صفحات الناس

شهادة زيد محمد

Zaid Muhammad

آعدين مع المحقق.. ألو المحقق للعنصر: رقم دعوى: 7341. سألو العنصر: شو التهمة؟ صفن شوي و جاوبو: فكرية.

أخد ورئة إخلاء السبيل و أعطاني إياها.

**

منبدا الأصة من الأول: جيبوا شي شغلة تشربوها إذا ما صايمين.. و إذا صايمين اتحملوا هالبوست بتاخدوا ثواب ليوم الثواب 😀

يوم التلاتا رحنا على حاجز بستان الأصر، كان في اعتصام منشان صديقنا عبيدة اللي ضربو الجيش الحر: عبيدة إعلامي صور حاجز بستان الأصر و هوة عم يختلي بالبنات و يتحركش فيهن.

شو ألت.. احميل حالك ياولد و روح شوف شو عم بصير عالمعبر.. بعرف إنو هاد الحاجز سيء كتير بس حبيت أطلع أشوف: على أساس الزير (واضح من الاسم..) شالوه أو حاولوا يعتقلوه و هرب.

رحت لائيت شغلات جديدة عالمعبر: صار في حاجز لـ” الدولة الإسلامية في العراق و الشام” هوة آخر حاجز ببستان الأصر و أبلن في حاج الزير. الحاجزين عم يمنعوا مرور المواد الغذائية للمناطئ المحتلة.

حكيت مع شباب حاجز “الدولة”، حكيت مع واحد ما سوري، بالفصحى، و بالأخير ألتلو إنو الله بدو يحاسبكن عللي عم تعملو.. اللي عم تعملوه حرام.

النتيجة آلولي: إنت صحفي؟ ألتلن إيه. آلولي: إذا شفناك عم تصور رح نعتقلك.

ارجعت على بستان الأصر، المهم بتعرفوا أصة المظاهرة و هجوم “الجيش الحر” علينا :/

**

اطلعنا على مقر لواء التوحيد ، ما حدا رايح يحكي بإنو ضربونا و بدنا حئنا منن، كان بدنا بس تنحل مشكلة المعبر.

بلواء التوحيد حكولنا إنن ما بيتحركوا إلا بأمر من “الهيئة الشرعية” بهيك أمور.. ألنا أوك.. منطلع على الهيئة الشرعية.

منشان نكون واقعيين و منصفين: في شباب من اللي دخلوا على “الهيئة” معها و ناس ضدها، كسلطة و فكر.

طبعا في سؤال مشروع و هوة ليش أنا رحت على “الهيئة” مدام ما معترف فين؟ بالنسبة إلي ما رحت لأشتكي على شي شخصي، رحت لاشتكي على شي عام، و أدمت مصلحة الناس، إنو تنحل هالمشكلة بأقل الخسائر الممكنة.

دخلنا عـ”الهيئة”، و باختصار و بلا طولة سيرة حكينا اللي عنا، و حكيتلن إنو نحنا حطينا الأمر بـ”الهيئة”، فيا بيطلع منها شي يا منرجع مننزل عالشارع ببساطة.

أخدنا موعد من أحد عناصر “الهيئة”، حكولنا ييجي وفد اليوم اللي بعدو فأنا ألتلن باجي، و هيك صار في عنا موعد الساعة 3 بـ”الهيئة” يوم الأربعاء.

**

اليوم التاني ما كزبت خبر.. طلعت أنا و حليم (على فكرة حليم ما وعد حدا إنو ييجي.. اليوم عم يحكيلي إنو ألت إنت لحالك ما لازم تروح عالـ”الهيئة” ممكن أتشاكل معن.. شوف على هالسمعة O_O) على “الهيئة”، دخلنا و سألنا عن الشخص اللي عأساس رح نشوفو فحكولنا إنو هلأ هوة ما موجود، و إنو نتفضل نستناه إذا منحب لبيل ما ييجي.

هون منئعد، بعد شوي بييجوا شباب من “الهيئة”، و منبدا ندردش مع بعض.

خلال الدردشة في واحد اسمو أ. ع.، هاد محقق، بيئعد بئلي إنو هنة إرهابيين، جماعتو يعني، بألو أنا ما ألت هالكلام، بألي أنا عم بؤول إنو نحنا إرهابيين، نحنا إرهابيين.

بألو يعني إنت بتسمي حالك إرهابي، ألي إيه. ألتلو أوك.. إنت إرهابي O_O

و خلال الدردشة بحكي رأيي إنو أنا بدي دولة علمانية.

**

ليش ما ذكرت اسم المحقق، لسبب بسيط: هاد الشخص ما أعتقد بيحسن يدخل عالنت، فنئل الأصة لهالساحة بدون ما يحسن يرد عليها الطرف الآخر مع ذكر اسمو غير نبيل و غير عادل بالإضافة لإنو غير مفيد..

**

المحقق أ. ع. ألي مو ما بدك دولة إسلامية، يعني إنت ما متفئ مع الهيئة فاطلع منها معناها. ألتلو يعني ما بحئلي أشتكي هون؟ ألي لاء. ألتلو بلاش. احملت حالي و مشيت.

هون و أنا بطريئ الطلعة بمد واحد من اللي كانوا عم يدردشوا معنا رجلو، بفشكلني، هون برجع بفتل لعندو و بهجم عليه و منتضارب.

بيجي أحد عناصر “الهيئة” بفك بيناتنا. برجع بحمل حالي لأطلع بألي المحقق أ. ع. مافي تطلع.. بدك تنحبس.

بياخدني و بأدم فيني دعوى، “التهم” اللي اتوجهتلي هية التالي: المطالبة بدولة بعلمانية و الادعاء بأن هناك عناصر من الجيش الحر و من الكتائب الإسلامية تقوم بالسرقة.

آل بدو شاهدين على الحكي.. ألتلو: أنا الشاهد الأول، دبر واحد تاني. آم ما خلاني أشهد على حالي و جاب اتنين من اللي كانوا عم يدردشوا معنا.. ما فهمت بصراحة ليش ما خلاني أشهد على حالي و عذب حالو :/

سألوني وين ساكن ألتلن بالمشهد، اسمي زيد محمد، و الأصل من الشام من دوما بس صرلي زمان ساكن بحلب 😀

**

النتيجة أخدنا ورئة الدعوى و رحنا لعند أحد المحققين. الزلمة كان في عندو قضايا فوئفنا على الباب بانتظارو، الشب اللي فشكلني اقترح إنو يحطوني بالمنفردة لبيل ما يجي دوري، ما رد عليه المحقق، ضلو عالأصة لبيل ما اقتنع.. يمكن الزلمة حازة بنفسو.. بنفسو يعتقلني و يوديني عالمنفردة فحئؤولو أمنيتو :/

طيب ما مشكلة.. سمعتو كلام والله إنو الظاهر بنفسو يعتقلني.. أخدني عالمنفردة.

**

بعدكن ما مليتوا؟ لأ؟! مليتوا O_O

تعوا أحمسكن: المشهد اللي جاي درامي شوي 😀

**

بعد فترة ما طويلة انفتح باب الزنزانة، بييجي أحد عناصر “الهيئة”، الشب من الواضح إنو خجلان من اللي صار و شايف الموئف غلط، وجهو عم يحكي عنو.

ألي ليش حكيت هيك؟ ألتلو هاد رأيي.. بغض النظر: حدا بحئلو يعتقل التاني منشان رأيو؟

بعدين يزمتك هاد اللي صار صح؟

بعد شوية حكي ألي غلط، بس ألي هدول متشددين.. الله يصلحك شلون يتحكي هيك. إنت ما بتعرفن.

ألتلو يا أخي هاد رأيي.. لنشوف شو بدو يطلع منها.

إجا بدو يسكر باب الزنزانة، ما حسن يحكي، يمكن كان خجلان أو.. شعورو متضارب، و متعاطف، ألتلو عادي يا زلمة أنا ما زعلان منك. المهم ألي لا تواخزنا وسكر الباب.

**

منشان ما نعيد الأصة كل مرة رح أحكي وئت يسألوني شو الدولة العلمانية شو أجاوب:

أنا مع فصل الدين عن السياسة. مع فصل الدين عن الدولة. مع الاستفتاء الشعبي. الدين لله و الوطن للجميع.

**

انفتحت الزنزانة، إجا واحد مسكني من إيدي بطريئة إنو عأساس ما أهرب أو هيك إشي.. ألي هي منيح إجيت طالعتك كانوا بدن يئذوك. فكرت بدن يطالعوني برا.

أخدني على سجن “الهيئة الشرعية”.

**

أول ما دخلت على سجن “الهيئة”، بالساحة، لائيت تنيي آعدين على مقعد، عم بتطلعوا علي بحقد، آل هاد علماني الخ من هالكلام و صاروا يزتوا كلام تلطيش.

و أسلوب المحقق أ. ع. كان مليئ بمحاولات الاستفزاز.

المحقق أ. ع. كان عم يستناني هنيك، دخلني عند شخص بالسجن ما اتبينت منصبو، ألو هاد هيك هيك أصتو.

ألو إنو هاد آل بدو دولة علمانية وئت كان معصب. ألتلو لاء هاد الكلام غلط: أنا ألت بدي دولة علمانية و أنا مروء.

ألي يعني مصر.

سألني هداك الشخص إنو إذا مسلم و لا لاء، ببساطة، ما بتذكر إنو سألني شي تاني.

آل هاد حكمو تعزير، و تعزيرو اعتقال.. هيك شي.

رجع المحقق أ. ع. و ألي هلأ بطمشوك، نوع من التخويف و التهديد، ألي مفكرني عم بمزح معك، ألتلو ممكن إيه و ممكن لاء، ألي لاء ما عم بمزح، في شب معدي من “الهيئة” ألو جبلي الطميشة.

ما إجت لا طميشة ولا شي.

**

بعدها أخدني المحقق أ. ع. على واحد تاني:هاد الواحد أعد يناقشني بالعلمانية و إنو بلكي أنا فهمان العلمانية غلط: شرحتلو شو العلمانية عندي.

ألي إنو أفكاري خطيرة، و على كل رح يعدي علي خلال الأيام الجاي، و إنو أنا حاليا في حكم المرتد. يا بغير رأيي يا إما بدن يقيموا علي الحد.

المحقق أ. ع. حكا نفس الكلام، معي تلت تيام، يا بتوب يا بقيموا علي الحد.

**

حاولوا يلاؤوا منفردة يحطوني فيها ما لاؤوا.. كل المنفردات ملانة O_O، فاضطروا يحطوني بالجماعية.

**

بالجماعية بديت الناس تعرف أصتي، إنو هاد صحفي علماني ضد إقامة دولة إسلامية. ببلشوا الناس يحكولي أصصن، و ببلش أتنئل بيناتن من مجموعة لمجموعة.

كنت بعرف إنو إذا وصلت الأصة للشارع فالضغط رح يكون هائل، خفت يكونوا اعتقلوه لحليم، في احتمال، مع ذلك في أحد رفآتي من هيئة الشباب المسلم شافني معتقل داخل الهيئة ألت بلكي بيحكي بالأصة، ممكن ينسى، أعدت أحسب الأمور.

قررت إنو أحاول أوصل لأحد الأشخاص بالهيئة و أعطيه خبر إنو أنا معتقل، هاد الشخص بس وصلو خبر فرح يخبر رفآتي، بس ما مشي الحال.

**

التهديد بالقتل كان واضح تماما، و كان واضح و جلي إنو بعد تلت تيام إذا بضل على موئفي رح يعدموني.

**

بالمهجع صرت متل المسجلة.. بس مسجلة بينضرب شريطها عالسريع فلذلك أضل أحاول أتذكر المعلومات و في معلومات أسجلها كذا مرة منشان ما تفلت O_O.

هلأ رح أحكي جزء من الشهادات اللي سمعنها و الشغلات اللي شفتها بعيني، هاد الشي كتير مهم إنو ينعرف شو عم بصير بالسجون، من المهم كمان تعرفوا إنو السجناء أمنوني إنو أحكي عن اللي عم يصير معهن بس أطلع، حطوا هالشي أمانة برئبتي:

السلبيات:

أطول مدة معتقل محتجز عند الهيئة بهالمهجع حسب ما أذكر 70 يوم، هاد عن المهجع اللي دخلت عليه.

اللي بيدخل على السجن و ما حدا بيعرف إنو جوا فمستحيل حدا يكتشف هالشي إلا بدو يبعت شب مفرج عنو يخبر أهلو، أو ييجوا أهلو يسألو عنو.

من الممكن ينزت الشخص بالسجن بدون توجيه أي تهمة إلو لفترة زمنية طويلة.

التعذيب موجود: من الإهانة اللفظية للضرب للدولاب للجلد للشبح لاستخدام الكهرباء لغرز أداة حادة محماة بجسد المعتقل. و من شدة التعذيب يطالب المعتقلين بالموت أحيانا. هي الشغلات سمعتها من المعتقلين و شفت آثارها على أجسادن.

التعذيب بتم قبل التحقيق و بعدو، بتم بغرض انتزاع الاعترافات كمان.

الشهادة اللي سمعتها عن المنفردات سيئة جدا، وئت النوم بتصير التهوية شبه معدومة، السجين ما بيغضر بينام بسبب هالجو هاد، و ممكن ينوضع الشخص في المنفردة و هية ملانة دم و ما تتنضف و يضطر ينام فيها، بعض السجناء طلبوا كمامات ليحسنوا يناموا جوا المنفردة.

في معتقل للإناث ، و بتم جلدهن كمان. سألت شو سبب الجلد ما حدا كان بيعرف، واحد من الموجودين ألي إنن عم “يطهروهن”، ممكن يكون هاد المصطلح من باب سخرية هالشخص من “الهيئة” و ممكن يكون سمعان هالشي. و حكولي إنو أبل بكم يوم من جيتي جلدوا إحدى الإناث فصار استعصاء بالسجن منشان يوئفوا ضربها و تمت الاستجابة. من الجدير بالذكر إنو السجناء حكولي إنو بعض الأمهات معن ولادن بالسجن.

بالمهجع اللي أنا فيو كان في طفل عمرو عشرة سنوات معتقل مع والدو، أما أخوه ابنو التاني اللي عمرو (13 أو 16 سنة.. اختلفت رواية السجناء). صرلن معتقلين فترة شهر و نصف تئريبا، كل واحد منن آعد بمهجع، و من كم يوم صار في استعصاء بالمهجع بعد ما بدي الوالد يبكي و ما عاد يتحمل.. بدو يشوف ابنو، هون اضطروا يحضرولو ابنو تحت ضغط الاستعصاء.

مدة الزيارة كانت خمس دئايئ بالأسبوع و هلأ بين الـ 10 للـ 15 دئيئة.

حسب الشهادات في شي اسمو مهجع الـ11، أو مهجع السنافر، يحتوي كله على أطفال. ورد إنو في طفل ضلت إصبعتو مكسورة لمدة 20 يوم ولا حدا التئش فيو.

خلال تواجدي بالسجن كان في أحد الأشخاص معو إنتان رئوي، ضل لمدة ساعة كاملة بلا أي مساعدة طبية، آل عم يستنوا فان تيجي تشيلو.

ألي أحد عناصر “الهيئة” إنو في عندن نئص في الكادر الطبي.

الناس بالسجن ما عندهم أي مصدر للاتصال مع العالم الخارجي متل الراديو أو التلفزيون، مصدر معلوماتهم الوحيد هنة السجناء الجدد أو الزيارات،و الزيارات بسبب قصر مدتها، اللي هية خمس دئايئ، تسقط من المعادلة.

هناك سجانين صغار بالعمر، من الواضح أنهم تحت 18 سنة، في عندن البعض منن خيلاء و تكبر: إجتني إفادة من أحد عناصر “الهيئة” أن أحد المعتقلين (أتحفظ على ذكر الاسم) طلب الموت على أن يقوم ولد بعمر ابنه بضربه و إهانته.

الكهربا انئطعت مرة عن السجن 8 ساعات متواصلة، أنا جربت تنئطع فترة أصيرة و بديت كنزتي تعصر من العرء.

في واحد بجيب مواد غذائية للمساجين بالمصاري، غير المواد اللي بتعطيها الهيئة، هاد الشخص موجود بشكل رسمي و إلو اسم (نسيتو.. ضرب الشريط هون O_O)، مثال عن الأسعار اللي ببيعن فيها: أنينة الكولا ليترين و ربعPepsi برا السجن ب200 ليرة أما جوا السجن سعر أنينة الكولا ليترين و ربع RC350 ليرة.

في سجناء محولين من سجون الكتائب لسجون “الهيئة”، في حالات تم انتزاع الاعتراف فيها من السجناء أبل وصولن لـ”الهيئة” تحت التعذيب، و تم تسجيل فيديو بهالشي، و أرفق الفيديو مع المتهمين. من الحالات هي: أحد الأشخاص تم تعذيبو في سجن أحمد شما لمدة تقارب الشهر، تم تعذيبو بكافة أنواع التعذيب و ما اعترف بالتهمة الموجهة إلو، لبيل ما إجا أحمد شما بيوم من الأيام و ضل يعذبو بعدين جاب كيس و طالع منو حية، و خلا الحية تمشي على جسد هالشخص و ألو “نحنا ما منخاف من هدول، هدول صحابنا، أما إنتو بتخافوا منن” و هيك ألو الشب خلص بعترف، أحمد شما نادى لشخص عمرو حوالي 35 سنة في بشعرو بياض، و هاد الشخص سجل المقابلة. سألت عن موضوع الحيات عند أحمد شما بعد ما خرجت من المعتقل و في أحد الشباب الثقات أكدلي هالشي. يذكر إنو الشخص اللي كان معتقل عند أحمد شما قد أفاد بوجود كابلين عندو، يقول عنهم أحمد شما: “واحد ماخد شهادة جراحة و الآخر لسا عم يدرس حقوق”، المقصود بهالشي إنو الكابل الأول أول ما بيضرب فيو بخلي الدم يطلع من مكان الضرب أما الكبل التاني فلاء. هاد الشخص تم تسليمو لـ”الهيئة” و على جسدو آثار التعذيب، لكن “الهيئة” صرلها معتقليتو حوالي الشهرين بسبب تسجيل الفيديو اللي بيعترف فيو بتكوين خلايا نائمة تابعة للنظام.

الإيجابيات:

السجناء قادرين على غسل أواعيهن و نشرها داخل المهجع، و قادرين على أخذ حمام داخل المهجع.

الظروف الصحية داخل المهجع بالنسبة للنظافة جيدة.

شفتن فتحو باب المهجع لمدة ربع أو نص ساعة، سألت السجناء هل هاد الشي بصير دايما آلولي هاد أول يوم هيك.

كمان بالنسبة لنوعية الأكل آلولي السجناء إنو اليوم متحسنة.

حسب السجناء إنو المعاملة متغيرة من حوالي 4 أيام، يقال إنو إدارة السجن جرى تغييرها.

من الجدير بالاهتمام إنو السجناء سمعانين بالمظاهرات اللي طلعت ضد الهيئة، سألوني هل هاد الكلام صحيح؟ ألتلن إيه، في ناس طلعت ضدن و ناس طلعت معن.

يذكر إنو نحنا باليوم الأول لرمضان، و جابولنا كيس سوس لكل خمس أشخاص.

**

مليتوا؟ أكيد مليتوا يعني O_O

ما مليتوا؟ الله يجزيكن الخير.. يلا كملوا منشان تاخدوا الثواب :q

**

بالليل، استدعاني المحقق أ. ع.، ألي إنو أنا هلأ ما محقق. عم نحكي من شخص لشخص و هيك يعني.. بدو يهديني.

رجعنا عدنا الديباجة تبع العلمانية.

ألي إنو هوة مع النقاش، بس هاد كفر اللي أنا عم بحكيه، و لازم أغير أفكاري.

ألتلو أفكاري ما رح غيرها، و اعملوا اللي بدكن إياه، بعدين هاد ما نقاش أصلا، إنت عم تطلب مني أكون متل ما بدك فبكون انصلحت أو بكون مرتد، هاد مو كلام ولا نقاش.

حكا إنو هنة بدن يطبؤوا شرع الله..

ألتلو ليك، أنا اللي عندي ألتو، إذا بتتحمل دمي إدام الله فاقتلني .

صار يسألني بمواضيع تانية، بدو كلام أكتر و أكتر، ألتلو بطلت ناقشك، أنا كنت مفكر إنو الناس فيها تتناقش معكن طلعتوا ما خرج نقاش ولا شي.

ألتلو تعال نفترض فرض: أنا بعرف و إنت بتعرف أنا شو رأيي، و أنا عم ألك إنو بدي أضحك عليك و أساوي حالي اقتنعت باللي بدك إياه، شو بتعمل. آل خلص أنا إلي بالظاهر، بتركك. ألتلو يعني بدكن الناس تضحك عليكن. آل نحنا إلنا بالظاهر بس.

حكا كتير.. عن الاستفتاء الشعبي.. كتير كانت أصة الاستفتاء الشعبي زاعجيتو.. ضل يسأل عن الاستفتاء الشعبي.. كان مزعوج.. سأل إنو يعني إذا استفتى الشعب على “الزنا” مدري زواج المثليين.. ما عدت أذكر.. المهم ألتلو أنا مع الشعب شو ما بيختار.

بعدها مسك القرآن و بلهجة تعليمية آمرة، و وجه مزعوج آل هاد شو، ألتلو هاد قرآن. آل يعني هاد شو، ألتلو كتاب الله. ألي هاد دستورنا، هاد شو. ألتلو هاد كتاب الله. ألي هاد دستورنا (وكل شوي بأى الدراما مدري أنا عم أتخيل: يتصاعد التوتر، بينلعب الإضاءة، بتنخفض الأصوات و بترتفع، بيطبق الصمت، في موسيقى تصويرية كمان O_O).

**

بعدي على رأيي ما غيرتو.. هادي.. لأشوف شو بدو يصير..

إجى واحد سألو هاد معتقل؟ ألو إيه. ألو بس بعد إذنك شوي. طلعوا و صاروا يتوتوتوا، شعرت إنو في شي متعلئ بموضوعي.

الشب اللي إجا لعند المحقق أ. ع. أعد و اتناقش معي، كان النقاش محترم، شرحلي كيف الإسلاميين بينظروا للأمور، شرحتلوا كيف أنا بنظر للأمور.

بعد شوي رجع المحقق أ. ع. و ألي في شباب بدن يشوفوك. هون بيتدخل شخص تالت، أحد أعضاء “الهيئة” و بألي إنو إنتو العلمانيين وراكن “اسرائيل” و أمريكا. رديت عليه إنو هالكلام جارح و مرفوض.

**

مليتوا ولا ما مليتوا بعرف إنو بدكن تدبحوني! حئكن علي بس الأصة طويلة شو بعمل O_O

**

وصلوا رفآتي، عرفت إنو الأمر صار بإيدن، صار بإيد الشارع.

رفيئي أخدني على جنب بدو يسألني كم سؤال، المحقق أ. ع. رفض، آل مافي أحاديث جانبية.

المهم، آل المحقق أ. ع. نحنا آعدين أعدة شباب، عم نحكي، ألي ألن لرفآتك شو كنت عم تحكي، يمكن فكرني بدي أغير كلامي، عدت الكلام متل ما هوة، متل ما بيعرفوه رفآتي.

عادي..

أحد رفآتي أعد و ناقشو بالمذاهب الإسلامية، النقاش كان حلو: رفيئي توجهو إسلامي و عم يحاجج هالشخص.

ممكن تسألوني ليش ما أعمل نفس الشي إذا كان في عندي بعض المعلومات من هالنوع.. لإنو الأمر النسبة إلي مختلف: أنا منطلق حكيي بالأمر هوة حئي، حئي بإنو أحكي اللي بدي إياه، هي القضية ببساطة.

ألن إنو هوة مستكتر يؤول القرآن دستورنا. ألتلوه إيه. القرآن ما دستورنا. لو ألت دستورنا لناقضت العلمانية بشكل كامل.

**

انزعج المحقق أ. ع. كذا مرة، بالأخير شاف الحكي ما منو نتيجة، شافني ما تراجعت، آل في عندو شغل تحقيق (هون الساعة صار شي 12 بالليل)، المهم رجعني عالمعتقل.

رجعوا إجوا شباب رفآتي، طلعت شفتن.

و رجعت دخلت.

**

شغلة بتضحك: في واحد من الشباب سألني ليش طالعواك بالمرتين؟ ألتلو منشان شوف رفآتي.

واحد ألي إنت في على راسك ريشة.. لأ أكتر من ريشة.

التاني ألي: بدي أكون صريح معك (هون كنا عم ناكل)، إنت بصراحة وضعك ما مريح.. أنا شاكك بإنك مخبر لـ”الهيئة الشرعية” O_O

**

إجا تاني يوم، طالعواني الضهر من السجن التابع لـ”الهيئة الشرعية” لمقر “الهيئة الشرعية”، و بديت وراء روتينية تمشي.

شفت تنين من رفآتي اللي جايين يشوفوا شو صار معي، كان عندي إحساس إنو الأمور شبه خالصة، كنت رح أنعرض على رئيس “الهيئة الشرعية”، بس انعرضت على محقق تاني.

سألني بشار شو.. ألتلو بشار ظالم. ألي بشار علماني، ألتلو إيران إسلامية. ألي لأ إيران ما إسلامية، ألتلو معناها بشار ما علماني.

المحقق كان عم يكتب التهمة، ألتلو إنو أنا أطالب بدولة علمانية، كمان كنت بدي أنئلو التهمة التانية تبع اتهامي لبعض كتائب الجيش الحر و الكتائب الإسلامية بارتكاب السرقة بس ما خلاني كفي حكي.

المحقق ألي إنت على ردة، و آل إنو إن شاء الله الله بيهديني و هنة مستعدين لمناقشتي، ألتلو و أنا مستعد لمناقشتكن.

ألي إنو ما أجاهر بكلامي، ألتلو شو استفدنا إذا ما جاهرت، ما استفدنا شي. من حئي أحكي اللي بدي إياه.

هوة دعا إنو تنتشر دعوتن بين الناس و تنقام الدولة اللي بدن إياها و أنا دعيت إنو تنتشر دعوتي بين الناس و تنقام الدولة اللي بدي إياها.

بعدها طلب من أحد العناصر إنو يطالعلي ورئة إخلاء سبيل، و بديت الإجراءات تبع إخلاء السبيل. في ظل احتجاج صامت و هامس و علني و استغراب من بعض أفراد “الهيئة” من إخلاء سبيلي.

سألو العنصر اللي عم يكتب إخلاء السبيل شو تهمتو، صفن شوي و ألو: فكرية.

لائيت كمان ناس من “الهيئة” مبتسمة و مستغربة بنفس الوئت، و البعض باركلي بالطلعة.

و أصة المعبر ما انحلت لسا، رح ننزل عالشوارع لنحلها.

**

للي بحب يتصيد بالمي العكرة:

تعا لأحكيلك كلمتين.. أنا ناشط بالثورة السورية.

ناس متطرفة اعتقلتني و كان من الممكن تعدمني، هاد ما بيعني إنو جميع عناصر “الهيئة” متطرفين، و هاد ما بيعني كمان إنو أنا موافئ على “الهيئة”، من الواضح إنو أنا ما موافئ عليهن.

اللي اعتقلوني من التيار الإسلامي.. صحيح.. بس ما بسمحلك تحكي عن التيار الإسلامي كلو بالعاطل: التيار الإسلامي متلو متل أي تيار بالدنيا، فيو متطرفين، فيو ناس بتفهم و ناس ما بتفهم.

رفآتي بصنفن أساسا بإنن رفآتي، هيك بشوفن، و هنة أحرار باختيار انتماءاتهم السياسية: رفآتي و أنا جنب بعض ، دمنا على كفنا و خايفين على بعضنا و منحمي بعضنا. بدي إياهن يكونوا متل ما هنة، منشان شوفن حئيئيين، ما بدي يزوروا حالن لشوفن متل ما بشوف الدنيا. الاختلاف حلو، و صحي.

رح دافع عن حئ كل مواطن سوري بإنو يكون متل ما بدو، بإنو يكون حر، هي بلد الكل، و بتيسع الكل.

**

الثورة ما انسرئت، ما ضاعت، ولا بتنسرء ولا بتضيع، الثورة ما سيطر عليها حدا و لا حدا رح يسيطر عليها، الثورة مكملة، مستمرة، الثورة مسار، و على هالدرب ماشيين، و الشعب السوري عارف طريؤو.

**

في شغلة حلوة صارت وئت أطعة الكهربا لمدة منيحة، يمكن شي نص ساعة، المهم بالظلام بيطلع صوت حجي بؤول:

“والله لـ**** مرتش يا بشار الشلب”.

آم ردت عليه صوات من المهجع: “ليش شو دخل بشار حجي”.

آم رد الحجي: “لو ما بشار الشلب متمسك بالكرسي ما كنا وصلنا لهون”.

**

في سبع شغلات مهمة:

الشغلة الأولى:

ما حدى شرعي غير الشعب و غيرو مافي شرعية.

الشغلة التانية:

ما أنا اللي عملت فرء.. صوتكن هوة اللي عمل فرء، كلكن: اللي دافعتو عن إنو من حئ الإنسان يحكي رأيو. أنا حكيت رأيي. حليم اتصرف بحكمة و حسن يطلع و يخبر. إنتو فعلتوا الموضوع و صعدتوه. كان عمل متكامل من قبل الجميع. شكرا للكل. و الله لو ما انتوا كان ممكن روح بشربة مي O_O

الشغلة التالتة:

ما بدي أأعد أعمل فيها أصة.. ما بعرف لو انتركت لحالي بعد تلت تيام هل كنت ضليت على موئفي ولا لاء. ممكن اي و . ممكن لاء. ممكن كان يكون حكمي إعدام. اللي صار إنو رفآتي، و الضغط الشعبي الهائل، هنة اللي حموني و طالعوني. شو منشان الناس البئية، اللي ممكن يتاخدوا بهي القضية أو بقضايا تانية. اللي ما بيعرفوا حدا و اللي ممكن ما تتوفر الفرصة لتنعملن ضجة. كيف لازم نحل هالمشكلة. و شو منشان اللي عم يصير بالسجون. لازم نتخذ خطوات عملية لمنع وقوع هي الكوارث و نحمي الضحايا المحتملين بكل السجون اللي صارت منتشرة بحلب. لازم عالأقل تنفتح السجون و تخضع لرقابة إعلامية حقوقية. الشارع مرن و قوي و ثائر و قادر على إحداث الفرق، لازم نستثمر هاد الشي.

الشغلة الرابعة:

القضية ما قضية أنا مسلم ولا لاء، القضية قضية رأي، رأيي اللي أنا متمسك فيو. حئي. حئ الشعب و مكسبو بعد ما أدم كل هالتضحيات. الفكر الحر أهم مقومات بناء البلد اللي منحلم فيو، سواءا عم نحكي عن الفكر أو السياسي أو الاجتماعي أو الفلسفي أو الديني الخ. المفروض، المفروض ها، إنو ما يكون الدين حامي إلي من بطش الآخرين. المفروض يكون الدين موضوع بخص الشخص المعني ما أي حدا آخر.

الشغلة الخامسة:

بالهيئة في ناس ضد تصرفات “الهيئة” من داخلها، من الشهادات اللي حصلت عليها (أتحفظ على ذكر المصدر) إنو “شرطة الهيئة” قامت باعتصام لتحسين ظروف شروط السجن، ألا يتم وقف الشخص أكتر من 72 ساعة دون تهمة، كان رد “الهيئة” بفصل بضع عناصر من “شرطة الهيئة”، فهون كل أعضاء “شرطة الهيئة” أضربوا إضراب جماعي و كانوا بدن يطلعوا من “الهيئة”، هون رجعون و راضون و آلولن إنو رح يحئئوا أو حئئوا مطالبن.

الشغلة السادسة:

اطلعت من “الهيئة” و اتوجهت للخيمة، خيمة الاعتصام اللي ساووها رفآتي. كنت بدي أرجع عـ”الهيئة”! ثوارنا بخوفوا .. مو ثوارنا يعني بئصد.. صيغة المذكر و المؤنث.. همم.. مافيني أحكي O_O خلص خلص.. شكرا إلكن آسف ما بتخوفوا إنتو كتير أوادم 🙂

أما أهم شي:

كنزتي البيضا: انشئت.. وئت هجموا علينا كتائب الجيش الحر ببستان الأصر. لو كل واحد فيكن انتخى و اتبرع بخمس ليرات بحسن بجيب وحدة تانية. تقبل التبرعات من هون لأسبوع =_=”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى