماعات سوتشي”. الشركة المملوكة من قبل عصام شموط، أعربت عن سعادتها بهذا الاختيار “الذي يعكس الثقة بهذه الشركة الوطنية التي وضعت نفسها وأسطولها وكوادرها في خدمة جميع السوريين منذ تأسيسها”.

وأضاف بيان الشركة العاملة منذ عام 2007: “من دواعي الفخر أن يكون للشركة مساهمتها الرمزية في صنع السلام ومستقبل سوريا، عبر نقل السوريين المؤمنيين بالسلام إلى اجتماعات سوتشي”. وتملك الشركة طائرتي بوينغ وطائرة إيرباص، وانحصرت وجهة رحلاتها الجوية خلال السنوات التي أعقبت الثورة السورية إلى العراق وإيران، قبل أن تعود لتسيير بعض الرحلات إلى الكويت والسعودية والسودان.

ونُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة من إحدى رحلات “أجنحة الشام” إلى سوتشي، ويظهر فيها المسافرون وقد دخلوا الأجواء الروسية بعد 3 ساعات من الطيران، وهم ينشدون أغاني وطنية. الرحلة كانت أشبه بكرنفال غنائي موالٍ للنظام، عززه وجود الممثلين سلمى المصرى وبشار اسماعيل وسعد مينا.

القوائم باسماء المشاركين، التي نشرتها الخارجية الروسية، تُظهر أن عدداً كبيراً حضر عبر علاقات شخصية مع ريم تركماني ورندة قسيس ومجد نيازي وهيثم مناع وأحمد الجربا. وهؤلاء المعارضون، إن أمكن وصفهم بذلك، يحيط بهم غموض كبير، وسط اتهامات موجهة لهم من قبل أوساط المعارضة بـ”الإرتزاق” وصعود سلم الأحداث لتحقيق أمجاد شخصية. ولا تبدو تلك الأوصاف غريبة عن أولئك، في ظل ما تحيط ببعضهم من معلومات عن حصولهم على تمويل خارجي باسم “المعارضة المدنية العلمانية”، رغم أن مواقفهم ملتبسة، ولطالما صبت في مصلحة “علمانية” دكتاتورية النظام.

وبحسب برنامج المؤتمر، سيقضي المشاركون في المؤتمر يومهم الأول في سوتشي في الفنادق، في حين سيحضرون، الثلاثاء، 4 جلسات للمؤتمر، قبل أن يعودوا أدراجهم الأربعاء.

وسائل إعلام روسية كانت قد أشارت إلى أن عدد المدعوين للمؤتمر أكثر من 1600 شخصية “يمثلون كافة المكونات والشرائح والقوى السياسية في المجتمع السوري”. وأضافت: “يشكل العرب غالبية المدعوين إذ تبلغ نسبتهم نحو 94.5 في المئة، مع ذلك تمت دعوة ممثلين عن الأكراد والأزيديين والدروز والآشوريين والأرمن والشركس والداغستانيين والتركمان وغيرهم من إثنيات سوريا. وسيمثل معارضة سوريا الداخلية في المؤتمر الموفدون من مجلس الشعب والأحزاب الرئيسة كحزب البعث والجبهة الوطنية التقدمية والحزب الاشتراكي وغيرها، إضافة إلى شخصيات بارزة تمثل جميع المعتقدات الدينية في سوريا، ووجهاء قبائل ومشايخ وممثلون عن نقابات العمال والدوائر الفنية”.

كما يشارك، بحسب الإعلام الروسي “ممثلون عن الفصائل المسلحة التي انضمت إلى اتفاقات المصالحة مع الحكومة.. أما المعارضة السورية في الخارج، فسيمثلها أكثر من 300 مشارك، من بينهم منصتا موسكو وأستانة وتيار الغد السوري وحركة المجتمع المدني.. وبصفة مراقب، تمت دعوة الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومصر والعراق ولبنان والسعودية والأردن وكازاخستان للمشاركة في المؤتمر”.

الحافلة-الطائرة التي أقلت المشاركين إلى جنيف، هي أشبه بـ”السيران” الذي يقوم به أهالي الشام، للترويح عن أنفسهم أيام الجمعة باتجاه محيط دمشق. سيران المشاركين في سوتشي، مبادرة روسية، صممت قوائم المشاركين فيها شخصيات إشكالية، وتكفّل بنقل الركاب رجل الأعمال السوري عصام شموط.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى