صفحات الحوار

عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف


إعداد : بروسك ديبو

تمر علينا هذه الايام ذكرى عام على انطلاقة الثورة السورية ..عام بكامله أراد السوريون جميعا من خلاله أن يدفعوا عجلة التاريخ الى الامام نحو آفاق الحرية و التأسيس للدولة الديمقراطية المنشودة ، بنضالاتهم السلمية و تضحياتهم العظيمة وأن يصمدوا بكل ما أوتوا من قوة ومن عزم بلا رهاب بأي شيء في وجه أحد أعتى الانظمة الشمولية والديكتاتورية في العالم .

ومن باب الحرص على نشر كل الآراء المتبادلة وعلى التواصل وعرضها لكل السادة القراء ، نود أن نعلمكم أن باب المشاركات في الموضوع مفتوحة امام مختلف الشخصيات السياسية و الثقافية والميدانية الفاعلة على الساحة .

عام مضى على الثورة و تبقى التساؤلات كثيرة و أبرزها :

كيف تقيمون عاما على الثورة السورية ؟ و ما الذي حققته تلك الاحتجاجات الشعبية حتى الان من أهدافها و شعاراتها ؟

الثورة السورية، منذ اشتعال شرارتها لأول مرة، في منتصف آذار2011، بأصابع أطفال درعا الأبية، وحتى هذه اللحظة، تسيربشكل صحيح وبوتيرة جد عالية، وإن أي تحول في مسارها، وأي تغييرفي شعاراتها، فإنما ذلك يأتي لسبب وحيد، هو أن النظام من خلال استبداده هو من يجعل أبطال الثورة يصعدون مواقفهم تجاه النظام.

أجل، هناك محاولات لاستعادة العقل الدموي الذي أطفأ أكثر من انتفاضة في سوريا، في المكان نفسه، ولكن الزمان هو الذي تغير، وجيل الشباب الذي صنع المعجزة، فغدا على حد قول السينمائي التشيلي باتريسيو غوثمان: “لا نظير لشجاعة يهمني هنا، وللانصاف، أن أؤكد أن الثورة السورية، حققت أعظم انتصارلها، لأن النظام الدموي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بالرغم من الحقن التي تعطى له،يعيش حالة هلع مريع، وما ارتفاع وتيرة القتل إلا ترجمة لهذا الهلع الرهيب.من الممكن أن من يتنطع ليكون واجهة الثورة السورية، قديقع في بعض الأخطاء هنا أو هناك، نتيجة سبق الفعل الثوري على التنظير له، بل وأن ذلك يتمّ في بعض الأحايين نتيجة عاملين هما: التواطؤ العام مع النظام من جهة، ولجوء هذا النظام إلى استخدام أكاذيبه وافتراءاته التي لايبزها فيه أي نظام عات في العالم، حيث أن سقوط النظام سيشهد أفول هذه السياسة العجائبية، والغرائبية، والفظائعية، من القاموس العالمي، وحتى الأبد، وستوضع افتراءات النظام، ففي متاحف التاريخ، لتهزأ الأجيال المقبلة من العقل الدموي في سوريا، النظام الذي خطط إلى مابعد خمسين عاماً، أو مئة سنة، ليس ليقدم اختراعات في التقانة والمعلوماتية والعمران أو الاقتصاد، ولا حتى الخبز والدواء بل “كيف يكذب على مواطنه؟، وكيف يكذب على العرب، والعالم، والدين، والقومية، والتاريخ؟، وحتى على رموز هذا التاريخ، ليبدو صلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد مجرد مهزومين أمام بطولات القائد الأوحد الذي يقلده رجل الأمن الصغير، والمحقق،وهو يمارس فحولة بطولته على مواطننا المسكين.

هل هناك مخاطر تهدد الثورة اليوم؟ و ما هي رؤيتكم للخروج من الازمة السورية التي قاربت على إكمال عامها ؟ و كيف تقيمون مسألة الدعوة الى تسليح المعارضة ” عسكرة الثورة ” ؟

: هناك معوقات وقفت في طريق الثورة، استفاد منها النظام وكلها تتعلق بالتواطؤ الدولي العام، ضد هذه الثورة، لأن شباب الثورة إنما يحاربون مخططاً عالمياً لإبقاء سوريا حظيرة، تنفذ”التعهدات” الموقع عليها منذ عقود مع إسرائيل و بمباركة من أمريكا وتركيا وروسيا وإيران وغيرها، إذ أن ما حدث هو أن العالم كله بعد انتصارالثورة في تونس ومصر وليبيا واليمن، انتبه إلى ضرورة الإبقاء على النظام الدموي، وإضعاف سوريا، وإنهاك أهلها، ولعل العقوبات الاقتصادية على لقمة مواطننا هي جزء من المؤامرة الدولية، لأن الدعم المعنوي للثورة، وليس التدخل كان سيسقط النظام، إلا أن التعامل مع النظام وفق خطابين” أحدهما فوق الطاولة والأخرى تحتها، وييأتيي تسليم البطل حسين هرموش من قبل تركيا لسوريا، ناهيك عن التناقض الرهيب في اليومين الماضيين بين تصريحي أردوغان وغول، ما يمنح النظام الدموي الطمأنينة تلو الأخرى، إلا أن كل هذه الطمأنينات الدولية والعربية، ستسقط بسقوط النظام، عماقريب….

إن ماحققته هذه الثورة لهو عظم، فإن الشاب الذي يفتح صدره للرصاص، وهو يقبل أن يقايض روحه بعبارة” الشعب يريد إسقاط النظام” أوغيرها، وهو لايواجه أمناً يرميه بالرصاص المطاطي، بل بالرصاص الخارق الحارق، بل وب” القذيفة” ، إن هذا وحده أكبر إنجاز للثورة، وهو ما يزلزل الأرض تحت أقدام القاتل الذي يعد أيامه الأخيرة، ولعلي هنا أتذكر المقولة التي طالما رددتها أمي على مسمعي وهو” قد تنام أم القتيل، بيد إن أم القاتل لن تنام”…….!.

الثورة السلمية، حتى هذه اللحظة ه سلمية، وإن النظام الدموي هو من يدفع إلى “التسليح”،إن هذه الثورة لم تبدأ بإطلاق ولو مفرقعة على أحدج، ولاتزال تظاهرات الموالاة المسيرة، تخرج من دون أن يواجهها أحد، أليس هذا دليلاً على أن الثورة-بحد ذاتها- ملتزمة بسلميتها، أما ذلك الجندي الذي شهد بأم عينيه انتهاكات بحق حرائرأهله ووطنه، وغيرذلك مما يندى له الجبين، فهو كان أمام اختيارين: اقتل أو تقتل، ولذلك لجأ إلى خيارآخر وهو الدفاع عن كرامة وطنه وأهله، وهو الخيار الأكثرإيلاماً، ولكن ماذا لدى واحد مثلي لكي يزاود به على من يواجه وحشية الاستبداد في المدن التي تحرق، إنه خيار الثورة، وليس لنا إلا أن نحترم دماء شهدائنا، وأريد أن أطمئن كل من يخاف على مستقبل السوريين من”حرب أهلية” إن النظام يدفع حتى الآن، باتجاهها، لكنها لم تقع، وهذا دليل على وعي إنساننا، وإن سوريا هي مختلفة، مع أن مصاعب كثيرة تنتظرنا.

-ما تقييمكم و نظرتكم حول دور و موقع الكورد في العام الاول من الثورة السورية ، شعبياُ و سياسياُ ؟ و كيف يمكن ” تفعيل ” الدور الكردي في الثورة في المرحلة القادمة ؟

: نقد الدور الكردي، وتقويمه سلباً أو إيجاباً، علينا أن نتركه إلى مابعد سقوط النظام، لنشير” أين أخطأنا وأين أصبنا؟” ولكن أطمئنكم أننا ككرد، بالرغم من الكثيرمن الأخطاء التي ارتكبت من قبل” بعض” وكلمة ” بعض هنا لا تذكر ولا أثرلها…. من قبل بعض رجال السياسة، و بعض المثقفين” ممن خلدوا إلى الصمت المطبق بعد مرورعام على الثورة”، إلا أن شبابنا” وهم عصب الثورة…”بيضوا أوجهنا” وهي حقيقة، علينا أن نقربها، وموقف هؤلاء الساسة من الممكن أن نضعه-غداً- في الوقت المناسب، تحت المختبر النقدي، لأن ليس كل ما يسجل على السياسي هو في مكانه، وهنا لا أتحدث عن سياسي واحد، فهناك ثلاثة مستويات للموقف السياسي الكردي، كذلك بالنسبة إلى” المثقف” وهولن يؤثر البتة على موقف الشعب الكردي من الثورة السورية، حيث أنه لايوجد كردي واحد من أصل خمسة آلاف كردي، ليس مع الثورة، إلا أن طريقة الوقوف تختلف، بين فئة وأخرى، وإن كان القاسم المشترك بين كل أبناء شعبنا هو أنه ضد النظام ومع الثورة…، وما الدماء التي سالت في يوم الوفاء للانتفاضة الكردية الذ ي كنت شاهداً على ولادة هذه التسمية من قبل أحد الشباب الثائر، فتم تبنيه من قبل رفاقه، إلى أن تعمم” وهو ما يدل على مدى ترجمة واحد واحد واحد الشعب السوري واحد” إن هذه الدماء، كدماء مشعل التمو ونصرالدين برهك وغيرهما من رموزنا وأبطالنا ، لتجسربين وحدة شعبنا السوري الذي رفع خرج اليوم، في الوقت الذي يحاول فيه بعضهم الإساءة إلى “الخط البياني للثورة” في أكثر من 670 نقطة، وهذا مايدل على أن خريطة الثورة اتسعت بحق، لتكون طبق خريطة سوريا…………!

ضمن سلسلة حوارات ولاتي نت-إعداد بروسك ديبو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى