صفحات الحوار

شباب 17 نيسان: الأزمة في سورية وصلت إلى نقطة اللاعودة


وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى الناطق الرسمي باسم شباب حركة 17 نيسان/ أبريل للتغيير الديمقراطي في سورية أن إسرائيل وأمريكا تدركان أن نظام الأسد سيسقط لكنهما لا يجدان بديلاً أحسن منه للحفاظ على التفوق الإسرائيلي، وأكّد على أنه بدون تصاعد ثورة الشعب السوري لن يكون هناك أي قرار دولي يؤثر على النظام السوري، وقال إن عنف النظام السوري “كشف عن ضيق أفق سياسي وفقر أخلاقي وضحالة إيديولوجية”، وشدد على أن الأزمة في سورية “وصلت إلى نقطة اللاعودة” وفق قوله

وحول أسباب عدم اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً حاسماً بخصوص شرعية النظام السوري أو دعوته للتخلي عن السلطة قال د خلدون الأسود، الناطق الرسمي باسم شباب حركة 17 نيسان للتغيير الديمقراطي في سورية، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تحكم سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية عدة ضوابط أهمها أمن إسرائيل ومن ثم تجربتها السابقة مع المنطقة (ليبيا والعراق) وفن الممكن، فليس هناك موقف موحد للوبي الصهيوني بعد، لكن هناك خوف من سقوط نظام الأسد وما قد يليه من باب الواقعية، تدرك إسرائيل وأمريكا أن نظام الأسد سيسقط لكنهما لا يجدان بديلاً أحسن منه للحفاظ على التفوق الإسرائيلي ليس فقط عسكرياً بل أخلاقياً واقتصادياً وعلمياً، لذلك يتخذون موقف الانتظار الحذر، ومن أحد مبادئ السياسة الأمريكية أن لا يصرّحون بشيء لا يستطيعون ضمان تحققه بما يتوافق مع مصالحهم لذلك تراهم يبقون الباب موارباً أمام كل أطراف الصراع في سورية بما فيها النظام وبعض أطراف المعارضة المستعدة للتعلق بقشة الولايات المتحدة الأمريكية على أية حال مصير النظام يقرره الشعب السوري فقط” حسب تأكيده

وفيما إن كان القرار الذي صدر الأربعاء عن مجلس الأمن بإدانة عنف السلطة في سورية دون ذكر أي عقوبات سيردع السلطات السورية عن استخدام العنف في مواجهة المتظاهرين، قال الناشط السياسي السوري المقيم في الولايات المتحدة “بدون تصاعد ثورة الشعب السوري لن يكون هناك أي قرار دولي سوف يؤثر على النظام، حتى قرار الإدانة بالرغم من أنه قد يقدّم بعض المساندة الأخلاقية لكنه لن يستطيع أن يغير من سلوك النظام السوري، فهو ـ أي النظام ـ غير مؤهل للتعامل بغير الحل الأمني وحركتنا تحذر من عقوبات اقتصادية قد تكون نتائجها شديدة على المواطنين وليس النظام السوري نحن لسنا ضد عقوبات اقتصادية تستهدف أركان النظام بحساباتهم وأعمالهم الخاصة، لكننا ضد أي عقوبات تستهدف أي من مرافق الاقتصاد السوري أي عوامل خارجية، مثل قرار الإدانة هذا، قد تكون مساعدة للشعب، لكن المنظمة الدولية لا تمتلك القدر الكافي من المصداقية مع شعوب الأرض وخصوصاً منها الشعب العربي، لكي يعوّل عليها الشعب السوري، خصوصاً عندما تجعلها مصالح وتوازنات خمسة دول كبرى بلا بوصلة أخلاقية حقيقية” على حد تعبيره

وفيما إن كانت التظاهرات السلمية وحدها قادرة على إسقاط النظام قال “ليست التظاهرات وحدها ستسقط النظام، هناك عدة سيناريوهات محتملة لسقوط النظام، ونحن نضع ثقتنا بقدرة شباب الثورة في سورية على اختراع وسائل احتجاج ستقوّض أركان النظام تدريجياً يكفي مثالاً حملة الأسبوع السوري التي طورت شكلاً جديداً من أشكال النضال اللاعنفي تتناسب مع المزاج الحضاري للسوريين إن النظام السوري أضعف بما لايقاس الآن، بالإضافة إلى تضيق قاعدته الاجتماعية الولائية واقتصارها على من يقبل بالنظام خوفاً من بديل مجهول وليس انطلاق من ولاء حقيقي لقد كشف عنف النظام عن ضيق أفق سياسي وفقر أخلاقي وضحالة إيديولوجية لم تشهد سورية مثيلاً لها ولن يستطيع النظام السوري أن يعيد إنتاج نفسه خارج الإطار العنفي الذي فرضه على المجتمع السوري” حسب تعبيره

وأضاف “إن تصعيد العمل الاحتجاجي سيؤدي بالضرورة إلى مرحلة تنصهر فيها الحركات الاحتجاجية ضمن إطار ينسقها زمانياً ومكانياً مما سيمكنها من احتلال الساحات العامة والاعتصام وبالتالي الزحف على مراكز سيطرة النظام مثل الإذاعة والتلفزيون وأجهزة الأمن أما بالنسبة إلى الجيش فهو إما سيتوقف عن مساندة النظام، أو أن العساكر سيخلعون بزتهم العسكرية وينضمون إلى المحتجين المدنيين مما سيُفقد الجيش القدرة على الضرب شعبياً، أو، وهو ما لا نريده، سينشق الجيش أو ينقلب على السلطة عسكرياً، لكن حتى هذا الاحتمال الأخير سيكون مطواعاً لتصاعد الحركة الشعبية الذي ستقتضيه إدراك الأغلبية الصامتة أن لا مفر من التغيير، وأن المشاركة في التغير ستضمن تغيراً ترضى عنه” وفق قوله

والأسود، الناطق باسم الحركة التي تهدف إلى تحويل سورية إلى دولة مدنية أساسها المواطنة والعدالة، استبعد أن يقبل النظام السوري بالقيام بإصلاحات حقيقية وفورية وقال “لم يوافق ديكتاتور عبر التاريخ على التخلي عن سلطاته لكن يفرض عليهم ذلك، ونحن نترك برسم الشعب السوري ما إذا كان سيقبل المشاركة مع بشار الأسد أو لا” حسب قوله

وشدد على اأن الأزمة في سورية قد وصلت إلى نقطة اللاعودة وقال “كان لرد فعل النظام السوري العنفي والإعلامي دوراً باستمرار كرة الثلج بالكبر، تصميم الشعب السوري على استعادة كرامته وحريته يرافقه نظام غير قادر على استبطان عالم لا يكون فيه مطلق الصلاحيات سيؤدي بالضرورة إلى استمرار تصاعد الثورة حتى مرحلة رجحان كفة الشعب مما سيطيح بالنظام لقد وصلت الأزمة إلى نقطة اللاعودة، فالنظام حرق سفن عودته إلى المجتمع عندما بدأ بإطلاق النار على المتظاهرين العزل في 18 آذار/ مارس في درعا، وربما بدأت تدق ساعة نهايته عندما تخلى النظام عن كل الإجراءات الاقتصادية الترقيعية، التي كانت تعكز الطبقات الشعبية في سورية، لصالح طبقة رجال الأعمال، فهو للآن لم يتقدم بأي إجراء اقتصادي حقيقي يعيد بعض مكتسبات الشعب السوري ويحجم عن النهب الأعمى لقوت الشعب على يد أقرباءه وأعوانه وشركائه، لقد أصبح النظام السوري مديناً بوجوده لأجهزه الأمن وعسفها، التي هي من ثار الشعب السوري ضد تغولها، لذلك لن يستطيع النظام أن يتخلى عن أجهزة الأمن وبنفس الوقت لم يعد الشعب السوري يقبل العيش معها، من هنا النظام السوري غير قادر على تقديم حلول ترضي الشعب الثائر في سورية” وفق تأكيده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى