صفحات الحوار

شيخ آلي: إجماع كردي على مواجهة تنظيم الدولة

 

 

كمال شيخو-عين العرب

محيي الدين شيخ آلي معارض كردي من مواليد عفرين شمال حلب 1953، يمارس العمل السياسي منذ عام 1972 ويشغل حاليا منصب سكرتير عام حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي)، وهو عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي، وساهم في تشكيل “إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي” عام 2005.

زار شيخ آلي مؤخرا إقليم كردستان العراق بدعوة رسمية من رئاسة الإقليم لتقريب وجهات النظر لتأسيس مرجعية سياسية لأكراد سوريا، وقد التقى رئيس الإقليم مسعود البارزاني، وقيادة حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، وبشأن الزيارة ونتائجها أجرت معه الجزيرة نت هذا الحوار.

عقدت عدة لقاءات في كردستان العراق بعيدا عن أضواء الإعلام، وأعلنت عن اتفاقية دهوك بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي، ما هي أبرز النقاط التي اتفقتم عليها؟

بداية تم الاتفاق على تشكيل مرجعية سياسية كردية تتولى رسم السياسات وصياغة المواقف المتعلقة بأكراد سوريا وتمثيلهم في مختلف المحافل والمجالات، وتشكيل لجان متخصصة.

كما تم الاتفاق على الدخول في شراكة ميدانية في أعمال ومهام الإدارة الذاتية القائمة في المناطق الثلاث: الجزيرة، وعفرين، وعين العرب (كوباني) والعمل على تطويرها، وتعديل ما يلزم تعديله في العقد الاجتماعي للإدارة.

والأمر الثالث الذي اتفقنا عليه يتصل بمهام الحماية والدفاع عن المناطق الكردية، وضمان ممارسة جميع أبناء شعبنا حقهم وواجبهم في هذا المجال عبر التنسيق مع وحدات حماية الشعب للعمل يدا بيد في مواجهة المخاطر، خصوصا خطر تنظيم الدولة الإسلامية.

وكيف كانت مواقف القوى الكردية، وهل عملت على دعم الاتفاق؟

بخصوص موقف القوى الكردية التي لمستها خلال الزيارة واللقاءات التي تمت بدا واضحا أن ثمة قواسم مشتركة بينها، وأبرزها وجوب العمل سويا ودون تردد بغية التصدي لتنظيم الدولة ودحره، وفتح صفحة جديدة مع بغداد وتعزيز وحدة الصف وتضافر الجهود لمواجهة طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة، واحترام خصوصية واقع الأكراد السوريين.

تشهد عين العرب منذ ثلاثة أشهر حربا طاحنة مع تنظيم الدولة وتتصدى مقاومتها للدفاع عن المدينة.. كيف ترى أهمية المدينة بالنسبة لأكراد سوريا من ناحية، ولتنظيم الدولة من ناحية ثانية؟

شهدت عين العرب وريفها ولا تزال حصارا خانقا ومحاولات اقتحام عديدة من قبل تنظيم الدولة وبمؤازرة من تنظيمات مسلحة أخرى لما يقارب أكثر من عام قبل الاقتحام والغزو الأخير وبعد استيلاء التنظيم على أسلحة متطورة من الجيشين العراقي والسوري، وإعلانه الخلافة الإسلامية بعد سيطرته على مدينة الموصل واستيلائه على أموال كبيرة من هناك، ونيته التمدد أكثر في سوريا والعراق.

وكان ولا يزال لوحدات حماية الشعب الكردي الدور الأبرز في الدفاع عن المدينة، مدعومة بحاضنة شعبية كردية واسعة. وبعد صمود دام لأكثر من أربعين يوما أرسلت حكومة إقليم كردستان مشكورة قوة مؤازرة من حوالي 150 من عناصر البشمركة ولقي ذلك ترحيبا كبيرا من قبل الكرد في كل مكان.

أكراد سوريا في عين العرب وغيرها في موقع الدفاع عن النفس أمس واليوم وغدا فهم لم يهاجموا أحدا، لذلك أهمية المدينة بالنسبة لنا هي الدفاع الطبيعي المشروع عن وجودنا وقرانا ومناطقنا، أما تنظيم الدولة فهو قوة احتلالية تريد السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي وإعلان دولته عبر الغزو والنهب والقتل العام والسيطرة على موارد البترول والمناطق الحدودية.

ولكون الوسط الكردي في كل من العراق وسوريا يشكل عقبة أساسية أمام تنفيذ مخططه التوسعي وجدنا في الآونة الأخيرة استهدافا خاصا للمناطق الكردية في العراق وسوريا: سنجار وعين العرب، كما أن تواجد الكثير من القيادات الأمنية والعسكرية لنظام صدام حسين البائد ذي النهج الشوفيني تجاه شعبنا في أعلى هرم تنظيم الدولة يعزز هذا النهج تجاه شعبنا الكردي.

لكم انتقادات دائمة للموقف التركي تجاه الأزمة السورية، فكيف تقيمون هذا الموقف؟

حكومة أنقرة تسرعت في عدة أمور منذ بداية الانتفاضة السورية، فهي دفعت المعارضة السورية إلى خيارات انتحارية لا رجعة فيها، ودعمت تيارات الإسلام السياسي ماليا ولوجستيا وعسكريا، حتى وصل الأمر إلى أن تصبح تركيا قاعدة لتجمع آلاف الإرهابيين من شتى أنحاء العالم ودخولهم إلى سوريا عبر الحدود التركية السورية.

كما أصبحت الأراضي التركية منطلقا لهجمات غادرة على شعبنا الكردي بدءا من منطقة رأس العين من قبل جبهة النصرة وتيارات أخرى منذ أكثر من عامين، وإلى اليوم هناك غموض وعلامات استفهام عديدة حول علاقة بعض الأوساط التركية الرسمية وشبه الرسمية بتنظيم الدولة.

أما بخصوص مسألة تدخل الجيش التركي برا في الأراضي السورية وإقامة مناطق عازلة فقلت حينها إن من يروج لهذه الشعارات إنما يروج للأوهام، فتركيا لا تستطيع التدخل وحدها في سوريا بمعزل عن حلف الناتو ومجلس الأمن الدولي والسياسة الأميركية الخاصة بالنسبة لسوريا، وفي الداخل التركي هناك معارضة متنامية وقوية لسياسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تجاه الأزمة السورية، وما زلت عند نفس الرأي وأقول إن تدخلا تركيا منفردا مرفوض لدينا ولن يخدم حاضر ومستقبل جمهورية تركيا وتطورها الحضاري.

أنت من دعاة الحل السياسي للأزمة السورية.. كيف تقرأ المشهد السوري عموما اليوم، وما هي فرص نجاح الحل السياسي؟

سوريا تعيش كارثة إنسانية، وهناك معطيات وعوامل تهيئ لحرب طويلة الأمد تنذر بانهيار كلي لمؤسسات الدولة والمجتمع، واستمرار المعاناة إلى أمد غير منظور، والتحول إلى “دولة فاشلة” على كافة الصعد.

ومن المؤسف أنه لا يوجد حل قريب بسبب التعقيدات الداخلية والخارجية، لكن لا بد من البحث والعمل على حل عاجل بإشراف دولي، يضع على رأس أولوياته وضع حد لنزيف الدماء وينهي حالة الحرب ويعيد ملايين المهجرين إلى مناطقهم باتجاه إقامة حياة سياسية جديدة في البلاد بعيدا عن شبح العنف والإرهاب عبر مرحلة انتقالية تتوج بإنهاء النظام الأمني المتوحش وحكمه الاستبدادي القائم منذ عقود، وإقامة نظام ديمقراطي لامركزي، يضمن حقوق شعبنا الكردي في إطار وحدة البلاد.

من هذا المنطلق نؤيد مساعي المندوب الأممي دي مستورا، وخطته الرامية لتجميد القتال بدءا من حلب.

الجزيرة نت

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى