صفحات الثقافة

صاحب “مديح الكراهية”: قمع الثمانينات يتكرر في سوريا اليوم

 


بعد ترجمتها إلى اللغة الفرنسية

دبي – العربية.نت

صدرت باللغة الفرنسية رواية “مديح الكراهية” للكاتب السوري خالد خليفة التي تتناول فترة العنف المسلح في ثمانينات القرن الماضي في سوريا وصراع السلطة مع الأصوليين، وهي لاتزال ممنوعة من الطباعة والتداول في بلدها سوريا رغم وصولها الى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2008.

“مديح الكراهية”، التي طبعت في بيروت عام 2006، تصدر الآن عن دار نشر “سندباد/ آكت سود” الفرنسية بترجمة لرانيا سمارة، وستكون في الأسواق في الرابع من أيار/مايو المقبل.

وقال الكاتب خالد خليفة عن روايته لوكالة فرانس برس “إنها تتحدث عن تصادم الأصوليات، وعن تصاعد الكراهية في فترة الثمانينات”.

وأضاف “ملفات الثمانينات لاتزال معلقة، ملفات المفقودين، ومسؤولية الدم السوري في الثمانينات، وإغلاق الملفات بطريقة القسر لا الانتهاء منها بمعالجتها بشفافية، بل بطرق أمنية”.

ولدى السؤال عن الهامش والخيال في روايته أجاب “هي رواية أكثر منها وثيقة. لكن حينما أستعيدها أجدها طازجة، فكرة الخوف، تراكم الخوف عند الإنسان السوري”.

وأضاف “أنا لم أكتب رواية عن زمن محدد، بل هي تصلح لأزمنة كثيرة، ولم تكن الوثيقة عاملا أساسيا فيها”.

وعلق الكاتب “على ما يبدو أن الأشياء تتكرر، فالقمع الذي نراه اليوم هو نفسه الذي شهدته سوريا في الثمانينيات، كما نشهد المعالجة نفسها التي اتخذت في ذلك الوقت، إلا أن الزمن تغير، فاليوم هناك موبايل يوثق الحقيقة”.

وأكد خليفة “لا تستطيع أن تقرأ المرحلة اليوم من دون العودة إلى تلك الفترة. أدوات السلطة تقف عند ذلك الزمن، بينما وعي الناس يتطور، وأدواتهم كذلك”.

ومن بين الأحداث الواقعية التي تضمنتها الرواية أشار خليفة إلى “القصف الذي تعرض له سجن تدمر الصحراوي، الذي راح ضحيته عدد كبير من السجناء”.

وعما يعنيه الكاتب من وراء عنوان روايته قال “على ما يبدو أن الكراهية تجد دائما من يمدحها، ومن يسمعها”.

لكن رواية “مديح الكراهية” تحرص على ألا تتناول الأحداث بشكل سياسي، بل هي تؤرخ لتلك الفترة عبر شخصيات حيوية تتحرك في مناخ اجتماعي وسياسي.

ومن اللافت أن يروي خليفة حكايته على لسان امرأة، هي البطلة التي تلاحقها الرواية منذ نشأتها في مدينة حلب في بيت نسائي بين خالاتها الوحيدات بعد موت الجدة.

وتقع واحدة منهن في غرام ضابط من غير طائفتها، ما يسبب لها قطيعة مع عائلتها، وتتزوج أخرى من أصولي تسافر معه إلى السعودية ومن ثم إلى أفغانستان.

أما البطلة نفسها فحكايتها تبدأ قبيل دخولها الجامعة، ثم نشاطها الجامعي وتوزيع المنشورات سرا، إلى تجربة اعتقالها، وهو الأمر الذي يملأها بالكراهية شيئا فشيئا.

“مديح الكراهية” هي الرواية الثالثة لخالد خليفة، بعد “حارس الخديعة” و”دفاتر القرباط”.

وخالد خليفة معروف ككاتب سيناريو سينمائي وتلفزيوني، ومن أبرز أعماله التلفزيونية “هدوء نسبي” الذي تعرض لتجربة الصحافيين الذين واكبوا تجربة الحرب في العراق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى